أما بدء القول المذكور فهو هكذا ليس من عدة الأبواب المذدكورة فى
هذا الكتاب أقول أنا المسكين +
أنهم يعترفون على إنسان مثلهم لكن مثل من يعترف على الله عز وجل
بقلب نقى وأمانة كثيرة بغير تشكك فى المعلم الذى يعترف له بخطاياه +
وينبغى للمعلم أن يقبل المعترف عليه بمحبة ووداعة ويبشره بمغفرة
خطاياه ويخفف عليه القوانين حتى يتنشط لعملها ولا يثقل عليه وينظر
إلى سن المعترف وشيخوخته وقوته والموضع الذى فعل فيه الخطايا
وعلى أى صنعة ثم وهل سعى إليها أو سعت إليه أو بأتفاق جرى أومن
امتلاً طعام أو شراب أو بأمر قاطع ظلم أو خوف أو جزع أو سلطة أو قدرة
أو حاجة أو مسكنة أو فقر أوما شاكل ذلك +
هذه الأشياء كلها يجب على القابل الأفكار أن يفرزها ويميزها وييصر
الإنسان الذى أعترف إليه وانكساره وانسحاق قلبه وحزنه وكآبته وخوفه
القابل للأفكار أن يفرزها ويميزها ويقص ويفحص عنها وبعد ذلك يضع
وتقلل خطاياهم وقوم تعظموا وتكبر خطاياهم ولو صغرت بقحتهم
سلا
الهادى المرتعد من أقوالى " (اش 11 : ) وأنا اتنازل مع الذين أخطأوا
بسرعة مخافة من الله ٠ فأما من لم تكن طباعهم كذلك وقد أخطأوا
خطايا خارجة عن الطبيعة وأقاموا فيها مدة طويلة فعليهم من العقاب
الذين دون الثلاثين سنة وقد أخطأوا بمعرفة أو بغير معرفة وأقلعوا عن
خطاياهم بسرعة فليخفف عليهم القوانين على أى خطية كانوا أخطأوا
وما ارتكبوها إلا دفعة أو اثنتين أو ثلث ٠ وتمنعهم عدة سنين عن تناول
القربان ثم يتقربون فأما أكلهم وشربهم وما يلزمهم من الصلوات وكيف
يتصرفون فى زمان اعترافهم وأفكارهم وكيف ما رأى من نشاطهم يفعل
من حيث لا يعدمهم منفعة التوبة والأمال الصالحة حتى يحسن تدبيرة
وسياسته يصلون إلى الكمال ٠ وسبيل المعلم أن لا ينظر إلى كثرة
خطاياهم ولو كانت حارجا عن الطبيعة بل ينظر إلى تحنن الله وسعة
رحمته بكلام لين وخطاب طيب يخاطب المعترف ٠ ويقبله المعترف أيضا
بأمانة لأنه مثل الذى يتطهر بالغسل من أوساخ وكذلك يكون بالحقيقة
واحد أتى إليه المعترف ورده حزينا ولم يقبله فقد أحزن المسيح القائل
"أقبلوا كل من يأتيكم " (رو ه؟ : ) وينبغى للذى يقبل المعترف أن
يوقفه أمام المدبح المقدس وأن لم تكن كنيسة فيعترف فى موضع خال
من الناس ويصلى معه بالصلاة الربانية والمزمور الخمسين وأربعين مرة
كيرباليصون وبعد تمام الصلاة حسبما تقدم يكشف رأس المعترف أن كان
كان راهباً فليلبس البرنس على رأسه ويطرح نفسه قدام المدبح
بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين
نبتدئ بمعونة السيد المسيح بنسخ كتاب الطب الروحانى أعاننا الثه على
الكمال مما جمعه الأب القديس أنبا ميخائيل أسقف أتريب وميليج +
الباب الأول
فى تمجيد الله تعالى
قال المجد لله الدى شرف البشر بكمال الصورة الإنسانية على سائر
المخلوقات ٠ وخص المسيحيين بنعمة المعمودية التى بها تمحى الأثام
والزلات ٠ وعوضنا بشريعة الكمال والفصول الإنجيلية عن شريعة القصاصضص
فأننى لما رأيت أبناء البيعة عن خلاصهم غافلين وبقوانين استغفار
الخطايا جاهلين ٠ والكهنة والمعلمين غالطين أو عاطلين ٠ ولا يدرون
على أن أجمع جزءا مفردا من جملة القوانين لينتفع بها المعلمون
أتعابهم وأجتهادهم ٠ وينبغى لك أيها الطالب أن تعلم أن الروح القدس
تكلم على ألسنة الأنبياء والمرسلين والرسل الكرام الحواريين *
المعلمين القديمين ٠ على كل قسم من أقسام الخطايا بقوانين مختلفة
للكهنة ولكافة المؤمنين ٠ وذلك لسبب اختلاف طبائع البشر والفرق بين
سن الصغر والكبر ٠ وما يعمل بالرضا والأختيار وبالأكراه والأجبار *
وخطايا الكهنة والعلمانين الرجال والرهبان ٠ أشد من خطايا النساء
والصبيان والجهال ٠ وكذلك الخطايا فى الآحاد والأعياد والأصوام +
أصعب قانونا من الخطية فى بقية الأيام ٠ ثم الخطية قريب القربان أو
فى عقبه ٠ فذلك أصعب فى عذاب فاعلها وعقابه ٠ فإذا لم يعلم الطبيب
هذه الأسباب المذكورة فقد غلط فى طب المريض بالضرورة ٠ وكان
فى غلطه عظيم الخطر ٠ وجرح المريض يزداد كلوما وضرر ٠ لأن الكثير
الخطية ٠ العظيم البلية إذا كانت أدوبته خفيفة ٠ ومراهمه لينة لطيفة
هان عليه افتعالها وعاد إلى الوقوع فى امثالها ٠ وهكذا أرباب الخطايا
الصغيرة ٠ لا يجب أن يقتنوا بالقوانين الكبيرة لثلا تعجز قوتهم عن
تكميلها ٠ فأن وقعوا فى مثلها لا يعترفون بها ٠ وينبغى أن يكون المعلم
طاهرا فى سيرته نقيا فى سريرته كاملا فى علمه وعمله ٠ وقد تسلم قبول
الأفكار من رئيسه أو معلمه ٠ فمن قبل الاعتراف على هذا المنهج
السديد فأنه يفوز بالغفران هو والتلاميذ ٠ من الإله المحب توبة الخطاة
أمين ٠
الباب الثانى
وهوصد رالكتاب
أن الله تعالى ذكره لكمال عدله وقداسته ومحبته فى الطهارة وجودته
الإنجيل " طوبى لأنقياء القلب فأنهم يعاينون الله " (مت ٠ : 4) لهذا
فرض على البشر عمل الفضيلة ليكونوا أطهارا فى أجسامهم ونفوسهم
وعيونهم وقلوبهم فقال " من نظر إلى امرأة واشتهاها فقد زنى بها فى
قلبه " (مت ه : 18) وقال " من قال لأخيه يا أحمق استحق جهنم " (مت
٠ : 1) وقال " كل كلمة باطلة تعطون عنها جوابا فى يوم الدين " (مت
7 وقال " يكون كلامكم لا لا ونعم نعم وما زاد على ذلك فهو من
الشرير " (مت ه : 7") وقال داود النبى " أن الله بهلك الناطقين بالكذدب
ويبيد الشفاه الغاشة " (مز ١9 : ") وقال الرسول بولس فى رسالته
كانت هذه أقوال الله التى قالها على ألسنة أنبيائه ورسله وهى الحق
الذى لا شك فيه ولاريب يدخل عليه ٠ وقد علم الله بسابق علمه أنه
بالفعل أو بالكبر أو بالفكر فلعظم رحمته للبشر وشوقه إلى خلاصهم كقوله
الصادق " أنى أشاء الناس كلهم يخلصون وأن بأتوا إلى معرفة الحق "
(١تى 6:9) أقام له وكلاء وخلفاء ونوابا على الأرض يقاصون من يريد
الشريعتين فقال فى السفر الثالث من التوراة " كل من أخطأ خطية مما
نهى الله عنه فليأت بقربانه ثم يضع يده على رأس الضحية التى قدمها
على الخطية وتذبح فى المكان ويأخذ الكاهن من دم الضحية ويرش به
ليستغفر له الكاهن عن الخطية التى أخطأها ويغفر له (لا6 :21-14)
الرابع " إيما رجل أو امرأة أخطأ خطية مما يخطئ به البشر فلتعترف
تلك النفس ليستغفر لها الكاهن " (عد ه : 1-5 +
وقال فى الإنجيل المقدس لبطرس " أنك أنت الصخرة وعلى هذه
الصخرة أبنى بيعتى ولا تقوى عليها أبواب الجحيم ولك أعطى مفاتيح
ملكوت السموات فما ربطته على الأرض يكون مربوطا فى السماء وما
حللته على الأرض يكون محلولا فى السماء " (مت 14-18:16) وقال
الإنجيل أيضا أن الرب نفخ فى وجه تلاميذه بعدما قام من بين الأموات
وقال " من تركتم له خطاياه غفرت له ومن امسكتموها عليه أمسكت "
وليس لبقية الكهنة كان جوابه أن السيد المسيح قال لتلاميذه " هانذا أنا
هذا وإلا فقد بطل كل أعمال الكهنوت لأن الرب لم يقل لنا عمدوا بأسم
تقديس القرابين هكذا اصنعوا بل إنما قال لتلاميذه فإذا لم يكن ما قاله
الرب للتلاميذ يختص بهم وبالآتين بعدهم فقد طلب أمور النصرانية كلها
من أموره والمستصعب منها مع بقية الأسباب المذكورة فى أول الكتاب
واحد وهو رجوع التائبين عن خطيتهم فقد تكون الخطية صغيرة وفاعلها
يستحق أن توضع عليه الحدود الثقال فيجب أن يقبل عليه ليزداد بره
ويعظم أجره ويكثر فضله ويتضاعف إكليله ٠ وقد تكون الخطية ثقيلة
قوانينها ٠ لأن الله يقول فى التوراة " إذا ظهر برص على بدن إنسان
ٍ من ذاته ٠ أما البرص الظاهر فيقتل نفسه إذا ثبت عنده أنه ما بقى يطهر
2 وأنه قد رزل بالكلية ٠ وأما فى الخطية قليلا بيأس من الخلاص فيزيد
حيننذ فعل المعاصى ويهلك هلاكا كليا وقد قال الرسول بولس فى
الرسالة الأولى " داره لثلاا من فرط الحزن يبتلعه العدو " (٠7كو7:1)
والرب سبحانه قد ضرب فى الإنجيل مثلا وذلك لوكيل الظلم الدى
سامح غرماء سيده بعضهم بنصف ما عندهم وبعض دون ذلك ومدح فعله
وقال " أنه بحكمة فعل ذلك " (لو 176: 4) وهكذا أيضا تقريب الخطاة قد
جعل الرب للكاهن الأمين السلطان فى ذلك فقال " طوبى للعبد الأمين
٠ )66-4 وقال يوحنا فم لذهب أن هذا هو حل الرباط وهو شفاء
الجرح من ألمه ويجب أن تكون مقاصد المعلم فى التنقيل والتخفيف
والربط والحل مقاصد إلهية غير مختص بشئ منها فلا يتعظم بأعطاء
ذلك بجهله وشره فأنه يفرز من حزب الكهنة المحقين ويربط مع زمرة
الشياطين ويعاقب متهم إلى دهر الداهرين وأبد الآبدين ٠ ويجب أن لا