الفصل الخامس :
المملكة الموحدة لكل اسرائيل م مم 1:1
صموئيل عراب المملكة تي ١١
النقد النصي لسفر صمئيل الأول خخ ١١6
صمؤوئيل الثاني ومملكة داود تت اا
النقد النصي لسفر صمؤئيل الثاني تي أ
النقد التاريخي والأركيولرجي لسفر صمؤئيل الثاني ... ١77
سفر الملوك الأول والعصر الذهبي لمملكة سليمان ..... ١74
النقد النصي لسفر الملوك الأول تي ل
النقد التاريخي والأركيولوجي لأخبار المملكة الموحدة .. ١58
نتيجة ومنعطف جديد تتمي لا ١9
الفصل الأول ؛
نظرية آلت في التسرب السلمي 1١
نظرية الانتفاضة الداخلية بتي اا
نظرية بوتقة الانصهار يا #مدد مب بعص 1161
الفصل الثانٍ :
معالجة مسألة نشوء دولة اسراثيل - السامرة على ضوء آخر
المعلومات الأثارية في فلسطين
الفصل الثالث :
الآراميون والخلقية التاريخية لصعود دمشق ا لاا
الفصل الرايع :
امبراطورية دمشق والعلاقات الأرامية الفلسطينية ١٠١١ 00٠.
دمشق واسرائيل ؛ حروب وتحالفات بلا رقو ١٠١94
عصر بن هدد ......ه.. ١١
الفصل الخامس :
العقود الاخيرة لدمشق ونشوء بهوذا مومه ال
الحروب الأخيرة بين دمشق وآشور تلب فكلا
نهاية اسرائيل تع 57
سياسة التهجير الأشورية ع أسالييها وأهدافها ١لا
الفصل السادس :
صعود يهوذا ونهايتها السريعة ا آذ
خاتمة : ل
خلاصة ما تقدم ب حي
اليهودية والنظام العالمي الجديد للامبراطورية الفارسية ... 174
يعتبر كتاب التوراة بالنسبة للباحث في الميثولوجية وتاريخ الأديان أحد المفاتيح المهمة
لفهم آخر حلقات التاريخ الديني في منطقة الشرق القديم . كما يعتبر تاريخ فلسطين مقدمة
لا غنى عنها لفهم كتاب التوراة » وتوضيح السياق التاريخي لظهور أسفاره ؛ وفهم الوسط
الفقافي الذي أنتجها ؛ والوضع الفكري لمحرريها . وبذلك يغدو تاريح فلسطين جزءاً لا يتجزاً
من تاريخ الدين في المنطقة المشرقية .
من هنا جاء اهتمامي الشخصي بهذا التاريخ » وسعيي لكشف غوامضه والتعمق في
إشكالياته ؛ وذلك على هامش بحثي الأساسي في الميشولوجية وتاريخ الدين . ثم تحول الهم
الهامشي تدريجاً إلى هم رئيسي ؛ فوضعت كتاني الأول في تاريخ فلسطين عام ١984
وكان بعنوان “ ” الحدث التوارتي والشرق الأدنى القديم : ولكن فيض المعلومات
الأركيولوجية الجديدة ؛ الذي تراكم خلال ثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن العشرين :
بؤرة اهتماماتي , لأن هذه المعلومات الجديدة أعذت تفرش الأرضية اللازمة لإعادة النظر في
تاريخ فلسطين ؛ ومسألة نشوء اسرائيل القديمة وزوالها في السياق العام لهذا التاريخ ؛ وفهم
علاقة تاريخ اسرائيل بالتاريخ اليهودي » وهي علاقة قد بدأت الأن بالاتضاح على خلفية
المعلومات الجديدة » وذلك بعد فترة طويلة من اختلاط البحث التوراتي بالبحث التاريخي ؛
وسيطرة الأول على الثاني .
وبما أن تاريخ آرام دمشق قد تقاطع مع تاريخ مملكتي اسرائيل ويهوذا خلال النصف الأول
من الألف الأول قبل الميلاد ؛ وهي الفترة التي شهدت نشوء هذه الممالك الثلاثة وحروبها
وتحالفاتها واختلاف مصائرها ؛ فقد تهيأت لي فرصة انتظرتها طويلاً لأقول في تاريخ مملكة
لهذا التاريخ » وسيطرة وجهة النظر التوراتية عليها ؛ فسلطت الضوء على حقبة مهمة من
تاريخ سورية الأراميةلم يتم حتى الآن إضاءتها والربط بين أحداثها . لقد جعلت مملكة دمشق
من نفسها في تلك الحقبة القوة العظمى الثانية بعد أشور في منطقة الشرق القديم » ودافعت
عن استقلال مناطق غربي الفرات في مواجهة آشور فترة طويلة من الزمن ؛ استطاعت خلالها
التي سقاها للشعوب المغلوبة » وورث الكلدان ثم الفرس فيما بعد أملاكه الغربية + شمل
اللدى الجغرافي للثقافة الأرامية المنطقة الممتدة من حدود الهند إلى البحر المتوسط ؛ فيما
يدعوه المؤرخ أرنولد تونيبي بالعالم السوري
إلا أن القارىء سوف يلاحظ منذ البداية أن المسألة الدينية لم تأخذ أكثر من الحيز اللازم لها
في أي بحث تاريخي . فهذه الدراسة تبقى حتى النهاية ضمن إطار البحث التاريخي
الصرف ؛ وذلك في كل ما يتعلق بالمرجعية والمقتربات والمنهج . وهي تعتمد أحدث
المعلومات التي قدمها علم الآثار وعلم التاريخ والعلوم المساعدة الأخرى » خلال سبعينيات
وثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن العشرين . وهي معلومات مختلفة حذرياً وتضع بين
أيدينا المقدمات اللازمة للانعطاف نحو آفاق جديدة في كتابة تاريخ فلسطين .
مقدمة
لعل أهم ماتكشفه أمامنا المعلومات الجديدة المتوفرة خلال ربع القرن الماضي هو استقلال
الدعوة لوضع الرواية التوراتية بكاملها على الرف ؛ وكتابة تاريخ فلسطين خلال الحقبة التي
تغطيها أحداث التوراة ؛ بمعزل عن النص التوراتي والخبر التوراتي الذي فقد لديهم كل
مصداقية تاريخية . وبذلك يتحول كتاب التوراة من مصدر أول ورئيس لكتابة تاريخ
فلسطين وتاريخ اسرائيل » إلى ناتج ثانوي من نواتج ذلك التاريخ » وإلى تركة أدبية تتطلب
نفسها التفسير والتعليل . فالباحث غربيني تدناعة6 . 6 ؛ على سبيل المثال » يرى أن
الأسفار المدعوة بالتاريخية في كتاب التوراة » قد دونت فيما بين أواخر العصر الفارسي
وأوائل العصر الهيلينستي ؛ وذلك بعكس الرأي الشائع بين الباحثين المحافظين الذين يرون أن
تدوين التوراة قد ابتداً خلال فترة السبي البابلي ؛ و اكتمل في مطلع العصر الفارسي . من
هنا » فإن إعادة بناء تاريخ فلسطين ؛ عند هذا الباحث ؛ يجب أن تتخطى النص التوراتي ؛
لأن هذا النص قد دون بعد فترة طويلة جداً من الأحداث التي يتصدى لروايتها . وهو يرى
المناخ الإجتماعي والنفسي للفترة المتأخرة التي أنتجتها © .
١ - أنظر أفكار غربيني : ٠ 6:10 . © بتفصيل أكثر في كتابه
8 90و20 , 1-21 د11 :17 برودادا اه بومماد 7 , :وي . © -
لا ينفرد الباحث غربيني 08:00 بهذا الموقف من تاريخ فلسطين ومن التقاليد
التوراتية » بل إن دراسته الصادرة عام 19/8 تأتي في سياق التوجه الجديد في الحلقات
الأكاديمية المتحررة؛ نحو إعادة النظر في تاريخ اسرائيل سينا عن التوجه التقليدي» الذي يقوم
على التوفيق بين البحث التوراتي والبحث الأركيولوجي. وقد تم التأسيس لهذا الإتجاه
المتحرر منتذ مطلع سبعينيات القرن العشرين ) من خلال أبحاث دارسين
متميزين من أمشال ج.أ. سوجن «نعو80 . .3 و ج.م.ميللر :341116 . 1.134 و ج.ه.
لهم عبر الصفحات المقبلة لهذا الكتاب .
عام ١997 مايلي : ” إن الأبحاث الجديدة التي توفرت لدينا خلال ربع قرن مضى ؛قد
فرشت أرضية صلبة تمكننا الآن من صياغة تاريخ لإسرائيل مستقل عن البحث التوراتي
التاريخ » بشكل موضوعي وطريقة وصفية ؛ قد صارت ممكنة. فجميع هذه المؤلفات تقريباً
ت بين ازا معترضة الأخبار التاريخية المقتبسة من التوراة ( دلالة عن الشك المبدئي
. إن مقدرتنا المتزايدة على بناء تاريخ مفصل لأصول إسرئيل ؛ تجعل من
د أكثر فأك تك الإعتماد على الروايات التوراتية كمصدر لكتابة التاريخ. وعلينا
أن نتخلى بشكل جذري وواع عن كل المسلمات التي فرضت علينا من قبل النص
التوراتي ””" . أما عن مصادر كتابة هذا التاريخ المستقل» فكثيرة ومتنوعة. فإضافة إلى التفسير
المتحرر من المواقف التوراتية المسبقة لنتائج الببحث الأثري في المنطقة؛ ودراسة النقوش الكتابية
معونة عدد من العلوم المساعدة في حقول الإجتماع » والإنتروبولوجيا ؛ والبيئة الطبيعية
للعصور القديمة بنباتاتها ومناخحها ودورات الخصب والجفاف المتعاقبة عليها ؛ والتغير في نمط
الاستيطان السكاني ؛ وما إلى ذلك مما سنتعرض له في حينه .
صارت الآن بحاجة الى إلقاء الضوء عليها من قبل ذلك الماضي ؛ الذي بدأ يتضح بشكل
مستقل عن المواقف المسبقة والمسلمات المفروضة . وبتعبير آخر » فإن كتاب التوراة لم يعد
نقطة الإنطلاق بل خط النهاية في دراستنا التاريخية . فعندما نفلح في كتابة تاريخ
لفلسطين مستقل عن الصورة الخيالية التي تقدمها الأسفار التوراتية » يمكن عند ذلك أن
نطرح أسثلة تتعلق بكيفية نشوء الأسفار التوراتية ؛ ثم نجيب عليها . أما الإستمرار في اعتبار
التوراة نوعاً من الكتابة التاريخية ؛ فلن يؤدي إلى مزيد من التعمية على التاريخ فقط ؛ بل
سيبقي العقبة قائمة أمام فهم الكتاب و مضامينه ورسالته .
تنتمي الأسفار التوراتية ؛ من حيث شكلها ومضمونها ودوافع كتابتها » إلى جنس
كتابي يمكن وصفه بجنس الجمع الترائي . فالهاجس الذي يدفع محرري ومعيدي صياغة
تلك التقاليد الأدبية المتفرقة التي صنعت منها الأسفار » ليس هاجساً تاريخياً بل هاجس
تراثي. فهم يعملون على جمع وتصنيف وإعادة صياغة تركة ثقافية شعبية متعددة النشأة
والأصول وخطوط التداول ؛ ويرتبونها في تسلسل زمني ينسجها إلى بعض وذلك من
خلال منظور إيديولوجي مفروض عليها من الخارج ؛ يعكس الوضع الفكري للقائمين على
التحرير وإعادة الصياغة في الفترات المتأخرة . إن ما يحرك محرر التوراة » باعتباره قاصاً
وجامع تراث شعبي موغل في القدم ؛ هو العقدة القصصية التي تقود إلى الإنضاء بمضمون
ديني ؛ يظهر كيفية تدخل الإلهي بالدنيوي ؛ وتوجيهه له » ومن دون التفات إلى الحدث
المحقق والخبر المدقق. أما الترتيب الزمني (الكرونولوجي) لأحداث القصة الواحدة ؛ وللقصص
المتتابعة الملصق بعضها ببعض ؛ فلا يعني أن هم النص هو هعٌ تاريخي . فمثل هذا الترتيب
الزمني للأحداث هو شأن أسلوبي بالدرجة الأولى + وهو مستلزم ضروري في الكتابة الأدبية
والكتابة التاريخية على حد سواء . فالقاص والمؤرخ يقدمان لنا جملة من الأحداث التي
تتحرك في زمنٍ ماض ؛ وبشكل يتسلسل من الأقدم إلى الأحدث في حلقات يمسك بعضها
ببعض بشكل منطقي . إلا أن ما بميز التاريخ » كجنس كتابي ؛ عن الأدب ؛ هو النية المسبقة
ويسعى جاداً من أجل التفريق بين الحيالي والواقعي ؛ مركزاً على ما يمكن لنا معرفته ؛
من صنعه ويقدم أحداثاً ممكنة التحقق من منظور منطقي ظاهري . وبين المؤرخ والأديب يأتي
موقع جامع العراث الذي يبحث عن التسويغ التاريخي الشكلي في المادة التي يقدمها ؛
من دون إختبار وتدقيق للروايات التي يعمل على جمعها وتصنيفها . وهنا قد يتم
إستهبعاد ما حصل فعلاً لصالح رغبة الكاتب في تصديق سلسلة ما من
الأحداث ؛ مدفوعاً بموقفه الإيديولوجي المسبق » ويغيب الحقيقي والواقعي في
ضباب الخيالي .
لقد أعلن بعض الباحثين منذ العقد الأخير للقرن التاسع عشر ؛ من أمثال :1488 . 5[
وامط:ن© . 53 بأن المصدر الأساسي للتقاليد التوراتية هو الحكايا الشعبية والملاحم وقصص
البطولة التي كانت متداولة شفاهة عند تحرير أسفار التوراة ؛ إبان وبعد
السبي لبابلي . وجادل :1486 بشكل حاص في أن كامل سفر التكوين ؛ برواياته
عن الأباء أسلاف بني إسراثيل ؛ ؛ لا علاقة له بالتاريخ ؛ ويجب تصنيفه في زمرة ة الأخيولة
الأدبية”" . ولكن رد الفصل المحافظ على هذا الإنجاه التحرري المبكر ؛ قد جاء
من قبل الباحث 35888104 . 0 )١1977( الذي أسس للمدرسة المعروفة بمدرسة نقد
الشكل . ويركز :2:588010 في دراسته على أسفار موسى الخمسة التي كانت موضع نقد الإتجاه
التحرري؛ مجادلاً في أن الشكل الأنعيو لي الأدبي لهذه الأسفار ينضوي على أحداث تاريخية
حقيقية,غلفها خيال النقلة عبر العصور بغلالات جعلتها تبدو أشبه بالأدب الشعبي. من هنا فإن
النقد النصي يستطيع اكتشاف المستوى التاريخي الكامن تحت الظاهر الأخيولي للمادة
وقد التقط هذا الموقف المحافظ الجماعة المعروفة بجماعة علم الآثار التوراتي ؛ والتي بدآت
أفكارها بالإنتظام فيما بين 1870 و 1970 ؛ وذلك عقب فيض المعلومات
الأركيولوجية الجديدة من مناطق الشرق الأدنى القديم ؛ وبتأثير رئيسي مس الباحث وليم
الأصلية . ويقوم منهجه على إعادة تركيب نتائج الدراسات التوراتية والآثارية والتاريخية»؛ من
6 - دوم ,1014 - 3
أجل الوصول الى البنية التاريخية الخفية للعص التوراتى . !"© وقد بقى هذا الإتجاه سائداً حتى
مطلع سبعينات القرن العشرين » عندما صارت نتائج البحث الأثري الشامل للأرض
الفلسطينية كافية ؛ من حيث كميتها ونوعيتها ؛ لفرش الأرضية اللازمة للإنعطاف الجديد في
البحث التاريخي ؛ مما أشرنا إليه منذ قليل .
وفيما بين أقصى يمين الإتجاه المحافظ الذي يثله أولبرايت وتلامذته ؛ وأقصى يسار الإتجاه
المتحرر ؛ تتدرج مواقف بقية الباحثين . فالبعض يرفض الأساس التاريخي لأسفار موسى
الخمسة ( والتي تتضمن قصص الأباء من ابراهيم إلى يوسف . وقصة الخروج من مصر ) ؛
ويبحث بالمقابل عن تاريخية أحداث الرواية التوراتية ابتداءً من فترة يشوع أو فترة القضاة ؛
الأساس التاريخي لسفري يشوع والقضاة أيضاً ؛ وبحث عن تاريخية أحداث الرواية ابتداءً
من تشكيل المملكة الموحدة لكل إسرائيل خلال القرن العاشر .م . وهناك فريق ثالث يرى
أنه من غير المجدي البحث عن تاريخية الحدث التوراتي قبل القرن التاسع ق.م ؛ عندما تبدأ
أخبار إسرائيل بالظهور في سجلات آشور » وذلك لأول مرة في التاريخ . هذه المواقف
البحث التاريخي التوراتي .
إن أهم نتيجة يمكن أن نخرج بها من متابعة هذا الجدل الأكاديمي الدائر خلال القرن
العشرين » ومن دراسة الوثائق التاريخية لثقافات الشرق القديم » ودراسة أحدث نتائج
التنقيب الأثري في فلسطين » هي أن التقاليد الدوراتية قد خلقت “إسرائيلاً” خاصة بها
مسألة أصول إسرائيل وتاريخها ؛ قد انصب على أحيولة لا تمتلك من الوجود الواقعي
إلا أقله. ولسوف نسير عبر صفحات هذا الكتاب في محاولة جادة لاكتشاف صورة إسرائيل
في التوراة وفي التاريخ والبحث عن التقاطعات الممكنة بينهما ؛ من أجل معرفة حقيقية
© يعتبر وليم فوكسويل أولبرايت أكثر أفراد جيله حيوبة ونشاطا وإلتاجاً ؛ سواء في مجال النقيب الأثري أم في مجال البحث