اليهودى فى العالم العربى على يد الصهيونبة بعد قرون من التعايش
والاندماج الحقيقى فى حياة العالم العربى والإسلامى.
وقد تم التمهيد فى هذه الدراسة بالحديث عن الوضع الديموجرافى
والاجتماعى لليهود في مصر منذ عهد محمد الذى ازدهرت فيه حياة
الطوائف اليهوبة داخل إطار المشروع التحديثى الذى اراد محمد على
علاقاتها بالسلطة. وقد اهتم الباحث بإعطاء الاحصاءات الدالة على
نسب السكان اليهود فى مصر بداية من عام 1841م موضحا الزيادة
التى طرأت عليها وأسبابها ولعل من أهم هذه الأسباب لجوء عدد من
يهود فلسطين إلى مصر بعد نشوب الحرب العالمية الأولى وصل عددهم
الهجرة بداية النشاط الصهيونى الحقيقى فى مصر.
فقد كان معظم هؤلاء اليهود اللاجئين إلى مصر من العناصر الفاعلة
فى العمل الصهيونى فى فلسطين. ونتيجة لمراقبة الوالى العشمانى جمال
هذا النشاط إلى مصر التى أصبحت أحد أهم مراكز النشاط الصهيونى
السرى غالبا والمعلن فى بعض الأحيان. وقد جح البحث فى توضيح
الصورة الاجتماعية للحياة اليهودية وبدى الاندماج اليهودى فى حياة
المجتمع المصرى؛ وفى ابراز علاقة هذه الجماعة بالسلطة خلال ذ
وقد جحت هذه الدراسة فى توضيح المحاولات اليهودية للتأثير على
الرأى العام المحصرى وذلك من خلال هذا النشاط الملحوظ فى مجال
الصحافة والإعلام. حيث امتلك اليهود عنددا من الصحف اليومية
والمجلات الشقافية العامة. وقد تتبع الباحث تشأة الصحافة اليهودية
الصهيونية للصحف اليهودية؛ والأنشطة ذات الطابع الصهيونى التي
قامت بها الصحافة اليهودية واهتم الباحث أيضا بالنشاط الفنى
اليهودى فى مصر وكيفية توظيف هذا النشاط للتأثير على الرأى العام
المصرى؛ كما أشار إلى النشاط السينمائى على وجه التحديد موضحا
وفى لمجال الثقافى اهتمت الدراسة بالأنشطة
التأثير على الطائفة البهودية من التاحية القومية والمؤثرة ايضا فى الرأى
العام مشيرا إلى بعض الجمعيات والاتحادات الثقافية اليهودية مثل
لاحياء الوعى القومى اليهودى بما يخدم الاهداف الصهيونية بتركيزها
على فكرة عدم الاتدماج اليهودى فى مصرء
وتتيع الباحث أيضا أنشطة الصهيونية فى مصر على المستوى
بالصهيونية العالمية. وموضحا لمحاولات اقامة مستعمرات يهودية
صهيونية فى مصر مثل مشروع اقامة مستوطئة فى كوم اموه ومشروع
الاستيطان اليهودى فى شمال سينا ء وبخاصة فى منطقة العريش. كما
مصر وزاولت نشاطها الصهيونى من خلال هذه الفروع وأشار كذلك إلى
بعض المنظمات الصهيونية الارهابية التى كان لها نشاط بين يهود
مصرء وكذلك الاشارة إلى دور اليهود فى النشاط اليسارى المصرى.
ولعل النتيجة الهامة والنهائية التى أثبتتها هذه الدراسة المهمة هى
كيف أفسدت الصهيونية علاقة اليهود بالبلاد التى عاشوا فيها. وتعتبر
الجماعة اليهودية فى مصر دليلا واضحا على تغلفل العمل الصهيونى
إلى الحد الذى اثر على مسيرة حياة اليهود فى مصره وعلى مستقيل
العلاقات اليهودية المصرية. فالصهيونية أدت إلي وضع نهاية لحياة
يهودية مزدهرة داخل المجتمع المصرى تحقق فيها قدر كبير من الاندساج
والتفاعل فى ظل التسامع الدينى والثقافى.
وفى النهاية لايسعنى إلا تقديمْ الشكر الجزيل للدكتور محمود عبد
الظاهر على هذه الدراسة القيمة للموقف السياسى ليهود مصر خلال
الفترة المدروسة. فقد كشفت هذه الدراسة العديد من الحقائق الغائبة؛
والمعلومات المجهولة عن حياة الاقلية اليهردية فى مصر؛ وعن علاقاتها
(.د. محمد خلييفة حسن
مدير مركز الدراساآت الشرقية
جامعة القاهرة
وخاصة الشرقية منها ؛ فى قيام إسرائيل؛ وذلك على ضوء التصعيد
الحاد فى بداية السبعينيات من القرن العشرين لما اسماه بعض المفكرين
الإسرائيلين الإففال المتعمد لتاريخ اليهود الشرقيين (السفارديم) (!!.
الأمر الذى يؤدى إلى تعميق الخلافات المجتمعية هناك إلى درجة تعرض
الحصانة الاجتماعية والانمنية لشعب إسرائيل للخطر على حد تعبيرهم.
وقد تعمقت هذه النظرة بعد حرب اكتوير ١8/1“ وحدوث شرخ كبير
فى نفوس أجيال تربت على الانتصار الدائم, فجاءت النتائج لتحدث
الصدمة؛ التى أحدثت شرخا فى جدار النفس الإسرائيلية. وحدث ما
ما حدث على الأخرى. وفى ظل هذه الظروف ظهرت أعمال درامية تلقى
بظلال الشك على الدور الذى لعبه اليهود الشرقيون؛ وخاصة يهود
البلدان الاسلامية؛ فى الحركة الصهيوتية او النشاط العام الذى أدى إلى
قيام دولة إسرائيل. ومن أبرز تلك الأعمال الدراما التليفزيونية التى
عرضها التلفاز الإسرائيلى تحت عنوان «عمود النار» فى عام 1147/6
والتى سببت تداعيات اجتماعية داخل إسرائيل وجاءت فى إطار تأكيد
التناقض الشقافى والقيمى الذى ساد المجتمع الإسرائيلى ونظرة التعالى
من الاشكنازيم التى ميزت ديناميكية التعامل الاجتماعى هناك؛ وأدت
إلى غرية سفاردية ثقافية اجتماعية داخل إسرائيل, جاءت فى إطار
انعكس هذا التخلف على يهودها الذين هاجروا إلى إسرائيل.
وقد قت مناقشة هذا الموضوع فى الكنيست الإسرائيلية الشامنة؛
وبناء على اقتراح عضو الكنيست «حبيب شمعون» احالت الكنيست
إلى لجنة التعليم اقتراح دراسة «إنقاذ تراث يهود الشرق». وفى الحادى
والشلاثين من يوليو عام 14774 "0 اصدرت اللجنة الفرعية للتعليم
توصياتها الى تدعو إلى الاهتمام بتراث يهود البلاد الاسلامية لأن
هجرة هؤلاء اليهود هى التى أدت إلى إحداث طفرة الهجرة إلى إسرائيل»
مع اعتراف اللجنة بشعور الإحباط الذى أصاب أبناء الطوائف الشرقية
بسبب اعتبار الثقافة الغربية ثقافة معيارية مع إهمال تراث وحضارة
يهود الشرق؛ وتعليم ذلك للإسرائيليين.
وقد طالبت اللجنة باعداد برامج دراسية جديدة للمدارس بكل
ورغم ذلك فقد عادت لجنة التعليم والثقافة فى الكنيست التاسعة فى
الحادى والعشرين من فبراير عام 1474 لمناقشة نفس الموضوع؛ إثر
إذاعة الحلقة الرابعة لمسلسل تليفزيونى عن الصهيونية جاءت تحت عثوان
«كيف يا شعب إسرائيل؟» أ*'؛ وقد ركزت على إبراز اللامبالاة التى
تناول بها اليهود الشرقيون «الحلم الصهيونى وتحقيقه». (5)
والاجتماعى؛ للمطالبة بإعادة كتابة تاريخ الطوائف اليهودية فى البلاد
الإسلامية؛ وخاصة فى الدول العربية. وبدأت تظهر العديد من المؤلفات
التى توضع الدور الاجتماعى والحضارى ليهود الشرق وفضلهم على
التى تعرضوا لها لمجرد انهم يدينون باليهودية؛ ومنهم يهود مصر. ولكن
إلى أى مدى صدقت هذه المقولة وماهى الأبعاد الحقيقية لطبيعة
العلاقات القائمة بين فئات المجتمع المصرى؟ وهل عانى اليهود من تمييز
عنصرى؟ وما هى طبيعة النشاطات الصهيونية التى مارسرها فى مصر؟
وما هى الأنشطة التى مارسها يهود مصر على المستويات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية؟ وفى البداية سوف نلقى الضوء على الوضع
السكانى والاجتماعى والحياتى العام الذى ميز حياة اليهود المصريين
وعلاقة السلطة بهم وعلاقتهم بهاء
من الاهمية استعراض الحالة العامة للسكان اليهود فى مصر
ورضعهم فى المجتمع المصرى فى زمن الدراسة؛ وبداية ظهور القيار
القومى الصهيونى الذئ تبلور بقيام المنظمة الصهيونية ويعقد مزقرها
الأول فى بال فى 18817 ولكن قبل ان نسترسل مع الوضع الاجتماعى
لليهود المصريين فى هذه الفشرة
السكانية لليهود فى مصرء وتشكيلهم الطائفى مع استعراض عام
لتقسيماتهم الداخلية واماكن معيشتهم؛ مع تبيان الاحصاءات الدالة
على تطورهم السكانى وأماكن التركيز فى إقامتهم وموقفهم من الحصو
على الجنسية المصرية؛ ولذلك آثرت أن تكون البداية مع هذا الاستعراض
الوضع الاجتماعى لليهود فى مصر حتى عام ١448 وتشكيلة الطائفة
فئات المجتمع المصرى والسلطة الحاكمة من جهة أخرى.
من تاريخ المنطقة نستعرض الاحوال