على باطل ولا باطل على حق » فاستهديت الله تبارك وتعالى فهداني إلى ما أودعته في
ثوب كان عليه؛ ورمى به ودفع الكتب إلى الناس ؛ فمنها كتاب اللمع وغيره من تواليفه
الآتي ذكر بعضها قريبا إن شاء الله : فلما قرأ تلك الكتب أهل الحديث والفقه من أهل
مذهبهم إليه فصار عند المعتزلة (ككتابي أسلم وأظهر عوار ما تركه فهو أعدى الخلق إلى
أهل الذمة) » وكذلك أبو الحسن الأشمري أعدى الخلق إلى المعنزلة ؛ فهم يشنعون علية
وينشنعون علية وينسبون إليه الأباطيل » وليس طول مقام أبي الحسن الأشعري على
مذهب العتزلة مما يفضى به إلى انحطاط النمزلة بل يقضي له في معرفة الأصول بعلو
لمرتبة ويدل عند ذوي البصاثر له على سمو المنقبة ؛ لأن من رجع عن مذهب كان بعواره
أخبر وعلى رد شبه أهله وكشف تمويهاتم أقدر » وتبيين ما يلبسون به لمن يهتدي
باستبصاره أبصر » فاستراحتة من يعيره بذلك كاستراحة مناظر هرون بن موسى الأعور ؛
وقصته أن هارون الأعور كان يهودياً فأسلم وحسن إسلامة ؛ وحفظ القرآن وضبطه
وحفظ النحو » وناظره انسان يوماً في مسألة فغلبه هرون فلم يدر المغلوب ما يصنع
واتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن الأشعري كان إماماً من أئمة أصحاب الحديث »
ومذهبه مذهب أصحاب الحديث ؛ تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة
ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة ؛ وكان على الممنزلة والروافض والمبتدعين من
أهل القبلة والخارحين عن الملة سبفاً مسلولاً ومن طعن فيه أو سبه فقد بسط لسان السو
في جميع أهل السنة » ولم يكن أبو الحسن الأشعري أول متكلم بلسان أهل السنة وإنما
اخترعها ولا مذهباً انفرد به وليس له في المذهب أكثر من شرحه كغيرة من الأكمة.
وقال أبويكر بن فورك: رجع أبو الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى مذهب أهل السنة
وثمن قال من العلماء برجوع الأشعري عن الاعتزال أبو العباس مس الدين أحمد بن
محمد بن أبي بكر بن خلكان الشافعي المتوق سنة681ه ؛ قال في (زوفيات الأعيان))
الجز الثاني صفحة 446: كان أبو الحسن الأشعري معتزلياً ثم تاب. ومنهم عماد الدين
أبو الفداء إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي الدمشقي الشافعي التوق سنة 774ه ؛
قال في البداية والنهاية الجزء الحادي عشر صفحة187:((إن الأشعري كان معزلياً
فتاب منه بالبصرة فوق المنبرء ثم أظهر فضائح المعنزلة وقبائحهم)) ومنهم خمس الدين
محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي الشافعي الشهير بالذهبي المتوق سنة 748م4قال في
المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن ولزموها لأحسنوا ولكنهم خاضوا كخوض حكماً الأوائل
في الأشياء ومشوا خلف المنطق فلا قوة إلا بالله)) » وثمن قال برجوعه تاج الدن أبو
نصر عبدالوهاب بن تقي الدين السبكي الشافعي المتوق سنة771ه قال في طبقات
الشافعية الكبرى » الجزء الثاني صفحة 246ه : أقام أبو الحسن على الاعتزال أربعين
سنة حتى صار للمعتزلة إماماً فلما أرادة الله لنصرة دينة وشرح صدره لإتباع الحق غاب
عن الناس في بيته» وذكر كلام ابن عساكر المتقدم بحروفه ومنهم برهان الدين إبراهيم بن
علي بن محمد بن فرحون اليعمري المدنيٍ المالكي المتوق سنة 799ه قال في كتابه ((
الدبياج المذهب في أعيان علماء المذهب)) صفحة193: "كان أبو الحسن الأشعري
في ابنداء أمره معنزلياً » ثم رجع إلى هذا المذهب الحق ؛ ومذهب أهل السنة فكثر
التعجب منه » وسعل عن ذلك » فأخبر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان
فأمره بالرجوع إلى الحق ونصره » فكان ذلك والحمد لله تعالى .
ومنهم السيد محمد بن محمد الحسيني الزييدي الشهير بمرتضى ؛ قال في كتابه ((إتحاف
السادة المتقين بشرح أسرار احياء علوم الدين)) الجزء الثاني صفحة 3 قال: "أبو الحسن
الأشعري أخذ الكلام عن شيخ أبي علي الجخبائي شيخ المعتزلة ؛ ثم فارقه لمدام رآة »
ورجع عن الاعتزال وأظهر ذلك إظهاراً ؛ فصعد منبر البصرة يوم المجمعة ونادى بأعلى
وإن الله لارى في الدار الآخرة بالأبصار وإن العباد يخلقون أفعالهم وها أنا تائب من
الغعتزال معتقداً الرد على المعنزلة ؛ ثم شرع في الرد عليم والتصنيف على خلافهم ؛ ثم
قال: قال ابن كثير: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال أولها حال الاعتزال
التي رجع عنها ولا محالة والحال الثاني إثبات الصفات العقلية ؛ وهي الحياة والعلم ©
والقدرة » والارادة » والسمع » والبصر » والكلام . زتأويل الخيرية كالوجة واليدين والقدم
والساق ونحو ذلك» الحال الفالث إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على
منوال السلف وهي طريقته في الإنابه التي صنفها آخراً.
وبهمذه التقول عن هؤلاء الأعلام ثبت ثبوتاً لاشك فيه ولا مرية أن أبا الحسن الأشعري
استقر أمره أخيراً بعد أن كان معتزلياً على عقيدة السلف التي جاء بما القرآن الكرم
وسنة النبي الكريم عليه أكى الصلاة والتسليم.
ثبوت نسبة الابانة في إلى أبي الحسن الأشعري والرد على من أنكر ذلك وزعم أنما
مدسوسة: وقبل البحث في صحة نسبة هذا الكتاب إلى أبي الحسن الأشعري نذكر
نبذة قليلة من تواليفة التي ألفها بعد توبته من الاعتزال » فنقول: قال الحافظ ابن عساكر
في كتابه ((تبيين كذب المفتري)) ذكر ابن حزم الظاهري أن لأبي الحسن الأشعري خمسة
وخمسين تصنيفاً ؛ ثم قال: ترك ابن حزم من عدد مصنفاته أكثر من مقدار النصف 6
وبعد ذلك سردها ؛ فقال : منها كتاب اللمع » وكتاب أظهر فيه عوار المعتزلة سماه
بكتاب ((كشف الأسرار وهتك الأستار)) ومنها تفسيره المختزن ؛ وهو خمسمنة بجلد
لم يترك فيه آية تعلق بما بدعي إلا أبطل تعلقه بما » وجعلها حجة لأهل الحق ؛ وبين
المجمل وشرح المشكل ونقض فيه ما حرفه الجبائي والبلخي في تفسيريهما ومنها الفصول
وأهل التشبيه ومنها مقالات المسلمين استمعب فيه ججيع اختلافهم ومقالاتمم وذكرها
6 ؛ وقد أطلعت أنا الجامع لهذه الرسالة على ثلاثة من الكتب المذكورة » وهي
مطبوعة: اللمع» والابانة » والمقالات الاسلامية » وقال ابن عساكر في صفحة28 من
التبيين: وتصانيف أبي الحسن الأشعري بين أهل العلم مشهورة معروفة وبالجادة والاصابة
حسن الاعتقاد مستصوب المذهب عند أهل المعرفة بالعلم والانتقاد يوافقه في أكثر ما
يذهب إليه أكابر العباد » ولا يقدح في معتقده غير أهل الجهل والعناد فلا بد أن نحكي
عنه معتقده على وجهه بالأمانة ؛ وتتجنب أن نزيد فيه أو تقص منه تركاً للخيانة لتعلم
الحافظ ابن عساكر بأسمائها وموضوعاتهنا في كتابه انه
الحقيقه حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة ؛ فاسمع ماذكره في أول كتابه الذي سماه
بالإبانة ونذكر ما يأتي في آخر الرسالة إنشاء الله تعالى ثم قال في صفحة 171 في جلة
أبيات نسبها لبعض المعاصرين له:
لو لم يصنف عمره *** غير الإبانة واللمع
لكفى فكيف وقد *** . تفنن في العلوم بما جمع
مبجموعة تربى على امد *** ين بما صنع
فهدى بها المسترشد ***
تتلى معاني كتبه ***. فوق المنابر في الجمع
ويخاف من إفحامه *** أهل الكنائس والبيع
فهو الشجا في حلق من *** ترك المحجة وابتدع
وبمن عزا الإبانة إلى أبي الحسن الأشعري الحافظ الكبير أبو بكر أحمد بن الحسين بن
علي البيهقي الشافعي المنوقى في سنة 458ه ؛ قال في كتاب (( الاعتقاد الهداية إلى
على أن مانتلوه من القرآن بألستتنا وتسمعه بآذاننا ؛ ونكتبه في مصاحفنا يسمى كلام
الله عز وجل وان الله عز وجل كلم به عباده بأن أرسل به رسوله صلى الله عليه وسلم
ومعناه ذكره أيضاً علي بن إجماعيل في كتابه الإبانة وقال في صفحة 23 من الكتاب
المذكور آنفاً: قال أبو الحسن علي بن إسماعيل في كتابه ؛ يعني الإبانة فإن قال قائل
حدثونا أتقولون إن كلام الله عز وجل في اللوح المحفوظ قيل له نقول ذلك ؛ لأن الله
قال (( بل هو قرآن بحيد في لوح محفوظ)) » فالقرآن في اللوح المحفوظ وهو في صدور
الذين أوتوا العلم " وهو بالالسنة قال تعالى: (( لاتحرك به لسانك)) والقرآن مكتوب في
في صفحة 26 بعد سرد الأدلة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق: وقد احتج علي ابن
إجماعيل الأشعري رحمة الله بمذه الفصول اه من نسخة مخطوطة يرجع تاريخ خطها إلى
وممن ذكر الإبانة وعزاها لأبي الحسن الأشعري الحافظ المعروف بالذهبي قال في كتابه ((
العلو العلي للغفار)) صفحة278 قال الأشعري في كتاب (الابانة في أصول الديانة) له
قال: وكتاب الابانة من أشهر تصانيف أبي الحسن الأشعري شهره الحافظ ابن عساكر
واعتمد عليه ونسخة بخط الامام محبي الدين النواوي وذكر الذهبي عن الحافظ أبي
العباس أحمد بن ثابت الطرقي أنه قال : ونقل عن أبي علي الدقاق أنه سمع زاهر بن
أحمد الفقيه يقول : مات الاشعري رحة الله ورأسه في حجري فكان يقول شيفاً في حال
وثمن نسبها إلى أبي الحسن الاشعري ابن فرحون المالكي ؛ قال في كتابه الدبياج صفحة
3: إلى صفحة194 ولأبي الحسن الأشعري كتب منها كتاب اللمع الكبير واللمع
الصغير وكتاب الابانه في أصول الديانةاه.
وثمن عزاها لأبي الحسن الأشعري أبو الفلاح عبد الحي ابن العماد الحنبلي المنوق سنة
9ه ؛ قال في الجزء الشاني من كتابه؛(( شذرات الذهب في أعياذ من ذهب))
صفحة 303؛ قال أبو الحسن في كتابه الابانة في أصول الديانة وهو آخر كتاب صنفه.
وممن عزاها لأبي الحسن الأشعري السيد مرتضى الزبيدي قال في ((إتحاف السادة المتقين
بشرح أسرار إحياء علوم الدين)) في الجزء الشاني صفحة2 قال: صنف أبو الحسن
الأشعري بعد رجوعة من الاعتزال الموجز؛ وهو في ثلاث بجلدات كتاب مفيد في الرد
على الجهمية والمعتزلة ومقالات الاسلاميين وكتاب الابانة» وقد تقدم حكاية عن ابن
كثير أن الابانة هي آخر كتاب صنفه أبو الحسن الأشعري.
وثمن ذكر أن الابانة تأليف أبي الحسن الأشعري أبو القاسم عبدلللك بن عيسى بن
درباس الشافعي قال في رسالته (( الذب عن أبي الحسن الاشعري)) : إعلموا معشر
سبحانه وتعالى بعد رجوعه من الاعتزال بمن الله ولطفه » وكل مقالة تنسب إليه الآن مما
يخالف مافيه فقد رجع عنها وتبرأ إلى الله سبحانه منها وكيف وقد نص فيه على أنه
ديائته التي يدين الله سبحانه بما: وروي أثبت أنه ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث
الماضين وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجعين » وأن مافيه هو الذي يدل علية
كتاب الله وسنة رسولة صلى الله علية وسلم » فهل يسوغ أن يقال إنه رجع عن هذا إلى
غيره فإل ماذا يرجع أتراه يريجع عن كتاب الله وسنة نبي الله خلاف ماكان عليه
الصحابة والتابعون وأئمة الحديث المرضيون وقد علم أنه مذهبهم ورواه عنهم؟؟!! هذا
الأمر فيما نقلة عن السلف الماضين مع افنائه جل عمره في استقراء المذاهب وتعرف
الديانات » هذا مما لا يتوهمه منصف » ولا يزعمه إلا مكابر مسرف » وقد ذكر الابانه
واعتمد عليها وأثبتها عن الامام أبي الحسن الأشعري وأثنى عليه بما ذكره فيها وبرأه من
كل بدعة نسبت إليه ؛ ونقل منها إلى تصنيفه جماعة من الأئمة الأعلالم من فقهاء
الاسلام وأئمة القراء وحفاظ الحديث وغيرهم.
وذكر ابن درباس طائفة من الذين قدمنا ذكرهم وزاد الحافظ أبا عباس أحمد بن ثابت
العراقي ؛ وذكر عنه أنه قال في بيان مسألة الاستواء من تأليفه رأيت هؤلاء الجهمية
ينتمون في ني علو الله على العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري » وما هذا
بأول باطل إدعوه وكذب تعاطوه » فقد قرأت في كتابه الموسم بالابانه عن أصول الديانة
أدلة من جملة ما ذكرته على اثبات الاستواء » ومنهم الامام الاستاذ الحافظ أبو العثمان
إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابونٍ ؛ ذكر عنه أنه ماكان يخرج إلى مجلس درسه
إلا بيده كتاب الابانه لابي الحسن الأشعري ويظهر الاعجاب بحا ؛ ويقول مالذي ينكر
على من هذا الكتاب شرح مذهبه( هذا قول الامام أبي عثمان وهو من أعيان أهل الأثر
ومنهم امام القراء أبو علي الحسن بن علي بن ابراهيم الفارسي ذكر الامام أبا الحسن
الأشعري رحمة الله عليه» فقال: ولهكتاب في السنة سماه كتاب الابانه صنفه ببغداد لما
دخلها وذكر ابن درباس أنه وجد كتاب الابانة في كتب أب الفتح نصر المقدسي -رحمه
الله ببيت المقدس وقال رأيت في بعض تآليفه في الاصول فصولا منه بخطه.
ومنهم الفقيه أبو المعالي بجلى صاحب كتاب الذخائر في الفقة » قال ابن درباس أنبأني
غير واحد عن الحافظ أبي محمد المبارك بن علي البغدادي ونقلته أنا من خطه في آخر
منخط ابن الطباخ ٠
وذكر فيمن غزاها إلى أبي الحسن أبا محمد بن علي البغدادي نزيل مكة قال ابن درباس
شاهدت نسخة من كتاب الابانة بخطه من أوله إلى آخلره » وهي بيد شيخنا الإمام
رئيس العلماء الفقيه الحافظ العلامة أبي الحسن بن المضل المقدسي ونسخت منها نسخة
الملقدسي بيت المقدس ولقد عرضها بعض أصحابنا على عظيم من عظماء الجهمية
المنتمين افتراءاً إلى أبي الحسن الأشعري ببيت المقدس فأنكرها وجحدها وقال :
مامعنابما قط ولاهي من تصنيفه واجتهد آخر في إعمال رويته ليزيل الشبهة بفطئته »
به أعجب أمن جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره في تصائيفه من العلماء أومن
الأمة عالمها وجاهلهاء فإذا كانوا بحال من ينتمون إليه بحذه المثابة فكيف يكونون بحال
السلف الماضين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين وأعلام الفقهاء والحدثين وهم
قنع بعض من ينتمي منهم إلى أبي الحسن الأشعري بمجرد دعواه وهو في الحقيقة مخالف
لمقالة الأولى » وكان خلاف ذلك أحرى به وأولى لتستمر القاعدة وتصير الكلمة واحدة
اه (كلام ابن درباس رحمه الله).
وممن ذكر بالابانه ونسبها إلى أبي الحسن الأشعري تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ابن
عبدالسلام الشهير بابن تيمية الشوق سنة 728ه؛ قال في الفتوى الحموية الكبرى