الأهلية للنشر والصوزيع
الملكة الأردنية الهاشمية - عمان / وسط البلد
خلف مطعم القنس )ص . ب 10907
هاتف 1138188 - فاكس 47011646
منشورات الأهلية لمام ١448
خزعل الماجدي / مون سومر
الطبعة العربية الأولى
حقوق النشر محفوظة للناشر ©
التنضيد : مؤسسة ياقوت للخدمات المطبعية
طبع في لبان
على مطابع شركة الطبع والنشر اللبنائية
'جميع الحقوق محفوظة . لا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزه منه ؛ أو تخزيثه أو نقله.
بأي شكل من الأشكال + أو تصويره » دون إذن خطي مسبق من الناشر
أ محفتاطانم عل له ومتممتووعم أمقيم عط الامطااي ,1076005
دموزي الذي يحمل الخصب والجمال
تقادم الزمن» قناعة الباحثين والمؤرخين بأن كل ما ورثناء من نواميس
وروحية يعود في أصوله الى البذور السومرية التي هي أقدم بذور
افاته في مطلع ما يسمى ب (العصور التاريخية )»
كانت المتون الأولى للإنسان في حقول الدين والشرائع والملاحم والآداب والفنون
اليوم بين مؤرخي الحضارات القدمة .
وحفل بنصوص غزيرة كانت الأساس الذي بنيت عليه منطلقات هذه الحقول عند الام
وكانت حضارات وعقائد ما قبل التاريخ إرهاصات أولى من أجل تكوين ثقافة
شديدة العماسك والوضوح وذات نظام حضاري وروحي وثقافي وديني دقيق
لقد حاولنا في هذا الكتاب دراسة أربعة حقول أو متون أساسية من متون الثقافة
المتون فلم نكتف بالسرد التقليدي للنصوص التي تقع في هذه المتون بل عمدنا إلى التحليل
والمقارنة سعياً للوصول الى نتائج جديدة.
السومري في محاولة جدية لتقسيمه إلى حقب وأزمان متجانسة على أساس الطبيعة
سيتُعرف القراء من خلال هذا الكتاب على المشولوجيا السومرية من منطلق بحثي
جديد ومن طريقة جديدة في التصنيف والسرد والمعالجة » فقد حاولنا ترتيب شجرة أنساب
دقيقة للآلهة السومرية ودخلنا منها لمعالجة اساطير ورموز وقصص الأدب الديني
في هذا الأمر من فوضى وتداخلات لا نهاية لها .
هذه المعتقدات الروحية والفكرية والتي شكلت نقاط انطلاق في نسيج العقيدة الدينية
والتشبيهية وفكرة العود الأبدي . . وتتبعنا جذور الغنوصية والهرمسية إلى الأصل
السومري لها.
أما الطقوس والشعائر السومرية فقد عالجناها بالتفصيل وقد أعاننا تبوييها إلى
طقوس (يومية؛ مناسبات» دورية؛ سريّة) لظهور طريقة عرض جديدة جعلتنا نطرح
أغلب ما عرف عن هذه الطقوس ونجمع ما يشترك فيها قرب بعضه
سيعرض لأربعة متون أخرى وهي (اللغة» الآداب» الفئون» العلوم) وبذلك نكون قد أتينا
على وصف وتحليل معظم جوانب الحضارة السومرية. ورغم أن الكتابين يكملان بعضهما
لكن هذا لا يمتع من استقلالية كل كتاب بجادته .
فبحار سومر عميقة وغزيرة ونتمنى أن نكون قد قدمنا منها ما يروي بعض العطش الروحي
للقارئ الباحث عن الينابيع الأولى لحضارة الإنسان على وجه هذه الأرض +
خزمل الماجدي
دكتوراه تاريخ قديم
التراث الفكري والعلمي
الفصد الأول
المعجزة السومرية
(مدخل إلى الحضارة السومرية والتاريخ السومري)
القسم الأول
الحضارة السومرية
أرى أن التاريخ البشري» على مستوى الإنجاز الحضاري المادي والثقافي ؛ قد أمدنا
بثلاث معجزات نوعية كبرى » كانت كلّ معجزة منها الأساس الراسخ لحقبة بشرية طويلة
معجزة الأصول » فقد وضعت الحضارة السومرية الأسس الأولى الراسخة والنوعية
وامتيئة المادية والثقافية والروحية التي سارت عليها البشرية بعدها . . مثل الكتابة والتشريع
والدين والعلوم والآداب والصناعات والحرف والفنون والقيم الأخلاقية والطب والعمارة
والري والفكر وغيرها وقد أطلق السومريون أنفسهم على نواميس الحضارة هذه مصطلح
ال ( مي ) الذي أحصى منها الباحثون أكثر من ماثة ناموس حضاري .
ولم تكن نواميس الحضارة وأصولها موجودة قبل السومريون إلا بالشكل البدافي
لبعضها ؛ والذي لم يكن قد تبلور أو وصل الى حدّ الإنجاز النوعي المؤثر +
بالحضارات والمدنيات المختلفة للجنس البشري الذي يعيش على وجه الأرض . ونرى أن
اج بذوره التي بذرها في منطقة الأصول ٠
- نانية التي هي معجزة الإكتشاف وبناء التفاصيل»
وإعادة النظر نوعياً بكل مفردات التأسيس السومري مباشرة أو عبر ما وصلها من حضارات
متطورة أخرى»؛ واكتشاف وتوسيع حقول المعرفة البشرية القديمة والجديدة» فهي معجزة
أما المعجزة الثالثة فهي المعجزة الغربية التي بدأت عملياً مع عصر النهضة الأوربية
وما زالت إلى اليوم تتصاعد ذرواتها في أوربا وأميركا . . ويمكننا أن تطلق عليها معجزة
الإختراع» فقد طغت عليها الجوانب التقنية؛ ووضعت الأساس العلمي لكل حقول الحياة
وجعلت إمكانيات درسها ونموها وتطويرها مفتوحة الآفاق . . وهي بذلك تكون قد
حررت العقل البشري من قيود كثيرة ووضعت بالمقابل ضوابط قياسية للبحث في حقول
المعرفة البشرية وتطوير آفاقها -
هذه المعجزات البشرية الثلاث لا تتفصل عن بعضها ولاينفرد قومٌ معيّنون بانجازها
كاملة» بل نرى أن كل الجنس البشري وأعراقه وقومياته ساهمت بطريقة أو بأخرى
بتكوينها وتهيئة مادتها الأساسية» لكن لحظة الإنعطاف النوعي كانت بلا شك من نصيب
قوم معينين ٠
الحجرية؛ وخصوصاً ذلك التسارع الحضاري الذي بدأ باكتشاف الزراعة في الألف التاسع
أو الثامن قبل الميلاد . . . ثم انفجر نوعياً في سومر عند اكتشاف الكتابة في متصف الألف
ساهم قبل سومر في إنضاج هذه المعجزة أقرام كثيرون نجهل اسماءهم الحقيقية ولكنهم
كانوا يعملون بدأب في منطقة أطلق عليها أرنولد توينبي اسم (الأويكومين) وتساءل في
أكثر من مكان في كتابة تاريخ البشرية: «أين اخترعت الزراعة وتربية الماشية والتعدين . في
الايكومين» للمرة الأول ؟» ولكنه توصل إلى جواب واضح بعد مناقشة طويلة إلى أن هذه
المنطقة كانت بالدرجة الأساس في الجزيرة الفراتية (ميزوبوتاميا) وسورية ولبنان وفلسطين
وجزءاً على الأقل من جنوب آسيا الصغرى وغرب ايران وتركمانستان (توينبي 1481 :
كانت هذه الأقوام في شمال العراق وما حوله بؤرة الأويكومين الزراعي الذي
ثقافات عديدة وصلت آخرها الى سومر .
فلم يكن بالإمكان تحفقها لولا ظهور من جنات ضيه بعد
أما المعجزة الغربية التي بدأت تتبلور بدايتها في عصر النهضة الأوربي فقد قامت
ما ورثته الحضارة الرومانية من اليونانية» وعلى هذبه وصقله الدين المسيحي للأقوام
الأوربية الأولى البريرية؛ وقبل كل هذا على المنجز النوعي والكبير للحضارة العربية
إن وجهة النظر الحيادية التي أقدمها هنا مشهد المنجزات البشرية تأخل بنظر الاعتبار
المنجزات المادية والروحية بشكل خلاق ومبدع ولا تتكئ على منجز روحي أو ديني لوحده
أو على منجز مادي لوحده» بل تأخذ الثقافي والمادي والروحي والعقلي والعلمي والديني
في جهاز أو نسق (81787124) حضاري يعمل بانسجام وتناغم وايقاع وتساوق في كل
قطاعاته؛ وتبدو نبضاته الحضارية وكأنها تحصيل حاصل كل هذا الانسجام والإتساق في
كان الشعب السومري شعب الكتابة والمدن والمعايير والشرائع والطب والديمقراطية
(مجلس النواب ومجلس الشيوخ » مثل مجالس الآلهة)» ورغم أن بيئة كانت قاسية مدمرة
يعج بها المناخ الحار والجاف والتربة التي تتصاعد فيها الملوحة بسرعة» والأرض الخالية من
المعادن والأشجار والأحجار» لكن (يد الله عليها) كما يقول صموثيلٌ نوح كرير »
كان الإنسان هو العامل الحاسم ؛ كانت عبقريته في صبره ودأبه على تفحص هذا
راية الحرب والسلام
في زمن أور الثالثة