إشارة إلى إعجاز القرآن الكريم
من آية )١( إلى نهاية آية (37) ٠
إمتمحون» رافعو الرؤوس مع غض البصرء قال أهل اللغة : الإقماح : رفع الرأس وغض البصر
يقال : أقمح البعير إذا رفع رأسه عند الحوض وامتنع من الشرب"" ؛ قال بشر يصف سفينة :
والتطير التشاؤم . وأصله من الطير إذا طار الى جهة اليسار تشاءموا به خامدون» ميتون لا حراك بهم
كما تحمد الثار .
الغ #ُر : «إيّس» الحروف المقطعة في أوائل بعض السور الكريمة للتنبيه على إعجاز القرآن ؛
وانه مصوغ من جنس هذه الحروف الهجائية التي يعرفونها ويتكلمون بها ؛ ولكنٌ نظمه البديع المعجز آيةٌ
على كونه من عند الله" وقال ابن عباس : معنى « يس » يا إنسان في لغة طيء ؛ وقيل : هواسم من
أسماء النبي و38 بدليل قوله بعده أإنك لمن المرسلين» وقيل معناه : يا سيد البشر قاله أبو بكر الوراق'"
أوالقران الحكيم» قسم من الله تعالى بالقرآن + والحكيم معناه المحكم + الذي ا" يلحقنة تغي رولا
تبديل ولا يعتريه تناقض أو بطلان قال القرطبي : أحكم في نظمه ومعانيه فلا يلحقه خلل" وقال
أبو السعود : أي المتضمن للحكمة أو الناطق بالحكمة من حيث نظمه المعجرٌ. المنطوي على بدائع
الحكم”" . . والخلاصة فقد أقسم تعالى بهذا الكتاب المحكم ؛ المعجز في نظمه ؛ وبديع معانيه ؛ المتقن
التعظيم والتفخيم لشأن الرسول ما فيه (إنك لمن المرسلين» جواب القسم أي إنك يا محمد لمن المرسلين
)١( أخرجه البزار . (9) انظر القاموس المحيط مادة مح . (0) تفسير الطبري 8/16 . (4) انظر تفصيل البحث حول الحروف المقطعة
في أوائل البقرة من هذا التفسير . (*) القرطبي 4/16 . (5) تفسير القرطبي 8/18 . 00 تفسير أبي السعود 877/8
من رب العالين لهداية الخلق قال ابن عباس: قالت كفار قريش: الست يا محمد مرسلأء
وما أرسلك الله إليناء فأقسم الله بالقرآن العظيم المحكم أن محمداً ل من المرسلين» «إعلى
صراط مستقيم» أي على طريق ونهج مستقيم ؛ لا انحراف فيه ولا اعوجاج » هو الإسلام دين الرسل
قبلك » الذين جاءوا بالايمان والتوحيد قال الطبري : أي على طريق لا اعوجاج فيه من الهدى وهو
الإسلام كما قال قتادة" . والتتكير للتفخيم والتعظيم!"" «إتدزيل العزيز الرحيم» أي هذا القرآن
الهادي المنير » تنزيل من رب العزة جل وعلا . العزيز في ملكه + الرحير بخلقه إلتنذر قومأما أنذر
آباؤهم» أي لتنذر يا محمد بهذا القرآن العرب الذين ماجاءهم رسولًولا كتاب » لتطاول زمن الفترة
عليهم » والمراد بالإنذار تخويفهم من عذاب الله ؤفهم غافلون» أي فهم بسبب ذلك غافلون عن
الهدى والإيمان ؛ يتخبطون في ظلمات الشرك وعبادة الأوثان . . ثم بيِّن تعالى استحقاقهم للعذاب
للقسم أي والله لقد وجب عذاب النار على أكثر هؤ لاء المشركين ؛ بسبب إصرارهم على الكفر والإنكار »
وعدم تأثرهم بالتذكير والإنذار » فهم لذلك لا يؤمنون مما جثتهم به يا محمد . .. ثم بن تعال سببا
تركهم الإيمان فقال لؤإنا جعلنا في أعناقهم أغلااً نهي إلى الأذقان فهم مفمحون» ثيل وتصوير
قال في الجلالين : وهذا تمثيل والمراد أنهم لا يُذعنون للامان ولا يخفضون رؤوسهم له © قال ابن كثي :
فارتفع رأسه فصار مُتمحاً . وامقمح هو الرافع رأسه » واكتفى بذكر الل في العنق عن
ن » لأن الغلإنما يُرف فيا جع اليدين مع العنق © وقال أبو السعود : مثل حالهم بحال الذين
)١( تفسيرا تفسير القرطبي 8/1٠ وقد نقله القرطبي عن القشيري (©) تفسير الطبري 47/17 . (*) الانتصاف على الكشاف 7/4
(4) تفير الجلالين ؟/ 18 . (ه) القن : مفرد الأذقان قال الطبري : والذقن مجمع اللحيين . (6) مختصر تفسير ابن كثير
١ /+ . (0) تفسير أبي السعود 148/4 .
() سورة يس
جال رض لا وماق
روي
محصورين بين سدين هائلين » وهذا بيان لكمال فظاعة حالم وكونهم محبوسين في مطمورة الغي
والجهالات » حرومين عن النظر في الأدلة والآيات ١! » قال المفسرون : وهذا كله تمثيل لس طرق الإيمان
يستوي عندهم إنذارك يا محمد و: لهم وعدمه ؛ لأن من خيّم على عقله ظلام الضلال ؛ وعشعشت
شهوات الطغيان » لا تنفعه القوارع والزواجر ( لا يؤشون» أي فهم بسبب ذلك لا
يؤمنون » لأنّ الإنذار لا يخلق القلوب الميتة » إنما يوقظ القلب الح" المستعد لتلقي الايمان ؛ وهذا تسلية
لهي وكشف لحقيقة ما انطوت عليه قلوبهم من الطفيان «إنما تُذر من اتبع الذكر» أي إن ينقع
إنذارك يا محمد من آمن بالقرآن وعمل بما فيه إوخشي الرحمنّ بالغيب» أي وخاف الله دون أن يراه قال
يمشاه جل وعلا ؛ خوفاً من أن يسلبه ما أنعم به عليه ومعنى بالغيب » أي بالخلوة عند مغيب الإإنسان
عن عيون البشرا» فقبَشْرهُ بيغفرة وج رٍكريم 6 لما انتفع بالإنذار كان جديراً بالبشارة أي فبشره يا محمد
بمغفرةٍ عظيمة من الله لذنوبه » وأجر كريم في الآخرة في جنات النعيم قال ابن كثير : الأجر الكريم هو
الكثير الواسع ؛ الحسن الجميل وذلك إنما يكون في الجنة . . !© وما ذكر تعالى أمر الرسالة ذكر بعدها أمر
لبحث ونشو فقال إن نحن نحي الموتي أي نعلهم من فيورهم بعد موتهم للحساب واجزاء
«أونكتب ما دوا وآثارهم» قال الطبري : أي ونكتب ماقَدموا في الدنيا من خير وشر ؛ ومن صالح
الأعمال وسيئها وآثارهم» أي وآثار خطاهم بأرجلهم إلى المساجد*" ؛ وفي الحديث عن جابر قال « أراد
بنوسلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد والبقاع خالية فبلغ ذلك النبي ؤي فقال : « يا بغي سلمة دياركم
إمام مبين» أي وكل شيء من الأشياء أو أمر من الأمور جمعناه وضبطناه في كتاب مسطور هو صحائف
الأعهال كقوله تعالىل ؤيوم ندعو كل أناس بإمامهم» أي بكتاب أعبالهم ؛ الشاهد عليهم بما عملوه
ونحصي + فعبر عن إحاطة علمه جل وعلا بأعمالهم بالكتابة التي تُضبط بها الأشياء*» . . ثم ذكر تعالى
(1) تفسير أبي السعود 144/4 . (7) حاشية العصاوي على الجلالين 7214/2 . (©) تفسير البحر المحيط/1/ 316 . (4) تصر ابن
كثير 156/7 . (ه) تفسير الطبري 44/77 . (3) أخرجه مسلم في صحيحه . (7) الأرجح ما ذكرناه أنه صحائف الأعبال وهو اختيار
ابن كثير . (8) البحر المحيط 778/17 .
الجزء الثاني والعشرون : :
ا ل وله ساديم
دكين قصة عل لغرية الذين كتير افرسل مأملكهم الل بيج من السماء فقال #واضرب لم
مثلاً أصحاب القرية» أي واذكر يا محمد لقومك الذين كذبوك قصة أصحاب القرية « إنطاكية » القي
أرسلناهم لهدايتهم قال القرطبي : وهذه القرية هي « إنطاكية قول جميع المفسرين أرسل الله إليهم
ثلاثة رسل وهم ؛ صادق » وه مصدوق » وه شمعون » أمركقة بإنذار هؤلاء المشركين أن يحل بهم ما
حل بكفار أهل القرية المبعوث إليهم ثلاثة رسل من الله » وقيل : هم رسل عيسى١" يذ أرسلنا إليهم
أكدوا الخبر هنا باللام لإلمرسلون» لأنه جواب المنكرين » بخلاف الموضع الأول فإنه إخبارٌ مجرد :
البلاغ ب «المبين» لأنه الواضح بالآيات الشاهدة بصحة الإرسال » كما روي في هذه القصة من
المعجزات الدالة على صدق الرسل » من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء اميت”" إقالوا إنَّا تطنا
بكم» أي قال لهم أهل القرية : إا تشامنا بكم وبدعوتكم التبيحة لنا إل الايجان » وترك عبادةالأوثان
قال المفسرون : ووجه تشاؤمهم بالرسل أنهم دعوهم إلى دين غير ما يدينون به ؛ فاستغر بوه واستقبحوه
)١( تفسبر القرطبي 14/18 وما ذكره من أنهم رسل عيسى قول مرجوح لان قوله تحال ف(ما أنتمإلا بشر.
كذا في التسهيل .(1) التسهيل في علوم التتزيل ؟/ 13١ () تفسير البحر المحيط 277/17 . (4) حاشيا
لواطت م معكر اين 3
لدلالة السياق عليه أي أئن ذكرناكم ووعظناكم ودعوناكم إلى توحيد الله » تشاءمتم بنا وتوعدتمونا بالرجم
العصيان والإإجرام » وهو توبيخ لهم مع الزجر والتقريع إوجاء من أقصا المدينة رجل يسعى» أي
وجاء من أبعد أطراف المدينة رجل يعدو ؛ يسرع في مشيه وهو« حبيب النجار » قال ابن كثير : إن أهل
القرية هموا بقتل رسلهم ؛ فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى لينصرهم من قومه ؛ وهو حبيب
النجار كان يعمل الحرير وهو الحباك ؛ وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه' وقال القرطبي : كان
حبيب مجذوماً ومنزله عند أقصى أبواب المدينة ؛ وكان يعكف على عبادة الأصنام سبعين سنة يدعوهم
سنة لتفرج عني فلم تستطع فكيف يفرجه ربكم في غداة واحدة ؟ قالوا نعم ربنا على ما يشاء قدير » وهذم
وقال ما قصه القرآن"" لقال يا قوم اتبعوا المرسلين» أي اتبعوا الرسل الكرام الداعين إلى توحيد
الله » وإنما قال ؤي قوم» تأليفاً لقلوبهم واسجالة لها لقبول النصيحة » ثم كرر القول تأكيداًوبياناً للسبب
الذين لا يسألونكم أجرة على الايمان ؛ وهم على هدى وبصيرة فها يدعونكم إليه من توحيد الله لإ وما لي
ِ على ترك عبادة خالقهم؛ والمعنى أ يمنعني من أن أعبد خالقي الذي' ,أبدع خلفي؟
أتخذ من دون الله آهة لا تسمع ولا تنفع ولا تغني عن عابدها شيئاً ؟ (إن يُردن الرحمئ بضرٍ لا ثفن
عني شفاعتهم شيئاً» أي هي في المهانة والحقارة ًٍ
وشفعت لي لم تنفع شفاعتهم ولم يقدروا على إنقاذي . فكيف وهي أحجار لا تسمع ولا تنفع ولا تشفع ؟
)١( ختصر تفسير ابن كثير ©/ ١٠4 والقول بان اسم الرجل « حبيب النجار » مروي عن ابن عباس . (1) تفسير القرطبي 18/16 وهذه
رواية وهب ذكرها القرطي
عبدت غير الله واتغذت الأصنام آلهة لفي خسران ظاهر جلي . . وبعد النصح والتذكير أعلن إسلامه +
الشهداء الأبرار » جزاءً على صدق إيمانك وفوزك بالشهادة قال ابن مسعود : إنهم وطثئوه بأرجلهم حتى
الدنيا وحرنها ونَصبّها"" قال يا ليت قومي يعلمون ما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين» أي فلا
دخل الجنة وعاين ما أكرمه الله بها لابمانه وصبره تمنى أن يعلم قومه بحاله » ليعلموا حسن ماله أي يا ليتهم
يعلمون بالسبب الذي من أجله غفر لي ربي ذنوبي » وأكرمني بدخول جنات النعيم قال ابن عباس :
على اكتساب الثواب والأجر » بالتوبة عن الكفر والدخول في الايمان + جرياً على سنن الأولياء في الترحم
المفسرون: وفي الآية استحقار لإهلاكهم فإنهم أذل وأهون على الله من أن يرسل الملائكة
لإهلاكهم؛ وقد روي أنه لما قت «حبيب النجار» غضب الله تعالى له؛ فعئجل لهم النقمة فأمر
وهكذا عادة المجرمين في كل زمان ومكان قال في حاشية البيضاوي : إنهم أحقاء بأن يتحسروا
انظر تفتضر أبن كت */ 154 . (1) تفسير القرطبي 1٠١4/77 . (©) تختصر ابن كثير */ 18١ . (4) هذا قول ابن عباس وقال
حا وميتاً *أقول. والمشهور آنه من كلام ابن عباس . () تفسير أبي السعود 181/4 +
)١( انظر مختصر ابن
صاحب الكشاف: وي حد
() سور يس
على أنفسهم أو يتحسر عليهم» فإن الأمر لفخامته وشدته؛ بلغ إلى حيث إن كل من يتأتى منه
التلهف إذا نظر إلى حال استهزائهم بالرسل تحسّر عليهم» وقال: يا لها من حسرةٍ وخيب
هؤلاء المحرومين» حيث بِذَّلوا الإيمان بالكفر» والسعادة بالشقاوة'"» وفي الآية تعريضٌ بكفار
قريش حيث كذبوا سيد المرسلين. ولمّا مثل حال كار مكة بحال أصحاب القرية ويخ المشركين
يرجعون» أي ألم يتعظ هؤلاء المشركون بمن أهلك الله قبلهم من المكذبين للرسل» ويعلموا أن
أي وأن جميع الأمم الماضية والآتية ستحضر للحساب والجزاء يوم القيامة بين يدي أحكم
الإهلاك تبيينا إلى أن الله تعالى لا يترك المهلكين بل بعد الهلاك جمعٌ وحساب؛ وثواب
فقد أكد كل منهما ب « إن » و« اللام » ويسمى هذا الضرب إنكارياً
الاستعارة التمثيلية إإنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً . 6 الآية شبّه حال الكفار في امتناعهم
ولا التفاتاً . وممن ست الطْرقٌ في وجهه فلم يهتد لمقصوده » وذلك بطريق الاستعارة التمثيلية
الطباق ؤمن بين أيديهم . . ومن خلفهم» .
4 طباق السلب «أأنذرتهم أم لم تُذرهم» .
- الجناس الناقص إنحن نُحبي4 لتغير بعض الحروف .
+ - الإطناب بتكرار الفعل اتبعوا المرسلين . اتبعوا من لا يسألكم أجراً» .
١ الاستفهام للتوبيخ إأأتخذ من دونه آلهة» ؟
8 - الحذف لدلالةالسياق عليمؤقيل ادخل الجنة» أي فلما أشهر إممانه قتلوه فقيل لهادخل الجنة .
4 جناس الاشتقاق بين إتطيرنا . . وطاثركم» وبين (أرسلنا . . والمرسلون» .
+6 حاشية زادة على البيضاوي */ 114 . (1) مختصر ابن كثير ©/ 161 . (©) البحر المحيط// )١(
الجزء الثالث والعشروث 8"
٠ مراعاة الفواصل وهو من خصائص القرآن لما فيه من روعة البيان ؛ وحسن الوقع على
السمع ؛ وهوكثير مشهور .
تنمية :من اسن التنزيل الكريم وبلاغته الخارقة » هو الإيجاز في القصص والأتباء ©
والإشارة إلى روحها وسرّها » لأن القصد من القصص التذكير والاعتبار » ولهذا لم يذكر في القصة اسم
من القصة » وقس على هذا سائر قصص القرآن .
من آية (©*) إلى نهاية آية (/ه) -
المشَاسَسَبَّهَ ؛ لما ذكر تعال قصة أهل القرية ؛ وإهلاك الله لهم بالصيحة بسبب تكذيهم
المرسلين » ذكر هنا الأدلة والبراهين على القدرة والوحدانية » في إخراج الزروع والثمار ؛ وتعاقب الليل
والنهار » وفي الشمس والقمر يجريان بقدرة الواحد القهار » ثم ذكر شبهات المشركين حول البعث ور
عليها بالأدلة القاطعة » والبراهين الساطعة .
اللخ صصص : «آية# علامة لأنها دالة على وجود الله قال أبو العتاهية :
في كل شيم له آيةٌ اتدل على آية واحد
«الأزواج» الأصناف والأنواع إنسلخ» السَلخْ : الكشط والنزع قال تعالى « فانسلخ منها » ويقال :
سلخ الجزار جلد الشاة أي نزع الجلد عن اللحم العُرجون» من الانعراج وهو الانعطاف +
والعرجون : عود عذق النخلة الذي فيه عناقيد الرطب قال الجوهري : هوأصل العذق الذي يعوجٌ
وتقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابسأا"» المشحون» المملوء الموقر بالأشياء الثقيلة #صريخ»
مغيث يصون بختصمون في أمورهم غافلين عما حوضم «الأجداث» جمع جدث وهو القبر
إينسلون» يسرعون في الخروج » يقال : عسل الذثب ونسل أي أسرع في المشي" ٠
ا ل عرف رام رج ا ا
الدالة على كمال قدرة الله ووحدانيته هذه الآية العظيمة ؛ وهي الأرض اليابسة الهامدة التي لا نبات فيها
ولازذرغ + أحييناها بالمطر قال المفسرون : موت الأرض جدبها » وإحياؤها بالغيث » فإذا أنزل الله عليها
الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ولهذا قال تعالى بعده إوأخرجنا منهاحباًفمنه ياكلون»
)١( انظر القرطبي 71/15 والقاموس المحيط والصحاح (1) تفسير القرطبي 40/16
عام
أي وأخرجنا بهذا الماء أنواع الحبوب ليتغذوا به ويعيشوا قال الفرطبي : تيُّههم تعالى بهذا على إحياء
الموتى » وذكّرهم على توحيده وكمال قدرته » بالأرض الميتة أحياها بالنبات , وإخراج الحب منها ؛ فمن
الحب يأكلون وبه ب يتغذون"" ؤجعلنا فيها جنات من نخيل وأعنابٍ» أي وجعلنا في الأرض بساتين
ناضرة فيها من أنواع النخيل والعنب «إوفجرنا فيها من العيون» أي وجعلنا فيها يتابيع من الماء
كثير : ا امن على خلقه بإيجاد الزروع لهم ٠ عطف يذكر الثمار وأنواعها وأصنافها ؛ وما ذاك كله إلا من
رحمة الله تعالى بهم » لا بسعيهم وكدهم + ولا بحوطم وقونهم وفذا قال لأفلا يشكرون» ؟ أي أفلا
يشكرونه على ما أنعم به عليهم ؟ واختار ابن جرير أن « ما » ممعنى الذي أي ليأكلوا من ثمره وما عملته
الجليل الذي خلق الأصناف كلها » المختلفة الألوان والطعوم والأشكال من جميع الأشياء وما ثبت
الأرض ومن أنفسهم وبا لا يعلمون» أي ما حرج ج الأرضُمن النخيل والأشجار » والزروع والثمار +
ومن أنفسهم من الذكور والإناث » وما لا يعلمون من المخلوقات العجيبة والأشياء" الغريبة كما قال
مُظلمون» أي وعلامة أخرى لهم على كمال قدرتنا الليل نزيل عنه الضوء ء ونفصله عن النهار فإذا هم
داخلون في الظلام » وفي الآية رمزٌ إلى أن الأصل هو الظلام والنور عارض ؛ فإذا غربت الشمس ينسلخ
النهار من الليل ويكشف ويزول فيظهر الأصل وهو الظلمة (والشمسئ تجري لمستفر لهام أي وآيةٌ
أخرى لهم الشمس تسير بقدرة الله في فلك لا تتجاوزه ولا تتخطاء لزمن تستقر فيه » ولوقت تنتهي إليه
وهو يوم القيامة حيث ينقطع جريانها عند خراب العالم قال ابن كثير : وفي قوله تعالى «لمستفر لما»
قولان : أحدهيا : أن المراد مستقرها المكاني وهو تحت العرش مما يلي الأرض لحديث البخاري أن النبي
)١( تفسير القرطبي 18/16 . (0) نختصر ابن كثير*/ 137 . (©)سبحان اللدما أعظم
الإنسان والحيوان فقط » وجاء القرآن بالمعجز: زمن قريب وهي أن الزوجية بين الإنسان والحيوان
والنبات والذرة وساثر الكاثنات ؛ فقد ثبت أن ١| ة من زوجين مختلفين من الإشعاع الكهربائي سالب
وموجب » يتزاوجان يتحدان ؛ وان بين النبات أعضاء مذكرة وأعضاء مؤئئة ؛ فبحان العلي القدير القائل لإسبحان الذي خلق الأزواج
لقد كان السائد أن الزوجية ما تكون بين