أزمه المياه فى المنطقة العريية.
الوطن العربي فالأنهار العربية الكبرى مثل النيل والفرا
من دول
غير عربية (دول الجوار الجفرافي). وتجري وتصب في بلدان عربية؛ مما
يجمل لدول المنبع ميزة جيوبوليتيكية إستراتيجية في مواجهة البلدان العربية.
كما يتطلب الاستغلال الأمثل للمياه الجوفية ومياه الأمطار استثمارات
مشروعات تحلية المياه تحتاج بالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة, تكنولوجيا
متقدمة. هكذا يصبح لكل مورد مشكلاته, وتصبح المشكلة المائية مشكلة
متعددة الأبعاد: تحتاج للتعامل الناضج معها إلى آليات مؤسسية متقدمة
قد لا تكون متوافرة حتى الآن.
ويتعامل هذا الكتاب مع تلك المشكلة المائية متعددة الأبعاد من متظور
متعدد أيضا. يبدا من الحقائق الجغرافية والتاريخية فضلا عن الاعتبارات
النابعة من القانون الدولي. لينطلق عبر عملية تجسيد متثال إلى الإحاطة
بسائر جوانب واعتبارات الموضوع السياسية والاقتصادية والفنية. وينتهي
إلى استشراف المستقبل ماقي ِ
وقد جعت ينية هذا الكحاب لتحقق ذلك الهدف: لذا فقد جاءت على
النحو التالي:
كما يفرد مساحة خاصة للتعامل مع المياء من منظور القانون الدولي.
الفصل الثاني: يبين الموارد الماثية والاحتياجات المقابلة لهاء وذلك في
الحاضر والمستقبل. والغرض من تلك المقابلة بين الموارد والاحتياجات هو
تحديد فجوة الموارد المائية الحالية والمستقبلية. وهذا من شأته لفت أنظار
المهتمين بهذا المورد وكذا صناع القرار لتلك الفجوة بغية مواجهتها ء
الفصل الثالث: ويتناول العلاقات الدولية من المنظور المائي: ويرصد
تاريخ التفاعلات الدولية المتعلقة بالمياه سواء الصراعية متها أو التعاونية
في إطار الأحواض النهرية الكبرى.
تجاوز المشكلة/الأزمة الماثية عبر توفير كميات ونوعيات مناسبة من المياه.
ويطرح كل بديل من خلال محدداته المختلفة البيئية والاقتصادية والاجتماعية
وذلك بتقديم تصور لمستقبل المتفير المائي عبر مدخلات متعددة. ولا يزعم
هذا الفصل تقديم تصور تفصيلي للمستقيل وإنما يرمي إلى وضع مخطوط
عريضة وإضاءات تمين على قراءة واستشراف المستقبل المائي. إذ إن التصور
التفمبيلي للمنتقبل
يتأتى إلا لتركز بحثي راق ومتقدم نأمل أن رام قائما في الأجل القريب.
توليف مجمل المعطيات والنتائج التي شملتها الفصول السابقة في سياق
تحليلي يسمح بسد أي فجوات تكون قد نشأت في إطار الطرح السابق.
الثاني هو طرح تصور لبديل عربي يرتكز على الصورة التركيبية الكلية
لمسالة مياه ويصب في مجرى عملية التتمية المستقلة والشاملة
ويتوجه المؤلفان بالشكر إلى الأساتئة العرب أصحاب الكتابات الرصينة
في إلقاء الضوء على أزمة المياء في المنطقة العربية عبر الحقائق والبدائل
يفوق حدود مثل هذه الدراسة؛ حيث يتطلب توافر
1 إطار عام مدخل إلى الموارد
الماثية في المنطقة العربية
عنوان هذه الدراسة» أزمة المياء في المنطقة
العزبية» سؤالا أوليا يدور حول مدلول مصطلع
زمه الجياوودا سباق المنواخ. ووتكلب الأمر
تقديم إجابة واضحة عن هذا السؤال كثقظة
القانون الدولي في إطار هذا الفصل.
ويختلف مفهوم «الأزمة؛ المستخدم في إطار هذه
الدراسة عن ذلك المستخدم في العلاقات الدوا
مناطق للتماس بين المفهومين لا تخفى على قطنة
القارئ. وينبع مفهوم «الأزمة» في صيفته المائية
من ذلك الطابع التركيبي متعدد الأبعاد والمستويات
لمشكلة المياه في المنطقة, ففضلا عن ندرة
ومحدودية الموارد الماثية وشداتي لموصينة اليناء فني
الوطن العربي: فإن الفجوة بين الموارد والاحتياجات
في بعض دول الجوار الجفرافي, والطموح الإقليمي
لدى البعض الآخر عبر استخدام المشتركات الما
أزمه المياه فى المنطقة العريية.
وغيرها من العوامل تتضافر وتتشابك وتتقاطع خالقة جملة من المعضلات
والمشكلات والاختناقات الممتدة من الماضي مرورا بالحاضر والتي يتوقع
استمرارها مستقبلا
وإذا كان موضوع الكتاب ينصب أساسا على المنطقة العربية. فإن التعرض
بكثافة لقضية المياه في دول الجوار الجغرافي يبدو أمرا لا مناص منه.
والفرات من تركيا فضلا عن أن لنهر دجلة منابع بجبال زاجروس بإيران.
كما يؤكد وجود إسرائيل في قلب المنطقة العربية واشتراكها في نهر الأردن
مع دول عربية ضرورة تناول أزمة المياه في المنطقة العربية وانمكاسات تلك
وأطماع تلك الدول على الأزمة العربية-
الدراسة كنقطة تمهيدية لطرح الاعتبارات المشكلة لإطار الدراسة فإن نقطة
البداية في هذا الإطار تتمثل في تقديم لمحة تاريخية مقتضبة لعلها تقودنا
بيسر إلى سائر الجوائب.
اتعكاسا لتقلبات النهر. لذا فإن مراقبة النهر وتسجيل منسوبه كانا بمنزلة
عمل رئيسي من أعمال الحكومة؛ كما أن جميع مقاييس النيل المحفوظة في
الوقت الحاضر تعود إلى العصور الفرعونية المتأخرة أو إلى العصر البطلمي”
الروماني وهي مبنية في حرم المعابد حيث إنها كانت تستخدم في توصيل
مياه الفيضان إلى المعابد فضلا عن وظيفتها الأصلية في قياس مناسيب
ولقد أصبح موضوع هيدرولوجية نهر النيل موضع دراسات متظمة منذ
بدء القرن التاسع عشر مع بزوغ مصر الحديثة. حيث أدى التوسع الزراعي
وإدخال المحاصيل النقدية إلى ضرورة استخدام مياه النيل بطريقة تتسم
بالكفاءة . ولم يستطع أحد أن يتتبع النيل إلى منابعه إلا في القرن التاسع
عشر الميلادي.. وضي عام 1937 تم تحديد أقصى منابع التيل في الجنوب
في قرية روتانا بدولة بوروتدي حيث ينبع نهر لوفيرانزا أقصى فرع إلى
الجنوب لنهر روفونو أحد فروع نهر كاجيرا الذي يصب في بحيرة
إطار عام مدخ إلى الموارد المائيه
وإذا كان الفراعنة قد بنوا أول خزان موسمي في التاريخ (في عهد
البابليين كان لهم قصب السبق في ظهور أولى نص قانوني مكتوب ينظم
استعمال المياه فقد ورد في شريعة حمورابي التص التالي: «إن الماء يستعمل
بالدرجة الأؤلى لشرب الإتسان والحيوان والاستعمال المنزلي ثم الري
فالملاحة؛. ولعل هذا النص يفكس مدى تأثير وجود حوض دجلة والفرات
بالعراق وما لهما من تأثير في حياة السكان: مما استدعى وجود هذا
لقد عرف الفرس والإغريق والروم الذين حكموا المنطقة المياه كمصدر
للطاقة لإدارة طواحين الفلال. كما سجل الأنباط الذين استقروا في صحراء
شرقي الأردن في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد أعمالا هندسية مبدعة في
البرك. وقد بني سد مأرب في اليمن قبل الميلاد بثمانية قرون لدرء الفيضان
وتجميع المياه. وعرف المزارعون الأوائل في عسير وتهامة إنشاء السدود
يناهز ألفا ومائتي عام. وقد ورد في القاموس المحيط في معنى مهندس أنة
المراكز العلمية في القاهرة ودمشق وبغداد عقب زوال السيطرة الرومية
على المنطقة"".
«مقدر مجاري القتنى
أولا: الموارد الماثية في المنطقة العربية جفرا فيا وهيدرولوجٍ
تتمثل الموارذ المائية ١| ٍ
- مياه الأمطار.
- المياه الجوفية.
- مياه الأنهار أو الموارد المائية السطحية.
-١ الأمطار
تقع أغلب أراضي الوطن العربي في المنطقة الجافة وشبه الجافة التي
أزمه المياه فى المنطقة العربية.
يقل معدل سقوط الأمطار فيها عن 300 مليمتر ستويا*". فإذا كان إمكان
نجاح الزراعة بنسبة 466 مرتبطا بمعدل سقوط أمطار لا يقل عن 400
كان المعدل يتراوح بين400-250 مليمتر سنوي ؛ بينما لا مجال إلا للرعي إذا
قل معدل الهطول عن 250 مليمتر سنويا'”"؛ لذلك فإن التقدير الذي يذهب
إلى تحديد نسبة الأمطار التي يمكن الا منها ب 115 على مستوى
الوطن العربي يبدو الأقرب إلى الصحة". ويتراوح معدل سقوط الأمطار
من 1500 مليمتر سنويا في بعض المناطق مثل مرتقعات اليمن الشمالية
ولبنان والمغرب والجزائر وتونس والسودان إلى نحو 5 مليمترات سنويا في
شمال السودان وليبيا"". مما يمكس انحرافا كبيرا عن المتوسط (300 مليمتر
وإذا قسمنا الوطن العربي إلى أقاليم فإننا نجد أن كمية الهطول الإجمالية
البالفة 223 مليار متر مكعب سنويا موزعة على النحو التاليا"'".
- 214 مليار متر مكمب في إقليم شبه الجزيرة العربية بنسبة 79:6 من
الهطول الكلي ويقع أكثرها على سلسلة جبال ساحل البحر الأحمر وخليج
عدن وجزء من الخليج العربي وخليج عمان»
- 174 مليار متر مكغب في إقليم المشرق العربي بنسبة 07.8 من الهطول
الكلي ويقع أكثرها بالمناطق الجبلية بلبنان وأقلها بالأردن»
٠ 2 مليار متر مكهب في إقليم المغرب العربي بتسبة4, 23( من الهطول
الكلي ويهطل أكثرها على تونس وأقلها في الجزائر.
-1304 مليارات متر مكعب في المنطقة الوسطى بتسبة2, 1459 من الهطول
الكلي ويهطل أكثرها على السودان وأقلها على مصرء
وتشمل الأقاليم المذكورة الآتي:
- إقليم شبه الجزيرة العربية ويشمل: السعودية والكويت والإمارات
والبحرين وقطر وعمان واليمن.
- إقليم المغرب العربي ويشمل: ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا
- إقليم المشرق العربي ويشمل: العراق وسوريا ولبتان وظسطين والأردن.
- المنطقة الوسطى وتشمل: مصر والسودان والصومال وجيبوتي
2- الموارد المائية الجوفية
إطار عام مدخ إلى الموارد المائيه
الجوفية تكونت بشكل طوبوغرافي أو تركيبي يسمح لها بتخزين حجم معين
من المياه؛ كما يسمح لهذه المياه بالحركة بحكم تفانية الطبقات المكونة
ويمكن التمييز بين نوعين من الطبقات المائية*):
- طبقات ذات موارد متجددة. ويقصد بها تلك الموارد التي لا ينجم عن
استثمارها لفترات طويلة أي هبوط في منسوب المياه الجوفية بها
- طبقات ذات موارد أحفورية. وهي التي ينجم عن استثمارها لمعدلات
طويلة هبوط في منسوب المياه الجوفية؛ مثل تلك الواقعة في إقليم شبه
الجزيرة العربية والصحراء الكبرى. وتظرا لوقوع مختلف تلك الطبقات ف
المنطقة الجافة من الوطن العربي فإن مقدار تغذيتها يكون ضميفا .
ويبلغ إجمالي المخزون المائي في الأحواض الجوفية 5 , 3مليار متر مكعب:
ويتغذى هذا المخزون طبيعيا بنحو0,004 مليار متر مكعب أي بنسبة
3" ويقع هذا المخزون في الأحواض الجوفية الآتيةل*'):
- العرق الغربي الكبير: يقع جنوب سلسلة جبال أطلس في الجزائر
ويتفنى من مياه الأمطار التي تهطل على سلسلة الجبال الشمالية. وتبلغ
مساحته330 كم مربع وحجم المخزون به 1500 مليار متر مكمب ويتغذى
طبيعيا بنحو 400 مليون متر مكعب.
- العرق الشرقي الكبير: ويقع شرق العرق الغر:
الكبير والجهة الشرقية
منه تتاخم الحدود بين الجزائر وتونس. وتبلغ مساحته 375 كم مربع وحجم
المخزون به ٠١7 مليار متر مكعب ويتغذى طبيعيا بنحو 600 مليون متر
- حوض تنزروفت: ويقع جنوب حوض العرق الغربي الكبير بالجزائر
ومساحته 240 كم مريع وحجم المخزون به 0.4 مليار متر مكدب ويتغذى
طبيعيا بنحو 20 مليون متر مكعب.
- حوض فزان: ويقع في الجزء الجنوبي الغربي من ليبيا ومساحته 175
كم مربع وحجم المخزون به 0.4 مليار متر مكعب ويتغذى طبيميا بنحو 40
مليون متر مكعب.
- حوض الصحراء الغربية: ويقع بين مصر وليبيا والسودان وتبلغ مساحته
أزمه المياه فى المنطقة العريية.
0 كم مربع ويقدر المخزون به بنحو 6000 مليار متر مكعب وب
0 مليون متر مكعب.
- حوض دلتا النيل: ويقع في مصر ومخزونه 30 مليار متر مكعب وتقدر
التفذية السنوية له بحوالي 2600 مليون متر مكعب.
والأحواض المائية الجوفية المذكورة سابقا هي أحواض الصحراء الكبرى
في شمال أفريقيا. أما الأحواض الرئيسية في المشرق العربي وشبه الجزيرة
نحو 130 من مياهه رديثة النوعية وتقدر التغذية السنوية له بنحو 257
مليون متر مكعب.
- حوض الأزرق: ويشفل مساحة ١3 ألف كم مربع كلها في الأردن وتقدر
- حوض عمان-الزرقا: مساحته850 كم مربع وتقدر التغنية السنوية له
بنحو 25 مليون مترمكعب.
3- الموارد المائية السطحية (الأتهار)
لا يتجاوز عد الأنهار المستديمة في الوطن العربي خمسين نهرا بما
في ذلك روافد النيل ودجلة والفرات*'". وتتمثل الأنهار الرئيسية في الوطن
العربي في نهر النيل أطول الأنهار العربية وأغزرها . والفرات ١ د
بعد أن يمر مسافة صغيرة في سوريا ويلتقي بالفرات في العراق. والعاصي
الذي يتبع من لبنان ويسير في سوريا ثم يدخل لواء الاسكندرون ليصب في
البحر الأبيض المتوسط.
ونهر الأردن الذي ينبع من عيون ويتشكل من ثلاثة أنهار: بانياس والدان
من سوريا والحاصباني من لبنان وتتحد هذه الأنهار في الجزء الشمالي من
وادي الحولة لتشكل نهر الشريعة ويدخل إلى بحيرة طبرية وبعد خروجه
الأنهار وأكثرها تأثيرا في حياة السكان بالمنطقة”.
أى بنحو
إطار عام مدخ إلى الموارد المائيه
أولا: نهر النيل
يعتبر نهر النيل نهرا مركبا نتج عن اتصال عدد من الأحواض المستقلة
بعضها ببعض بأنهار نشأت خلال العصر المطير الذي تلا تراجع ثلوج
العصر الجليدي الأخير منذ ما يقرب من عشرة آلاف عام قبل الآنا).
ويبلغ طول نهر النيل 4825كم وهو أطول أنهار العالم”'". وتبلغ مساحة
حوضه نحو ثلاثة ملايين كم مريع!"*.
ولا ينطبق ١ تقليدي للأنهار على مجرى نهر النيل'*. ولكن
يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أقاليم مائية عريضة أو أنواع من الأقاليم: المنبع
المصدر أو إقليم التصدير والإرسال ويتمثل في هضبة البحيرات والحبشة:
ثم المجرى أو الممر أو إقليم المرور «السودان», فالمصب أو إقليم الاستقبال
يستقبل النيل مياهه من مصدرين رثيٍ
الاستوائية, والثاني الهضبة الإثيوبية.
وتضم المنابع الاستوائية المجاري النهرية والبحيرات التي تقع في هضبة
البحيرات والتي تضم مجموعتين: الأولى مجموعة بحيرة فيكتوريا والثانية
بحيرة كيوجا اللتين تتجمع مياههما في نيل فيكتوريا . أما المجموعة الثانية
بين بحيرتي إدوارد وآلبرت؛ بالإضافة إلى حوض بحيرة ألبرت الثي يخرج
منها نيل ألبرت؛ ومن مياه ألبرت ومياه السيول على جانبيه تتكون جملة
تصرف النهر الذي ينحدر إلى نيمولي حيث يعرف النهر بعد ذلك ببحر
الجيل
أما عن المنابع الإثيوبية فثمة ثلاثة روافد رئيسية هي: نهر السوباط»ه
تي يبلغ ارتفاعها
0 مترا ومساحتها 3060 كم مربع ويتجه النيل الأزرق نحو الجنوب الشرقي
ثبل أن ينحدر تحو الشمال الغربي إلى
الأول إقليم البحيرا
في البداية ثم يدور نصف دورة