هذاء وقد كنت أرجو ألا أنسجل طبع هذا الكتاب وأن يكون في أمر نشري له
هويداء ورويداء» حتى أديم إمعان النظر فيه» غير أنه شغاني عن ذلك شغل شاغل
أجمل. وهذا من أعظم العبر» وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر» -
لذلك فأنا أستميح القارى" الكريم عذراً في ما قد يكون وقع مني من خطأ أو
سهو أو تقصير في الكتاب فأنا لا أاعي في عملي هذا الكمال أو ما يقرب من إذ
محمد علي الزيح هاشم
جامعة الخرطوم
تقديم
بقام الأستاذ الكبير الدكتور حسن عون
سيبويه» وأما العالم فهو أبو محمد يوسف بن أبي سعيد السيرافج» وقد قام بتحقيق
هذا الأثر العالم الشاب الدكنور محمد علي البح هاشم.
وأفكار في اللهجات» وأقوال في الشعر والأمثلة ومقارنات بين وجهات نظر أثرت
فوق بعض؛ صعوبات في فهم العبارة وتذليلهاء صعويات في تحليل التركيب
اللغوي وبسطه؛ صعوبات في تركيب عناصر الجملة» صعوبات في ضعٌ شتات
الفكرة؛ صعوبات في الإستنتاج والوصول إلى الهدف.
هذه هي الحواجز أو الأشواك أو السدود التي كانت تحيط بسيبويه وممعارقه
ذلك لم يمنع أيا سعيد السيرافق من التصدي لشرح كتاب سييويه؛ ولم يمنع ابنهه
صنيع سيويه بالنسبة للمعارف اللغوية في القرن الأول والثاني من الهجرة
يشبه إلى درجة كبيرة صنيع فلاسفة العرب في العصر العباسي بالنسية لبعض الآثار
الإغريقية؛ فلولا تسجيل سيبويه لتلك المعارف اللغوية في كتابه العظيم لانقطعت
صلتنا بها وضاعت علينا إلى الأبدء كما أنه لولا ترجمة فلاسفة العرب لفلسفة
أحدهما نافع حسن. والآخر ضار سيّئ.
يتمثل الأول في جمع العارف الغزيرة وتسجيلهاء أكثرها مصحوب بنسبة
الآراء إلى أصحابهاء كعهدنا بالبحوث الأكاديمية في العصر الحديث.
ويتمثل الثاني في الأثر السلبي؛ الذي أحدثه هذا الصنيع في من جاء بعده من
رجال اللغة؛ إذ أن عظمة هذا الصنيع متمثلة في ضخامته وسعة آفاقه وعد أغواره
قمة المجد العلمي؛ وليس بعد صنيعه زيادة لمستزيد ولا منفذ إلى الكمال. وترجموا
هذا الإحساس بعبارات تبئ عن إجلالهم لهذا العمل وعن بأسهم من مجاراته
ول كانت آفة العلم البأى من العلم فقد انصرف عشرات اللغوبين شرقاً وغرباً
عن التفكير في الإضافة أو الخلق والإبداع وكان ذلك في مقدورهم - إلى
ويستشهدون مما قاله؛ ويكتفون بالرّد على ما يصادفهم من إشكال بهذه العبارة
في غمرة الأحاسيس وفي ظل الإقتضاع بهذين الأثرين برز من بين اللغوبين في
خلال القرن الرابع الهجري؛ أبو سعيد السيرافٍ» وابنه أبو محمد يوسف السيرافي؛
الابن لشرح شواهد الكتاب وحظي بدوره - من وراء هذا العمل بكثير من
التقدير العلمي.
ولقد كان للاثنين معاً في هذا المجال مواقف دقيقة علمية ولغوية تشهد لهما
بطول الباع وسعة الأفق والقدرة على التحليل والتمحيص والإستتاج.
قام قسم الوثائق بدار الكتب في القاهرة بتحقيق شرح السيرافي ولسنا ندري
أما شرح أبيات سييويه لابن السيرافي فقد قام بتحقيقه الدكتور محمد علي
الزبح فأعطاه من الوقت ومن الجهد ما هو جدير به ومنتظر منه وحين يكون في
إن صعوبة التحقيق تتمثل في عماية تكاد تشبه عملية الترقبع» فهي تتوقف
كثيراً على ذوق المحقق في مجال الاختيا؛ وعلى باعته في نطاق التأأيف
والانسجام» وعلى قدرته في ميدان التوفيق بين المقدمات» وعلى سعة الإطلاع
لإكمال ما نقص؛ وتوضيح ما غمض؛ وتقريب ما تباعد؛ والمصالحة بين ما تنافر»
وتتوقف أخيراً على المنطق للوصول إلى أقرب التائج إلى الحقيقة. ولقد وى
الدكتور محمد علي الرّيح بذلك في عمله.
وعزف عن ممارسته أكثر من كنا تؤمل فيهم القيام بهذه المهمة العلمية وذلك إحياءً
للتراث وخدمةٌ للثقافة؛ ولكن _ لحسن الحظ بقي عدد قليل من الشباب حبّب
حساب أن يحترق هو ليضيء طريق الآخرين؛ من هذا العدد القليل صاحب هذا
إن من يطلع على عملية التحقيق سيدرك من غير شك - مبلغ ما عاناه
احفق» ومقدار ما تحمله في سبيل جمع شتات النص وإبرازه في الغوب الذي لا
كما أننا لا نشك كذلك في أن القارئ سيدرك من خلال عمل التحقيق أن المحقّق
قرأ كتاب سبيويه أكثر من مرة وعاش في رحابه بعقله وخياله وتصوّره يراجع
ويدقق ويمحص ويقارن ويقلب المسائل على وجوهها المخلفة أملاً في كشف
الحقيقة والإهتداء إلى الصواب.
ولقد استوقفني عنده بعض التعبيرات التي ربما لا تستساغ في الوقت الحاضر
أدرك الحقق في أبي محمد يوسف بن أبي سعيد السيرافع فيضاً من المزايا
تخريج شواهده وقدرته على تحصيل آراء النحاة وخلافاتهم في الأحكام والقواعد
النحوية» ومن خلال ذلك استطاع أن ييرز كذلك _ بطريق غير مباشر - المجهود
الذي بذله هو الحقق في عرض ذلك وتتبعه وتقصيه وتحري وجه الصواب فيه
بعد الجولة الطويلة وراء المراجع الأصيلة المختلفة؛ لغوية ونحوية وأدبية.
فإن هذا العمل الدؤوب؛ الذي جرى في صمت وأنجز في معاناة وصبر وتم في
تواضع وأناة؛ لذلك الأثر اللغوي الكبير الذي يعبر من الأمهات في تراثنا اللغوي؛
لذلك الأثر من هذا العالم الشاب يستحق الشكر والتقدير.
الشكر لما أسداه للتراث اللغوي من صنيع لا يقدّر بشس» والتقدير لما قدّمه
من أمثلة طيبة جديرة بأن تحتذى حتى يتم للنهضة اللغوّة - وما أحوجها إلى
المؤلف
هو أبو محمد يوسف بن أبي سعيد الحسن بن عبد الله بن الْوزيانَ السيرافق
فهن كما ترى» ولد النحوي المشهور أبي سعيد السيرافئ الذي قت شهرته
الآفاق بمؤلفه الفذ «شرح كتاب سييويه».
لم يذكر المؤرخون الذين اطلعت على ترجمتهم لصاحبناء خلا ابن خلكان»
على أن ابن السيرافخ رحمه الله مات سنة حمس وثمانين وثلاثماثة,للهجرة الموافقة
خليفة وأبو الفداء والمفضّل بن محمد بن مسعود يذكرون أن يوسف السيرافق
توفي سنة خمس وثمانين وثلائماثةا'؟. أما ياقوت وابن الجوزي والسيوطي فإنهم
خلكان؛ كما قلناء هو المصدر الوحيد الذي ذكر السنة التي ولد فيها ابن السيرافق
وحدد اليوم الذي مات فيه؛ إذ أنه بعد أن ذكر أن ابن السيرافٍ توفي ليلة الأربعاء
لثلاث بقين من ربع الأول سنة خمس وثمانين وثلاثمائة للهجرة الموافق ٠١ أبريل
0م وعزى معرفته لهذا التاريخ لهلال بن المحسن الصابئ» أضاف أن غير هلال
)١( انظر بعيمة الدهر للعالبي ج ١ ص 7308 وكشف الظنون لحاجي خليفة جه ص 8 447
والمختصر في أخبارءالبشر لأبي الفداء ج 7 ص ١7٠ وتاريخ العلماء الشحويين من البصرين
والكوذيين وغيرهم للمفيضل بن محمد بن مسعود ورقة ١ ب - ؟ ألف (مخطوطة في حوزة
() معجم الأدباء لياقرت بج 17 من 7017 والمتنظم في تاريخ الملوك والأسم لابن الجوزياج ١7
ص 1877 وبطية الوعاة للسيوطي ج ١ من 706
ذكر أن يوسف ولد في سنة ثلاثين وثلائماثة الموافقة سنة واحد وأربعين وتسعمائة
للميلاد وتوفي يوم الاثنين لثلاث بقين من الشهر المذكورل».
وأبوه لا يزال على قيد الحياة إذ قد قال قد كا لد ياي جل لانت"
عندنا أن يوسف بدا مين الطلبة في آخر مراحل تلقد عن والله بتكليف من» وول
وفاة أبي سعيد بسنين قلّة. فقد جاء في ترجمة الشريف الرضي في وفيات الأعيان
«وذكر أبو الفتح بن جني «النحوي» المقدم ذكره في بعض مجاميعه أن الشريف
الرضي المذكور أحضر إلى ابن السيراف النحوي وهو طفل جداً لم يلغ عمره عشر
النصب هم المتدينون ببغضة علي رضي الله عنه لأنهم نصبوا له أي عادوهة”»
لذلك فقد سبق إلى فواد الشريف الرضي وهو سليل سيدنا علي متشا في العقائد
)١( وفيات الأعيان لابن خلكان ج ص ؟41.
() معجم الأدباء ج ل ص 307 وبغية الوعاة ج ١ ص 355.
() وفيات الأعيان ج17 ص 411
(4) وفيات الأعيان ج ص 114,
(*) انظر المحيط (لصب».
ذهن الشريف وهو حدث» أن عمراً في المخال هو عمرو بن العاص المعروف بعدائه
لعلي بن أبي طالباء
هذا الخبر لا يبين لنا التاريخ الذي بدا فيه الشريف الرضي دراسته على ابن
أحضر وهو حدث لم يبلغ العاشرة من العمر إلى ابن السيرافي ليلقنه النحو» سبق
مراحل تلفيه هو عن والده الذي توفي عام ثمانية وستين وثلاثمائة للهجرة. . وهذا
قال أبو العلاء المعري: حدثئي عبد السلام البصريّ خازن دار العلم يغداد
وكان لي صديقاً صدوفاً؛ قال: كنت في مجلس أبي معيد السيرافي؛ وبعض
لذلك» فنهض لساعته ووقته والغضب يستطير في شمائله إلى دكان وكان
ستاناً؛ فباعها واشتغل بالعلم إلى أن برع فيه وبلغ الغاية فعمل «شرح أبيات
إصلاح المنطق)"
)١( انظر وفيات الأعيا ج ١ ص 471 والظر في البيت ديوان حميد بن ثور الهلالي صنعة عياد
العزيز المهمني م 117-