وعلى الرغم التكنولوجيا في العالم الحد؛ أي محاولة
لدراستها دراسة فاحصة يغلب عليها طابع التعقد والتقنية المفرطة في
خلال القرن الثامن عشر أن نفهم كيف كانت الآلة البخارية تعمل. كذلك
فإن العاملين في مجال السكرتارية في عصرنا مهما كانت براعتهم في
التعامل مع أجهزة الكومبيوتر الشخصية فإن قليلين جدا منهم هم الذين
يتمتعون بقدر وافمن فهم طريقة عمل هذه الأجهزة. ولقد استطاع الإنسان
السيطرة على خصائص الكهرباء والطاقة النووية وعلى التفاعلات الكيميائية
المعقدة. ولكن الملاحظ أنه حتى العلماء النين ألفوا العمل بهذه المفاهيم
يجدون صعوبة في التعبير عنها بعبارات يمكن أن يفهمها الإنسان العادي.
ونمرف أن صورة «الصندوق الأسود» أضحت رمزا شائفا لأسطور
تكنولوجية. إذ يمثل لغزا سحريا للقدرات التكنولوجية على أداء أعمال
لمصلحتنا جميماء ويتعين الركون إليها . وأشهر أنواع «الصندوق الأسود» هو
متصلا لقراءات آلات تشفيل الطائرة بصورة مضمونة ويمكن استعادتها
وهكذا يتيسر لنا الحصول على المعلومات الأساسية اللازمة في حالة وقوع
الرقمية التي تبين الوقت بدقة متناهية. وتعمل ببللورة من الكوارتز وبطارية
صغيرة جدا ومادة كرستالية سائلة تعرض لنا الأرقام.
إن هذا الإحساس بما تنطوي عليه التكنولوجيا من سر غامض إنما
ينبع من تعقد ما تنطوي عليه من تقنيات. ولكنه إحساس يستمر ويطرد
جزئيا بسبب رغبة الكثيرين من البشر في النظر إلى الموضوع في جملته
وشموله باعتباره سرا باهرا ومروعا. حقا إن الأمر يتجاوز صلاحياتي
وقدراتي إذا ما أردت الكشف عن أسرار التكنولوجيا الحديثة. ولكن من
الممكن مع هذا أن أعمد إلى كشف قدر مما تنطوي عليه من طابع أسطوري
ملفزء وبذا نتغلب على العوائق التي تحول دون الكثيرين والشعور بالألفة
والتوافق مع التكنولوجيا . صفوة القول أن موضوع هذا الكتاب هو بيان
وتفسير الطريقة التي أثرت بها التكنولوجيا في الحياة في العالم الحديث.
تصدير
للعيش مع التكنولوجيا وبهاء ومن ثم فمن الأفضل لنا أن تعرف شيا ما
الأهمية لرفاهتنا.
نيوكومن البريطانية «عهده»2 ططناء, والجمعية الأمريكية لتاريخ
16001750 إذ وضعتني هذه الجمعيات على خط التماس المباشر مع
المضي قدما بأبحاثي داخل المركز الممني بتاريخ التكتولوجيا غلا:0 6:00
ما مولت واسيح اسمها جامعة ميال 1
ثم كان انخراطي في مجال الأركيولوجيا الصناعية؛ وهوما أسهم إسهاما
يا في وضع الشكل العام لهذا الكتاب.ذلك أن الكتاب بممتى من
في بريظانيا»؛ الذي صدرت طبعته الأولى ضتمن مجموعة بليكان العام
2 ؛. ثم صدرت طبعته الثانية العام 1982 . وكنت معنيا أشد العناية بموضوع
تطور أركيولوجيا حضارة الضناغة في بريطاتيا. ومن ثم أصبحت الرئيسن
(خلة) «وماهمسك»ه. ويمكس كتابي السابق التزامي هذا . ولكن على الرغم
من أن الدراسة الزاهنة بدات بفكرة إعداد ظبعة جديدة من كتاب «اركيولوجياً
حضارة الصناعة» فإته سرعان ما بدا واضحا لي بجلاء أن من الملائم أكثر
وأن أدرس؛ من خلال عملية استقصائية جديدة تماماء العلاقات بين
وكانت هناك تلك الحاجة المثيرة للملل وهي إعداد صفوف دراسية
لمقرر «التكنولوجيا في العالم الحديث». ووضع هذا العمل في بّرة الاهتمام
آمامي العديد من القضايا المهمة ذا
في وضع أساس مكين لدراسة تاريخ التكتولوجيا في جامعة
أي تطور جوهري في الدراسات التاريخية.
والجدير ذكره أن خبرتي في تعليم طلاب لديهم معرفة سابقة ضئيلة
بشكل هذا الكتاب. أولهما أن أحدٌ من عدد المراجع الواردة في المتن. وهو
ما لا يتم عادة إلا عندما يكون الاستشهاد المباشر ملائما . وأن أعمد بدلا
مقترنة بعناوين هذه المراجع في ختام المتن. والقرار الثاني أن أضمن الكتاب
وآود أن أؤكد؛ وأنا بصدد تنفيذ ذلك؛ أن هذه الأشكال في تمايز عن تلك
الأشكال المعتمدة على مصادر إحصائية إنما هدفها فقط إعطاء «صورة»
فيما يتعلق بالرسوم الواردة في الكتاب. للسيد كولين ويلسون الذي يعمل
الجهد في التعامل مع رسومي المطبوعة أو المرسومة على ورق
وأتوجه بالشكرأيضا إلى جميع من أذنوا لي باستتساخ الصور الفوتوغرافية
المبينة في قائمة الرسوم والجداول. وأتوجه بالشكر كذلك إلى إيلين موري
تصدير
وايضا إلى المسؤول عن مكتبة الجامعة والعاملين معه لاهتمامهم بي حين
سألتهم المساعدة.
فخ ون ومساندة قي سيل إنجاز وتتقيلة شكتزة ينذا الكتاب على سبي
سنوات. وسبق أن أهديتها في العام 1965 كتابي الأول «التكنولوجيا والتقدم
في بريطانيا . وحدث هذا في وقت كان جل عملي بمنزلة نتاج لمشروع
ا تيار العطلات والنزهات. . والآن وقد استقر هذان الفتيان في
'نفسي أنا وزوجتي وقد
الج الأول
والتسلسل الزمني
طبيعة التكنولوجيا
التكنولوجيا هي دراسة الأساليب الفنية
جنا تستقدم بحل مدا التحديد الدقبي هي غلا
النقطة فإننا نقول إن التكنولوجيا ليست معنية
بامتلاك ناحية التقنيات الت
هي موضوع دراستها:
إذ يستلزم هذا على الأرجح قدرا هائلا من المعارف
صناعية طويلة الأمد . وإنما تعالج التكنولوجيا بدلا
وبيان كيف ظهرت وازدهرت؛ والطريقة التي تترابط
بها في علاقات متداخلة فيما بينها. وأسلوب تشمبها
وانتشارها: وأسباب تدهورها وانحسارها. ومن ثم
فإن التكنولوجيا معنية بفهم التقنيات داخل البيئة
التي شهدت نموها اجتماعيا . وعلى الرغم من أن
البراعة في مجال التقنيات موضوع الدراسة مسألة
ليست مرفوضة. فإنها نادرا ما تكون مستهدفة
مميزة للسلوك البشري في المجتمع. وحيث إنها تتناول التحولات التي تطراً
على التقنيات على مدار الزمان, فإنها بحكم كونها كذلك تمتبر دراسة
البشري هو تلك المتوالية من الأنواع التي بلفت ذروتها في صورة الإنسان
الماقل *«ماود5 ص«م1!. الذي تميز بالقدرة على صنع الأشياء - أعني صنع
مليوني ستة أو ثلاثة ملايين مضت يشكل بصدق آحد مجالات اهتمام
مؤرخ التكنولوجيا . وسوف تركز في هذا الكتاب على القرون الثلاثة الأخيرة
من تاريخ هذا التطور. بيد أننا ستعرض التقدم التكنولوجي الفريد الذي
طرآ خلال هذه القرون الثلاثة: في إطار العلاقات النسبية الصحيحة إذا
ومن ثم يمكن القول إن التكنولوجيا ليست مجرد نتاج للمجتمع الضتاعي
الحديث. ولكنها قديمة قدم النوع البشري بحيث يحق لنا أن تتوقع
استمزاريات مهمة في تاريخ التكنولوجيا .
إلا أن النهج الدراسي الشائع ركز الانتباء على بعض التقنيات ذون الأخرى.
وبات مألوفا على وجه الخصوص قصر نطاق التكنولوجيا على هذه التقنيات
الإنتاجية والصناعية وتقنيات التشييد والنقل والاتصالات التي هي مجال
استخدام هذه الطاقة. والملاحظ أن جميع التقثيات الأخرى ذات الطبيمة
اللسانية أو الفنية أو الثقافية؛ أو أي طبيعة أخرى خاصة بها؛ اكتسبت
باهتمام هامشي آم ر محمود, ذلك لأن هنذا التضور
المحدود للتكنولوجيا ينضمن على محدوديته مجالا واسما هائلا. وتمتبر
دراسة مصادر الطاقة هي لب تاريخ التكنولوجيا . بيد أن هذا الموضيع ذاته
اشتملت الدراسة على استخدام الطاقة أو القوى المحركة في جميع صور
الإنتاج والنقل والاتصالات: مقترنة بالحاجة إلى فهم هذه العمليات في
سياقها الاجتماعي فسوف يكون تا:
جوهريا ومهماء
هذا أنه يعتمد على الدقة والحذر في طرح الأسئلة التي يتعين الإجابة عنها
بعد دراسة نقدية ودقيقة لجميع المصادر المتاحة التي نستمد منها شواهدنا
وبيناتنا . وقد تكون هذه الشواهد والبينات متنوعة الأنماط - وثائقية ومادية
١ على البينات والشواهد الوثائقية السجلات والوثائق المكتوبة والمطبوعة
خلذ في حقبة تاريخية أو حدث تاريخي. وقد تكون هذه
الوثائق شخصية أو إدارية وذات طبيعة رسمية أو غير رسمية. ولكنها
جميعها تخضع لاختبار الدقة والمصداقية وبيان الدلالة والأهمية. وذلك
وفقا لمبادئ مؤسسة ومعتمدة للبحث التاريخي. ولكن يحق لنا القول إن
جميع صور الشواهد والبيتات التاريخية الأخرى - المادية وا
والشفاهية والثقافية لابد من تحويلها إلى صورة وثائقية في شكل تقرير
أو بيان مكتوب قبل استخدامها في البحث والتحقيق التاريخيين. ولكن
جدير بنا الاحتفاظ بها كفئات مستقلة منفصلة؛ وذلك لأنها تذكر المؤرخ
بين يديه وأن يتساءل عما إذا كانت هناك أي معلومات إضافية يتعين
تجميعها. من بين البينات المادية في الطبيعة وأنماط الاستيطان والمباني
والفنون الصتاعية؛ وكذا البينات والشواهد الشفاهية على لسان مشاركين
في الأحداث التاريخية ممن لا يزالون على قيد الحياة. أو من تراث ثقافي
وممارسات ميسورة يمكن بحثها ودراستها من قبل علماء
يضطلع بإعادة بناء صورة الماضي, وهو ما يمثل الغرض من ممارسة الدراسة
التاريخية. وهذا النهج مهم للغاية بالنسبة لمؤرخ التكنولوجيا . ذلك لأن مادة
موضوعه تتألف أساسا من مصنوعات مادية يتعين فهمها وتفسيرها . وههنا
تميز الشاهد والدليل المادي الذي تمثله هذه
المصنوعات: سواء من خلال مشاهدتها مباشرة أو من خلال رسوم وصور
تتضح الأهمية الخاصة الت
فوتوغرافية؛ أو من خلال تسجيل أو تقر
الحقيقة وعلى مدى أحقاب طويلة من التطور التكنولوجي القديم؛ أن
الشواهد المادية هي النوع الوحيد المتاح أمام المؤرخين. ولهذا
وتقييمها أمران لا غنى عنهما عند أي محاولة لإعادة بناء الصورة التاريخية
ودلالة هذا التأكيد على آن البنية المادية مهمة لمؤرخ التكنولوجيا هي أن
فهمها فهما صحيحا باعتبارها جزءا من التاريخ. فالتاريخ معني بالماضي في
شموله. ومن ثم معني بآي نوع من الشواهد والبيتات التي تمثل محاولة
مقبولة عقلا لإعادة بناء الصورة. وعلم الآثار؛ أو الأركيولوجيا؛ معني بتفسير
الشواهد والبينات المادية خلال عملية إعادة بناء الصورة التاريخية. وتيسر؛
لهذا العلم بعض التقنيات الدقيقة والمكينة مثل حفريات طبقات الأرض
وعمليات تحديد التاريخ بالكربون المشع؛ وتحديد الحقب الزمنية للأشجار.
وكذا تحليل غبار طلع الأشجار بفية إنجاز ذلك الهدف. وتمتبر هذه الوسائل
ذات أهمية خاصة بالنسبة لأحقاب التاريخ البشري التي توصف خطأ بعبارة
«ما قبل التاريخ». نظرا لعدم وجود شواهد وبينات وثائقية غير ما يفيدنا به
علم لآثار. ولكنها مهمة أيضا لبعض أوجه التاريخ المسجل والتي أولاها
تمثل معلما بارزا ولهذا. أضحت أركيولوجيا حضارة التصنيع بمنزلة امتداد
مهم لنطاق دراسة الفنون الصناعية لتاريخ التكنولوجيا »
رثيقة الصلة أيضا بالعلم. والمألوف عادة في حد؛
عبارة «العلم والتكنولوجيا» وكآنهما اسمان مترادفان عمليا. وهذا تصور
تعنى التكنولوجيا بصناعة وعمل الأشياء؛ نجد العلم معنيا بالفهم النسقي
فيه والملاحظ أن البشر قد يشرعون في صنع وعمل آشياء وهم لا يمرفون
ولهذا تقول إن التكنولوجيا أقدم من العلم. والقول إن العلم في صورته
المتعارف عليها هو الفهم الذي حققه البشر رجالا ونساء في بيئتهم بفضل
يكتبه باحث آخر. ونجد في