الذاكرة
والإصابة بالحمّى والاختناقات والاتفعالات ذكريات نسيناها متذ مدة طويلة؟
تكون عكس ما هي عليه بالضبط. من الواضح إذن أ,
أكثر مهام عالم النفس تشويا
ن هذه اللكة لا توجد
«مبادئ علم النفس». الفصل الأول صفحة ؟
والنطاق لن تستطيع. بالطبع, إلا أن نستعرض بشكل سطحي ذلك المجال الذي عُدّ من
أكثر مجالات البحث النفسي خضوعًا للدراسة الشاملة. 0
علم الأعصاب المعرفي البارز مايكل كل شيء في الحياة ذكرى. باستثناء هوامش
الأحداث المهمة التي ريما تكون قد وقعت منذ ساعات أو أيام أو شهور أو حتى عدة
أو تنفيذ أفكار جديدة؛ أو النجاح في العملء أو حتى تعلُّم المثي.
() الذاكرة في الحياة اليومية
تجربة حدث سابق على شخص ما في فترة لاحقة. فإن أثر التجربة السابقة يُعدّ انعكاسًا
لذكرى ذلك الحدث السا
يمكن توضيح تقلبات الذاكرة بالمثال التالي: لا شك أنك قد رأيت آلاف العملات طيلة
حياتك: ولكن دعنا نتأمل مدى قدرتك على تذكر عملة عادية ربما تكون في جيبك. دون
أنت تجسيد لذاكرتك
التظر إليهاء خذ بضع دقائق لتحاول رسم غملة ذات فئة نقدية محددة اعتمادًا على
ذاكرتك. قارن الآن بين رسمك والعملة نفسها؛ إلى أي مدى كانت ذاكرتك دقيقة عن
العملة؟ مثلًا: هل كان وجه العملة في الاتجاه الصحيح؟ كم عدد الكلمات (لو وُجدت!)
العشرين. واكتشف البا. أن معظم الأقراد؛ في حقيقة الأمرء يملكون ذاكرة ضعيفة
حدَا لأشياء مألوفة للغاية. مثل العملات. ويمثل هذا نوتًا من الذاكرة تميل إلى التسليم
جدلًا بوجوده (ولكنه - إلى حدما - غير موجود فعلًا!) جيه مع أشياء مألوفة أخرى في
ك. مثل الطوابع؛ أو حاول أن تتذكر تفاصيل الثياب التي عادةً ما يرتديها الأشخاص
أننا تميل إلى تذكّر المعلومات الأكثر بروزًا وفائدة بالتسبة إلينا؛ فعلى سبيل المثال: قد
تجيد تذكّر حجم العملات أو أبعادها أو لونها مقا اه النقش أو الكتابة على
العملة؛ لأن الحجم أو الأبعاد أو اللون قد تكون أهم بالنسبة إلينا غند استخدامنا النقود
(أي أهم لأغراض الدفع والصرف التي صُممت النقود لأجلها). وعند تذكر الأشخاص»
سنتذكر عادةً وجوههم وسماتٍ أخرى مميّزة تبقى ثابتة نسبيًّا (وهي - لذلك - أكثر
قائدة في التعرف عليهم). بدلا من السمات ١١ (مثل ملابسهم).
وبدلًا من التفكير في العملات والملابس. قد يكون من الأسهل بالنسبة إلى معظم الناس.
التفكير في دور الذاكرة في حالة طالب: )١( حضر محاضرة و(7) استدعى بعد ذلك إلى
الذاكرة بنجاح ما تعلمه خلال المحاضرة في قاعة الامتحان. هذا هو نوع «الذاكرة» الذي
تعرفه جميعًا منذ أيام دراستنا. ولكن قد لا يكون واضحًا بدرجة كافية أن الذاكرة ريما
حد ذاتهاه؛ ولكنه يستخدم المعلومات اللأخوذة من المحاضرة بشكل عام (أي ربما دون
التفكير في للحاضرة نفسهاء أو استدعاء المعلومات المحددة التي تُدّمت في هذا السياق»
وهذا ما يُطلق عليه «الذاكرة العرضية»).
في حالة استخدام الطالب بشكل عام للمعلومات الْقِّمة خلال المحاضرة, فإننا نشير
ب «المعرفة العامة». علاوة على هذاء لو تشكّل لدى هذا الطالب لاحقًا اهتمام (أو عدم
اهتمام ملحوظ) بموضوع المحاضرة: فقد يعكس هذا الاهتمام في حد ذاته ذكرى المحاضرة
الذاكرة
السابقة. رغم أن الطالب قد لا يكون قادرًا على أن يتذكر بشكل واع حضوره محاضرة
وبالثله تلعب الذاكرة دورًاء سواءٌ كنا نتوي التعلم أم لا. في حقيقة الأمرء إننا
الدراسة الرسمية. وعلى التقيض من هذاء فإتنا في أغلب الأوقات نمضي ببساطة في حياتنا
اليومية. ولكن لو وقع -- خلال هذه الحياة اليومية - حدث بارز (قد يكون - حسب
تاريخنا التطوري ككائنات عاقلة - مرتبطًا بالشعور بالخطر أو المكافأة)؛ تتدخل عندئذٍ
العمليات النفسية والفسيولوجية المتعارف عليهاء ونتذكر عادةٌ هذه الأحداث بوضوح
الأحداث (وموقع سيارتنا) جيدًا!
شكل :1-١ عادةٌ ما تكون ذاكرتنا عن أشياء مألوفة للغاية. مثل العملات. أسوا بكثير مما
وهكذا فإن الذاكرة - في حقيقة الأمر - لا تعتمد على نية تذكر الأحداث. علاوة على
هذه الأحداث. تلعب الذاكرة أيضًا دورًا بغض النظر عن نيا
أو الانتفاع منها. فكثير من آثار الأحداث الماضية غير مقصود؛ وقد «يقفز إلى الذاكرة»
فجأة. وربما يحدث استرجاع للمعلومات فيما يتعارض مع نواياناء كما توضح الدراسات
هذاء
نا في استرجاع الأحداث الماضية
أنت تجسيد لفاكزقك
سياق ظواهر مثل استرجاع ذكريات ما بعد الصدمة.
(©) نماذج وآليات عمل الذاكرة
هناك عدة تماذج مختلفة لكيفية عمل الذاكرة ترجع إلى العصور الكلاء
التمييز الثلائي بين «التشفيره و«التخزين» و«الاسترجاع لازم الباحثين العلميين حتى
العصر الحديث. وشبَّه فلاسقة آخرون في العصور الكلاسيكية الذكريات بطيور في قفص
أو بكتب في مكتبة. مشيرين إلى صعوبات استرجاع المعلومات بعد تخزيتها؛ أي اصطياد
الطائر المراد أو العثور على الكتاب المطلوب.
وقد أدرك الُنظّرون المعاصرون أن الذاكرة عملية «انتقائية» و«تأويلية». بعبارة
أخرى. تتسم الذاكرة بقدرة أكبر من مجرد التخزين السلبي للمعلومات. علاوة على هذاء
بعد تعلّم معلومة جديدة وز ا. يمكننا انتقاء وتأويل ودمج شيء بآخر؛ لنحسن
الاستفادة مما نتعلمه ونتذكره. ومن المحتمل أن يكون هذا أحد الأسباب التي تسهّل على
خبراء الشطرنج تذكّر مكان القطع على رقعة الشطرنج. ولشجعي كرة القدم تذكر كل
الأهداف الكروية في نهاية الأسبوع؛ أي بفضل معرفتهم الواسعة والروابط المتبادّلة
العناصر .١ لهذه المعرفة
في الوقت نفسه. تُعدٌ ذاكرتنا أبعد ما تكون عن المثالية. قحسيما لخّصها الكاتب
والفيلسوف سي إس لويس, تعبر الذاكرة عن:
خمس حواس؛ وهي قدرة ٍ ابلة للتغييم؛ وذاكرة
قدر الواقع الكلي الذي يستطيع جهاز كهذا أن يستوعيه؟
مع هذاء هناك أشياء نحتاج إلى تذكرها كي نعيش حياتنا في هذا العالم على النحو
الذاكرة
اشكل 3-١ طائر في قفص؛ أحياًا ما يُْبّهُ استرجاع الذكرى المطلوبة باصطياد الطائر
المطلوب في قفص ملء بالطيون.
مواقف «الخطره أو «المكافأة» (سواء واقعية
ومعرفية مساعدتنا على التذكر بشكل أفضل.
للذاكرة بأن أفضل وصف لها هو أنها تشاط ديناميكي» أو عملية ديناميكية وليست
()) فكر إيبنجهاوس
رغم أن التوادر والملاحظات الشخصية حول الذاكرة قد تكون تنويرية ومسلية. فإنها غالبًا
ما تنيع من تجربة محددة لشخص معين. لذا؛ فمطروح للجدال إلى أي مدى هي )١(
«واقعية» بشكل موضوعي و() قابلة للتعميم بغير استثناء على جميع الأفراد. يستطيع
البحث العلمي المنهجي أن يقدم استبصارًا فريدًا عن هذه الموضوعات. وقد أجريت بعض
الأبحاث المنهجية الكلاسيكية حول الذاكرة والنسيان في نهاية القرن التاسع عشر على
يذ هيرمان إيبتجهاوس. 1 اوس ١14 قائمة منفصلة لثلاثة عشر مقطعًا
لفظيًا عديم المعنى. وكان كل مقطع يضم لفظات ثلاثية الأحرف «عديمة المعنى» مؤلفة
من ساكن-متحرك-ساكن (مثل: 051). وأعاد إيبنجهاوس حفظ كل من هذه القوائم بعد
فترة انقطاع تراوحت من ١ ؟ دقيقة إلى 3١ يومًا. وكان مهتمًا بشكل خاص بمدى النسيان
الذي حدث له خلال هذه الفترة الزمنية. مستخدمًا «مقياس الحفظ» (أي مقدار الوقت
الذي استغرقه لإعادة حفظ ١ نياس للكم الذي نسيه.
لاحظ إيبتجهاوس أن معدل النسيان كان أسيًا بشكل تقري
سريعًا في البداية (بعد تعلم المادة مباشرةٌ)؛ لكن معدل نسيان العلومة تراجع بالتدريج
ومن ثم فإن معدل النسيان لوغاريتمي أكثر منه خ
توقفتَ عن تعلم اللغة الفرنسية بعد ترك المدرسة. فستبدي خلال الشهور الاثني عشر
قبل ذلك ببضع سنوات)ء
توجد سمة أخرى شائقة عن الذاكرة لاحظها إيبنجهاوس؛ وهي أنك بعد «فقدان»
معلومات -- مثل بعض مفرداتك الفرنسية -- يمكنك أن تعاود تعلم هذه المعلومات
بصورة أسرع من شخص لم يتعلم الفرنسية قط من الأساس (أي مفهوم «الحفظه).
ت هذا أيضًا النقطة المهمة المتعلقة بالمعرفة «الواعية» مقابل المعرفة «اللاواعية».
الذاكرة
الزمن المستغرق (بلأيام)
شكل :©-١ لاحظ إيبتجهاوس أن معدل تسيان اللقاطع اللفظية ثلاثية الحروف التي
سريعًا في البداية. لكن سرعان ما قلَّ معدل نسيان المعلومة تدر
يجب أن يكون هناك قدر من التخزين لسجل الذاكرة عند مستوى لاواع. وقد استعرض
عالم النفس البارز بي إف سكير نقطة أخرى وثيقة الصلة عندما كتب قاذ : إن «العلم
المقاطع عديمة المعنى وتعريف النسيان الأنّي ومفهوم الحفظ (بالإضافة إلى مشكلات
وشكل منحنى النسيان. والمقارتة بين حفظ الشّعر والمقاطع عديمة المعتى). الميزة الكبرى
للمنهجية التجريبية التي مارسها إيبنجهاوس هي أنها تسيطر على الكثير من العوامل
أنت تجسيد لفاكزك
عديمة المعتى بأنها «غير مترابطة على الدوام». وهو ما اعتبره نقطة قوة في منهجه. ولكن
يمكن انتقاده لفشله في استخدام مواد للذاكرة ذات مكل رش + وقد ذهب بعض العاملين
في هذا المجال إلى أن منهج إيبنجهاوس يميل إلى المبالغة في تبسيط الذاكرة. مخْتزلًا فروقها
الدقيقة في مجموعة من العناصر الرياضية اللصطنعة. ولكن تكمن خطورة هذا النهج في
أسهل, فإنتا قد تلغي جواتب الذاكرة البشرية التي تعتبر الأهم (والأوضح) بالنسبة إلى
الطريقة التي تعمل بها ذاكرتنا في الحياة اليومية. ولهذا يوجد سؤال مهم يتعلق بالآتي:
إلى أي مدى يمكن تعميم اكتشافات إيبنجهاوس على الذاكرة البشرية ككل؟
(ه) فكر بارتليت
يتمثل ثاني أعظم مناهج أبحاث الذاكرة في أعمال فريدريك بارتليت. التي أجراها في
النصف الأول من القرن العشرين؛ أي بعد إيبتجهاوس بعدة عقود. في كتابه ١٠١
المنشور عام 1477 - تحدى بارتليت فكر إيبنجهاوس. الذي كان وقتذاك الهيمن على
هذا اللجال. ذهب بارتليت إلى أن دراسة المقاطع عديمة المعنى لا تكشف لنا كثيرًا عن
طريقة عمل ذاكرة الإنسان في العالم الواقعي. وقد طرح سؤالًا مهثًا: كم عدد الأشخاص
الذين يقضون حياتهم في تذكر المقاطع عد؛
الذي حاول حذف المعنى من مواده الاختبارية بكر بارتليت على العكس؛ عل اللواد
التي تحمل معنى (وتحديدًا المواد التي نحاول أن
أن من العناصر الجوهرية في «الطبيعة البشرية» أن
إلى فرض معنى على الأحداث التي تقع في
خلال معظم أعمال بارتليت. فمثلًا: في بعض دراسات بارتليت الأكثر تأثيا. طب من
المتطوعين قراءة قصة لأنفسهم (وكانت القصة الأشهر هي «حرب الأشباح»). ثم حاولوا
0 الأفراد تذكّروا كل قصة بطريقتهم الخاصة, ولكنه اكتشف أيضًا
٠ كانت القصص أقصر على الأرجح وقت تذكرهاء
الذاكرة
- أصبحت القصص أكثر ترابطًا؛ أي إن الأفراد كانوا يفهمون المادة غير المألوفة ٠
» كانت التغييرات التي أجراها الأقراد عند تذكر القصة مرتبطة ظاهريًا بردود الأفعال
والاتفعالي تجاه الحدث الأصلي المطلوب تذكره واستثمارهم فيه. وحسب قول بارتليت
نفسه؛ تحتفظ الذاكرة ب «تفاصيل بارزة قليلًا». بينما يمثل بقية ما نتذكره استرسالً
يتأثر فحسب بالحدث الأصلي. وأشار بارتليت إلى هذه السمة الرئيسية في الذاكرة بأنها
أو القصة الأصلية. فإننا نتوصل منهما إلى «إعادة بناء» معتمدة على مسلّماتنا وتوقعاتنا
ألمانيا). نفس الأحداث الموضوعية وقعت على أرض الملعب. ولكن مشجع إنجلترا سيروي
على الأرجح الأحداث بطريقة مختلفة بوضوح عن مشجع الفريق الأثاني. وعندما
يشاهد شخصان نفس الفيلم؛ ستكون ذكرياتهما الروية عن الفيلم متشابهة. ولكن
وبالثل. فالشخص الذي صوّت لصالح الحكومة الحالية خلال الانتخابات العامة الأخيرة
قد يتذكر جيدًا أحداًا متعلقة بحدث قومي كبير (حرب مثلًا) بطريقة مختلفة تمامًا عن
شخص آخر صوّت لصالح حزب المعارضة الحالي. (تشير هذه الأمثلة أيضًا إلى الطريقة
لهذا يوجد اختلاف جوهري في طريقة تعامل إيبتجهاوس وبارتليت مع الذاكرة؛
إذ كان جوهر حجة بارتليت هو أن الناس يحاولون فرض معنّى على ما يلاحظوته في
تستعين بمواد عديمة المعنى ومجردة نسبيًاء مثل المقاطع عديمة المعنى التي استخدمها