المقدمة
بأوضاع ايران في بداية القرن العاشر الهجري؛ السادس عشر ميلادي (105هل/
٠ ام) حيث لم تكن فى ايران وحدة سياسية ويمكن تقسيم السلالات التي توالجدت
فى تلك الحقبة الزمنية إلى ثلاث سلالات وهي السلالات المشكلة من الاعيان
والأشراف وأصحاب الاقطاعيات المحليين الايرانية وكانت هذه السلالات معظمها من
رؤساء القبائل التركمانية وعلى رأسها قبائل الخروف الأبيض (قوينلو) التي نشب
النزاع بين.حكامها مع تواجد امارات كردية في غرب ايران وسلالات من السادات
العلويين الذين وصلوا الى الحكم في المناطق الجنوبية من ايران والنواحي المجاورة
لبحر (الخزر)»
في هذه الأوضاع المضطربة تظهر الدولة الصفوية على يد اسماعيل الصفوي
مؤسس الدولة الصفوية الذي جعل المذهب الشيعي ديئاً رسمياً لايران وأجبر الشعوب
الايرانية على ترك مذاهبهم والتحول إلى مذهب الشيعة الاثني عشرية. وكأن لظهور
الدولة الصفوية في ايران تأثير كبير من النواحي السياسية والاجتماعية والدينية لم
وأسس شاه اسماعيل دولة كانت قوته السياسية تعتمد على قوة عسكرية مخلصة
تربطها وشائج عقاندية متينة؛ فكان جيش (القزل باش) خير معين له في تنفيذ
يمكن القول ان ظهور الدولة الصفوية كانت نتاجاً ظاهرا لبعث قومي وديني ايراني
الإسلامية وأصبح المذهب الشيعي عاملاً قومياً ودينياً لدفع الايرانيين ليقاوموا بشدة
وعنف الامبراطورية العثمانية الداعية إلى وراثة الخلافة الإسلامية ولا ريسب ان
الشرخ الذي حصل في جسم الدولة الإسلامية نتيجة هذا الانقسام الخطير بين هاتين
الدولتين المسلمتين كان على حساب الإسلام واعاقة انتشاره في العالم وأصبحت
أكثرية الولايات الإسلامئية مسرحا للحروب المذهبية بين هاتين الدولتين المتنافستين.
ومن الظواهر المهمة في عصر الدولة الصفوية نمو المؤسسة الدينية منذ عهد
طهماسُب الصفوي وأضبحت لرجال الدين سلطة واسعة على الرعية واصبحوا الحكام
الفعليين وقوة مهددة للسلطة الزمنية.
أصاب الدولة الصفوية الضعف والفتور في عهد اخلاف شاه عباس الأول وقد
وصل الانفكاك والتردئ في عهد الشاه سلطان حسين الصفوي حد ان تمكن محمود
الافغاني رئيس قبائل الافغانٍ من اسقاط الدولة الصفوية واجبار الشاه على وضع
التاج الإيراني بيده على رأسه. دبت الفرقة والانقسام في ارجاء إيران بعد الاحتلال
الافغاني وطمعت الدول القوا ممتلكاتها واحتلت روسيا القيصرية المناطق
الشمالية من إيران ودخلت القوات العثمانية إلى غربي إيران واحتلتها.
'وفي الفصل الثاني من هذا الجزء القينا الضوء على ظهور نادز شاه الافشفري
على ممترح تاريخ إيران ومحاولاته الجادة لانقاذها من الاحتلال الأجنبي وارجاع
الوحدة السياسية إليها بيد من حديد ونجاحه الساحق في طرد الاففانيين والاوزبك
والروس والعثمانيين من إيران فتمكن من انزال هزيمة ساحقة بالقوات الاففانية
بقيادة أشرف الافغاني في معركة مهماندوست في خراسان وبعد هزيمته في المعركة
المذكورة فرّ منهزماً امام القوات الإيرانية وقد قتل على يد قبيلة من البلوش عندما
رشت تعهدت روسيا بموجبها بارجاع كل من مقاطعة مازندران وكيلان واستراباد
وباكو ودربند وتعهدت بسحب قواتها الموجودة في المقاطعات المذكورة إلى وراء
وكان انتصاره على طؤبال عثمان باشا في معركة قرب كركوك وقتله في ذه
المعركة ومن ثم انتصاره الشاحق على قائد ألجيوش العثمانية عبد الله كوبرلو
وسارو مصطفى باشا اللذين قتلا في معركة (باغوان) قرب قارص ١8( حزيران
)١77* الذي جعله الحاكم الوحيد المطلق في إيران وفي المنطقة بأسرهاء
ولكن هذه الحال لم تدم طويلاً إذ دخلت إيران بعد مقتل نادر شاه على يد
اخصومه في دوامة من الفوضى والاضطرابات الدمويّة في عهد اخلاف نادر شاه
وصاز الملوك يتتابعون على عرش إيران الواخد بعد الآخر فلا يكاد يستقيم الأمر
لأحدهم حتى ثور عليه آخر ويخلعه عن العرش ويسمل عينيه ومع تضاؤل المناطق
-١ 8 ١74١م) وفي الوقت الذي كانت فيه إيران تغلي بالحروب والفتن
والاضطرابات من جراء التنافس على السلطة والحكم بين الأسرة الافشارية تمكن
كريم خان الزئدي من استغلال الظروف السياسية المضطربة وتأسيس دولة الزنديين
١744 ١753/1304 19 التي هي موضوع الفصل الثالث من هذا الكتاب
وتمكن كريم خان الزندي من القضاء على دويلات المدن والطوائف في ايران
والضرب على أيدي خصومه الأقوياء من الاففانيين والقاجاريين وأعاد لايران
الرغم من إنه كان شاها بالفعل لايران وقد أعلن نفسه وكيلا عن الشاه "اسماعيل
الثالث” الضفوي الذي كان محتجزا لديه؛ وأشاع العدل والاستقرار وروح المحبة
والتسام بين الأهالي وضرب بشدة على أيدي السراق وقطاع الطرق والمفسدين
ولكن بعد مماته دب الخلاف والنزاع والخصام بين أخلافه ولاسيما بين أبنانه
واخوانه على السلطة وتقاتلوا بينهم مما أسرع في فتور وضعف الدولة الزندية
والثى استغلها بذكاء اغا محمد خاز القاجاري" الخصم اللدود للأسرة الزندية وتمكن
بعد قضائه على آخر أمير من السلانة الزندية لطف علي خان تأسيس الدولة
القاجارية التى هي موضوع بحث انفصل الرابع من هذا الكتاب وتمكن اغا محمد خان
مؤسس الدولة القاجارية بعزمه الراسخ وجهوده الجبارة التغلب على كافة المنافسين
لسلطته وأنهى الصراعات العديدة التي شملت ايران جميعهاء
وأسس دولة مركزية قوية أوصلت الحدود السياسية لايران إلى جميع مناطق
ولكن بعد مقتله في شوشي في 8اذي الحجبة عام ١١"١ه/ ١اأيار
7١م دخل ايران في حال من الفوضى والاضطرابات مجددا وتكالب اخوان اغا
محمد خان والطامعون الآخرون على السلطة ودخلوا في معارك للاستحواذ على
الحكم حتى صفى الجو الخانبابا جهانباني" ابن أخ اغا محمد خان قاجار والذي عرف
فيما بعد بفتح علي شاه؛ وأصبح الحاكم المطلق للدولة القاجارية وفي عهده بدأ
الاتصال المباشر بالدول الاوربية وتوجهت أنظار الدول الكبرى نحو ايران أكثر من
السابق لاسيما بعد بروز نابليون بونابرت فوق المسرح السياسي لاوربا بين أعوام
١8٠4-١7 ودخل ايران في حربين طاحنتين مع روسيا القيصرية 4 -١80
“٠1م/ 1873- 1878م كان الانتصار في الحربين لروسيا القيصرية وقد أدى
اندحار الايرانيين في هذه الحرب الأخيرة إلى انعقاد معاهدة تركمانجاي المشينة التي
مقاطعات القفقاس عاندة إلى روسيا ونهر اراس الحدود الفاصلة بين ايران وروسيا
الراهن ولأهمية الحركات السياسية والدينية في عهد محمد شاه خصصنا الفصل
الخامس من هذا الكتاب لهذا الموضوع وتحدثنا باختصار عن حركة اغا خان
المحلاتي رئيس الطائفة الاسماعيلية في منطقة محلات وكرمان وبعد قمع حركته من
قبل الايرانيين التجأ إلى الهند واحتمى بالحكومة الانجليزية التى اسبغت اهتمامها
لقاء خدماته إلى البريطانيين وألقينا الضوء في هذا الفصل بصورة منفصلة على
الفوضى والاضطرابات الدموية بسبب حركتهم وتمرداتهم العصيانية وقد وصلت بهم
الجرأة حد ان قاموا بمحاولة قتل ناصر.الدين شاه وجرحه بطلق ناري في فخذه وقتل
نتيجة هذه المحاولة الفاشلة أكثر من 0000 ؛الف من اتباع البابيين ومن قياددتهم
الكثير نذكر من أشهرهم السيدة قرة العين تزرين تاج" إحدى اقطاب الفرقة البابية
وملا حسين اليشروني ومحمد علي القدوس وذهب الكثيرون من الأبرياء ضحايا من
جراء اتهام الخصوم لهم بأنهم من اتباع البابية وأصبحت هذه التهمة وسيلة غير
وأشرنا كذلك في هذا الفصل باختصار إلى تمرد حسن خان سالار بن السهيار
خان اصف الدولة في خراسان ولكن محاولته باءت بالفشل الذريع في عهد ناصر
:ة سلطان ميرزا "حسام السلطنة” الذي تمكن
أخوه محمد علي
وكان لقمع هذا التمرد أثر كبير من الناحيتين السياسية والمعنوية حيث مهد
إلى هيمنة الدولة المركزية على جميع أنحاء ايران وفي هذا الفصل أشرنا إلى
التطورات السياسية في عهد ناصر الدين شاه قاجار 1714١ه- "١ه ودور
رئيس وزرانه أمير كبير في مناوءته لأطماع الدولتين الانجليزية والروسية
الاستعماريتين وضربه بشدة على أيدي عملاء هاتين الدولتين من امراء الأسرة
القاجارية والموظفين الكبار في البلاد الايراني وسائر الأجهزة الحكومية الأخرى وقد
دفع أمير كبير حياته ثمن وطنيته هذه حيث أمر ناصر الديسن شاه باعدامه في
اربيع الأول من عام 7١8 ١ه/ +كانون الثاني من عام 857١م وتحدثنا في هذا
الفصل كذلله عن دور بعض المثقفين الايرانيين في ايجاد الوعي السياسي في عهد
ناصر الدين شاه ومظفر الدين شاه الذين مهدوا الافكار لقيام الثورة الدستورية امثال
ملكم خان وميرزا حسين خان "مشير الدولة” سبهسالار وجمال الدين الافغائي واخوند
زاده وميرزا اقا خان الكرماني ومستشار الدولة التبيزي ومجد الملك وزين العابدين
مراغة اي وميرزا حسن خان خبير الملك وحاج سياح محلاتي وميرزا عبد الله حكيم
الدين شاه إذ جهز عليه حملة قوية بق
قااني وشيخ احمد روحي كرماني وميرزا حيدر علي زردوز وميرزا نصر الله خان
وطالب اوف وظهير الدولة صفاء
وتحدثنا في هذا الفصل كذلك عن حركة الثنباك في عهد ناصر الدين شاه والتى
يعدها المؤرخون بداية الحركة الدستورية في ايران وأشرنا في هذا الفصل إلى تنامي
المؤسسة الدينية في عهد القاجاريين بسبب المساندة المطلقة لملوك القاجاريين لهذه
المؤسسة لأنهم كانوا بحاجة إلى تأييد ومساندة هذه المؤسسة لاضفاء الشرعية على
حكمهم لأن الايرانيين يعدونهم غاصبين للعرش الايرانى وغرباء عن ايران.
وأصبحت هذه المؤسسة حكومة داخل حكومة وقد تعاونت هذه المؤسسة مع فنة
المثقفين في الوقوف امام استبداد شاهات ايران وحكوماتهم المطلقة وانعكس هذا
التعاؤن في تحريك الجماهير ضد اتفاقية التنباك ١"شباط ١١8١م وقيام الشورة
في الفصل السادس من هذا الكتاب ألقينا الضوء على الثورة الدستورية
وتحدثنا بالتفصيل عن تنامي الحركة الدستورية في عهد مظفر الدين شاه قاجار
بقيادة رجال الدين والذي أسفر عن قيام جمعية تأسيسية تمهيدا لوضع الدستور في
٠جمادى الثاني عام ؛37"١ه الموافق للشهر الخامس من عام 006٠م وتمت
صياغة الدستور وصادق عليه الشاه في ؛ ١جمادى الثاني من عام ؛ ١ه كانون
الثاني من عام ١١؟٠م.
وفى هذا الفصل ركزنا على محاولة محمد على شاه الى تعطيل الحياة النيابية
والغاء الدستور وقد تميز عهده بالصراع العنيف بين أنصار الاستبداد وأنصار
المشروطية وتحدثنا عن ثورة التبريزيين من أنصار الدستور بقيادة 'ستار خان
واباقر خان” وقد أسفر هذا الصراع إلى انتصار الدستوريين وخلع محمد على شاه
روسيا القيصرية وأشرنا في هذا الفصل باختصار إلى الأزمات التي واجهت الحكومة
الدستورية ومحاولات الدولتين الروسية والانجليزية القضاء على الحكومة الدستو به
وحال الفوضى التي دبت في أنحاء ايران بسبب الانقسامات والخصومات بين أنصار
الحكومة الدستورية وظهوز الكتل والأحزاب المتنافرة في برلمان الحكومة الدستورية
مما مهد إلى ظهور شبح الحرب الاهلية التي كانت تهُدد كيان الحكومة الدستورية
ولاسيما بعد ظهور محمد علي شاه وانصاره في ايران مرة أخرى ومحاولتهم”-
بمساندة روسيا القيصرية- القضاء بقوة السلاح على حكومة الدستوريين وعلى
الرغم من هذه المحاولات فقد مني أنصار محمد على شاه بالفشل الذريع واضطر
محمد علي شاه بعد اندحار قواته امام.الدستوريين إلى ترك ايران واللجبوء مرة
اخي محمد علي شاه الذي ادعى أحقيته في عرش ايران فقد ادخل عصيانه ايران في
دوامة من الاقتتال والفوضى وقد سانده في تمرده معظم العشائر الكردية في غرب
ايران ٠ نذكر على سبيل المثال عشائر كلهر والجاف بسقي وكرد مكري وعشائر
منطقة سنندج وبانه وصفوة العشائر الكردية “عشائر يشتكوه وبيشكوه: وعلى الرغم
من استمراره في القتال والدفاع امام قوات الحكومة المركزية مدة طويلة الا ان
مصيره كان الاندحار امام قوات الحكومة الدستورية بقيادة الأمير فرمانفرما والى
كرمنشاه أصبح وضع سالار الدولة بعد هذه الهزيمة أشبه بوضع قاطع طريق وقد
حاول "علاء السلطنة” بعد ان أصبح رئيسا للوزراء التصالح معه باشارة من الحكومة
الروسية المناصرة له وعينه قانمقاما لمدينة جيلان فلم يقبل ناصرالملك ناب
واحضاره إلى طهران- فأجري له مرتب سنوي ولم يطل به المقام في طهران حتى
غادرها الى اوربا ولم يكن له خلال الحرب العالمية الأولى دور يذكر فيالأحداث
التي وقعتَ خلالها وقد حاول أثناء الحرب العالمية الأولى الدخول إلى الأرض
الايرانية عن طريق بحر الخزر قاصدا القبائل التركمانية المؤيدة له بهدف الدعوة إلى
عرش ايران إلا ان القوات الانجليزية ألقت القبض عليه وأبعد ثانية إلى خارج ايران»
الحكومية الدستورية بقيادة يفرم خان وكري خان وشاركت العشائر السنجابية في الداع عن مديئة
كرمنشاه بقيادة واليها فرمانفرما ضد قوات سالار الدولة للتفاصيل انظر كتاب على أكير خان
سنجابي سردار مقتدر ومجاهدت ملي ابران. تهران 178ص 362144؟
الفصل الأول
إيران في الأعوام ر 401 ه 1900م )
بداية عام 909 للهجرة ١٠٠١م انقسمت ممتلكات دولة الخروف الأبيض (آق
قوينلو) بين الوند ميرزا والسلطان مراد. كان الأول يحكم اذربيجان وارمنستان
والثاني يحكم عراق العجم وكذلك كان عدد من امراء الاق" قوينلو يحكمون فارس
ويزد وكرمان والعراق العربي وديار بكر بصورة ممستقلة ولا يدينون بالطاعة
للسلطان مراد أو الوند ميرزا وكانت السلالة المشعشعية تحكم خوزستان كما استقل
منطقة مازندران فقد كانت مقسمة بين عشر سلالات محلية ومستقلة وحكمت في
لها حاكم مستقل عن الآخرين!"' وحكم السلطان حسين بايقرا التيموري خراسان
ام وكانت عاصمة ملكه هرات وأما في بلخ وقندهار فقد حكمها امراء مستقلون
خضعوا شكليا للسلطان حسين بايقرا التيموري ويمكن تقسيم السلالات والامارات
التي تواجدت في تلك الحقبة الزمنية إلى ثلاث سلالات وهي:
-١ _ السلالات المشكلة من الأعيان والأشراف وأصحاب الاقطاعات المحليين
سلالات كان معظم امرائها من رؤساء القبائل التركمانية مع وجود امارات
كردية في غربي إيران
*-._ سلالات من السادات العلويين الذين وصلوا إلى حكم تلك المناطق على رأس
وثبات وثورات شعبية في القرنين الرابع عشر والخامس عشر ولم يلبثوا طويلا
في خوزستان والنواحي المجاورة لبحر الخزر-
إيران في المدة الزمنية المذكورة دولة الخروف الأبيض (الآق قويونلو) والدولة
اوضاعهما إلى التدهور والانحلال بسبب الفتن والحروب الداخلية وأصبحتا في
معرض تهديدات السلالات الحاكمة الجديدة وهكذا انقرضت دولة الخروف الأبيسض
على يد الدولتين الصفوية والعثمانية وأطاحت.العشائر الاوزبكية الرحالة بقيادة محمد
خان الشيباني المعروف ب(شيبك خان) بالدولة التيمورية في خراسان واستولى على
آسيا الوسطى في الأعوام 156ه/ 544 ١م- 103ه/ ١٠٠١م" كانت السلالة
سابق عهدها في ظل حكومة مركزية قوية على يد مؤسسها الشاه اسماعيل الصفوي
الضعف والانحلال استمرت ثمانية قرون شهد إعادة بناء دولة إيرانية قومية وما ذتج
عن ذلك من احياء الروح القومية والاتحاد في إيران يمكن ان يقارن بالحركة التى
نشطت حينما قامت الدول الاشكانية (الفرثية) في إيران بعد السيطرة الاغريقية
(السلوقية) على البلاد الإيرانية)'”'
في الوقت الذي أصبحت إيران خلال حكم دولة الخروف (الآق قويونلو)
مسرحا للحروب والفتن بين الطامعين في العرش والسلطة كانت في الشمال الشرقي
من منطقة اردبيل تنمو أسرة صوفية اتخذت الفكر الشيعي أساسا لحركتها عرفت هذه
الأسرة بالصفوية نسبة إلى الشيخ صفي الدين الاردبيلي جد الشاه اسماعيل الصفوي
مؤسس الدولة الصفوية الذي جعل قسرا من المذهب الشيعي دينا رسميا للدولة التتى
وجودهم بكثرة في مدن معروفة كقم ونيسابور وسبزوار أما المدن الكبيرة الإيرانية
لو سلمنا بآن الشيعة في القرنين الثامن والتاسع الهجريين اقلية في إيران فاتهم
كانوا اقلية مهمة متحركة لها تأثيرها الواضح في مجريات الأحداث السياسية
والاجتماعية في إيران لأنها كانت مسندة من الطبقات الفلاحية والريفية وفقراء المدن