الأدمسسداء
إلى مدينة د مش
جاءت هذه الدراسة لتغطي فترة الحكم الفاطمي لدمشق في القرنين (4 - 5 ه/11-10م)؛ وقد
الباحثون عنايتهم لتاريخ مدينة دمشق خلال هذه الفترة؛ وإذا تناولها أحدهم فبإشارات محدودة لا
تتناسب مع أهمية المديئة.
وكان لأهمية المدينة ودورها التاريخي في العصور المختلفة دور في اختيار هذه الدراسة؛
فكانت دمشق حاضرة عربية منذ زمن بعيد؛ ثم أصبحت عاصمة لدولة الخلافة الأموية مدّة قرن
بأ فصار من الضروري التعرف على دور المدينة ومكانتها في الفترات التي تحولت فيها
عاصمة الخلافة إلى مكان آخر.
كما كان أحد دوافع هذه الدراسة هو إثارة اهتمام الباحثين في تاريخ هذه المدينة ودورها
الحضاري من جديد في فترة غفل عنها الباحثون فبدت مظلمة؛ ولرغبة ملحة في استجلاء خفايا
الصراعات الكثيرة؛ وأطماع الطامعين في الوصول إلى المدينة وتولي أمرها من الفاطميين إلى القرامطظة
إلى الترك والتركمان إلى جماعات الأحداث الدمشقية التي قامت بدور الوصي والحامي لحقوق
المديئة وحقوق أهلهاء والمدافع عنها شد أي خطر خارجي.
بدأت الدراسة بعرض موجز لأهم المصادر المعتمدة في البحث وتحليلاً لأهديتها في دراسة
تاريخ دمشق خلال العصر الفاطمي؛ وقسْمتُ الدراسة إلى خمسة فصول وخاتمة وقائمة بمصادر
الدراسة ومراجعها.
احتلت المقدمة الجغرافية وخطط المدينة الفصل الأول من هذه الدراسة؛ واشتمل ذلك
فيهاء وما طرأ عليها من تجديد أو خراب في العمارة الدينية والدنية خلال العصر الفاطمي.
وجاء الفصل الثاني لدراسة الفتح القاطمي للمدينة؛ وما نجم من أحداث ومشاكل كثيرة شغلت
الفاطميين فترة من الوقت؛ ودور الجماعات المحلية في هذه الأحداث؛ كأحداث المدينة والقرامطة
وأفتكين التركي» وما ترب على ذلك من دسار وتخربب في بعض أحيائها» وتوف لأعمال النشاط
الاقتصادي كالزراعة والتجارة لبعض الوقت» هذا بالإضافة إلى أهم الأحداث التي تعرّضت لها طوال
وجود دولة الخلافة الفاطمية في مصر.
إبان حكم الفاطميين لها كتعيين الولاة وجباة المال وأصحاب الديوان والقضاء والشرطة والحسبة »
ودور هذه المؤسسات في تنظيم شؤون الدينة وإدارتها
وشكّلت الحياة الاقتصادية مادة الفصل الرابع؛ فتضمنت دراسة للحياة الزراعية في الفترة
وطرق المواصلات التي تربطها بالدن والبلاد الأخرى» وأسواقها؛ والنقود التي كان يتعامل بها أهل
وأفرد الفصل الأخير لدراسة الحياة الثقافية؛ وما وصلت إليه المدينة من تطور علمي في
المجالات المختلفة خاصة في علوم القرآن والحديث» وذكر أهم العلماء الذين برزوا في هذا المجال+؛
وشعراء المديئة وأدبائها ومؤرخيها؛ وعلماء الطب والهندسة والرياضيات؛ وبعض منجزاتهم
لقد استهدفت هذه الدراسة إلقاء الضوء على فترة من تاريخ دمشق لم يتناولها الباحثون
بالدراسة؛ والتعريف بتاريخ مدينة هامة لسد النقص في جانب من جوانب تاريخها.
شح انار
لقد اشتملت الدراسة على عدة فصول؛ وتخمّنت عدة نواح في تاريخ دمشق خلال الفترة الفاطمية+
معاصرة لفترة الدراسة» وهي فترة القرنين الرابع والخامس الهجريين/العاشر والحادي عشر
الميلاديين. مثل كتاب (أخبار القرامطة لثابت بن سان '(ت365ه/ 976م) وفيه معلومسات
عن القرامطة وأخبار غزوهم لدمشق إثر الفتع الفاطمي لهاء واتفاقهم مع أمرائها على محاربة
بلاد الشام حتى سئة 368ه/978م!".
الفاطميين» وما كان بينهم وبين الفاطميين من حروب
ويعدُ كتاب (أخبار الشام) للسميساطي!" (ت453ه/1061م) الذي وصلنا قطعة منه في كتاب
كنز الدرر للدواداري من الكتب ذات الأهمية الخاصَّة لمعاصرته لأحداث فترة هامة من الوجود الفاطمي
في دمشق وهي الفقترة من (1003-969/394-359م)» فاشتمل على معلومات قيّمة فيما يتعلق بالفتج
+248 ثابت بن سئان بن ثايت بن قرّة الحراني (انظر إسساعيل باشا البغدادي: هدية المارفين ج5» )1(
الزركلي؛ الأعلام ج2؛ س8
.234-233:230-226 ثابت بن سنان: أخبار القرامطة جلا ص17-16:9؛ 2(
(3) .هو أبو القاسم علي بن محمد بن يحيى السلمي (انظرابن عساكر: تاريخ دمشق ج12 ص534؛ الذعبي: سير
أعلام الثبلاه ج18» ص71 شاكر مصطفى : التاريخ العربي ص229).
© انظر الدواداري: الدرة المضيئة في أخبار الدولة الفاطمية/ نقلاً عن السميساطي في أخبار الشام» 129-125
غدّ الغاطميين"'". كما اشتمل الكتاب على معلومات ذات أهمية كبيرة بالنسبة لأحداث دمشق في
السنوات الأولى من الحكم الفاطمي+ ودوقف أهل دمشق من الفاطميين وظهور جماعة الأحداث فيه ا.
ومعلومات مفيدة تتعلق بالجانب الإداري للمدينة تلقي الضوء على ولاتها وبعض أصحاب المناصب
الهامة فيها من أصحاب الدواوين وشؤون امال"
ورغم أن كتاب أخبار الشام هذا مفقود إلا أن معلوماته خلال الفترة المشار إليها موجودة
ضمن كتاب (كنز الدرر وجامع الغرر) في الجزء السادس الذي يحمل اسم (الدرة الضيثة في
أخبار الدولة الفاطمية) للدواداري؛ حيث نقلها من كتاب أخبار الشام كما يصرح بذلك بعد
اثه من نقلها
وتضمن كتاب (أخبار مصر في سنتين) للمسبحي"" رت 420ه/ 1029م) معلومات مفيدة عن
أخبار دمشق خلال عامي (415-414 ه/ 1023- 1024م خاصة ما يتعلق بالأحداث الناتجة عن
القبائل العر
ص خاصة . وه
شؤون الإدارة خاصة ديوان الرسائل وديوان الخراج"".
واشتمل كتاب (ذيل تجارب الأمم) لأبي شجاع الروذراوري"' (ت 488ه/ 1095م)
9ه/ 998م؛ ودور جماعة الأحداث والموقف الشعبي والرسمي من هذه الجماعة".
ا( الدواداري: الدرة الشيثة في أخبار الدولة القاطمية ص 162-148:136-132: 180-178
)4( النظر ام ص272,
(5) .هو محمد بن عبيد الله بن أحمد السبحي (انظر ابن خلكان: وفيات الأعيان جا + ص515؛ الصفدي: الواني
بالوفيات ج؛ ص7: ابن العماد: شذرات الذهب جد3؛ 216 الزركلي: الأعلام ج6ء س260-259).
(6» . السبحي: أخبار مصر في سنتين ص247.
( انظر المسبحي: أخبار مصر في سلتين س6353:35:31:15:13.
)8( محمد بن الحسين بن محمد الروذراوري (انظر ابن خلكان: وفيات الأعيان ج2؛ ص69 الصقدي: الواني
بالوفيات ج3؛ ص3 الزركلي: الأعلام جن6ا؛ ص101-100
(8 أبو شجاع: ثيل تجارب الأمم ص334:229-227.:217209.
كما اشتمل هذا الكتاب على معلومات ذات قائدا
بالدواوين والتنظيمات العسكرية'
وتشمن كتاب (صلة تاريخ ابن البطريق) ليحيى بن سعيد الأنطاكي (ت458ه/1066م)
معلومات تتعلق بغزو القرامطة لدمشق. والفتح الفاطمي للمدينة؛ ثم ولاية أفتكين وتعاونه مع القرامطة
لمحاربة الفاطميين فيما بين 368-365ه/978-975,!"؛ كما تْمّن معلودات تتعلق بالإدارة الفاطمية
وديواني الرسائل والخراج في امديئة
وتوجد بعض المصادر التي جاءت متأخرة قليلاً عن فترة الدراسة؛ إل أنها شكّلت مصدراً
مصادر معاصرة لفترة الدراسة منها:
- كتاب (تاريخ دمشق) لابن القلانسي"" (ت555 ه/1160م)؛ وهو أديب وشاعر
وؤرغ مشهور من أعيان دمشق؛ عمل في ديوان الشام مما أتاج له الاطلاع على معلومات كثيرة
ومفيدة» ونقل بعض معلوماته عن تاريخ هلال بن المحسن الصابي (ت448ه/1056م) وتاريخ
ابنه محمد (ت480ه/1087م) وانتهى من النقل عن تاريخ هلال سنة (447ه/1055م)؛ وبدأ
هو بكتابة تاريخه ابتداٌ من سنة (448ه/1056م)!",
رتّب ابن القلانسي كتابه على السنين» وتفّد بكثير من الأحداث الخاصة بدمشق والشام خلال
القرئين (4 - 5ه/11-10م: واشتمل على أحداث الصراع القرمطي الفاطمي في دمشق""" والحكم الغاطمي
لهاء وهو الحكم الذي لم يعرف الاستقرار» وسيرة جماعة الأحداث في الدينة خلال هذه الفترةا"؛
دام نام ص229-228:226:217:186.
143:181133-132:117-1 يحي بن سعيد الأنطاكي؛ صلة تاريخ ابن البطريق ص16 (
(8) تراص 2770173
هو حمزة بن أسد بن علي بن محمد التميمي؛ انظر أبو المحاسن: النجوم الزاهزة ج5ء ص332: ابن العساد:
شذرات الذهب ج4؛ 174 الزركلي: الأعلام جا 276).
(5) انظر اين القلانسي: تاريخ دمشق/القدمة ك:صل140» وانظر إسماعيل باشا البغدادي؛ هدية العارفين ج6ء
ص510؛ الزركلي: الأعلام جلاء 92
© ابن القلائسي: تاريخ دبشق ص8-1» 37-31.
وشتمل أيضا على مملوبات تتعلق بعمران الدينة وما طرأ على خططها من تغيْر وتبدُّل نتيجة الحريق
والدمار اللذين أصابا الديبة بعد دخول الجيش الفاطمي إليهاء وإحراقه لأحياء بأكملها؛ ونتيجة الفتن بين
الجيشن والمكان وابقي أدت إحداها إلى إحراق الجامع الأموي سنة (461م/1068ي"".
كها اشتمل على معلومات تعلق بإدارة ١| فقد كان للفاطميين طريقة في تعيين الولاة حيث
يُنح الوالي عهداً ويخلع عليه الخليغة؛ وترافقه فرقة عسكرية ويصحبه كبار الوظفين المعينين في الولاية
كالقاضي وصاحب الديوان!”.
والثاني كتاب (تاريخ مدينة دمشق الكبير لابن عساكر"" (ت571ه/1175م) ركان ابن عساكر
من أكابر حِنَّاظ الحويث: ويكثر من الرحلة والسفر لجمعه وروايته؛ وصنّف كتاب التاريخ في ثمانين
مجادة تضجنت تراجم وافية.لأهل دمشق وساكنيها ومن أقام بها أو زارها !!
ابن عخساكر مجلوباته من مصادر متعددة أهمها جاء عن طريق عدد كبير من الشيوخ
ومن الشيوخ الذين أخذ عنهم ابن عساكر أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الصوري العروف
ابن الأرمنازي'"". والعلامة اللغوقي أبو السين أحمد بن فارس الرازي (ت395ه/1004مم"". وتمام بن
محمد الرازي اليجلي (د414ه/ 03" © وأو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي "+
(3) . هو أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله (انظر ابن خلكان: وفيات الأعيان جا ص 335 ابن كثير:
الهدلية والنهاية ج12؛ صل294: حاجي خليفة: كشف الظنون ج1ء ص294؛ السخاوي: الوه اللامع
لأهل القرن للتاسع ض126؛ الزركلي: الأعلام ج4؛ ص273).
4 الظرابن عساكر: تاريخ دنشق جاء م25 26 28 47 قال جك ص39 187
(5) .ابن عساكر: تاريع دمشق جداء ص9 ابن كثير: البداية والنهاية ج10 148
() .ابن عساكر: تاريخ دمشق ج10ء ص441-440: الصفدي: الواني بالوفيات ج10 ؛ ص397) الذهبي: سير
أعلام النهلاا ج17" ص290: ابن العماد: شذرات الذهب ج5: ص73.
(8) ابن مساكر: تاريخ تنشو رجاء ص0اء 126. ج7ء ص99
وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني”".
وقد يستمدُ ابن عساكر معلوماته من كتب تعود لأحد الشيوخ أو يبعث بها أحدهم إليسه فيرد في
أما القسم الآخر من معلوماته فقد أخذها من كتب وردت الإشارة إلى بعضها مشل كتاب
(اشتقاق أسماء البلدان) لأبي الحسين أحمد بن زكريا بن فارس اللشوي""؛ وتاريخ داريا
للقاضي عبد الجبار الخولائي (ت365ه/975م)!".
وتضمّن كتاب ابن عساكر معلودات موثوقةً ومتميزةً في الجوانب الجغرافية والعمرانية لدينة
لأغلب العلماء والأدباء الذين برزوا في هذه المديئة خلال فترة الدراسة'"
ومن المصادر التاريخية التي قدّمت معلومات مفيدة للدراسة كتاب (نزهة القلتين في أخبار
(ا) .ابن عساكر: تاريخ دمشق جداء ص237.
(2) ابن عساكر: تاريخ دمشق جاء ص21.9؛ 110-96؛ ج7» ص107» بشار عواد مصروف: ابن عساكر في
بغداد/ مجلة كلية الآداب؛ بغداد 1981 عدد30 198
( عبد القادر الريحاوي: خطط مدينة دمشق عند ارخ الكبير ابن عساكر مي490.
الريحاوي: خطط مديئة دمشق عند ابن عساكر ص103
6 ابن عساكر: تاريخ دعشق ج2؛ 48-26 56-50 162-60
166+ ص 142-141 ؛ عبد القادر الريحاوي: خطط مدينة دمشق عند ابن عساكر عض 98-97, .
)8( القاضي المرتضي أبو محدد عبد السلام بن الحسن بن عبد الملام القيسراني (انظر الششدي! النواق بالوقنات:
ج18ء. ص418-417: حاجي خليفة: كشف التلنون ج22 1947 أيمن قؤاد سهد : امكدية ل لراضة.
امقلقين في أخبار الدولتين ص11-9). ّ
ورسوم دار الخلافة في مصرء وعنه نقل كثير من المتأخرين مثل القلقشندي في كتابه (صبح
وكيفية التعيين والمزل"*"؛ والقضاء""» والاحتساب""؛ وأخبار الوائب والاحتقالات!”
كتاب (أخبار الدول المنقطعة) لابن ظافر الأردي!"" (ت623هر1226م)
الغاطمي لدمشق» وقدوم جعفر بن فلاح الكتامي من مصر إلى الشام والحروب التي خافها حتى
تمكّن من فتح دمشق سنة 359ه/969م» وما فعله الجيش الفاطمي عند مروره بمدن فلسطين!".
أما كتاب (الكامل في التاريخ) لابن الأشير"”'" (ت630ه/1232م) إسام الحديث والتاريخ
(ل) .ابن الطوير: نزهة المقلتين ص77؛ وامقدمة ص10» التلقشندي: سبح الأعشى ج3؛ ص491؛ القريزي: اتعاظ
6 أيمن فؤاد سيد: مقدمة نزهة المقلتين ص15
(3) القريزي: الخطط جاء ص403-401. 4633443 469.
ابن الطوير: نزهة المقلتين ص118-117 125-124
)نام ص109-107
خليفة: كشف الظنون جاء ص 762؛ الزركلي: الأعلام جه مس296).
.ابن ظافر الأزدي: أخبار الدول المنقطعة/ قطمة بذيل كتاب الجامع في أخبار القرامطة ج2» صض402-401.
(10) الشيخ عز الدين علي بن محمد بن عبد الكريم الشيباني وهو من علماء النسب والأدب ومؤرخ مشهور يعدّ من
ثقات المؤرخين (انظر ابن العساد: شذرات الذهب ج5ء ص128؛ حاجي خليفة: كشف الظنون ج2»
1380 الزركلي: الأعلام جة؛ ص1 33).
(11) انظر ابن الأثير: الكامل في التاريخ جاء ص3.
(12» ابن الأثير: الكامل في التاريغ ج7؛ 32-31 55-54:42.