دا لعلو أعربية
يناي عادر .”د
بسم الله الرحمن الرحيم
تقليم
بين المادة ومعلمها رابط تقني اصطلح على تسميته بالأسلوب» إليه وحده
يعود الفضل غالباً - في ميل الطلاب إلى المادة أو عنهاء أو قل استيعابها أو
استثقالها .
بالأسلوب نفسه يتكلم المعلم ويكتب؛ فينشاً تزاوج بين المادة وهذا الأسلوب
لتتبلور شخصية هذا المعلم .
فقط» التدرج في الموضوعات من السهل إلى الصعب» وصولاً إلى التكامل بين
الشروحات كافية»؛ وبعيدة عن الاستطراد الممل؛ والنماذج الإعرابية شاملة وخالية
من الشوائب القديمة» وإعراب بعض المفردات الشائعة الاستعمال» تخفف من عناء
العودة إلى المصادر والمراجع؛ وتلك النماذج من المسابقات المثبتة فى نهاية
الكتاب قد تؤئلس وحشة الطالب» وتبدد ما يعتريه من خوف .
ويشمكنوا منهاء وحسبهم أن أكون سعيداً بنجاحهم وحسب الكتاب أن يحقق الهدف
كفررمان في ١٠46/7/18
إن الصرف والنحوء وباعتبارهما وسيلة تضبط الألسنة وتحفظ اللغة. قد خرجا
عن كونهما عملية رفع ونصب» وتصريف في الماضي والحاضر والمستقبل» ليعدا
وكما للرياضيات قواعد وأسس لا يمكن التخلي عنهاء كذلك للصرف والنحو
لاستيعاب كل جديد.
ونحن نركز على الأسس والقواعد الضابطة للألسن» والحافظة للغة . لا تتكر
التزام التعبير عفواً أو بالسليقة بهذه الأسس والمبادىء الصرفية والنحوية» قبل أن
إن اللغة العربية أساس» والصرف والنحو فرعان» وهي بالتالي قبل القواعد؛
لكنها بقيت آمنة حتى انتشار الإسلام ة في أصقاع الدنيا . ودخول الموالي وغيرهم فيه .
فوجب الحيطة والحذر» ووضع الصرف والنحو بعد أن شاع اللحن وانتشر
تلاوة القرآن الكريم .
لقد تحصن هذا العلم بجهود راجحة بذلها رجل اسمه أبو الأسود الدؤلي
الذي اعتبر اللحن ضلالاًء وبعده بالإمام علي بن أبي طالب | الذي أشار عليه
بوضع علم ليقبل الناس على لغتهم يقرأونها بلا خطاء لأن اللغة وسيلة تخاطب دائمة
في أواخر العصر الجاهلي» بدأت تتوحد لهجات العرب؛ في أسواق العرب
إليها بقية لهجات القبائل .
لكن هذه اللغة المهذبة» بقيت مقتصرة على النخبة من الشعراء والخطباء؛ ولم
تعم القبائل إلا بعد ظهور الإسلام؛ إذ نزل القرآن بلغة فريش» وسادت جميع القبائل
الداخلة في الإسلام» وبعد الفتح العربي عمت جميع الأقطار التي فتحها العرب .
الفلاسفة والمتكلمون واللغويونء البحث في أصل نشأتهاء فقال بعضهم بأنها
الإشارة إلى أن القائلين بتوقيفها لم ينكروا أن تعدد اللغات ونحوه» كان بطريق
الاصطلاح وحسب الحاجة”'".
أغنى اللغات السامية بمفرداتهاء فإن ثراءها اللغوي لدليل قاطع على حيوية الحضارة
العربية التي تستلزم لغة واسعة للتعبير عنها كما أنه دليل على قوة الإبداع في التعبير
وعندما نتكلم على اللغة» نتكلم على علوم العربية التي دونت في المعاجم
لتحفظ العربية أولاًء وتعصم اللسان عن الخطاء وهذه العلوم ثلاثئة عشر علماً:
الصرف والنحوء والرسم (العلم بأصول كتابة الكلمات) والمعاني» والبيان.
الأدب» ومتن اللغة”''» وأهم هذه العلوم موضوع دراستنا الصرف والنحو.
أولاً: ماهية النحو: يجمع علماء اللغة على أن لكلمة الحو معنيين؛ لغوي
والمثل”" وهو بالتالي إعراب الكلام العربي*'".
تكون عليه الكلمة من رفع أ نصب أو جر أو جزم أو لزوم حالة واحدة بعد انتظامها
في الجملة”" وهو اسم منقول يقصد منه تبين صواب الكلام من خطئه!" .
ويعتقد بعض الدارسين أن كلمة نحو مأخوذة عن السريانية التي أخذتها عن
١7 مصطفى الغلاييني (144/17) جامع الدروس العربية» صيداء مك العصرية» ط )٠(
.9- 4 اللحاج ل ص /177
(؟) ابن منظور .)٠7١١/711( لسان العرب بيروت» دار صادر لاط لات., ج ١٠
. ص ,7٠١ - 7١4 انظر الزبيدي (ف١17/ يكحلال) تاج العروس من جواهر القاموس »
() محمد محي الدين عبد الحميد . التحفة السنية بشرح المقدمة الأجرومية. بيروت» دار الكتب
(؟) الرازي (1718/113). مختار الصحاح القاهرة دار المعارف» خط 57 17/ لالأحخ ل
(9)_ابن منظور . م .س. ص .7٠١
0 مصطفى الغلاييني .)١454/17146( م6 س١ ج 6١ ص .١-0
0( كمال الدين أبو بركات الأنباري (1181/5179). منثور الفوائد. تحق حاتم صالح الضامن .
اليونانية”". غير أن معظم الرواة العرب اتفقوا على أن النحو كلمة عربية الأصل؛
ويدعم ذلك روايات ابن النديم وابن الجزري والخوانساري”"". ويبدو أن كلمة
«انحو» ومدلولهاء لم تكن مستعملة عند النحاة الأوائل وبالأحرى» لم يطلق العرب
كلمة «انحو» على علم النحو العربي المعروف لدينا اليوم» بل أطلقوا اصطلاح العربية
وانتهج سبيلها ووضع قياسها أبو الأسود الدؤلي»*''.
والنحو أخيراً هو الإعراب وتكوين الجملة””" وبالأحرى هو عارضة لغوية
تخضع لما تخضع له اللغة من عوامل الحياة والتطور» فهو متطور أبداً؛ لأن اللغة
ثانياً: عوامل نشأة النحو والصرف: كانت العرب تنطق بالإعراب على السجية من غير
)١( إسحاق ساكا . «أثر اللغة السريانية في اللغة العربية» في مجلة العربي» الكويت جمادى الأولى
لاخ 17/ لاتخ تع ١7 ص 9١ انظر أحمد أمين .)١٠1٠/176( ضحى الإسلام»
() راجع أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب اسحق الوراق )٠١47/478( الفهرست لابن النديم .
القاهرة» مط» الاستقامة؛ لاطء لات» ص 6 قابل شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد
ابن الجزرى .)١474/877( غاية النهاية في طبقات القراء . القاهرة؛ مك . الخانجي؛ لاطء
1877/1701 ج ٠ ص 946. انظر أيضاً الميرزا محمد باقر الموسوى الخوانسارى
(1855/1717). روضات الجنات ني أحوال العلماء والسادات. تحق»؛ أسد الله
(©© فتحي عبد الفتاح الدجني. أبو الأسود الدؤلي ونشأة النحو العربي. الكويت» وكالة
المطبوعات» ط /١1744 ١ ألأخل ص .١١
(؟) أبر عبد الله ابن سلام الجمحي (777/ 447). طبقات الشعراء الجاهليين والاسلاميين. لام.
مك. الثقافة العربية؛ لاطء لات ص .١
(ه) عبد الهادي الفضلي . مختصر النحو . الدجف» مط . النعمان» لاط» 1511/1741 ص .١
1 مهدي المخزومي . في الحو العربي نقد وتوجيه. صيداء مك. العصرية) ط ١
تكلف» ولما جاء الإسلام؛ وكثر الحضور الأعجمي » أصبحت الألسنة العربية عرضة
للحن والفساد» فاستدعت الحال إلى استنباط المقاييس التي يرجع إليها في ضبط
ألفاظ اللغة العربية» وكان علم النحوا'". الذي نشا علم الصرف رديفاً له لحاجة
أما نشأتهما فقد اختلف حولها المؤرخون»؛ فمنهم من يقرر غموض تاريخهما؛
إذ لا سبيل إلى تحديده”"» ومنهم من يقول بأن النحو العربي عرف قديماً قبل
النحو هو أبو الأسود الدؤلي بأمر من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب"'. ويدعم
ذلك قول أبي جعفر رستم الطبري: «إلما سمي النحو نحواًء لأن أبا الأسود الدؤلي؛
قال لعلي عليه السلام؛ وقد ألقى إليه شيئاً في أصول النحوء قال أبو الأسود فاستأذئته
أن أصنع نحو ما صنع؛ قسمي ذلك نحواً”'"".
بعيد النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة النبوية/ الثامن للميلاد. وتمثل بكتاب
سيبويه"* الذي يعتبر بحق أول كتاب متكامل نعثر عليه في النحو والصرف
)١( أحمد الهاشمي (14547/19767). القواعد الأساسية للغة العربية. بيروت؛ دار الكتب
العلمية» لاط » 4 /١7 قح ص .
(7) سعيد الأفغاني . من تاريخ النحو. بيروت» دار الفكر» لاط» لات ص ١1-17 .
() أحمد أمين . ضحى الإسلام . ج ١ ص 780 . انظر مصطفى صادق الرافعي . تاريخ آداب
. 4 محمد محي الدين عبد الحميد. التحفة السنية بشرح المقدمة الأجرومية. ص )( ٠
() الوراق . الفهرست لابن النديم. ص 64 - ١ .
0 عرف كتاب سيبيوه منذ القدم باسم الكتاب» أو كتاب سيبويه؛ ومن المقطوع به تاريخياً؛ إن
سيبويه لم يسمّه باسم معين على حين كان العلماء في دهره ومن قبل دهره يضعون لكتبهم -
أما نشأة علم النحو فنرجعها إلى أربعة عوامل أساسية هي :
ألف العامل الديني .
باء العامل الاجتماعي .
جيم العامل القومي .
دال العامل السياسي"".
ألف - العامل الديني: اهتم الرسول قله بقراءة القرآن الكريم بشكل صحيح؛
أسماء كالجامع» والإكمال» والعين. . . وغير ذلك . وقد يكون أعجل عن تسميته بأنه احتضر
شابآ»ء فلم يتمكن من معاودة النظر فيه واستتمامه؛ فليس للكتاب مقدمة؛ وليس له خاتمة مع
جلالة قدره وأحكام بناثه. انظر أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه (795/186).
الكتاب . تحق. عبد السلام محمد هارون. بيروت» عالم الكتب. لاط» لاثء جٍّ ا
كتئاب سيبويه. انظر أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (9978/771/8). أخبار النحويين
البصريين . بيروت» مط الكاثوليكية لاطء 1477/1780 ص 0٠ . انظر ابن الأنباري .
نزهة الألباء في طبقات الأدباء. القاهرة» لاطء 1417/1771 ص 76
ولقد سماء الناس قديماً قرآن النحو. انظر أبو الطيب الواحد بن علي اللغوي الحلبي
(437/79). مراتب التحويين. تحق. محمد أبو الفضل ابراهيم. القاهرة. مك نهضة
مصرء لاط 1/10 ص 9 .
ومن طريق ما يروى أن أحد نحاة الأندلس؛ وهو عبد الله بن محمد عيسى «كان يختم
كتاب سيبويه في كل خمسة عشر يوماً كأنما يتلوه تلاوة القرآن. انظر جلال الدين عبد الرحمن
لاط لاتء ج 7 ص 94 . نقلاعن الصفدي.
حسن عون. دراسات في اللغة والنحو العربي.. جامعة الدول العربية معهد البحوث
والدراسات العربية» دار الكتب لاط 1434/1784 ص ١
فتحي عبد الفتاح الدجني . أبو الأسود الدؤلي ونشأة النحو العربي. ص 41 .
بعيد عن الخطاً واللحن كما اهثم بذلك الأولياء الصالحون إذ قال أبو جعثر الجواد
عليه السلام بقراءة القرآن كما أنزل؛ ودعائه من حيث لا يلحن» فإن الدعاء الملحون
لا يصعد إلى الله وفي بذء الدعوة الإسلامية كانت جزيرة العرب لا تتعدى مكة
والمدينة؛ وكانت القراءات القرآنية محصورة بادىء الأمر بالعرب هناك؛ إلا أن
انتشار الإسلام خارج هذه الحدود» أدخل فيه أفواجاً من الفرس والروم والهنود
والأقباط» ما جعل العرب يخافون على لغتهم من الضياع» ولما كان للقران فضل
علم النحوا" .
إماراتهم؛ هو أسبق الأقاليم مدنية وعمراناً.
بعد الفتح الأسلامي» أصبحت السيادة في العراق للعرب» وكانت غالبية
سكانه من الموالي الذين أقبلوا على تعلم العربية؛ مما أذن بوضع علم يسهل تعليم
هذه اللغة فوضع النحو". وكان الإسلام والفتوحات سبباً في انتشار اللغة العربية؛
وامتلاك العرب للرقيق . وأصبحت جزيرتهم مقصداً للأعاجم؛ خصوصاً في مواسم
الحج» ما أدى إلى اختلاط الأجناس» إذ تعرض اللسان العربي للفساد؛ وظهر اللحن
وكان النحو قواعد تحفظ العربية”"؟ نتيجة لذلك ظهرت دراسات وضعها علماء
متأخرون عن أبي الأسود الدؤلي؛ أمثال سيبويه الذي طلب الدحو لوقوعه في اللحن؛
)١( محمد بن الحسن الحر العاملي /1٠( اختل). تصنيف وسائثل الشيعة إلى تحصيل مسائل
الشريعة, تحق . عبد الرحيم الرباني الشيرازي»؛ بيروت» دار إحياء التراث العربي؛ ط 5ه
17/ خلج نص نتخستتى.
() فتحي عبد الفتاح الدجني أبو الأسود الدؤلي ونشأة النحو العربي ص 41 ٠
(©) أحمد أمين فجر الإسلام. بيروت دار الكتاب العربي؛ ط لت خخ“ا/لختحل
(4) أحمد أمين. ضحى الإسلام, ج 67 791 - 197.