,مكتبة شيخ الروحانين في الوطن العربي الشيخ عطية عبد الحميد للكشف والمتابعة ١7١٠0١36077778
الطبعة الأولى
لأداهت# لإححام
'مكتبة شيخ الروحانين في الوطن العربي الشيخ عطية عبد الحميد للكشف والمتابعة ١7٠03077778
بسم الله الرحمن الرحم
صراط الذين أنعمت عليهم. غير الغضوب عليهم ولا
'مكتبة شيخ الروحانين في الوطن العربي الشيخ عطية عبد الحميد للكشف والمتابعة 7٠03077778
'مكتبة شيخ الروحانين في الوطن العربي الشيخ عطية عبد الحميد للكشف والمتابعة ١7٠03077774
لم يصب فرع من فروع الفكر الإسلامي بمثل ما أصيب به التصوف من الطعن
فيه وفي أهله بأنه دخيل » وبأن أهله دخلاء » بل وعملاء للإلحاد والشرك.. وإن لم
والندرة والشهرة الني يحصل عليها الصوفي الحتى في رحاب التصوف الحق بين
أصحاب المذاهب كلها .
وذلك أن التصوف في حد ذاته ما هو إلا الإسلام في شموله وسموه وروحه
العالية المتألقة » فهو كم انتبى إليه التعريف الشامل عبارة عن : حفظ الشريعة ؛
وحسن الخلق ؛ وسلب الإرادة لله.
ولاكان الجمع بين هذه العناصر الثلاثة شاقاً على كثير من النغوس » فقد الفردت
به نفوس أرادها الله » فأحبها وأحبته » واستبسات في جهاد نفس لتقهرها عل
جادئة ؛ عاملة بكل ما أوتيت من القوة في إحياء الشريعة قولاً وعملاً وحالاً ومقاماً
الي تحطمت على صخرتها جهود أكثر الناس ؛ ألا وهي سلب الإرادة لله.
'مكتبة شيخ الروحانين في الوطن العربي الشيخ عطية عبد الحميد للكشف والمتابعة ١7٠03077774
والنفاق المخرب » الذي انتبى بالبعض الى محاولة تخريب هذا الأصل ؛ واتهام أهله
بالسلبية في مواجهة عمران الحياة.
عجز هؤلاء أن يسلبوا إرادتهم لل فيعملوا من أجله وحده ؛ ودون انتظار جزاء
من مخلوق عاجز فاقد » فأصبحت أعالهم موزونة ومحسوبة بقدر ما يحصلون عليها من
جزاء بشري هزيل زائل ؛ بل لقد اضطرتهم نفوسهم إلى أن يستذلوها ويستعبدوها
لمن يساويهم في البشرية والعبودية في سبيل هذا الجزاء الهزيل الزائل .
وكان من نتائج هذا السلوك المنافي للإسلام ؛ وبخاصة للسلوك الإسلامي الذي
حفظه الصوفية من كل خلل وزلل : أن أصبحت كل الأعبال الني يقوم بها الموظفون
والععال مرتبطة تمام الارتباط بإرضاء الرؤساء » وسلب الإرادة لهم » رغبة في مزيد
من القروش » أو مزيد من الثناء في التقاربر الدورية + بل ورغبة في الترقبات الأدبية
التي لا تقترن بالمال » وأصبح تمخريب العمل الاجاعي مرتبطاً تماماً بعدم نوال
الأماني » أو مواجهاً لهذه الموجة من النفاق من أناس شعروا في قرارة نفوسهم بالفلم.
وساد النفاق؛ وساد التخريب من أعداء النفاق؛ وأصبح الجتمع يدعي
الاريمان» ويدعي مراقبة الله ؛ ويدعي حسن الحلق » فإذا ما اخبرت أحدهم كشفث
لك عن ذئب في جلد حمل ودع .
ولقد أفزع هذا الأمر إمام أهل السلوك الحارث بن اسد المحاسبي المتوفى عام
1ه فقال :
«إني تدبرت أحوالنا في عصرنا هذاء فأطلت فيه التفكير » فرأيت زماناً
مستصعاً» قد تبدات فيه شرائع الإيمان » وانتقضت فيه عرى الإسلام » وتغيوت فيه
معالم الدين ؛ واندرست الحدود» وذهب الحق » وياد أهله » وعلا الباطل 6 وكثر
الآخرة» فالضمائر والأحوال في دهرنا بخلاف أحوال السلف وضائرهم .
,مكتبة شيخ الروحانين في الوطن العربي الشيخ عطية عبد الحميد للكشف والمتابعة ١7٠036077774
«ولقد بلغنا أن بعض الصحابة قال : لو أن رجلاً من السلف الصالح أنشر من
قبره ثم نظر إلى قرائكم ما كلمهم ؛ ولقال لسائر الناس : ما يؤمن هؤلاء بيوم
الحساب. «فإلى الله أشكو الذي حل بنا من التبديل والتغييرة”" .
وسلب الإرادة للمخلوقين » والجهل بسلبها لله هو الذي أوقع الناس في مهاري
شمات العلماء أنفسهم » وإذا كان العلماء هم الأطباء؛ فكيف يكون الحال
بمجتمع أطباؤه يجهلون تشخيص الداء؛ وإن علموا الداء جهلوا وصف الدواء؟
وما زلنا مع أستاذ السالكين المحاسبي وهو يسرد أحوال العلماء في عصره البعيد »
وببين خطرها على مجتمع الإسلام فيقول :
«... وعساه يحتمل النصب والتعب لإظهار علمه ؛ وإصراف وجوه الناس
أمرهم » وهو مع ذلك لا يألو في حسن النطق وإتقان الكلم جهداً » ويزعم أن ذلك
«وعساه هنالك له أمر وأمارة ؛ يكرم من صوب فعله ؛ وير من حمد أبره؛
«وعساه بفضل بعض أصحابه على بعض ؛ لا يساوي بينهم في القدر عنده »
)١( الوصايا ص ©, تحقيى الأستاذ عبد القادر عطا طبع محمد صبيح سنة 1464م
دسم .]80010001. 15/15/7177
'مكتبة شيخ الروحانين في الوطن العربي الشيخ عطية عبد الحميد للكشف والمتابعة ١7٠30777745
الإعجاب بالقابلين؛ 00 .
هذا هو دأب العلماء قديماً يصوره شاهد منهم» فكيف به حديثاً مع تلك
الأمواج الطاغية من الفتنة والشهوة المبنولة » والنفاق الرّائج السوق » والأضواء
البراقة المبذولة لأهل الأهواء » وعباد الشهوات؟
تدفع البعض إلى اصطناع التقوى والصلاح + با الراقع الألم يفضح خباياهم ؛
ويكشف عن مكنون صدورهم فيقول :
أمكتبة شيخ الروحانين في الؤطن العربي الشيخ عطية عبد الحميد للكشف والمتابعة ١1١٠17071175
بما وصل إليه من العلم والعبادة » وما بشعر بإعجابه » ولا بشك أن الصواب في
اعنزاله في قوله وفعله؛ ولا يعلم ما قد دهى به» فحينئذ يخالف الشيطان بين
صنف منهم شأنه ؛ ويعيب عندهم أحوال من يخالفهم ؛ فأغوى بعضهم بعض ©
«وعسى القوم يبدون ما في النفوس » ويبدون العثرات » ويظهرون العيوب +
ويتفكهون بالغيب ؛ وبقول الزور » ويترامون بالببتان؛ ويشد بعضهم على بعض
وليس معنى هذا ألا يلجأ إنسان من العلماء الى النسك والتقوى وتربية الإخوان
من مربدي طريق الله ؛ ولكن الخطر في أن يكون الدافع إلى هذا العمل هو الشهرة +
والرغية في علو الصوت؛ وصرف وجوه الناس اليه وخضيع الئاس لأمرةء
وكثرتهم من حوله ؛ واضطراب الذكر بأمره ؛ فهذا هو البلاء المبين؛ وهو الهوى ؛
وهو سلب الإرادة لغير الله؛ وهو غياب شطر الإسلام الذي هو الإحسان.
لقد افتقد الكثير من المتصدرين للإرشاد الصوفي أصولاً هي أول ماكان يجب
يكون الإسلام الصحيح» والإممان الكامل ؛ والإحسان الواعي ولا يصبح
الإسلام مبتوراً على الوجه الذي نشهده في كثير من واجهات تاريخ الإسلام.
فهناك خمول الذكر ؛ وإخفاء أعبال البر» وتفتيش النفوس بثاً عن مساوئها ؛
يعلموا أن نفوسهم «مطوية على أدواء قصر علمهم عنهاء ولم ينتبهوا من رقدة
زم المصدر الباق ص 110 131
'مكتبة شيخ الروحانين في الوطن العربي الشيخ عطية عبد الحميد للكشف والمتابعة ١7١٠036077774
وعسى العقوبة أولى بهم"
كان هناك تدوين العلوم في الإسلام» وكان علماء السئة جادين في تحديد
موازين الحديث؛ وجمع التقارير عن رجاله ؛ والبحث عن عله ؛ والمقارنة بين
رواياته » وكان علماء الفقه كذلك منهمكين في بحث الأحكام وتأصيل الأصول »
ولكنهم لم يعنوا بعلم السلوك لأمرين:
أولها : أنهم جميعاًكانوا على النبج السوي علماً وعملاً » ثقة في الورع ؛ وخحمول
ورسوله » وعلى هذا كان تلاميذهم
الثاني : أن الغالب من أصول السلوك أمور قلبية يسهل ادعاؤها؛ ويصعب
تعليمها عن طريق غير طريق القدوة والمراقبة العملبة ؛ على العكس من علوم الشريعة
من العبادات والمعاملات والمواريث الني تخضع للظاهر من أمر الناس ؛ ويكني
الجانب الظاهر منها لإقامة رسم الإسلام » أما الجانب الباطن منها وهو الذي تقوم
به روح الإسلام فقد ترك للضمير وحده.
ولكن الداء لما استشرى على الصورة التي ذكرها المحاسبي » وازداد في السئين
سجله الحاسبي في كتبه ؛ واعتبر فها بعد اساساً للسلوك الصوفي الأصيل.
ومن التصوف الى الفلسفة الصوفية » وبعد أن كان أهل السنة بحظرون الكلام في
لمتشابه من الأسماء والصفات » حتى بمجرد التأويل » أصبح في صفوف أهل السئة
من يصعدون من عالم المتشابه إل آفاق قريبة كل القرب من الذات الإهية الي حظر
الحديث عنا تماماً ؛ بل لقد اقتحم بعضهم محال الذات على سبيل الوهم والخيال »
159 المصدر السابق ص )١(