بين التطور التدريجي للمستوطنين البريطائيين في الاستيلاء على الأرض
من شعب نيوزياندا الأصلي. وتطورات ذلك عند المستوطنين الصهاينة
كما يوضح الكتاب كيف تزامن توسع الإمبراطوريات الاستعمارية في
القرن التاسع عشر؛ مع ما حدث من تقدم علمي كبيرفي الطب خاصة مع
اكتشاف الميكروبات التي لها دورها في الأمراض المعدية. مثل الكوليرا
والسل. وأعطى هذا التقدم العلمي إدارة المستعمرات إحساسا أكبر بالتفوق
والثقة المفرطة؛ وطرحت الإدارة الاستغمارية مقولة: «إنه يتبفي لأسباب
إنسانية فرش الطب الغربي المتقدم على شعوب المستممرات المتخلفة؛ القي
للأمراض, وليس استفلالها واستنزاف ثرواتها ». وبعد أن كان الطب الغربي
في أول العهد بالمستعمرات يقتصر على تقديم خدماته للأوروبيين وحدهم؛
بدآت إدارة المستعمرات في نهاية القرن التاسع عشر محاولة إدخال مفاهيم
آيضا محاولة إدخال المفاهيم القربية عن التقدم والعلم وصحة ١
كما كانت تقابل أحيانا بمقاومة الثقافة المحلية للأهالي الذين لهم مشاهيمهم
وممأرساتهم الطبية الخاصة بهم: بل إن مسأولة طوطن المشاغيم والمارسانة.
الغربية بالقوة كانت احيانا تؤدي إلى زيادة انتشار المرض وليس وقفه. وثمة
إشارة طريفة إلى أن الغربيين أنفسهم في أول عهود الاستعمار. كانوا يلجأون
بزعم أن هؤلاء الأطباء أدرى بالأمراض المحلية»
تاريخ الطب الغربي الإمبريالي. مستخدما
حاليا من مناقشات حول التنمية والأحوال الصحية في العالم الثالث. ويتضح
ذلك بشكل أكبر في الفصل الأخيرحول سوء التفذية.
د مصطفى إبراضيم فهمي
تمهيد المحزر العام
الإمبريالية أكثر من مجرد مجموعة من الظواهر
ذات تركيب كان لها تعبيرات الكرية وتقافيلة وتقنية.
واسمة الانتشار في عهود سيادة أورويا على العالم.
وقد صممت سلسلة «دراسات في الإمبريالية»
لتستكشف آساسا هذه المجالات المهملة نسبيا» وان
لم تقتصر عليها على وجه الحصر. وقد خطط
فيها لكتب تتناول التواحي البيئية في الحكم
والأدبه والفن. والتصميمات وغير ذلك. على أن
إصلاح الميزان ليميل لناحية هذه الدراسات التي
تبي بالتعدد المتيجي وامزج الثقاتي, لا بتصية
أنه يتبغي تجاهل دزاسة الأبعاد الاقتصادية
والسياسية والعسكرية. فالسلسلة تسعى لأن تبرهن
على آن هذه الأبعاد لا يمكن فهمها على الوجه
الأكمل إلا في سياقها الثقاضي الأوسع؛ وعلى أن
المسيطرة مثلما في المجتممات الخاضمة.
| ما كانينظر إلى انتشار الطب الغربي على
الكبرى التي كان على الأوروبيين أن يتغابوا عليهاء
القول تقليديا بأنه قد حدثت في القرن التاسع عشر
استجابة من الطب الغربي لسلسلة من التحديات, فحدثت مثلا قفزات مائلة
ساعد ذلك على أن يجعل العالم مكانا أكثر أمانا للأوزوبيين. ليس هذا
عليهم فوائد التقدم العلمي. على أنه قد أصبح من الواضح في السنتوات
الأخيرة, أن تفاعل الإمبريالية مع المرض والأبحاث الطبية وإدارة سياسات
يتعلق بالصفة العامة للتوسع الأوروبي. فالإمبريالية تضفي ضوءا كاشفا
لرؤية العلاقات الموجودة بين أقراد البشر وبيثتهم والموجودة بين الشعوبه
وهو يوضح جيدا الحاجة إلى دراسة الاعتماد المتبادل بين المدن الحواضر
ومناطق الأطراف. تمكس هذه المجموعة مدى اتساع الدراسات الحالية التي
تعكس مدى ما فيها من علوم بيئية. وينبثق عن ذلك مواضيع بحث مشتركة
وطرائق تحليل ذات تطبيقات واسمة مثل: المواجهة بين منظومات الطب المحلية
وتلك الغربية, ودور الطب في الحرب والمقاومة. وطبيمة طرائق تناول الصحة
القيود الإدارية. بنفس القدر الذي كانت الاهتمامات الإنسانية تعمل على أن
ترقى به؛ وهناك تباين في مدى قوة الاستجابة حسب الأهمية الاقتصادية
للضحايا والسياق الجغرافي لهم. وسنجد أن الاستراتيجيات الوبائية ريما
تؤدي إلى التمجيل بنشر العدوى بدلا من أن توقفها. كما ستجد أن الصلات
بين المرض وسوء التفذية وعلاقتهما بالظروف الاجتماعية والبيئية التي تتأثر
المقالات تساهم في إجراء مراجعة تاريخية مهمة. كما تقدم مرشدا لما يجري
حاليا من الأبحاث. وتقدم أيضا علامات طريق لما سيجري مستقبلا من
أبحاث الاستقضاء.
ناقيد ارلؤلد
في مقدمتهما لكتاب «المرض في التاريخ الأطريظي»
الذي نشر في 1978: «أهمل مؤرخو أفريقيا عموما
دراسة الظروف الصحية في الماضي . كما أهعلوا
ذراسنة دور المرض والرعاية الصحية والطب في
التاريخ . وذلك على الرغم من الأهمية الواضحة
المقولة تبدو الآن أقل صحة إلى حد له مفزاء عما
كان عليه الأمر متذ عقد (وذلك في جزء مته بفضل
الاهتمام الدراسي يتركز على دور وتأثير المرض
والطب في مجتممات أوروبا وأمريكا الشمالية, إلا
على نحو متزايد . وقد تم بحث بعض المناطق على
نطاق أوسع من غيرها: فالأدبيات عن أفريقيا
أصبحت الآن متنوعة وواسعة المدى على نحو مثير
نسبياء في حين آنه يمكن لمنطقة المحيط الهادي وأستراليا أن تباهي بما
من قيمة في دراسة التاريخ الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
قدر ضئيل من الاتفاق بشأن ما تكونه القضايا المحررة في تاريخ الطب
والمرض في سياق ما هو خارج أوروبا. ولا ريب أنه لا يوجد إجماع بشأن أي
طريقة للتتاول تتخذ لذلك. وناك كثير من الأدبيات الموجودة تتسم صراحة
بأنها ذات صفة استكشافية؛ ولا تفعل إلا ما يزيد قليلا على مجرد التعرف
تمثل نقط تحول تاريخية. وبعض الكتاب, كما في أوروبا؛ يقتصرون على
بحثهم بإطار من لغة من «الاقتصاد السياسي» للصحة والمرض, ويلتمسون
إيجاد علاقة بين وقوع المرض وما يُحدّد من موارد الرعاية الصحية من
ناحية؛ وبين البتى السياسية والاقتصادية للحكم الاستعماري من الناحية
الأخرى. بل وهناك عدد قليل منهم لديه طموح أكبر فوصفوا انتشار المرض
خلال الكرة الأرضية عبر القرون الخمسة الأخيرة. والديموجرافيا!"")
التاريخية: هي أحد المجالات التي تزايد الاهتمام بها على تحو سريع؛ بينما
ثمة علم جديد بازغ هو الأنثروبولوجياأ**' الطبية؛ أخذ أيضا في تفتيح
طرائق تتاول تار؛ لدراسة المرض والطب؛ في المجتمعات المحلية
في أفريقيا وآسيا وأقيانوسيا والأمريكتين. ومع ما يوجد من هذا التنوع في
طرائق التناول. ومع ما يوجد أيضا من انقسام متواصل بين أولئك الذين
يرون أن تاريخ الطب هو قصة تظهر لنا الاكتشافات العلمية وانخفاض
أوضح «كنتاج ثقافي و «انعكاس للكيان الكلي للمجتمع». مع كل هذا فإنه
من غير المحتمل أن تنبثق في المستقبل القريب أي صورة عامة متفق عليها -
دراسة وباء واحذ؛ هاا
على أنه سيكون من التسرع افتراض وجود أي نوع من تطابق طبيعي أو
وثقافياء والتي كانت تشكل العالم الاستعماري الغربي على مدى القرون
ولكن إذا كان هذا الكتاب لا يستطيع الزعم بوجود أي نوع من هذه
لمباحث وقضايا معينة؛ بازغة في تاريخ الطب والمرض ودورهما في سياق
المجابهة الاستعمارية. ويركز المساهمون في هذا الكتاب على القرنين التاسع
عشر والعشرين: من حيث إنهما يمثلان فترة تغير خطير بالنسبة لتاريخ
الطب الغربي. وكذلك أيضا بالنسبة لحياة معظم الشعوب غير الأوروبية.
كما أن المشاركين يعينون المرض والطب كموقع للاتصال والاختلاف بين
الحكام الفربيين والشعوب المحلية. يحتمل أن يصبح موقع التقاء بينهما في
النهاية. كما يعمل المشاركون على توضيح التناقضات والتنافسات الموجودة
من داخل النظام الإمبريالي نفسه.؛ ويمينون أهمية العلب والمرض بالنسية
للإطار الأيديولوجي والسياسي للإمبراطورية. ويجنبون الانتباه لدور هيئات
العمل الطبية والممارسات الطبية في تشكيل تأثيرات النظم الاستعمارية
وهويتها. والمشاركون في الكتاب: إذ يفعلون كل ما سبق إنما يبرهنون بذلك
على ما للمرض والطب من أهمية محورية لأي فهم للحكم الإمبريالي.
والشاغل الرئيسي هنا لا يتعلق بالمرض والطب في حد ذاتهماء بقدرما
يتعلق بالفائدة من استخدامهما . ما الذي يكشفان عنه من طبيعة هنه
أنها تعمل في فراغ ثقافيء أو أنها بنى يمكن فرضها طوعا أو كرها على
مجتمعات محلية في حالة إذعان. والأحرى أنهم ينظرون إلى الطب والمرض
على آنهما يوصفان علاقات من القوة والسلطة: بين الحاكمين والمحكومين
تخضع كذلك لتأثير التفيرات التي تنشاً من داخل المناطق المحلية نفسها »
وهذه العلاقة المركبة المتحولة هي في الصميم من حالات الدراسة التالية.
في تقييم جديد لطبيعة ونتائج الإمبريالية نفسها ء
المرض
في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كانت مخاطر المرض
وأضراره السلبية. تعد بالنسبة للكثير من الأوروبيين من أفراد الإدارة
والمصلحين والأطباء بمنزلة جزء راسخ من بيئة المناطق الحارة المعادية التي
لم تروض بعد . وكان ينظر إلى آسيا والأمريكتين على أنها كلها لها
عن طريق ما في الطب الأوروبي من فائق المعرفة والمهارة. وحسب هذه
النظرة فإن التدخل الطبي الأوروبي يمثل التقدم في اتجاه نظام اجتماعي
أهميتها كشخصية في تاريخ السياسة الطبية بالمستعمرات البريطانية؛
كانت ترى أن إنشاء إدارة للصحة العامة في الهند هو جزء من مهمة «جلب
حضارة أرقى إلى الهند». وكانت تمتقد أن إدخال الرعاية الطبية في شبه
القارة الهندية ليس فحسب «مهمة نبيلة» في حد ذاتها : وإنما هو أمر لا يقل
التي تكابدهاء و «لجعلها متحضرة» ولإعدادها لنعم المسيحية.
ومع أنه كان هناك أحيانا إدراك لما للوجود الأوروبي من نتائج صحية
بالنسبة للفكر الإمبريالي كإحدى الدعاوى التي تبرر شرعيته؛ وأقل هذه
الدعاوى إثارة للخلاف. وكان هيوبرت ليوتي أحد زعماء من يؤيدون أن
الطب العسكري أداة للمساعدة في إرساء السلطان الفرنسي في أفريقياء
وقد ذهب بعيدا إلى حد الزعم بأن « العذر الوحيد للاستعمار هو الطب».
وقد ألقى ليوتي خطابا في 1996. مع قرب نهاية نشاطه المهني. اعترف فيه
فيها أصداء من رأي ليوتي, فزعما وهما يناقشان اتخفاض معدل الوفاة
في نمستممرات غرب أفرية من نمو سكاني متدفق؛ أن
«أيا ما كانت المساوئ السياسية للاستعمار فإن نجاحه من التاحية البيولوجية
يعد من أعظم قصص النجاح في التاريخ الحديث.
فيلقون الأضواء الكاشفة على الكوارث الديموجرافية والاجتماعية التي
نتجت عن بدء مخالطة الأوروبيين, ويرون أن الأستعمار نفسه خطر صحي
ظهز له نجاحات على الإطلاق. فينظر إليها على أن وصولها كان متأخرا
السكان. ويتركز أحد خطوط النقاش على الأمراض الوبائية التي يكون لها
الأمثة المثيرة لذلك أكثر الإثارة الجدري والحصبة وغير ذلك من الأمراض
السادس عشر. ومما يمتقد الآن ان وصول هذه «الأمراض الوبائية في
عن دور الأسلحة الإسبانية والجبروت الإسباني. فقد أبيد السكان المحليون
يا وما يحدث
بأمراض معدية كان الفاتحون أنفسهم محصنين إلى حد كبير ضدها. وقد
تكرر هذا النمط من الغزو البكتريولوجي في أجزاء كثيرة أخرى من العالم
غير الأوروبي؛ في القرون التالية كما حدث مثلا بين الكُوِيكُوِي في جنوب
أفريقيا في القرن الثامن عشرء أو بين الأبورجينيين الأستراليين, والماووري
النيوزلنديين وسكان جزر الهادي في القرئين الثامن عشر والتاسع عشر
ومن المعتقد أن الجدري كان السبب في هلاك نصف السكان الأبورجينييا
حول بورت جاكسون في 1789 : وفي 1875 نجم عن وباء للحصبة مقتل ثلث
الكرة الأرضية قد سببوا بالمعنى الحرفي للكلمة «تأثيرا قاتلاه في المجتمعات
الموت يطارد الأبورجينيين. ويمكثنا أن نتظر نظرة ذات مدى أوسع إلى
الأمريكتين وبولينيزيا ورأس الرجاء الصالح وأستراليا لنجد فيها نفس هذه
النتيجة». وكان الارتباط بين المرض ووصول الرجل الأوروبي بحرا أمرا جد
حتى أن سكان جزر كوك كانوا في الثلاثينيات من القرن الثامن عشر.
وقد يبدو لموؤرخي الغرب أن الفترة من 1300 . 1600 هي ف:
ضار للأمراض الويائية. أما بالنسبة لمؤرخي أجزاء ؟
وأقيانوسيا. وربما أيضا جنوب وجنوب شرق آسياء فإن القرتين الثامن
الفتح والاستعمار الأوروبي كان عضرا بلغ
نسبا تكاد تساوي عدد الوفيات في الهنود
الحمر الأمريكيين في القرن السادس عشر. ويستنتج باترسون وهارتويج
أنه مع إمكان استثناء غرب أظرية
كل التاريخ الأفريقي هي بين 1890 و 01930
وبالطبع فإن من الصعب أبلغ الصعوبة أن برهن على هذه الدعاوى.
ونحن حتى الآن لا تعرف إلا القليل جدا عن طبيعة ومدى انتشار المرض
(والأسباب الأخرى للوفيات). بين سكان الأمريكتين أو آفريقيا السوداء أو
بولينيزيا قبل وصول الأوروبيين؛ بل لا تعرف إلا ما هو قليل جدا عن
الكوليرا والجدري في الهند
مجتمعات ما قبل الاستعمار . حتى تلك التي كانت ممزولة واقعيا عن سائر
العالم كانتت تستمتم بوجود آم نغالية من الأمبراض المستوطانة والممناتاة
الدورية الناتجة عن المجاعة والحرب والوباء. ولعل تفجر الأوبئة التي أصابت
مجتمعات كثيرة في أعقاب وصول الرجل الأبيض, أمر قد اكتسب أهمية
ا فإنه «لا شك أن سوا فترة صحية في
قبلها كوارث