الغلاف : الفنان محمد حجى
الخطوط : محسود إبراهيسم
أرجو الله أن يهديه إلى الإسلام الحق
وأن ينقع به الإسلام والحق
أحمد الله سبحانه وتعالى أن من على بالتوفيق مرة بعد أخرى حتى كتبت هذا
أكتب الآن مقدمة طبعته الثانية. وإنى لأستشعر عجزى وقلة حيلتى فى أداء حقوق
قادرا على أن يهتدى مرات أخرى . وإن الإنسان ليطغى حين ينتهى من تسجيل
ربه أن يعطيه العمر» فإذا أعطى العمر ووجد نفسه عاجزا عن أن يحقق ما كان يصبو
إليه؛ ظن أن الصحة خذلته فيعود يدعو ربه ساتلا العافية والصحة فيجود عليه المنعم
المتفضل بأقدار منهاء فإذا هو عاجز أيضا عن أن يصل إلى شىء مما كان يظنه فى
وربما تضيع منا أعمارنا ونحن لا ندرى من أمر هذه الحقيقة شيغاء وربما تتشهى
هذه الأعمار ونحن لم نصل إلى هذه الحقيقة. . وربما يكون الإنسان الطاغى
والقادر على الهداية. .
ألم تخرج الطبعة الأولى من هذا الكتاب منذ ثلاثة عشر عاما؟ أولم تلق من
من أن أمضى فى طريقى لأخرج ما هدانى الله إليه من دراسات مماثلة؟ ما الذى حال
قلائل؟ ألم أكن أمنى نفسى أن أصدر فى كل عام دراسة كهذه الدراسة؟ فما الذى
مقرا بعبوديتى وخضوعى وإذعانى وابتهالى إلى الله؛ ثم أحدث نفسى أتى ربما
كنت غير صادق النية فى كل هذا فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم +
وإنى لأتذكر القصة التى تنسب إلى أبى العباس المرسى» إذ مر وهو يزور
القاهرة فى سنة الغلاء بأناس يزدحمون على دكان خباز فرق قلبه لهم فجال
فأدخل يده فوجد جملة من الدراهم فأعطاها لصاحب المخبز وأخذ بها خبزا فرقه
على هؤلاء الناس . فلما انصرف واتصرفوا وجد الخباز الدراهم زائفة فاستغاث
بالناس فأمسكوابه. . ساعتها علم أبو العباس المرسى أن ما وقع فى نفسه من الرقة
حال الناس اعتراض على قضاء الله» فاستغفر وتاب؛ وسرعان ما تبين للخباز أن
الدراهم صحيحة!
لا أكاد أعرف هل يليق بى أن أدكر أن الفكرة التى قدمها هذا الكتيب قد لقيت
ترحيبا كبيرا» وأن كثيرين من أعلامنا بدءوا يميلون إلى الإفادة من استخدام الألفاظ
ولا أكاد أعرف أيضا إن كان من حقى أن أسأل القراء الدعاء لى علنى أستطيع أن
أقدم لهم فى أقرب فرصة متن السخاوى العظيم «هداية المرتاب ومرشد الحفاظ
ولا أكاد أعرف أيضا إن كان الله سيلهمنى الهداية لأن أخرج للناس مجموعة
والانتهاء منهاء لأنه أراد ذلك ولا اعتراض على قضائه .
ولست بمستطيع أن أصف هذه الدراسة إلا بأنها محاولة متواضعة لفهم بعض
أسرار اللغة العربية من خلال القرآن الكريم الذى حفظ لهذه اللغة بقاءها ونقاءها
على مدى الأجيال المتعاقبة » ولا شك أن دراسة اللغة العربية على أى مستوى لا
نستوعب قواعد اللغة العربية من دون اللجوء إلى آيات القرآن الكريم » فانه لا يمكثنا
أن نظفر بشىء ذى بال فى دراستنا لمتن اللغة العربية أو المعجم اللغوى من دون درس
عميق لألفاط القرآن الكريم ٠ .
قبل توظيف الحاسبات الالكترونية فى خدمة البحوث اللغوية ؛ وسوف يكون
بالامكان أن نعيد النظر فى قاموس ألفاظ اللغة لنرتقى بما يثبخ
ناحية » ولنعيد إلى الاستعيال ألفاظا بعدت عنه فى فترة من ١١
المحاولة التى يتضمنها هذا الكتيب بين دفتيه قد لاتمثل إلا نقطة فى بحر محيط من
تتكشف لنا - إذا امتد بنا العمر - أسرار كثيرة فى قواعد اللغة وصرفها ومتنها »
المجال .
وفى كل الأحوالء فإنى أعرف تمام المعرفة أنى مقصر ومخطئ ومتهاون فيما لا
أظن التهاون يجوز فيه ؛ ولكن عذرى أنى بشر ضعيف. . يغتر بالدنيا. . ويغتر
ب ٠ . ويغتر بالقدرة. . ويغتر بالعقل . . مع أن الله سلب كل
صورة من صور التقصير فى طاعته سبحانه وعبادته جل جلاله .
اللهم هب لى من لدنك رحمة وتوفيقاء ومتعنى بسمعى وبصرى واجعله
الوارث منى » ووفقنى لم تحبه وترضاء
محمد الجوادى
كان من فضل الله علٌ أن هدانى إلى التفكير فى هذه الدراسة ؛ ثم البدء فيها » ثم الانتهاء
منها منذ أعوام ثلاثة . وقد عرضتها حين انتهيت منها على أستاذثا الكبير الدكتور مهدى
علام؛ فلقيت من رضاه قدرًا لا يقل عن القدر الذى لقيته من تقدير أستاذنا الكبير الدكتور
رمضان عبد التواب » الذى تفضل اليوم بتقديمها بتلك الكلمات الرقيقة الكريمة الى طالعها
القارئ .
ولعلى كنت متأثرًا فى منهج الدراسة وطرقها بتلك الأفكار التى صاغتها علوم الرياضيّات
الحديثة » ونظرية الفنات بصفة خاصة . ومن ناحية أخرى ١ فلعل كنت متأئرًا فى أهداف
الدراسة ونتائجها بتلك الحاجة الملحة التى أحسستها » تحت إشراف أساتذتى الأجلاء فى
كليتين من كليات الطب » إل ألفاظ عربية أصيلة تعبر عن معان علمية قائمة ؛ لا ألفاظها
فى اللغات الأحرى . وعلى سبيل المثال» فتحن كثيا ما نحتاج إلى التعبير عن الفترة التى
تستغرقها الدورة الشهرية لدى السيدات» وكثينًا ما نقول ؛ فيا بين الدورتين + مع أن فى
القرآن الكريم . الذى هو فى أيدينا ومنازلنا وسياراتنا + ( وأدعو الله أن يكون فى قلوبنا وعقولنا
بالزواج !
وأهل الهندسة يعبرون عن معنى انحراف الخط فى المحور الأفقى (السينى ) يميئًا أو يسارًاً
بالاهوجاج + ولكن هل فى ألفاظنا المعاصرة لفظ مناظر يعبر عن الانحراف فى المحور الرأسى
(إلصادى ) ارتفاعًا أو انخفاضًا ؟ هذا اللفظ ف القرآن الكريم - أسمى دساتير العربية - هو
الأنت » وآبة الفرآن الكريم 1 الآية ٠ ١/ من سورة طه ] نصف الجبال بعد نسفها فتقول :إلا
وهذا البحت الصغير يعرض أكتر من أربعين ومائتى كلمة من هذه الكلمات القرآبة التى
لا نستعملها . وهذه تمثل الفرق بين عينتين من العيات اللفظية : عينة الفاظ القرآن » وعبنة
ألفاظ الكتابة القاهرية المعاصرة . . هل أستطيع أن أفول إنه أصبح الآن من التسبر فهم
القصود بالعينة اللفظية » وبالعيئات اللفظية » وبالفروق بين العييات » بعد العبارات
الشارحة فى مقدمة أ. د. رمضاد عبد النواب» وبعد هذين المتلين ؟ على كل سوف يجد
القارئ من فوره نفصيل هده النظرية السهلة البسيطة فى 17 بندًا » قبل أن يطالع الدراسة
التطييقية فى الجداول ١
وأن يغفر لى ما لا أشك فى وجوده من قصور»ء هو فى أعلب الأمر من ذلك الذى يكون نتيجة
قيام فرد واحد بالعمل كله !
مايو ٠684 د. محمد الجوادى
يقام دلا الكت رضارعبلتزب
عميد كلية الآداب - جامعة عين شمس
هذا بحث طيب فى علم اللغة التاريخى » أو بعبارة أوضح فى فرع معين من فروع علم اللغة
التاريخى + وهو فرع « الأأيتمولوجيا » الذى يبحث فى تاريخ الكليات فى لغة من اللغات +
ويحدد صيغة كل كلمة؛ فى أقدم عصر تسمح المعلومات التاريخية بالوصول إليه ؛ ويدرس
الطريق الذى مرت به الكلمة » مع التغييرات التى أصابتها من جهة المعنى أو من جهة
الاستعيال .
وقد فطن الدكتور محمد الجوادى فى بحثه هذا إلى ناحية أخرى مهمة فى الدرس اللغوى +
وهى أثر المجتمع فى اللغة واستعمال الكلمات ؛ فتباين المكاث ؛ وتباين المهن » وتباين المستوى
الفكرى والمستوى الخلقى » وغير ذلك من المستويات المختلفة » يظهر أثره بلا شك فى تباين
اللغة واستخدام الألفاظ .
ولذلك » قام الدكتور الجوادى بتحديد أهم العوامل الثى تؤدى إلى اختلاف العينات
اللفظية » وحصرها فى الإقليميات ؛ والمهن » والمستوى الفكرى » والمستوى الخلقى +
وطريقة الأداء ؛ والزمن +
وكان التطبيق العملى لبحثه هذا منحصرًا فى ألفاظ القرآن الكريم » التى لا نستعملها فى
كتابات المجتمع القاهرى » وهى حولل 75٠ كلمة موزعة بين الأفعال والصفات وأسياء
المعانى وأسماء الذوات والمشتقات وغيرها +
العمل على رد الحياة إلى هذه الألفاظ فى كتابات المتعلمين هنا وهناك .
غير أننى أختلف مع صاحب البحث فى إخراجه بعض الألفاظ القرآنية من دائرة
الاستعيال عند الكتاب فى مجتمع القاهزة + مع أنها شائعة جذَا لدى الكتاب القاهريين +
مثل : حص وحاد وأسبغ واعترى ونعق وهجع وضامر وضنين وكالح وماج ؛ وغير ذلك .
ومع ذلك ؛ فإعجابى بهذا البحث لا حدود له ؛ وهو يبشر بمستقيل واعد للطبيب
الأديب العام الدكتور محمد الجوادى . وبالله التوفيق.
مايو 16686 أ د. رمضان عبد التواب