التصحر
أي أن التصحر يصيب أراضي منتجة في المناطق الجافة وشبه الجافة
(أراضي زراعات مطرية أو مروية أو أراضي مراع). ويكون التدهور في آول
الأمر بقعا متباعدة؛ ما تزال تكبر وتصبح كالرقع المتنامية حتى تتلاقى
وتندمج ويتشكل منها نطاق قاحل يضاف إلى صحارى المناطق المتاخمة إذ
أصبح أشبه بها
ضية تدهور الأراضي مسألة شائعة في النطاقات الجفرافية جميما
يتمثل ذلك فيما تتعرض له التربة في المناطق غير الجافة من الانجراف
والتعرية وفقد الخصوبة والتلوث. ولكن النظام البيئي في الأراضي غير
الجافة أقدر على استرجاع عا
الجافة وشبه الجافة نظم بيئية هشة؛ ذات قدرة محدودة على استرجاع
العافية إذا تعرضت للتدهور . وستعود إلى الحديث عن سمات النظم البيئية
السؤال الذي قد يطرح هو: هل هذا التحول من أراض منتجة للطعام أو
المرعى يقع نتيجة تفير في المناخ العام الإجابة مرتبطة بالمدى الزمني.
ذلك لأن يقع متاخ الكرة الأرضية قد تبدل على نحو بالغ بين البرد والحرور
في غضون العصور الجيولوجية التي تحسب بملايين السنين. بل إن مناخ
الكرة الأرضية شهد في غضون العصر الجيولوجي الرابع (المليون سنة
الأخيرة) تحول مناخ المناطق القطبية إلى المزيد من البر
المتجمدة الشمالية من حدها الحالي عند خط عرض 60" إلى خط عرض
0" وما دونه. أي أن الجمد غطى أغلب القارة الأوروبية وشمال القارة
الآسيوية والقارة الأمريكية. ومثل هذا حدث في تخوم القارة المتجمدة
الجنوبية. كان هذا عصر الجليد . ثم تفير المناخ واتحسر الجمد إلى حدوده
الشمالية. تكرر هذا المد والاتحسار عدة مرات تبدل فيها امتاخ من عصر
جليد يبقى عشرات الألوف من الستين إلى عضر ما بين الجليد يمتد
كذلك عشرات الألوف من السنين. ونقول إن القازة الأوروبية الآن في
عصر ما بين الجليد. كذلك تبدل المناخ في المناطق الجافة (شمال أفريقيا
مثلا) بين عصور مطيرة وعصور جافة. وكان آخر عهد الشمال الأفريقي
بالمناخ المطير في فتره امتدت من 8000 سنة إلى 5000 ستة قبل الحاضر
في عصر المظر كان النمو النباتي من الحشائش والأحراش يكفي لمعيشة
نه وتضميد قروحه. والأرض في النطاقات
د واتسعت الدائرة
تمهيد
الناس وماشيتهم. ونجد مخلفات الحلل السكنية الت
ترجع إلى ذلك التاريخ
منتشرة ومنتثرة في ربوع الصحراء الأفريقية الكبرى. فلما تغير المناخ إلى
الجفاف الذي يسود منذ 5000 سنة؛ هاجر الناس إلى حيث يكون الماء في
وبدأ التاريخ الموثق لحضارات الإنسان المستقرة. ترجع هذه التحولات المناخية
إلى ظواهر كونية تتصل بتحرك في محور دوران الأرض (تغير في وا
الانحراف عن السمت الرأسي) وتفير في مسرى دوران الأرض حول الشمس»
وتغير في شدة معان الشمس أي قدر ما يخرج عنها من طاقة. هذه تفيرات
تتصل بالتواميس الطبيعية وتتصف بالبطء والمدى الزمني الواسع. ولكن
الحديث عن التصحر يتتاول تفيرات يشهدها الحاضر وترجع إلى مدى
زمتي يحسب بعشرات السنين وهذا أمر مختلف عن تغيرات المناخ الكونية.
يعرف التصحر بأنه «تدهور الأرض في المناطق الجافة وشبه الجافة
تعريف الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر 1994 . الأرض هي النظام البيئي
الذي يجمع التربة وموارد المياه والنمو النباتي والتفاعلات البيئية التي
تحفظ على النظام توازنه. أي أن الأرض هي النظام الذي ينتج ما يحتاجه
الإنسان من محاصيل وغيرها. والمقصود بتفيرات المناخ هو الاختلافات
الستوية أو الفصلية في معدلات سقوط المطر على نحو ما ستفصل فيما
ثار جدل في الساحة الدولية حول سؤال: هل التصحر مشكلة كوكبية!"؟.
آثير هذا الجدل عندما نش مرفق البيئة العالميا**"؛ وهو صندوق لعون
الدول على تنفيت برامج في مجالات المشاكل الكو
مجالات: تفير المناخ. تدهور طبقة الأوزون. التنوع الأحيائى. المياه الدولية.
وسعت الدول النامية التي يتهددها التصحر إلى أن تضيف التصحر ليكون
المجال الخامس. ولقيت مساعيها المعارضة من ممولي الصندوق. ولبيان
أوجه هذه المسألة نذكر أن بين أيدينا جنسين من المشاكل البيثية العالمية.
الأول مشاكل ذات صلة أو أثر على النواميس التي تضبط الظروف التي
يعيش فيها كوكب الأرض. ونماذجها النواميس التي تضبط أحوال المناغ
تحفظ قدرا من الأوزون في طبقات الجو العليا وهذا
القدر درع واقية للحياة على سطح الكرة الأرضية. إذا تغير المناخ إلى
الدفه المتوقع عند منتصف القرن القادم؛ أو إذا تخلخل تركيز الأوزون في
لبقات الجو العليا فإن الأضرار تسود وتعم على الكرة الأرضية جميعا دون
نظر إلى من تسبب ومن لم يتسبب. وتناول هذه المشاكل النواميسية يستلزم
تعاون الدول جميعا . الجنس الثاني مشاكل ذات اتساع جفرافي يشمل القارات
جميماء ونماذجها التصحر وتدهور الغابات وفقد التنوع الأحيائي
السكان وانتشار الأوبئة وغيرها . هذه مشاكل توجد في كل بلد وضي كل
ي التي تجمع بين التصحر في المناطق الجافة
وتدمير الفابات في المناطق الرطبة تجمع بين الجنسين. هي قضايا ذات
هذا مما حفز المسؤولين عن مرفق البيثة العاللي إلى الاتفاق على قبول
عناصر من قضايا التصحر ذات الصلة بالمجالات الأربمة التي حددوها
لتلقي التمويل من المرفق»
المضناطق الجافة
-١ الجفاف وجغرافية المناطق الجافة
الجفاف صفة جغرافية لمناطق من العالم تكون
فيها موارد الماء من التساقط"" أقل من كمية الماء
التي يمكن ان تذهب بها قوى البخر والنتح. عزم ا *'
البخر (تحول الماء إلى بخار بفعل العوامل الجوية)
والنتح (خروج بخار الماء من اوراق النبات وسوقه)
يعتمد على حرارة الجو ودرجه رطوية الهواء. وكلمة
عزم تعني القدرة الكلية ولكن ما يتحقق منها فعلا
يعتمد على قدر الماء المتاح, فمهما بلغ عزم البخر
عزم النتح فإنه لا يأخذ شيئا في غياب النبات
الأخضر
إذا قلت المياه المتساقطة في الشهر الواحد عن
كمية المياء التي يمكن أن يذهب بها البخر والنتح
يكون الشهر جافا . وإذا قلت موارد المياه المتساقطة
يذهب بها البخر والنتح تكون السنة جافة. فإذا
كانت شهور السنة جميما جافة يكون الإقليم صحراء
3شهر) غير جاف آي يزيد فيها التساقط على
قدر مياه التي يمكن آن يذهب بها البخر والتتح
التصحر
يكون الإقليم جافا إن عزم البخر والنتح في أغلب شهور السنة أكبر من قدر
التساقط (موارد الماء) 1
تعبز النسبة بين التساقظ وعزم البخر والنتح عن معدل الجفاف. واعتمد
برنامج الأمم المتحدة للبيئة )١( على قدر هذا المعدل في تصنيف أقإليم
العالم على نحو ما تبينه الجداول رقم ٠١١ و 21. وتبين الخريطة رقم ١
توزيع هذه المناطق في العالم.
عند الحديث عن التصحر تمنى تدهور الأراضي في الأقاليم الثلاثة
(الجاف وشبه الجاف وشبه الرطب الجاف) لأن فيها الأراضي (النظم
الأراضي بالفة الجفاف حيث الإنتاج الزراعي وارد شريطة توفر مصادر
للمياه (المياه الجوفية في الواحات أو مياه الأنهار في أحواض الأثهار) نجد
أن الأرض (حقول الزراعة المروية) إن تعرضت للتدهوز تكون ضمن ما
جدول رقم 1-1
التوزيع النسبي لدرجات الحفاف محسوية على أساس المعدل : المساقط / عزم البخر
المصدر يا
الخريطة رقم ١ تبين أن الأراضي الجافة بدرجاتها توجد في النطاقات
المدارية حول خطي عرض 30 في الشمال و30 في الجنوب. وهى نطاقات
ظاهرة تسب ارتفاع الحرارة وتقلل من سقوط المظر. وتوجد هذه النطاقات
الجفاف وجغرافيه المناطق الجاقة
ليل 2-1
مم | || | »ساسا سلسال
في أفريقيا: الصحراء الكبرى تحدها من الشمال تخوم البحر المتوسط
ذات الأحراش والفابات المتدهورة ومن الجنوب نطاق الساهل وما دوته من
مناظق الأحراش والفابات الجافة. وفي المناطق المدارية الجنوبية توجد
الأراضي الجافة في هضبة كالاهاري وصحاري تاميبيا والناطق القارية
من جنوب أفريقيا والجزء الجنوبي الغربي من جزيرة مدغشقر. هذه
جميما أراض معرضة للتصحر
ب - في آسيا :يمتد النطاق الجاف بدرجاته جميما من الشرق الأوسط
وشبه الجزيرة العربية عبر أزبكستان وكازاخستان وكيرخيزستان
ونطاقات كبيرة من إيران وأفغانستان. وصحاري شبه الجزيرة العربية الربع
الخالي ونجد والدهتاء والنفود من أكبر المناطق بالغة الجفاف.
ج - في أمريكا الجنوبية: توجد صحاري أتكاما في شيلي وتخومها من
الأراضي الجافة بدرجاتها في الأرجنتين وباراجواي وبوليفيا . وتوجد مناطق
في الشمال الشرقي للبرازيل تماني الجفاف.
د - في أمريكا الشمإلية: تمتد المناطق الجافة عبر الولايات الجنوبية
كية, والمناطق
ه - الأراضي الجافة تغطي الجزء الأكبر من الأقاليم القارية (الداخلية)
التصحر
التوزيع الجفرافي للمناطق الجافة يشير إلى عدد من العوامل الجفرافية
ذات الأثر على توزيع نطاقات الأراضي الجافة. هذه الموامل تتكامل أو
تتناقض, ولكن محصلة تفاعلها هي قدر التساقط ومن ثم درجة الجفاف.
أول هذه العوامل هو القرب من الكتل المائية؛ وهي مصدر البخار الذي
البخر أو المحيط زادت كمية المظر . مثال ذلك؛ المطر الستوي في مدينة
أثر باتجاء الرياح ومساحة الكتله المائية. ان كان اتجاه الريح من البحر
إلى البر حمل بخار الماء وحدث التساقط؛ آما اذا كان اتجاه الريح من البر
إلى البحر فلا تساقط. وإذا عبر الريح المحيط الواسع زاد ما يحمله من
فإن حمله من السحاب قليل وما يسببه من المطر شحيح. القاعدة العامة
هي أن النطاقات الساحلية أكثر مطراء وأن الأراضي القارية الداخلية أقل
سيادة التيارات البحرية الدافئة على نحو ما يكون عند شواطئ الغربية
لقارة أوروبا (تيار الخليج الدافئ) تزيد من كميات التساقط, أما سيادة
التيارات البحرية الباردة على نحو ما يكون عند الشواطع الغربية لجنوب
آفريقيا (قيار بتجويلا البارد) فإتها تثب المظر وتكون الصحاري الساحلية
في ناميبيا . وبمثل هذا تكون الصحاري والمناطق الجافة الساحلية عند
الشواطئ الغربية لقارة أمريكا الجنوبية (تيار بيرو البارد). ولو حدث أن
ت مياه المحيط صاعدة بالمياه الدافثة من الأعماق إلى السطح على
نحو ما يحدث في بعض السنوات على الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية
ا(اضزة الَو التي سوف تتحدث حهاا قي موضع لاح فإ الطر يوطل
في النطاقات الساحلية الجافة في أغلب الستوات.
كذلك تؤثر الجبال على قدر التساقط. ذلك لأن الجبال تكون باردة في
الجفاف وجغرافيه المناطق الجاقة
المناطق
الجبلية. وخاصة القريبة من الساحل مثل الجبل الأخضر وجبال ظفار
الرطوبة مطر التضاريس"""" تشاهد النمو النباتي المزدهر ف
الساحلية في سلطنة عمان؛ وجبال إليمن وعسير في شبه الجزيرة المربية
وجبال الأركويت في السودان. ومجموعة جبال علبه على الحدود الملصرية
الشودانية ليها . تفتل خلا لواقم بواسات جبليية؛ أو منا يطلق علي
جافة. هذا من أمر أوجه الجبال التي تستقبل الرياح المحملة بالرطوبة. أما
الأوجه المقابلة والمناطق الواقمة في كن الجبال فلا يصلها إلا النزر من هذا
التساقطة, بالريج نتصامى كتلة الهواد على ساتج الجيل قتبرد وإسقماسا
تتلة الهواء يرطع من درجة حرارقها ويزيد عن جَشَافها فللا ْمَل مما
تحمله من البخار القليل إلا الأقل. الجانب المكنون من جبال شبه الجزيرة
العربية التي آشرنا إليها جاف قليل النبت وجانبها المعصضف رطب وأخضر.
تفيد بعض المواقع القارية من ظاهرة الإعصار. الإعصار يتشا في
حلزوني (تدور حول موضع مركزي). حركة الإعصار تحدث الاضطراب في
جيز واسع قد يجذب إليّة كتلااسن اليواء العمل بالوطوية (بخار داء)
تتساقط مطرا . هذه الأمطار التي يحدثها الإعصار طارئة وتحدث بغير
انتظام موسمي أو مكاني . ولكنها كشأن المطر جميما «ومن آياته أنك ترى
الذي يآتيه الرعاة من مسافات بعيدة. يسير الرعاة بقطمانهم إلى مراعي
«الجزو» في شمال السودان مئات الكيلو مترات للإفادة من النبت الطارئٌ
الناشىء عن مطر الإعصار الطارئ الذي قد يحدث مرة كل عدد من السنين.
2- المناخ والمطر: مثال القارة الأفريقية
المنتصف. وتمتد نطاقات درجات الحرارة العالية على جانبيه؛ وتكون أشد
التصحر
درجات الجفاف في المناطق التي تكون فيها درجات الحرارة عإلية. وفصول
درجات الحرارة المتخفضة تكون في الأطراف الشمإلية للقارة (نطاقات
الجبال القريبة من الساحل في المغرب والجزائر وتونس) وفي أجزاء محدودة
المطر هو المامل المحدد للزراعة واستخدامات الأرض.
في أجزاء شاسمة من الصحاري الشمإلية. وتبلغ 4000 ملليمتر في مناطق
الغابات الاستوائية في غرب القارة (تخوم خليج غينيا) - ولكن المناخ الغالب
في ربوع القارة جاف في النطاقات المدارية التي أشرنا إليها من قب
والمتاخ شبه الرطب ببائد في بعض المناطق. أي أن السنة تشمل فصلا
جافا (التساقط أقل من عزم البخر والنتح). وقد يمتد الفصل الجاف
خريطه توزيع المطز الستوي في افريقيا ( الخريطة زقم 2) تظهر انتظاما
في تناقص المطر من النظاق الاستوائي الرطب حيث المطر الفنزير إلى
الأحزمة الشمالية حتى يبلغ أدنى معدلاته في الصحراء الأفريقية الكبرى
وتخومها. ثم يزيد في النطاق الساحلي للبحر المتوسط وخاصة في قطاعة
الغربي. كذلك يتناقص في المناطق الواقعة جنوب خط الأستواء وخاصة
غني الأجزاء الجنوبية الغربية أي مناطق صحاري كالاهاري وناميبيا هذا
الانتظام يتل باننظام انمامل الضغط الجوي (جِبهات التساص وَالحهَابعام
والرياح الساتية في تغتيغي الكرة الأرضية وتسرك حزام التضاضث بين
ومداه الجنوبي في اتجاه مدار الجدى (يناير). ولكن هذا الانتظام لا تخفى
اختلافات محلية تنشاً عن ظروف محلية تتصل بالأوضاع الطوبرغرافية
في المناطق الشرقية من جنوب القازة يجتمع آثر التضاريس (المرتفعات)
والنطاق الساحلي للمحيط الهتدي. واتجاء الرياح السائدة (من المحيط
الداطئ في الاتجاه الشمالي الغربى). تجتمع هذه العوامل فيكون المطر على
مدار الستة, ويكون نطاق الغابات في الأقاليم الساحلية من مورت