ولكن هذا الاستغراب سيزول عندما يطالع ما أورده
العلامة محب الدين الخطيب من نصوص شيعية تؤله الأئمة
الإثبى عشر بل إن هذه العقائد الشيعية فى تأليه الأئمة
عامة ومستمرة فى المصادر الشيعية التى لم يرد ذكرها فى
دراسة الشيخ محب الدين الخطيب وهى شائعة فى
المصادر الشيعية المعاصرة التى كتبت بعد وفاة الخطيب
فالشيخ محمد الوحيد الخراسانى (46 17 ه1877-7م)
يدرس علم الأصول لطلاب الحوزة العلمية- بمدينة قم- فيقول:
«إن الأثئمة هم فاعلون ما به الوجود؛ وإن الله مئه الوجود
أما السيد محمد الشيرازى (17/8 ه- 8٠197م)
«بتفويض الله للدبى وللأئمة من أهل البيت الولاية
التشريعية والولاية التكوينية؛ وذلك بمعني أن زمام العالم
بأيديهم, فلهم التصرف فيه إيجادا وإعداماء كما أن زمام
الإماتة بيد عزرائيل» وأنهم «الأئمة؛ الوسائط فى خلق
العالم والعلة الغائية له كما أنهم سبب لطف الله تعالى
وإفاضته على العالم؛ واستمرار قيام العالم بهم:(
(*) «مقتطفات ولاثية, ص+؟ - من محاضرة فى قم بتاريخ 17 شعبان سنة
(7) الشيرازى «من فقه الزهراء» ج-١ ص ١7 , ١١٠١ - نقلا عن كتاب
«عوالم العلوم ومستدركاتها» مجلد فاطمة ج١
مقرب ولانبى مرسل وبمورجب ما لديا من الروايات
والأحاديث فإن الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله والأئمة
-عليهم السلام كانوا قبل هذا العالم أنوارا » فجعلهم الله
بعرشه محدقين وقد ورد عنهم عليهم السلام - : إن لنا مع
الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبى مرسل:
كما يذكر الخمينى ما يقوله الشيعة عند زيارة مراقد
الأئمة فى «الزيارة الجامعة الشريفة»؛ إذ يخاطبون الأئمة
فيقولون لهم:
ثم يحكى عقيدة الشيعة فى «أن الإمام قائم على كل
نفس بما كسبت :(
ويقول : «إن للإمام درجة سامية وخلافة تكوينية تخضع
هيولى «مادة» عالم الإمكان مسخرة تحت يدى الولى
«الإمام» يقلبها كيف يشاء(١
كذلك يقول آية الله مرتضى مطهرى ١١8١ -
() الخمينى «الحكومة الإسلامية؛ ص ؟ه , #ه طبعة القاهرة
(8) الخمينى «مصباح الهداية إلى الولاية والخلافة» ص84
(4) «الحكومة الإسلامية» ص 719
3١ «مصباح الهداية إلى الولاية والخلافة ص )٠١(
وإن من بين اللقامات التى تذكر للإمام: تسلطه على
الضمائر ؛ أى القلوب)
أما السيد محمد تقى المدرسى ؛ فإنه يثبت لأئمة الشيعة
بامتداد هذا الوحى المتمثل فى الأئمة عليهم السلام وأن
قمته؛ وإلى ذروة امتداده المتمثلة فى الإمام الحجة المنتظر -
عجل الله تعالى فرجه)"
بل لقد زعم الشيعة لأئمتهم قدرات تفوق القدرة
الإلهية فدسبوا إلى الإمام زين العابدين أبو محمد على
«إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وإنما كان
عند آصف منها حرف واحدء فتكلم به فخسف بالأرض ما
الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ونحن «أى أئمة
الشيعة»؛ عندنا من الاسم الأعظم اثدان وسبعون حرفاء
وحرف واحد عند الله استأثر به فى علم الغيب عنده,١"")
فما عدد أئمة الشيعة من ولاية تكويدية على كل ذرات هذا
الوجود تفوق_بزعمهم_قدرات الله بنسبة 1/7 إلى ١ م
)١7( المدرسى «الإمام المهدى قدوة الصديقين» ص+
ولقد وصل الخمينى إلى حد اللامعقول (إن كان فيما
تقدم أثر للمعقول !) عندما اعترف:
«بأن الشيعة يعتقدون فى أئمتهم بما هو أعظم مما لا يخطر
على بال أحد وبما يبعث على تحير العقول فلم يقف أحد
على حقائقهم وأسرارهم عليهم السلام إلا أنفسهم ١:
أثمتهم سقنا عليها طرفا من النصوص التى تدعم ما جاء
بهذا الكتاب الذى كتبه العلامة محب الدين الخطيب
© ولا لم تجد الشيعة أثرًا لهذه العقائد التى تفوقت فى الغلو
السئة النبوية ذهبوا فزعموا تحريف الصحابة للقرآن الكريم
ورووا عن أئمتهم الأحاديث التى جعلت هذا التحريف عقيدة
من عقائدهم فدسبوا إلى الإمام الباقر- أبو جعفر محمد بن
«ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل
ابن أبى طالب عليه السلام والأئمة من بعده-عليهم
السلام وما يستطيع أحد أن يدعى أن عنده جميع القرآن
)١6( الخمينى «الأريعون حديثًا» ص488 طيعة مؤسسة الكتاب الإسلامى
تعريب محمد الغروى والنقل عن د أحمد الكاتب «السنة والشيعة»
ص79 1 طبعة القاهرة سنة 06٠٠م
)١٠( الكلينى «الاأصول من الكافى» ج١ ص+4؟7
كما نسبوا إلى الإمام جعفر الصادق ١6/-768( م
«إن القرآن الذى جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد
-صلى الله عليه وآلهسبعة عشر ألف آية» -أى أن ثلشى
القرآن قد أسقطه الصحابة! ! وهم يعتبرون أن الأحاديث
التى ذكروها فى تحريف القرآن «متواترة معنى؛("') ويؤكدون
أن الطعن فى هذه الأحاديث القائلة بتحريف القرآن «إنما يؤدى
إلى الطعن فى أخبار الشيعة كلها إذ الأصول واحدة وكذلك
الطرق والرواة والمشايخ والنقلة 09
ويذكر النورى الطبرسى ميرزا حسين ١7١( ه
77م - الذى ألف كتابا جعل عدوانه: «فصل الخطاب
فى إثبات تحريف كتاب رب الأرباب» يذكر:
التحريف فى القرآن من كل نوع(8)
© وحتى يخرج الشيعة أنفسهم من التناقض بين هذه
العقيدة فى تحريف القرآن؛ وبين تعاملهم مع المصحف الذى
المسلمون قالوا - بلسان الشيخ المفيد محمد النعمان
)١١( المجلسى محمد باقر - «مرآة العقول» ج7١ , ص50759 ١ 076 طبعة
دار الكتب الإسلامية - طهران
(11) يوسف البحرانى «الدرر النجفية» ص148 طبعة مؤسسة آل البيت
(10) النورى «فصل الخطاب فى إثبات تحريف كتاب رب الأرباب» ص7؟1
«إن الخبر قد صح عن أئمتنا -عليهم السلام-أنهم قد أمروا
بقراءة الدفتين «أى المصحف الحالى» وأن لا نتعداه إلى زيادة فيه ولأ
على ما أنزل الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين_ عليه السلام؟(19)
تلك إشارات مجرد إشارات إلى بعض عقائد الشيعة
الأمة فى العقائد الأصول
ذهبوا فحكموا على جمهور الصحابة بالكفر والردة
والدفاق والضلال الأمر الذى عزلهم عن الدين الذى
الفتوحات التى فتحوها وعن الحضارة التى بناها جمهور
وبسبب هذه العزلة عن كل هذا الذى صنعه الصحابة ومن
والاهي بل والحقد عليه سقط قطاع كبير من الشيعة فى
مستنقع الخيانة عندما تحالفوا مع الصليبيين ضد صلاح الدين
الإمبريالية الأمريكية والمسيحية الصهيونية والصهيونية
اليهودية على تدمير العراق وتفتيته سنة ١7 7م("
)١6( الشيخ المقيد «المسائل السرورية» ص84 84
ال١ - انظر كتابنا «حقائق وشبهات حول السنة والشيعة» ص49 )٠١(
طبعة القاهرة دار السلام سنة 14701 ه 1010م
وسور إل من عن سيت وعن شعار الوحدة
وهى من القضايا التى عرض لها هذا الكتاب الذى نقدم بين
يديه باعتبارها وهمًا من الأوهام التى يروج لها الشيعة
لخداع الجهلاء والبلهاء!
إن وحدة الأمة الإسلامية فريضة دينية وضرورة
حياتية لكن الشيعة الذين يدعون نفرا من أهل السئة
إلى مؤتمرات الوحدة قد أخرجوا جميع أهل السنة منذ
عصر الخلافة الراشدة وإلى يوم القيامة من أمة الإسلام
ودين الإسلام !! فهل هداك مع هذه العقيدة الشيعية
المعلدة مصداقية لدعوة الوحدة أو التقريب؟!
بل إن زعماء الشيعة يعلنون أن مقاصدهم من وراء
الدعوة إلى الورحدة والتقريب إنما هى إخراج الشيعة من
عزلتها كى تبشر بمذهبها - أو دينها فى الأوساط السئية؛
لتحويل المجتمعات السنية الموحدة مذهبيا إلى مجتمعات
طائفية سهلة الاختراق!
٠ - 1400م ) وهو تلميذ نجيب للخمينى الذى
رفع شعار الوحدة الإسلامية وتلميذ لآية الله بروجردى
(747 1785-1 ه86١ - 151م) الذى عمل على
دعوة التقريب بين الشيعة والسئة بمصر فى أربعينيات
القرن العشرين وتولى الإنفاق على أنشطة هذه الدعوة -
إننا لا نعتبر نحن الشيعة أن أصغر حكم -_ حتى
الممستحب والمكروه - يمكن أن يُضْحَى به من أجل الوحدة
وإن ما نتوقعه ونأمله : هو خلق أجواء التفاهم الإيجابية التى
والكلام والفلسفة والآداب الخاصة بنا أن نعرض على
أسواق العالم مغلقة فى وجه المعارف الموجودة لدينا ,(
تلك هى حقيقة الدعوة الشيعية إلى الوحدة وإلى
التقريب وعلى المخدوعين من الجهلاء والبلهاء وأيضًا
العملاء أن يسألوا أنفسهم:
هل هناك مصداقية لأية دعوة للوحدة أو التقريب بعد هذه
الحقائق التى قدمنا طرفا منها عن تكفير الشيعة لأهل
إننا أمام حقائق صلبة وعنيدة سقنا طرفا مها لإيقاظ
الغافلين ولتحصين الجسد الإسلامى فى المجتمعات السنية
- ضد تمدد هذا السرطان الذى يريد تفتيت هذه المجتمعات
1١7ص آية الله مطهرى (نقدالفكر الدينى عند الشهيد مطهرى) )1١(
طبعة المعهد العالمى للفكر الإسلامى واشنطن ١١
شديدا الأمر الذى لوتم - لا قدر الله - سيقطع الطريق
موحدة لا يمكن القيام بتكاليف النهوض
إن تفتيت وحدة المجتمعات السنية - الذى تسعى إليه
الشيعة - هو الذى يحقق كل مقاصد أعداء الإسلام
لندع القارىء مع هذه الدراسة العلمية الموضوعية الموثقة
التى تفيض بالغيرة والإخلاص والتى كتبها العلامة
المجاهد الشيخ محب الدين الخطيب
سائلين المولى - عز وجل - أن ينفع بها وأن يتغمد
وأكرم مجيب
ه١ 677 رمضان سئة ١٠
١أغسطس سنة 1017م
دكتور/ محمد عمارة
عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
ورئيس تحرير مجلة «الأزهر»