255 الموسوعة الكونية الكبرى/ آيات الله في النوم والرؤى والأحلام ورؤيا الاستخارة 7
رأى غير ذلك مما بكره فإنما هي من الشيطان؛ فليستعذ من شرهاء ولا
يذكرها لأحد فإنها لن تضره»
ومن فهم القرآن فإنه يعبر به الرؤيا أحسن تعبير؛ وأصول التعبير
والطفل الرضيع يعبّر بالعدو لقوله تعالى : « لفكت ءال وري ليحن
والرماد بالعمل الباطل لقوله تعالى : #حَثَنُ اريك كدر برَتِهِرٌ أعْسَثْهُرَ
فإن الرؤيا أمثال مضروبة ليستدل الرائي بما ضرب له من المثل على
علم الرؤى وآدابها :
الجواب: هذا علم لطيف؛ أعرض عنه الكثير من الناس في غمرة
الهجمة المادية التي تشهدها الحياة المعاصرة بجميع شؤونها حتى ظنه بعضهم
ضرباً من الوهم أو نوعاً من أنواع الدجلء وما كان علم تعبير الرؤيا كذلك
وما ينبغي له أن يكون بعد أن حدثنا عنه القرآن مراراً» وتعددت أحاديث
رسول الله في التي تتناوله تكراراً
يقول الدكتور عبد الستار أبو غدة: إن علم الرؤيا والتعبير أحد العلوم
)١( خطورة التساهل في تأويل الأحلام؛ الغيبيات» لجنة تحرير الفتوى بالموقع؛ موقع
إسلام أو تن لاين : أعهعمتله مسملقا بير
ني الموسوعة الكونية الكبرى/ آيات الله في النوم والرؤى والأحلام ورؤيا الاستخارة 256
التي عني بها في الإسلام بعدما تطرق إليها القرآن الكريم أكثر من مرة؛ في
أحكامها السنة النبوية واهتم بها العلماء في أكثر من مجال»ء تعريف علم
التعبير الرؤيا: وقد ورد تعريفه في (كشف الظنون) لحاجي خليفة فقال: هو
علم يتعرف منه الاستدلال من المتخيلات الحلمية على ما شاهدته النفس
حال النوم من عالم الغيب» فخيلته القوة المتخلية مثالا يدل عليه في عالم
الشهادة وهذا التعريف هو أحد التعاريف العديدة التي ذكرها العلماء بهذا
وإشارة؛ ومسمى لطيفاً يحتاج إلى معبر يجيد في التعبير» ليكشف ما ترمز
أمثلة قرآنية في تعبير الرؤيا: ولايجهل أحد في هذا المجال قول الله
وقد جاء الملك تفسير تلك الرؤيا في قول يوسف الصديق عليه
وهذه الآيات هي واحدة مما ذكره الله سبحانه عن يوسف عليه السلام
في مجال هذا العلم كالرؤيا التي افتتح بها سورة يوسف»؛ حين رأى أحد عشر
الآخر: إنه رأى فوق رأسه خيزاً تأكل الطير متة 0
كما لا يجهل أحد أن علم تعبير الرؤيا فضل من الله ومنة؛ يهبه لمن
والرؤيا الصادقة: قال الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه (تعطير الأنام
257 الموسوعة الكونية الكبرى/ آبات الله في النوم والرؤى والأحلام ورؤيا الاستخارة و
في تعبير المنام): وكان الأنبياء صلى الله وسلم عليهم يعدونها من الوحي
إليهم في شرائع الأحكام وقد ذحبيت النيؤة ونقيت المبشرات: الرؤيا
الصالحة يراها الرجل أو ترى له في المنام؛ على حسب ما ورد في الحديث
جاءت مثل فلق الصبح حقيقة واضحة
بل أكثر من هذا كان النبي كَل إذا انفتل من صلاة الغداة يقول
عليه السلام بما وقع من ذلك مما فيه ظهور الدين وإعزازه
الأحلام
يقول ابن خلدون في مقدمته: لكن إن كانت تلك الصور متنزلة من
الروح العقلي المدرك فهي رؤياء وإن كانت مأخوذة من الصور التي في
الحافظة التي كان الخيال أودعها إياها منذ اليقظة فهي أضغاث أحلام
علامات وآداب:
وحتى لا تختلط أضغاث الأحلام بالرؤيا الصادقة ذكر العلماء علامات
للرؤيا الصادقة تعرف بها وتدل عليها
وقالوا: إن علامات الرؤيا الصادقة سرعة انتباه الرائي عندما يدرك
ومن علامات ثبوت ذلك الإدراك ودوامه بانطباع تلك الرؤيا بتفصيلها
للرؤيا المكروهة التي تسوء المؤمن
فمن آداب الرؤيا الصالحة: أن يحمد الله تعالى عليهاء وأن يتفاءل بها
258 الموسوعة الكونية الكبرى/ آيات الله في النوم والرؤى والأحلام ورؤيا الاستخارة ٠١
يذكرها لأحد
وقد ورد عن النبي حي في شأن الرؤيا وأقسامها وآدابها أحاديث كثيرة
لعل من أجمعها قوله: «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب؛
وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً؛ ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءاً
من النبوة؛ والرؤيا ثلاثة: فرؤيا صالحة بشرى من اللّه؛ ورؤيا تحزين من
الشيطان ورؤيا مما يحدث المرء نفسة» فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم
قال ابن خلدون: ثم إن علم التعبير علم بقوانين كلية يبنى عليها المعبر
والأمر الفادح فيحفظ المعبر هذه القوانين الكلية؛ ويعبر في كل موضع بما
تقتضيه القرائن التي تعين من هذه القوانين ما هو أليق بالرؤيا
معبرو الرؤى وصفاتهم :
محمد بن سيرين فيه من أشهر العلماء وكتبت عنه في ذلك قوانين» وتناقلها
وفعلاً فقد أثر عن ابن سيرين رحمه اللَّه إمام هذا العلم وعلمه
الشيء الكثير من تعبير المنام
نفسي أزذن؛ فقال له ابن سيرين: تحج هذا العام إن شاء الله وقبل أن
ينفض المجلس دخل عليه رجل آخر فقال له: إني رأيت نفسي في المنام
259 الموسوعة الكونية الكبرى/ آبات الله في النوم والرؤى والأحلام ورؤيا الاستخارة 1:4
ولما تكلم الشيخ النابلسي عن المعبر وصفته قال: ويبغي للمعبر إذا
وشر لأعداثتاء الحمد لله رب العالمين» اقصص رؤياك» وأن يكتم على
الناس عوراتهم؛ ويسمع السؤال بأجمعه؛ ويميز بين الشريف والوضيع؛
ويتمهل ولا يعجل في رد الجواب» ولا يعبر الرؤيا حتى يعرف لمن هيء
ويميز كل جنس وما يليق به
تعالى وحديث النبي كَةِ ولغة العرب وأمثالها؛ وما يجري على ألسنة الناس
ولا يعبر الرؤيا في وقت الاضطرارء وهي ثلاثة: طلوع الشمس
وغروبهاء وعند الزوال إلى آخر ما قال رحمه اللّه
ونلفت الأنظار إلى أن الاهتمام بالرؤيا أصبح اليوم جزءاً من علم النفس
على النسق الغربي؛ مما فتح المجال أمام آراء غريبة كل الغرابة عن طبيعة
كتب علم الرؤيا: وأشهر الكتب في هذا المجال (تعطير الأنام في تعبير
المنام) للشيخ عبد الغني النابلسي» وله أيضاً أرجوزة (العبير في التعبير)
وكتاب (التعبيز المتيف والتأويل الشريف) لمحمد بن قطب الدين الرومي
الأزنيقى ؛» و(تعبير ابن المقري) وكتاب (ابن أبي طالب القيرواني الممتع)
وكتاب (التعبير) لأبي سعيد الواعظ» وكتاب (الإشارات في علم العبارات)
لخليل بن شاهين الظاهري"''
الفرق بين الرؤيا والحلم :
السؤال: ما الفرق بين الرؤيا والحلم؟
الجواب: الرؤى والأحلام ظاهرة موجودة منذ وجود الإنسان؛ ومن
/ نقلا عن كتاب التعريف ببعض علوم الإسلام الحنيف إعداد موقع )١(
لجنة تحرير الفتوى بالموقع؛ موقع إسلام أون لاين أعدعمتلد مصتماكاً تحبر
31 الموسوعة الكونية الكبرى/ آيات الله في النوم والرؤى والأحلام ورؤيا الاستخارة 26
لهذا كانت دعوة القرآن من أول يوم من نزوله إلى التأمل فيه» وإدراك
القرآن الكريم قواعد وحقائق عنه حتى لا يزل الإنسان ولا يتيه
فمن كتاب الله المنظور» ينتقل العاقل المتأمل الرشيد إلى كتاب
الله المسطور ليوقن بصدق الوحي» فيسمو بروحه وفكره إلى درجة
خاصة» والنظر فيها بحقائق العلم» ويقينيات المعرفة المعاصرة ستكشف
عن صدق هذا الكتاب العزيز وأنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا
وغشيت بعض العقول» كيف لا؟ واللّه تعالى قد أخذ العهد على نفسه أنه
وإنك بعملك هذا الذي قدمته أيها الأخ الباحث ماهر أحمد الصوفي في
الموسوعة الكونية الكبرى من ضمٌ الآيات ذات الموضوع الواحدء والعطف
وعملك هذا يأتي في السياق القرآني في الجمع بين الآيات المسطورة
والمنظورة» وتثير بذلك وجهاً من وجوه الإعجاز القرآني المستمر الدائم؛
المتنامي المتعاظم+ وتثبت كذلك أنه لا يوجد في القرآن الكريم على كثرة
الدراسات وتنوعها في الكون والحياة - خطأء أو تناقض» أو قصور
118 الموسوعة الكونية الكبرى/ آبات الله في النوم والرؤى والأحلام ورؤيا الاستخارة 200
أشهرها ما حكاه القرآن الكريم من رؤيا إبراهيم عليه السلام أن يذبح ولده
إسماعيل» ورؤيا يوسف لسجود الكواكب له ورؤيا فرعون البقر والسنابل»
والناس مختلفون في هذه الظاهرة كيف تحدث؟ فقال الماديون من قدامى
الفلاسفة ومن بعض المعاصرين : إنها من الطبائع الأربعة الموجودة في الإنسان؛ فإن
والأمواج وإن غلبت عليه «الدم» رأى الشراب والرياحين والمزامير
يقول النابلسي صاحب كتاب (تعطير الأنام في تعبير المنام): هذا الذي
قالوه نوع من أنواع الرؤى وليست محصورة فيهاء فهناك ما يكون من حديث
ويقول النووي في شرحه لصحيح مسلم فج 16 ص 0٠١ عند حديث
«الرؤيا من الله والحلم من الشيطان» : إن الحلم بضم الحاء وسكون اللام
فعله الماضي حلم بفتح اللام والرؤيا مقصورة مهموزة ويجوز ترك
همزهاء ونقل عن الإمام المازري مذهب أهل السنة في حقيقتهاء وهو أن الله
وتعالى يفعل ما يشاء لا يمنعه نوم ولا يقظة؛ فإذا خلق هذه الاعتقادات فكأنه
جعلها علماً علامة على أمور أخر يخلقها في ثاني الحال أي في وقت
آخر لاحق أو كان قد خلقهاء فإذا خلق في قلب النائم الطيران وليس بطائر»
فأكثر ما فيه أنه اعتقد أمراً على خلاف ما هوء فيكون ذلك الاعتقاد علماً -
ما يسر بغير حضرة الشيطان حضوره ويخلق ما هو علم على ما يضر
بحضرة الشيطان فينسب إلى الشيطان مجازاً لحضوره عندهاء وإن كان لا فعل
والحلم من الشيطان «لا على أن الشيطان يفعل شيئاً؛ فالرؤيا اسم
للمحبوب أضيف إلى الله إضافة تشريف»؛ بخلاف المكروهة» وإن كانت
جميعاً من خلق اللّه تعالى وتدبيره وبإرادته ولا فعل للشيطان فيهماء + لكنه
يحضر المكروهة ويرتضيها ويسر بها» اه
201 الموسوعة الكونية الكبرى/ آيات الله في النوم والرؤى والأحلام ورؤيا الاستخارة 51
ويقول النابلسي: يقول بعضهم: الرؤيا ثلاثة: بشرى من الله تعالى؛
وهي الرؤيا الصالحة» ورؤيا تحزين من الشيطان» ورؤيا مما يحدث المرء به
سه فرؤيا تحزين الشيطان هي الباطلة التي لا اعتبار لها وفي الحديث
الصحيح - رواه مسلم - أن رجلا قال للنبي كَيٍ: «رأيت رأسي قطع وأنا أتبعه
- أي أجري وراءه - قال : «لا تتحدث بتلاعب الشيطان بك في المنام» وأما
الرؤيا التي هي من همة النفس فمثل أن يرى الإنسان نفسه مع من يحب قلبه؛
ثم ذكر النابلسي الأقسام السبعة للرؤيا الباطلة؛ وهي حديث النفس
والهم؛ والتمنيء والحلم الذي يوجب الغسل؛ وما يكون من تخويف
وتكدرت؛ ورؤيا الوجع والألم لشيء مضى
وكلام النابلسي يلتقي مع من يفسرون ظاهر الرؤيا في هذه الأيام بأنها
رغبات مكبوتة تطفو على السطح عند نوم الإنسان» وما يتأثر به جسمه وتتطلبه
ثم يذكر النابلسي الأقسام الخمسة للرؤيا الحتىق وهي رؤيا الأنبياء وهي
يزجرك بها
الأمثال الحكيمة لكل شيء من الأشياء مثلاً معلوماً
- الرؤيا المرموزة وهي من الأرواح كأن يرى الإنسان في نومه ملكاً من
الملائكة فيخبره بخبر لا يدل بالصراحة بل بالرمز
97 الموسوعة الكونية الكبرى/ آيات الله في النوم والرؤى والأحلام ورؤيا الاستخارة 262
موضع كشف العورات ولا تدخله الملائكة؛ كما أن الشيطان لا يدخل المسجد
وتحدث النابلسي عن العملية التي تتم بها الرؤيا والأحلام بعد ما
ذكرنا من كلام المازرى الذي نقله البووي - يقول المعبزوة للرؤيا من
المسلمين: الرؤيا يراها الإنسان بالروح ويفهمها بالعقل» ومستقر الروح
نقطات دم في وسط القلب؛ ومستقر القلب في رسوم الدماغ والروح» معلق
غطاها السحاب وانكشف عنهاء فإذا عادت الحواس باستيقاظها إلى أفعالها
ذكر الروح ما أراه الملك وخيل له
حقيقة الموضوع إلا الله سبحانه؛ فهو من عالم الغيب وأحوال النفوس
والأرواح وعلاقتها بالعقل الواعي والباطن» من الأمور التي كثرت فيها
الاجتهادات» ولا يضرنا ذلك ما دمنا نعلم أن الرؤى والأحلام حقيقة واقعة
التفوس والأرواح أثناء النوم وعلاقتها بالعقل الواعي والباطن وهذه كلها من الأمور التي كثرت فيها الاجتهادات