العلماء من بعده؛ وردُوا عليه تضعيفه للحديث من أجلها؛ مثل المحقق ابن القيم في
«تهذيب السنن» (ه / 770 -177) والحافظ ابن حجر في «الفتح»؛ وغيرهماء وقد
فصلت القول في ذلك في جزء عندي في الرد على رسالة ابن حزم المشار إليها؛ يسر
الله تبييضه ونشره
ولبعضه شواهد ؛ فانظر الحديث الذي قبله
وابن حزم رحمه الله مع علمه وفضله وعقله؛ فهو ليس طويل الباع في
العلامة محمد بن عبدالهادي تلميذ ابن تيمية - على أن يقول في ترجمته في
«مختصر طبقات علماء الحديث» (ص 401):
«وهو كثير الوهم في الكلام على تصحيح الحديث وتضعيفه» وعلى أحوال
قلت: فينبغي أن لا يؤخذ كلامه على الأحاديث إلا بعد التثبت من صحته وعدم
السلف فيه ؛ فقد قال ابن عبدالهادي بعد أن وصفه بقوة الذكاء وكثرة الاطلاع :
«ولكن تبيّن لي منه أنه جهميٌّ جلد لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا
القليل؛ كالخالق والحق؛ وسائر الأسماء عنده لا يدل على معنى أصلا؛ كالرحيم
والعليم والقدير ونحوهاء بل العلم عنده هو القدرة والقدرة هي العلم؛ وهما عين
السفسطة والمكابرة» وقد كان ابن حزم قد اشتغل في المنطق والفلسفة» وأمعن في
غريب الحديث:
(المعازف): جمع معزفة؛ وهي آلات الملاهي ؛ كما في «الفتح»
(عَلَم): هو الجبل العالي
لها من حافظ
(تروح) ؛ أي : ترجع بالعشي إلى مألفها
«يأتيهم طالب حاجة»
فقه الأحاديث:
يستفاد من الأحاديث المتقدمة فوائد هامة نذكر بعضها:
أولاً: تحريم الخمر؛ ولهذا أمر مجمع عليه بين المسلمين والحمد لله؛ غير أن
طائفة منهم وفيهم بعض المتبوعين خصّوا التحريم بما كان من عصير العنب
من الذرة؛ فذلك كله حلال عندهم إلا المقدار الذي يسكر منه؛ وأما القليل منه؛
فحلال! بخلاف خمر العنب؛ فقليله ككثيره في التحريم
وهذا التفريق مع مصادمته للنصوص القاطعة في تحريم كل مسكر؛ كقول عمر
أخرجه أحمد (7 / )17١ وسنده حسن
الطريق الثالث : عن الحسن عن عبدالله بن عمرو قال : قال لي رسول الله جلةٍ:
ذلك؟ قال : إذا مرجت عهودهم وأماناتهم » الحديث مثله
أخرجه أحمد (7 / 167) ورجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أن الحسن
ومما يلاحظ أن هذه الطرق الثلاث ليس فيها الزيادة التي في الطريق التي قبل
الذي تفرّد بها وهو هلال بن خباب فيه كلام كما سبق ؛ فلا يحتج به إذا خالف
الثقات ؛ لكنها ثبتت بأحاديث أخرى ؛ فانظر هذه السلسلة رمعم وه )١٠7
نعم ؛ قد جاءت هذه الزيادة في حديث أبي ثعلبة الخشني نحو هذا لكن لآ
أخرجه الدولابي في «الكنى» (7 / )٠8 وابن حبان في «صحيحه» (1844)
وأبو عمرو الداني في «السنن الواردة في الفتن» (ق 6 / 1)؛ وابن السماك في «الأول
من الرابع من حديثه» )٠١78( من طريقين عن العلاء بن عبدالرحمُن عن أبيه عن أبي
هريرة قال : قال رسول الله كي : (فذكره)
قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم
وعلّقه البخاري في «صحيحه» ١( / 94/8) من طريق عاصم بن محمد عن
أخيه واقد وهو ابن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب عن أبيه قال:
ووصله إبراهيم الحربي في «غريب الحديث»؛ وحنبل بن إسحاق في «كتاب
الفتن»» وأبو يعلى (ق 767 / 1) من هذا الوجه عن ابن عمر به مثل حديث أبي
هريرة سواء؛ كما في «الفتح» (©13 / 77)؛ فهو شاهد قوي لحديث أبي هريرة
وله شاهد آخر من حديث سهل بن سعد الساعدي قال : قال رسول الله كَيةٍ يوماً
لعبدالله بن عمرو بن العاص : (فذكره)
أخرجه ابن أبي الدنيا في «الأمر بالمعروف» (ق 85 / »)١ وابن شاهين في
وأحد الإسنادين عن أبي حازم عند ابن شاهين حسن
تغيرة َي للأسماء النبيخة
أخرجه الترمذي (3 / 177)» وابن عدي (748 / 1) عن أبي بكر بن نافع
البصري : حدثنا عمر بن علي المقدمي عن هشام بن عروة عن أبيه؛ قال مرة: عن
عائشة ثم أوقفه: أن رسول الله كئةِ الحديث
ولكنه لم يتفرد به كما يأتي ؛ وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين ؛ غير أبي بكر
ابن نافع ؛ واسمه محمد بن أحمد ؛ فمن أفراد مسلم
وممن تابع المقدمي محمد بن عبدالرحمُن الطفاوي عن هشام بن عروة به
الحديث إن شاء الله تعالى
وقد تابعه شريك بن عبدالله القاضي أيضاً بلفظ :
لها: غعفرة فسماها: خضرة)
أخرجه الطبراني في «المعجم الصغير» (ص )٠٠ من طريق إسحاق بن يوسف
قد يتبادر لبعض الأذهانف والدليل الحديث الآتي :
أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من الأنصار أن أنساً الأنصاري أخبر عطاء:
عن ذلك؟ فقال النبي بل : إن رسول الله يفعل ذلك فأخبرته امرأته فقال: إن
قلت: وهذا سند صحيح مصل
من ادب المجلس
ٌ رج * ل م دا ددري تن اداه ا
و/ا١٠ -8١٠)»؛ وابنه عبد الله في «زوائده» (# / 48) وابن حبان (ه8 148 موارد)
عن شريك عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: (فذكره) وقال الترمذي :
«حديث حسن صحيح غريب؛ وقد رواه زهير عن سماك أيضا»
ثم وجدت له شاهداً من حديث علي رضي الله عنه في «طبقات ابن سعده ١(
السلسلة
وفى الحديث تنبيه على أدب من آداب المجالس في عهد النبي كه طالما
ولا يترتب أن يقوم له بعض أهل المجلس من مجلسه؛ كما يفعل بعض المتكبرين من
الرؤساء والمتعجرفين من المتمشيخين ؛ فإن هذا منهيّ عنه صراحة في قوله كي :
أخرجه مسلم (لا / ١٠)؛ وزاد في رواية:
«وكان ابن عمر إذا قام له رجل من مجلسه؛ لم يجلس فيه»
وأحمد 1١( / 81) من طريق يحبى الجزار عن ابن أخي زينب امرأة عبدالله عن زينب
قلت : وسقط ذكره من كتاب «زوائد ابن حبان»؛ وكذا من «ترتييه» (ل7١ / )37٠١
(فائدة): في هذا الحديث تنبيه ظاهر إلى أن عادة النساء الفاسقات لبس ما
يلفت الأنظار إليهن» ومن ذلك ما شاع بينهن من انتعال النعال العالية الكعاب؛
وبخاصة منها التي تنعل من أسفلها بالحديد؛ ليشتدٌ ظهور صوتها عند المشي ؛ ولعل
ذلك والله المستعان
أخرجه أبو داود (11179): حدثا أبو صالح محبوب بن موسى : أخبرنا أبو
إسحاق الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني عن ابن سعد قال غير أبي صالح : عن
الحسن بن سعد عن عبدالرحمن بن عبدالله عن أبيه قال:
قلت: وهذا إسناد صحيح 6 رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ؛ غير محبوب
ابن موسى + وهو ثقة
عندنا؛ كما سبق بيانه عند الحديث )1١97(
وقد تابعه المسعودي عن الحسن بن سعد به ؛ دون قصة النمل
أخرجه أحمد ١( / 4 40)
دام
وفي رواية له عن المسعودي عن القاسم والحسن بن سعد به
وقد سبق ذكر الحديث برقم (18) من أجل فقرة أخرى, وقدر إعادته هنا لشيء
«لا تعذّبوا بعذاب الله عز وجلٌ»
أخرجه أحمد ١( / 14 - 170): ثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة عن ابن
عباس قال: قال رسول الله كَكيةٍ: «(فذكره)
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري ؛ وقد أخرجه في «صحيحه» (4
/ 74 والترمذي ١( / 176)؛ والنسائي (9 / 170)؛ وأحمد أيضاً ١7 / ١(
عكرمة :
رسول الله 88: لا تعذّبوا بعذاب الله فبلغ ذلك علا فقال: صدق ابن عباس»
«حديث حسن صحيح» وليس عند البخاري «فبلغ علياً »» ولفظه:
الله ولقتلتهم 2
وفي رواية لأحمد وهي رواية للدارقطني - وقال: «ابت صحيح » -:
ولا منافاة بين الروايتين؛ فإن «ويح» كلمة ترحُم وتوجع ؛ وقد تقال بمعنى المدح
ألم