إذا كان لكل تاريخ محور» تدور حوله الوقائع وترتبط به الأحداث وتتحرك به
أمة ما في فترة ماء لتسير به ومعه نحو تحقيق ذاتها وتأكيد شخصيتها الوطنية المستقلة في
المصرية ضد الاحتلال الفرنسي )١85 - ١78( وضد الغزو الاتكليزي
180 وضد فساد نظام الحكم والإدارة العثماني الموارث عن الماليك؛ ونشوء
بوادر الحركة الوطنية المصرية منبعثة من وسط حطام القوى التقليدية القديمة آخذة في
ترتبط به أحداث التاريخ المصري الحديث والمعاصرء لأنها الحلقة التي ربطت ما بين
وقائع الماخضي وأحداث الحاضر فمكنت مصر من صنع المستقبل في سنة 1467
هذا ولقد مر غمو الحركة الوطنية المصرية ما بين (/174 -/18*17) في مرحلتين
تكمل بعضها بعضاً في أحداثهما وفي منطق النضال الوطتي:
مرحلة المقاومة الشعبية للإحتلال الفرنسي (فلا١ -1851)ء
- مرحلة نمو الزعامات الوطنية في المدن وخاصة القاهرة ( +18 -/أن18١)ء
«حركتهاه المتكاملة في أوائل القرن العشرين؟ وبقرا ة أوضح كيف ساهمت هاتان
الحركتان في صنع التاريخ المصري الحديث وفي بلورة الفكرة -العربية؟ .
هذا الإطار حاولت قدر المستطاع أن أحصر كلامي وتحليلي وتفسيري واستتشاجي
للوقائم والأحداث» يهدف وضع المقاومة الصرية في مكائها الصحيح من حيث الزمان
والمكان» دون تحميلها تفسيرات من حاضرنا الراهن بل تفسيرها بروح العصر الذي
الأساس في البناء المتكامل للحركة الوطنية المصرية» ولأن الأساس داشياً لا يظهر
عبد الرحمن الجبرتي «عجائب الآثار في التراجم والأخباره؛ وكتاب المعلم نقولا الترك
«ذكر تملك جهور القرنساوية الأقطار العربية واليلاد الشامية» .
عري زمن محمد علي وحتى نهاية القرن التاسع عشرء قد أرخ للمقاومة المصرية
من حيث احدائها في سنة 1811 أي بعد عشرة أعوام من خروج الفرنسيين وثلاثة
عشر من دخوطمء فكان لا بد من وقوعه في بعض الأخطاء . وهذا طبيعي لأن الجدي
في غير أحداث القاهرة حيث عاش» لم يكن يكتب التاريخ بأسلوب موضوعي وأا
كان يسجل الاحداث والروايات المنقولة والمخواردة. خاصة تلك التي وقعت في
الوجهين القبلي والبحري زمن الاحتلال الفرنسي» أي أن كتابته عن أحداث مصر
يدون القاهرة» كانت أشبه ما تكون باليوميات التاريخية إن لم تكن كذلك؛ وهو
معذور في ذلك فهذا هو شأن مذكرات التأريخ المحلي «غير المقارن» .
أما بالنسبة لكتابته أحداث القاهرة» فقد كانت أقرب إلى الموضوعية والإتزان
من الأولى» وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار «وعجائب الآثار» إلى حد كبير تارمجاً
للقاهرة أكثر مما هو تاريخ لمصر كلها .
أما المعلم نقولا الترك فقد أرسله الأمير بشير الشهابي الثاني إلى مصر لإيقافه على
حوادثها إبان الاحتلال الفرنسي. وليس في مقدمة كتايه «ذكر تملك جهور
للحضور الى مصر ولا متى رحل عنها. والجائز أنه لم يحضر الآيام الاولى من الإحتلال
القرنسي سنة 11/48 و يقافر مضر مع زجال البملة الفرتسينة سن ٠ ١ بل ظل
الكتاب جدير بالثقة في مواضع كثيرة؛ وخاصة في الحوادث والمسائل التي كانت في
كما استعنت بالمصادر الأجنبية وأهمها كتاب ربيو 18157788170 «الشاريخ
العلمي والعسكري للحملة الفرنسية على مصر»» وكتاب آدر 8101588 «تارييخ الحملة
عل مصر والشام». وكتاب مانجن 3482461338 «تاريخ مصر زمن حكم محمد
معالجة بعض رواياته بحثاً وغربلة ومقار وبين صادة المصادر الأجنبية» التي مع
كثرتها فيا يختص بالحملة الفرنسية نضح بالتحريف وعدم التقرير الحقيقي ل
بدفاعها عن الإحتلال الأجنبي ودور محمد علي منهاء
وكذلك استعنت بالمراجع العربية والأجنبية لتوضيح بعض الأفكار والمقا؛
ولا بد من الإشارة هنا بأنه مع كثرة المراجع العربية والأجنبية التي نقلت عن
الأصول العربية والل حد ما الأجنبية بالنسبة لدور المقاومة المصرية؛ فإن مجمل حديثها
المآخذ ومنها أنني لم أتعرض للتطورات الإجتماعية والإقتصادية في مصر ما بين
١74( 18517 لأنها لا تدخل في صميم الموضوع المتعلق في الإشارة الى دور
المقاومة المصرية في التصدي للاحتلال الأجنبي للبلاد. وكذلك لم أتعرض الى الحديث
عن نظام الحكم والإدارة والحياة الاجتباعية والاقتصادية في مصر ما سين
»)١748- 1517 إلا بإشارات خاطفة كي لا أضيع في أمواج هذه الأبحاث التي ما
زالت تحتاج إلى الكثير من التفسيرات» ولكي لا يفلت الإطار الآساسي للبحث من
بين يدي .
ومع هذه المآخذ كلها حاولت قدر استطاعتي أن أحافظ على الإطار العام
الأسامي لموضوع البحث» في التنسيق بين فصوله مادة وخطة بروح أردتها أن تكرن
علمية وموضوعية تقترب من الحقيقة؛ لأن الحقيقة أجل واعظم وأسمى من كل
التحليل والتفي:.
ن عصام محمد شبارو
العرب من الشعوب السامية؛ نسبة الى سام بن نوح» ومنهم من انقرض مثل
فالقحطانيون هم ينو يعرب بن قحطان الذي يقال إنه أول من تكلم بالعربية» واتخذ
بلاد اليمن مسكناً. أما العدنانيون فينسبون إلى اسياعيل بن ابراهيم عليها السلام.
وكان ابراهيم قد أنزل ولده اسياعيل مع أمه هاجر بمكة» حيث بنى الكعية المكرمة".
مسكنيم وخروجهم كان بلا جدال من شبه الجزيرة العربية» وقبل ظهور المسيحية
والإسلام. وأقدم الدلائل الأشرية على وجود العروبة سبق المسيحية تسعة قرونء
وسبق الإسلام خمسة عشر قرناً». فالعرب سكتوا سوريا وفلسطين والعراق وكانت
لحم دولة الغساسئة ودولة المناذرة ودولة النبط . والسيد المسيح عليه السلام عاش بين
القبائل العربية في الناصرة"؛ وكانت جوع الفلاحين العرب تحتشد حوله في شال
فلسطين فيا كان اليهود معرضين عنه» وهكذا نشأت المسيحية في كنف العروية التي
استضافتها ورعتها وساعدت في انتشارها حتى ان أول امبراطور روماني اعتنق المسيحية
هو فيلييوس الصربي وفي عهده (784 -144م) كان أسقف القدس عرياً أيضاًء
وتعاظمت مملكة تدمر العربية“.
+ ثورة العرب ضد الأترااق من 4ف )١(
() فكتور سحاب: العرب وتاريخ المسألة المسيحية ص 0166 156
(©) جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام ج ١ عن 206
(9) امرجم نقسه جا لاص لاح مف
وكان الإسلام نتيجة لصحوة الأمة العربية"؛ كما كان يقظة ضمير قومي هو
أعظم تعبيرات العروبة عن ذاتها. فقد استطاع النبي العربي الأمي محمد و8 منذ أن
هجر مكة المكرمة إلى يغرب (المدينة المنورة). أن يحدث في تاريخ العرب وخلال فترة
تفرقة» ووحد كلمتهم ولهجاتهم بالقرآن الكريم الذي أنزل باللغة العربية على لسانه
بلسان عربي مبين»”. كيا نزلت الآية الكريمة: إوكذلك أنزلناء حك عربياً»»
وهي أخص من الآيات الناطقة بإنزال القرآن عرياً؛ لأنها صرحت بأن حكم هذا
الدين عربي. وكانت مكة المكرمة والمديئة المنورة مهد العروية والإسلام وأهلهيا هم
السابقين إلى الوحدة التي انضوى تحت لوائها عرب الحجاز» فسائر عرب شبه الجزيرة
العربية. ثم حمل العرب راية الوحدة زمن الخلفاء الراشدين (111-7177) حيث
تنتشر مع الفتوحات العربية في الشام والعراق وفارس ومصر وجزيرتي قبرص وأرواد.
وشارك النصارى العرب مع أبناء جنسهم المسلمين العرب في هذه الفشوحات» وفتح
الأقباط أبواب مصر للمسلمين اله مما يعني أن الإسلام أعز العروبة وآنشاً لما
استقلالها التاريخي ودولتها الكبرى .
ومع الدولة الأموية (631 - 07850 أصبحت دمشق عاصمة العروبة»
() سورة الشورى» الآية +
() سورةطهء الآية 317
)م زمره الآية 38
00 الشعراء؛ الآية 166
ورسخت اللغة العربية» وكان العنصر العربي هو أساس الحكم الذي تابع فتوحاته في
شمال افريقيا ليمتد الى بلاد الأندلس .
وبقيام الدولة العباسية )١758.-17/8( انتقل مركز القرار العربي إلى العاصمة
لواء الإسلام دون أن تتخل عن قوميتها غير العربية ودون أن تتخلى عن لغتها لتنطق
باللغة العربية» لغة القرآن الكريم. وكان التحدي الأكبر من الفرس وهم أهل مدنية
وقومية قديمة استعان بهم الخلفاء في الفترة (861-1/080) فكان متهم الوزراء والقضاة
والقواد والآمراء» وعندما ازداد نفوذهم استعان المعتصم العبامي بالأتراك لايجاد
التوازن بين العرب والفرس» فأدت سياسته هذه إلى تغلغل النفوذ التركي وتسلطه عل
أمور الخلافة (456-889) ثم سيطرة النفوذ البوبيهي )٠١568-446( وقسامت
الدويلات المستقلة من الشرق إلى الغرب العربي. ثم قوي النفوذ السلجوقي
وهذا يعني أن الفرس والأتراك كانوا في صراع مستمر حول السيطرة والنفوذ على
العرب بدلا من أن يذوب كل منهم في داخل الخلافة العربية؛ مع الاشارة الى أن
الإسلام يجمع بين هذه الشعوب الثلاثة.
وبذلك يمكن القول أن ضعف السلطة المركزية كان نتيجة تفرق الوحدة العربية
الكافلة لها من جهة ونتيجة تغلغل الفرس والأتراك من جهة ثانية. ما ساعد في
تشكيل القومية العربية التي استجابت لتحدي القومية الفارسية ثم القومية التركية .
وقد نجح العدوان الصليبي عل الشرق العربي (/49 )1541-٠ وأمسن
مملكته حوالي القرنين من الزمان بسبب انقسام العرب سياسياً ودينياً. فظهرت الفكرة
الاستعيارية الغربية بأوضح صورها عندما استهدفت الحملة الصليبية الأول
)٠١44- 1087 الأماكن المقدسة عند المسلمين والمسيحيين وتم إنشاء مملكة بيت
(/1754-174) الاستيلاء على مصر» وحاولت الحملة الشامنة -١771( 1776)
وكانت العبرة والدرس على يد صلاح الدين الأيوبي الذي وحد مصر والشام
وأعالي الجزيرة فكسبت العروبة عاصمة جديدة لما هي القاهرة بعد دمشق وبغداد+
وتجلت الوحدة العربية بأحلى صورها لتنزل الحزيمة بالمستعمر الغربي المتسستر وراء
الصليب في الفترة (117/1 - 1184) حيث تحولت مملكة بيت المقدس منذ سنة 1147
إلى رقعة من الأرض على امتداد الساحل حتى سقوطها النبائي سئة 23741
وانتهت الدولة العربية فعلياً أمام الغغزو المغولي الذي أسقط بغداد 1705/8
عبامي عربي بالإسم فقط ليستمر حكمه حتى سنة 1513 في الشام و1517 في مصر
دخلت عواصم العروية مكة ودمشق ويغداد والقاهرة. . . .2 تحت سيطرة الخلافة
الجديدة التي لم يعهد العرب مثلها من قبل فهي تعتمد على عنصر غير عربي وعلى دولة
وصلت الى درجة عالية ومكانة صامية من القوة الحربية وسعة الفتح والتغلب. فرضي
عميق بعد أن سلبها الأتراك حقها في الخلافة. لكن الضعف ما لبث أن سرى في
داخل دولة الأتراك العثمانيين ودب إليها الوهن لتعود الفكرة الاستعمارية الغربية تبدي
أطباعها في الأقطار العربية وخاصة مصر التي استهدفتها الحملة الفرنسية ١748( -
فشيئاً. ومن داخل مصر التي أصبحت في مقدمة الأقطار العربية الداعية الى الثورة
والتغيير وخاصة منذ أن قادت هذه الأقطار ضد أخطر هجومين واجهتهما عبر تاريجخهًا :
بين والمغول.
كاشفاً على أسباب تدهور الدولة العشمانية وانقلابها الى عبء على حياة التوازن
الأوروبي بعد أن كانت ميزة. وتبلور الفكرة العربية من جديد للبحث عن مكانها
ويتلخص نظام الحكم والإدارة بأن الدولة العشمانية الليوقراطية"؛ فييا
99-45 البرت حوداني: الفكر العربي في عصر الفيقضة ص )١(