الأحاديث القدسية
الذى نزل على اليهود : إِنّ أردتم التوبةً فاقتلوا أنفسكم ؛ أو تصدقواء أو
زكوا بربع أموالكم
وعندما نزل حكم الله تبارك وتعالى هذا ؛ جعل موسى بنى إسرائيل
يقفون صفوفاً ؛ وقال لهم : إن الذى لم يعبد العجل يقتل من عبده ؛ ولكنهم
حين وقفوا للتنفيذ كان الواحد منهم يجد ابن عمه وأخاه وذوى رحمه أمامه
مشقة فى تنفيذ القتل وقيل : إنهم قتلوا من أنفسهم سبعين ألفاً ()
والحق يوضح أن الإسلام لم يأت بمثل ما جاءت به الشرائع السابقة التى
صاحبها بمخالفة المنهج فلا بد أن يضيعها
فسيدنا عبدالله بن مسعود » وسيدنا عمار بن ياسر وثابت بن قيس 6 كل
) 17 6 47 /1( انظر الروايات التى وردت فى هذا فى تفسير ابن كثير )١(
الأحاديث القدسية
على الله أبداً ؛ فلن يخفى شىء عن عيون الخالق ؛ لأنكم إن عميتم على قضاء
يقول الحق سبحانه :
وحين يرغب إنسان أنّ يكلم أحداً بكلام لا يسمعه غيرهما ؛ فهو يستأذنه
فى الابتعاد عن بقية الجلوس ليتكلم معه كما يريد » أو ييخفض من صوته فلا
ارود 1371
الأحاديث القدسية
لكن ربنا سبحانه وتعالى استجاب لدعائهم:
أجاب الدعاء برفع المشقة عن الأمة
أى : أن الله لن ييحملنَا ما لا طاقة لنا به
فتحن ندوجه إلى الله ضارعين : أنت يا حق تعلم أننا مهما أوتينا من
ندخل عليك إلا من باب أن تعفو عنا
ومعنى العفو مَحُو الأثر ء كالسائر فى الصحراء تترك قدماه علامة ؛
وتأتى الريح لتزيل هذا الأثر » كأن هناك ذنباً والذنب له أثر ء وأنت تطلب من
الله أن يمحو الذنب
ولتتعلم ما علّمه رسول الله تم لعائشة أم المؤمنين» لقد سألت
الأحاديث القدسية
بمقاييس الخير الواسع فقال لها: «قولى : اللهم إنك تحب العفو فاعف
ولا يوجد جمال أحسن من العفو » ولايوجد خَيْرِ أحسن من العفو
وعندما تقول : «واغفر لنا» فأنت تعرف أن من مظاهر التكوين البشرى
النية التى تريد أن تحولٌ العزم إلى حيِّرٌ السلوك والانفعال النزوعى » فالمسألة
تحتاج منك إلى تدريب ومثال ذلك : عندما يذنب واحد فى حفّك فَلَك أن
ترقى إلى العفو » وبذلك تكون من المحسنين » لأنك إذا كنت قد ارتكبت
سيئة » وعلمت أن الله سبحانه وتعالى يغفرها لك » ألا تشعر بالسرور
بحسنة » فلعفو العبد ثمن عند الله تعالى ؛ لأن العبد سيأخذ مغقرة الله تعالى»
)١( أخرجه أحمد فى المسند (7/ 187 + 19/8) والترمذى فى سننه (7017) وكذا ابن ماجه في
سننه (7860) من حديث عائشة رضي الله عنها
الأحاديث القدسية
وفوق ذلك فأنت تترك عقاب المسىء والانتقام منه لربك ؛ وعند التسليم له
راحة
إن تركته إلى قدرة الله تعالى » فهذا أصعب وأشق ؛ لأنك تركته إلى قوة
وتعالى فى جانبه
لكن » ماذا عن مثل هذا الأمر بالنسبة للخالق الذى له كمال القدرة؟ إن
الله قد لا يعذب العبد المذنب » ولكنه قد يظل غاضباً عليه ؛ ومَنْ منّا قادر
على أن يتحمل غضب الرب؟
لذلك نطلب المغفرة ونقول ١واغفر لنا وارحمنا» فنحن ندعوه سبحانه
أن ترتكب ذنياً : وتطلب من الله الفغئرة + ولكن الرحمة هى الدماء بألا
ومتولى أمورنا وناصرنا » وما دام الحق هو ناصرنا فهو ناصرنا على القوم
الكافرين
الأحاديث القدسية
متعددين ؛ أو أن ولاية الله لكل فرد على حدة تكون ولاية لجميع المؤمنين ؛
وما داموا مؤمنين فلا تضارب في الولايات ؛ لأنهم كلهم صادرون وفاعلون
عن إيمان واحد ؛ ومنهج واحد »؛ وعن قول واحد » وعن فعل واحد ؛
وحركة واحدة
أوضح لهم من الأدلة على الإيمان ؛ هل هناك حب أكثر من هذا ٠ هل تركنا
وتلك هى ولاية من ولايات الله » فقبل أن نؤمن أوجد لنا الأدلة ؛
تستمر الولاية إلى أن يعطينا الجزء الأوفى فى الآخرة
إذن: فهو ول فى كل المراحل » بالأدلة قبل الإيمان ولى » ومع الإيمان
بالمحبة والعطاء ؛ ويعطينا عطاء غير محدود إذن : فولايته لا تنتهى
الأحاديث القدسية
« يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالثهارٍ َ
ويجتمعون فى صلاة العصر وصلاة الفجر )١( ثم يعرج
تركتم عبادى ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ؛
وأتيناهم وهم يصلون؛ )١( ض
الإحصاءات التى خرجت عن البشر الذين تلدغهم الثعابين ؛ فقد ثبت أنها لا
تلدغهم وهم نائمون ؛ بل في أثناء صحوتهم أى: ساعة يكونون فى ستر
النوم ؛ فهناك نا يحلظهم أما فى اليقظة فقد يتصرف الإنسان بطيّش وغفلة
فتلدغه الأفعى
الأحداث التى تبدو لنا غريبة» كأن يسقط طفل من نافذة دور علوى فلا
3 الى فى التق على تمي سلم (العلف 1/ ص4 ١7 ) طبعه دار القلم بيروت ٠481 :
«أما اجتماعهم ة فى الفجر والعصر فهو من لطف الله تعالى بعباده المؤمنين وتكرمة لهم أن جعل
اجتماع الملائكة عندهم ومفارقتهم لهم فى أوقات عباداتهم واجتماعهم على طاعة ربهم فتكون
الأحاديث القدسية
لأن مهمة الحفظة أن يحفظوا الإنسان من كل سوء
وأخرج الثمرات ؛ وجعل الليل ب يغشى النهار
كل ذلك أعٌ سبحانه للخليفة قبل أن يوجد الخليفة ؛ وهو سبحانه قيوم
يقول الحق ستبخاتة ف انر
الله 62 # (الرعد)
وقد ينصرف معنى المعقّبات إلى الملائكة الذين يتعقبون أفعال الإنسان
ولقائل أن يقول : ولكنهم سيكتبون السيشات وهذه على الإنسان
وليست له وأقول : لا ويحسّن أن نفهم جيداً عن المشرّع الأعلى » ونعلم أن
الإنسانٌ إذا ما عرف أن السيئة ستحسب عليه وتحصى ؛ وتكتب ؛ يمسك كتابه
فكتابة الحسنات والسيئات هى مسألة لصالح الإنسان » وحين يتعاقبون
على الإنسان فكأنهم يصنعون دوريات لحماية الفرد
فالإنسان مخدوم من كَل أجناس الكون حتى من الملائكة » فالكون كله
الأحاديث القدسية
وكل فعل يفعله ؛ » بل ويكتبون هذه الأفعال
فكل لفظ له رقيب عتيد ؛ أى : ملائكة يحفظون وبحصون أعمالكم
ويسجلونها ؛ وهم الكرام الكاتبون » وكلما تقدم العلم أعطانا فَهْماً للمعانى
ففيه رقيب وعتيد يكتبان فقط » هكذا قال ربنا » فآمنا بما قال وانتهت المسألة ؛
وهذا هو المطلوب
لأن الإيمان لو كان بالمشهد » فما الفرق إذن بين الناس ؟ إن الإيمان فى
كماله وقمّته هو الإيمان بالغيب فإذا قال الحق سبحانه ما يَلْفظُ من قَوْلِ إل
ديه رقيب عتيد (62 » 87
ننظر إلى البشر نجدهم يتفاوتون » ويرتفع بعض منهم على بعض فى صفات
وقدرات » وكلّما تقدم الزمن عرف الإنسان سراً من أسرار الله يترقى به
وقبها سلما سمه سوال السدمل كان عسي برا ثم تقدم العلم
حتى صَعْر حجم المسجل إذن : كلما تقدمت الصنعة صغرت الآلة » لدرجة
وصنعوا مسجلا يشبه الحبوب » وينشرونها فى أ ى مكان عندما يريدون التقاط