أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة.
وقال أبو هريرة - رضي الله عنه - : «لا خير في فضول
وأوصى ابن عباس رضي الله عنهما رجا فقال: ولا تتكلم
وقال عطاء رحمه الله - : «كانوا يكرهون فضول الكلام» . ”
وقال: «بترك الفضول تكمل العقول». "
وقال: «الصمت صيانة اللسان. وستر العيّ» . ©
وقال الشافعي - رحمه الله - :
وقال إسماعيل الكاتب
خيرٌ الكلام قبل على كير ديل
قال الإمام النووي رحمه الله - : «اعلم أنه ينبغي لكل مكلف
. 61/1 بهجة المجالس وأنس المجالس لابن عبدالبر )١(
(؟) العزلة للخطابي ؛ ص 174
()(4) (ه) بهجة المجالس. 51/1
() ديوان الشافعي ص 136 بتحقيق د. محمد عبدالمنعم خفاجي .
() بهجة المجالس 91/١
أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة
ومتى استوى الكلامٌ المباح وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه؛
لأنه قد يجر الكلام المباح إلى حرام أومكروه» وذلك كثير في العادة؛
وقال القاسمي : «إياك وفضولٌ الكلام ؛ فإنه يُظهر من عيوبك
ما بطن» ويُحرّك من عدوك ما سكن ؛ فكلام الإنسان بيان فضله»
ولئن كان لزومُ الصمت» وترك الحديث فيما لا يعني
والخطأ أولى وأولى .
قال علي بن عبدالرحمن بن هذيل: لسع اا
عري من الأدب» وتخلى عن المعرفة والفهم» ولم يتح بالعلم أن
ونصيب وافر من التوفيق ؛ لأنه يأمن من الغلط» ويعتصم من دواعي
السقط؛ فالأدب رأس كل حكمة» والصمت جماع الحكم؟»
قال الشاعر:
74١ رياض الصالحين للنووي ص )١(
() جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب للقاسمي ص6 +
(©) (4)عين الأدب والسياسة وزين الحسب والرياسة لعلي بن عبدالرحمن بن
_هذيل ص 2١78
أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة
الاستنثار بالحديث:
يتحدث
والثرثرة قبيحة كما مر - وأقبح منها أن يستأثر المرء بالحديث»
والأثرة بالحديث آفة قبيحة» يغفل عنها كثير من المتحدثين؛
على الإطالة.
فيحسن بالمتحدث تجنب الاستتشار بالحديث. وألا يعيب
فمن الأدب في الكلام أن يقتصد المسلم في تحدثه في
من امتلاك ناصية الحديث في محافل الناس» فيملأون الأفئدة
بالضجر من طول ما يتحدثون. ©
تتصدى في مجالسك مع الناس للترؤس عليهم وأنت لست برئيس»
وأن تكون ثرثاراً متصدراً بكل كلام .
)١( انظر كيف تحاور د. طارق الحبيب ص 21#
() انظر خلق المسلم للغزالي ص 2160
أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة. ٠ م
الحاضرين يكون له نصيب من ذلك؛ اللهم إلا الصغار مع الكبار»
© الحديث عن النفس على سبيل المفاخرة:
فبعض الناس لا يفت يتحدث عن نفسه» فيذكر محاسن نفسه؛
ويمتدح أعماله؛ ويفتخر بما يصدر منه من أفضال وأيادٍ.
والأصل في مدح الإنسان نَفْسَهُ المنعٌ؛ لقوله عز وجل -:
وتزكية النفس داخلة في باب الافتخار غالباً .
فإن وجد ما يقتضي الحديث عن النفس وتزكيتها إما للتعريف
من الأمور المشروعة فإن تلك التزكية جائزة؛ ومدح النفس والحديث
عنها حينئذٍ لا غبار عليه ."
قال الإمام النووي رحمه الله -: «واعلم أن ذكر محاسن نفسه
ضربان: مذموم ومحبوب.
544 الرياض الناضرة ضمن المجموعة الكاملة لابن سعدي» الخامسة ص )١(
474-418 انظر السلوك الاجتماعي في الإسلام لحسن أيوب ص )(
!ءٍ_ 0-0 أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة
فالمذموم أن يذكر للافتخار, وإظهار الارتفاع؛ والتميز على
والمحبوب أن يكون فيه مصلحة دينية وذلك بأن يكون آمراً
قبول قوله. واعتماد ما يذكره.
وقد جاء لهذا المعنى مالا يحصى من النصوص» .9
ثم ساق رحمه الله أمثلة على ذلك .©
قال ابن المقفع : «وإن أبنت من نفسك فضلٌ - فَتَحَرّج من أن
تذكره» أو تبديه واعلم أن ظهوره منك بذلك الوجه يقرر لك في
قلوب الناس من العيب أكثر مما يقرر لك من الفضل .
واعلم أنك إن صبرت» ولم تعجل ظهر ذلك منك بالوجه
الجميل المعرقل حت ابن
وقاره في ذلك باب من أبواب البخل الم ؛ وأن خيرٌ الأعوان على
ذلك السخاءً والتكرم .
وإن أردت أن تلبس ثوب الوقار والجمال» وتتحلى بحلية المودة
147-1476 الأذكار للنووي ص )١(
147 انظر الأذكار ص )9(
أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة
فيكسبك المحبة والوقار». "
الغفلة عن مغبة الكلام:
فهناك من يطلق لسانه بالكلام دونما نظر أو مبالا؛ في أثارف أو
عداوة؛ أو إشعال حرب, أو نحو ذلك.
قال أكثم بن صيفي : «مقتل الرجل بين فكيه» " يعني لسانه.
وقال الشاعر:
() لا خبار: الخبار ما استرخى من الأرض»
0 الأدب الصغير والأدب الكبير لابن المقفع ص ١39 شرح ودراسة د. مفيد
(؟) (5) المحاسن والمساوىء لإبراهيم البيهقي ص 417 +
أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة
حلمم 2
والعرب تقول في أمثالها: «إياك وأن يضرب لسانك عُنْقَك».
أي إياك أن تلفظ بيا فيه لاك ١.
وقال علي - رضي الله عنه -: «اللسان معيازٌ أطاشة الجهل»
تدحضه؛ أو نعمة تذكرها». ©
قال طرفة بن العبد:
يُحبُّ- دل اللسان على عيبه بما يلفظ به من عُور الكلام . "
وقال الآخر:
478 المحاسن والمساوىء ص )١(
0 الأمثال لأبي عبيد القاسم بن سلام ص 41 ومجمع الأمثال للميداني 8/1 + ب
(©) (4) أدب الدنيا والدين للماوردي ص 7778
(8) أدب الدنيا والدين ص 1776 .
() حصاة: عقل
() ديوان طرفة بن العبد ص 81 وانظر بهجة المجالس لابن عبدالير 1/*م
(/) انظر لسان العرب 187/16
أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة
وقال عمرو بن العاص - رضي الله عنه -:
بل إن الإنسان قد يتكلم بكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في
عن أبي هريرة - رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه
وسلم قال : إن الع يتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا
يرفع الله بها درجات» وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي
لها بالا يهوي بها في جهنم». ”
حتى لا يقع قيما لاتجمد عقبا: فيندم ولات ساعة مندم »
قال ابن المقفع : «اعلم أن لسانك ادا مضل يتغالب عليه
سميت لك فهولعديك.
87/1 بهجة المجالس )١(
87/١ بهجة المجالس )(
أخرجه البخاري 188/17 عن أبي هريرة )©(
حلم أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة
وقال الماوردي - رحمه الله -: «واعلم أن للكلام شروطاً لا
يسلم المتكلم من الزلل إلا بهاء ولا يعرى من النقص إلا بعد أن
وهي أربعة شروط» فالشرط الأول: أن يكون الكلام لم
والشرط الثاني : أن يأتي به في موضعه؛ ويتوخى به إصابة فرصته.
والشرط الرابع : أن يتخير اللفظ الذي يتكلم بهم .©
ثم شرع - رحمه الله بتفصيل ذلك بكلام جميل.
وقال الزمخشري: «خيرٌ الألسن المخزون» وخير الكلام
بالوقار وحسن السمت.
إن الطيش في الكلام يترجم عن خفة الأحلام» وما دخل الرفقٌّ
٠ قلة المراعاة لمشاعر الآخرين:
فمن الناس من هوغليظ الطبع؛ كثيف النفس» صفيق الوجه»
1734 الأدب الصغير والأدب الكبير لابن المقفع ص )١(
() أدب الدنيا والدين ص 776 .
(©) أقوال مأثورة وكلمات جميلة؛ د. محمد بن لطفي الصباغ. ص 148 عن
أطواق الذهب للزمخشري؛ ص 84.