وإلى ماذُكر شار تلميذه الحافظ ابن القيم - رحمه الله تعالى -
في «النونية» فقال في وصف شيخه:
وله المقامات الشهيرة في الورى
أبدى فضائحهم وبين جهلهم
وأصارهم والله تحت نوال ف
ومن العجائب أنه بسلاحهم
فغدت نواصيهم بأيدينا فلا
قد قامهالله غير جبان
ورسوله بالسيف والبرهان
ل الحق بعد ملايس التيجان
كانوا هم الأعلام للبلدان
ولهذا حُكي عن أبي عبدالله محمد ابن قوم كما في: «الذيل
تصلح سلقًا لما شاع في عصرنا من
لابن رجب:
قولهم: «أسلمة العلوم».
وهذا يذكّرنا بالمقام المحمود لأبي عبدالرحمن عبدالله بن
مسعود - رضي الله عنه - في حق أخيه في الصحبة والإسلام معاذ
ابن جبل - رضي الله عنه إذ كان في مجلس غُطْر بذكر معاذء
ورحم الله الأستاذ محمد كُرْد علي المتوفى سنة 1377 إِذْ قال
«لو عمّت دعوة ابن تيمية ولدعوته ما يماثلها في المذاهب
يخالف الشرع» ولا يُعتقد بالكرامات على ما ينكره دينء أتى
للتوحيد لا للشرك» ولسلامة العقول لا للخبال والخيال.
أطفاً بعلمه وعمله شهرة أرباب المظاهر من القضاة والعلماء؛
انتهى .
إذَا فكيف يطيب لأهل العلم أن لا يصلوا جهود المصلحين
في نشر آثار هذا الإمام وإخراجها بيانًا للناس» وقد فعلواء ولا
أعلم عالمًا في الإسلام حظي
اختياراته العلمية مثل ما حظي به هذا الإمام. وما هذا المشروع
إلا لبنة في تشييد هذا الصرح الكبير.
إجمته؛ ونشر آثاره» ودراسة
ولئن كان لكل كتاب أو مشروع علمي مدخل فإِنْ هذا العمل
له مداخل رأيت أن أصذّره بها:
المدخل الأول
موضوع هذا المشروع
يشمل موضوع هذا المشروع: آثار شيخ الإسلام ابن تيمية
أعمال من المختصرات والاختيارات ونحوهاء وسيرته العطرة.
ويتحصر هذا الموضوع في أربعة آقسام:
من نَم لله علينا وعلى الناس أجمعين» انتشار فهارس
مكتبات العالم حتى جمع منها عدد كبير في نحو مائة وأربعين
مجلدّاء ثم سهولة الاتصالات لاسيما عبر الشبكات وتبادل
المعلومات ومراكز البحث والدراسات» فمن خلالها وغيرها من
الوسائل كسهولة السفر من بلد إلى آخرء ظهر من آثار الأسلاف ما
تقر به عيون أهل العلم وتبتهج به نفوسهم.
وكان منها أن تم الوقوف في مطاوي الفهارس ومراسلة
الخازنين على خبر كثير من كتب ورسائل وفتاوى هذا الإمام وما
لحقها من أعمال مما لم يُنشر من قبل.
ومن آثار ذلك اشتغال عدد من الباحثين والمحققين بهاء
القسم الثاني: تحقيق بعض ما سبق طبعه:
منذ ماثة وخمسين عامًا تة بدأت طباعة آثار شيخ الإسلام
فانتشرت بين المسلمين» وتنافس الناس في طبعها ونشرهاء وكان
منها مَا قور درسه في المساجد وفي دور العلم ويتدارسه الناس في
عصرنا من الشروح والتعليقات.
طُع على نسخة ناقصة ومنها ما طبع على الراقمة في رسائل
الوقوف على نسخة مكملة لما فيها من نقص - بحمد الله تعالى -
اشتغل أهل العلم قديمًا وحديثا بآثار شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله تعالى - بمؤلفات مفردة على الوجوه الآتية:
وقد ذكر ابن قاسم رحمه الله تعالى - في مقدمة «مجموع
عبدالهادي» والبرهان ابن القيم» وابن اللحام البعلي؛ وذكر
جملة منها في ترجمته: تلميذه ابن عبدالهادي في: «العقود
الدرية» وابن رجب في: «الذيل»» والعليمي في: «المنهج
الأحمد» وابن العماد في: «شذرات الذهب» والنواب صديق
في: «التاج المكلل». وللشيخ سليمان بن سحمان نظم
لبعضها من أول الطهارة إلى باب الصداق» وله نظم آخر
لتسع عشرة مسألة انفرد بها شيخ الإسلام كما في: «ملتقى
الأنهار من منتقى الأشعار» لابنه الشيخ صالح - رحمهما الله
تعالى -.
وقال تلميذه الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى - في : «تاريخه:
العيني» و«اللآلىء البهية شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية»
لابن تيمية؛ وهي في ستة عشر بيئًا؟ و«الدرة البهية شرح القصيدة
التائية في حل المشكلة القدرية» لابن سعدي. وشروح متعددة
وإنما غابت أنظار العلماء عن الشرح لكتبه؛ لأنها ليست مؤلفة
؛ الجمع الموضوعي: مثل جمع تلميذه ابن عبدالهادي للأحاديث
الضعيفة التي في: «منهاج السنةةء؛ وجمع محمد بن قاسم
لمناقب أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما- كذلك؛ وجمَع
9 دراسة اجتهاداته في الفقه وغيره» وهذه سمة بارزة في كتابات
إن سيرة هذا الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى -
تستفاد من خمسة مصادر هي:
المصدر الأول: كتب التراجم والسير العامة» وقد كفانا كتاب:
«الجامع» من هذا المشروع المبارك» وقد حوى خممًا وسبعين
ترجمة من كتب التراجم العامة مخطوطها ومطبوعها .
المصدر الثاني : الكتب المفردة في ترجمته؛ وهي خمسة عشر
َ ابن عبدالهادي في كتابه: «مختصر طبقات علماء
ترجع إليه الكتب المفردة الأخرى» وآرى إعادة تحقيق وطبع:
«العقود الدرية...» ويضم إليه ما زاد عليه من كتب التراجم
المفردة المذكورة تحشية في محلها المناسب من هذا الكتاب»
حتى يغني عنهاء وهو في دور الإعداد من الشتغلين بهذا المشروع.
المصدر الثالث: التقاط ترجمته الذاتية من خلال مؤلفاته؛
وقد انتدب لهذا العمل بعض أفاضل طلبة العلم؛ وهو في دور
الترتيب بعد الاستقراء والجمع.
المصدر الرابع : تتبع ترجمته من كتب تلاميذه أمثال ابن القيم؛
المصدر الخامس: تتبع ترجمته من خلال تراجم أنصاره
بل إلى نهاية القرن الثامن .
وبعد تكامل هذه المصادر الخمسة؛ سوف يُصاغ من مجموعها
بمشيئة الله تعالى - سيرة واحدة موثقة متسلسلة المعلومات»
مستوعبة لجميع ما في هذه المصادر باسم: «السيرة الجامعة لشيخ
المدخل الثاني
عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -
هو شيخ الإسلام» الإمام الحجة؛ المجدد للمحجة؛ وارث
علم النبوة؛ الناصر للسنة» القامع للبدعة؛ المجتهد المطلق» الشهير
بشيخ الإسلام؛ وبابن تيمية؛ وبهماء وبإمام الدنيا في زمانه؛ أحد
أذكياء العالم وأفراده في الحفظ والعلم والعمل» المُحَلَى قبل بلوغه
الثلاثين من عمره بما يبلغ الصفحات بجميل الأوصاف في علمه
وتعظيمه لحرمات اللهء الملقب بتقي الذّين» والمكنى بأبي العباس»
أحمد ابن الشيخ الإمام المفتي شهاب الدّين أبي المحاسن عبدالحليم»
ابن الشيخ الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبدالسلام
ابن أبي محمد عبدالله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن تيمية بن
الخضر بن علي بن عبداف نسيّاء الحَرّاني مولاء ثم
الدمشقي منشأ ومدفاء الحنبلي مذهبًاء ثم المجتهد آخرّاء المشتهر
بابن تيمية المجدد. المولود في يوم الاثنين ٠١ ربيع الأول 633١
المتوفى في ليلة الاثنين 7١ ذي القعدة 7748 عن سبعة وستين
عامًا وثمانية أشهر وعشرة آيام رحمة الله تعالى عليه -.
له. ومما يحسن ذكره هنا
- أن سياق نسبه ثمانية آباء هي من سياق تلميذه ابن عبدالهادي
دون غيره.
وتابعه عليها العدوي في: «الزيارات»» بل هذه النسبة منصورص
عليها في بعض رسائل الشيخ المخطوطة على طرر النسخ وقد
ذكر الشيخ ابن قاسم في مقدمة «النقض» رسالتين رآهما في
الظاهرية كذلك ص78 حاشية ٠ وهي نسبة إلى بني نمير
وهم بطن من عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن
عن ابن خلدون: أن منازل بني نمير في الجزيرة الفراتية
والشام؛ فشيخ الإسلام إذَا عربي صريح نسبًا ولسانًا.
تعليلها قولان مشهوران» وكان رحمه الله تعالى - يستفتح
بعض رسائله بقوله: «من أحمد ابن تيمية»؛ ويذيل بعضها
قول العباس بن الأحنف:
كنت مثل الكتاب أخفاه طي | فاستدلوا عليه بالعنوان
4 و«الحراني» نسبة إلى بلدة مشهورة في الجزيرة بين الشام