71“ عالم جديد ممكن
كرادع ووجودها بوفرة في سياقات أخرى في القرآن
الكريم؛ لكن "مالك يوم الدين ليست ضمتها على
الإطلاق يشبه الأمر؛ في النهاية تحديد موعد لتأدية
امتحان مهم؛ وإخبارك في الوقت نفسه؛ أن النتائج ستعلن
في وقت معلوم
ماذا كنت تتوقع إذن؟
أن توجل النتائج إلى أبد الآبدين؟
أهمية فهمنا لمالك يوم الدين
الدين 5
هناك أولاً أهمية عنصر الوقت واعتباره أثمن من أ
شيء آخر؛ باعتبار كل وحدة زمنية فيه يمكن أن تساهم
في جمل العالم أفضل لو أحسن استثمارها واستخدامها
كل حبة رمل يمكن أن تصير منجماً للخصب كل قطرة
ماء يمكن أن تساهم في العطاء؛ في توليد الطاقة كما أن
حبة الرمل يمكن أن تكون مجرد حبة رمل؛ وأن تذهب
قطرة الماء هباء؛ لكن الالتحام بمفهوم القيمة المليا
للزمن سيجعلك تحطم الأبماد التقليدية وتقتحم ذلك
البعد الرابع؛ فيكون متجزك وإنجازك على صعيد الأبماد
الثلاثة المادية أكثر تحدياً لموامل الزمن؛ وأكثر قدرة على
البقاء
قدرة على تضييع الوقت وأقل قدرة على "قتل الوقت
ذلك أنك تفهم الآن أنك مستخلف فيه وعليه؛ وان
استخلافك هذاء سيجمل الحياة أفضل بينما قتل الوقت,
في اللا شيء؛ سيقتل الحياة نفسها
الأمر الثاني مما نفهمه من "مالك يوم الدين" هو أن
رؤيتنا ستضمنا في إطار ذلك الصراع القديم بين آدم
وإبليس وهو صراع قديم - جديد بهذا الإطار وهو لا
الشرف الذي متحه الله له: شرف سجود الملاثكة للنوع
الإنساني
الأمر الثالث هو أن مما نفهمه من مالك يوم الدين"
سيذكرنا أن الدين هو مفهوم أوسع بكثير من شعائر
وطقوس منفصلة عن الحياة؛ بل إنه مفهوم واسع للحياة؛
وسيلة لقياس الأمور وتقويمها ضمن هذا المفهوم
ارتباط اللفظين اليوم و الدين في مركب واحدء
كلها) مصبوباً في إطار تلك الرؤية الشاملة متعددة
الآفاق للحياة
للدين بهذا المعنى الواسع للدين
الفصل الرابع
محور مثالي لأهم علاقة في حياتك
بعد أن أثبتت الفاتحة طبيعة التوصيف الوظيفي
للإنسان وحددت الموقف الإيجابي تجاه العالم؛ ورسمت
الخطوط العامة للتمريف بالله عز وجل فإنها ستنتقل إلى
محور أساسي في الفاتحة ومحور أساسي في حياتنا
يشير تقديم "الضمير على الفعل وهو أسلوب من
الأحوال» العبادة والاستعانة سواء لله أم لسواه؛ وتقليم
لكن ما معنى أن الفعل نفسه سيحصل بكل الأحوال؟
ثئمة بشر لا يمبدون؛ ولا يتعبدون ملاحدة لا دينيون
محور مثالي لأهم علاقة ل حياتك 7
أو فقط كسالى لا يطبقون العبادة فكيف نقول إن الفعل
فلنتأمل الآن مجدداً في الفعل عَبَدَ
مز بناء أن الفعل عبّدَ؛ الذي يفيد التذلل والخضوع؛
يفيد أيضاً معنى الطريق الذي يعبد بإقدام الناس ٠ ووجدنا
أن المعمنى الأعمق هنا هو إعادة التشكيل" التي تكون؛
بحسب هذا المفهوم؛ أن تتشكل كما يريد معبودك
هذا هو جوهر العبادة أن تكون كما يريدك معبودك
أن تكون وأبنما يريد أن تكون
لا يتعلق الأمر بالتواجد في شعائر معينة وأوقات معينة
لا تنتهي عند عمر معين؛ ولا تقف عند حد معين - بل
هي نستمر دوماً تتشكل دو ا
القوالب وإنسان الطين
خلق الإنسان من طين
تأخذ شكل القالب الذي تصبها فيه القالب بمثابة الإطار
العام للطين
كذلك الشخصية الإنسانية رغم وجود مؤهلات فطرية
ومرونتها صحيح أن هذهٍ الطواعية والمرونة تقل مع تقدم
م ماع جع أب
0 عالم جديد ممكن
العالم فإن الفاتحة" - المدخل - لابد أن يكون لها دور
في هذا في تعليمنا كيف نعيد تشكيل المالم
ولأنها - العماد القلب - من الصلاة وقد قلنا إن
الصلاة هي بمثابة دورة تدريبية تدخلها طوال حياتك -
لتتقن حياتك, لكي تجعل لحياتك معنى - فلا بد أن يكون
للفاتحة دور في ذلك؛ في جملك تتغير؛ وتعيد صياغة
باستمرار إن لم يقم شخص ما بأداء دوره بأداء ما كلف
بدلاً من أن تكون فاتحة لحياة جديدة فاتحة لحياة
جملناهاء ويا للأسف؛ علامة على الموت ٠ صرنا نقولها
عند موت أحدهم؛ عند التمزية على أمل أن يذهب ثوابها
لروحه المغادرة
(على كثرة ما فملنا من أشياء مناقضة لما يريده القرآن
منا)؛ أن تتحول "الفاتحة' التي افتتحت الحياة يوماً ماء
التي كانت فاتحة عصر جديد يوم كنا نصنع العصور أن
تتحول لتصير علامة مقترنة بالموت
ُ عالم جديد ممكن
العمر؛ إلا أنه من الثابت أن الشخصية الإنسانية (تتقولب)
بشكل القالب الذي توضع فيه خاصة في مرحلة الطفولة
(الطينة) المحتواة قد تختلف أصلاً لكنه من المؤكد أن
أشخاصاً متشابهي الشكل مختلفي المضمون
و (القوالب) هناء قد تكون عادات أو تقاليد اجتماعية؛
أو ثقافة معينة أو حضارة معينة أو ديثاً بعينه إنه قالب
معين» نتشكل من خلاله
الطين إذن؛ والقوالب
التشكل والتعيد فلنسجل هذاء؛ ونتذكره
ونضوجهاء كله؛ هو في حقيقته؛ نوع من أنواع التعبدء بل
هو التعبد في جوهرهلا أقول هنا إنه تعبد للهلأن العبادة
يوجهها بعضهم لفير مستحقها لكن نمو الشخصية
و تشكلها يدخل حتماً بهذا المعنى ضمن التعبد
فعلاً الأداة الأكثر فمالية لإنماء الشخصية وإعادة
م ماع جع أب
محور مثالي لأهم علاقة ل حياتك ١
وتشكل الشخصية عملية تحصل بكل الأحوال إنه
إدراكك نفسه مبني ومتضمن داخل عملية التشكل هذه
التشكل عملية تلقائية تحصل دونما ضجيج؛ ودوتما
إشعار مسبق أن ذلك يحدث
مثل الشهيق والزفير, التشكل يحدث بكل الأحوال
فلنسجل هذا ولنتذكره أيضاً
والتشكل هذاء لا يجري بشكل واع غالباً يذ عو اليا
ما يكين لا إزابياً: يضمتنا المجتمع في قوالب ننمو
ونتشكل من خلالها
لا ينفي هذا أبداً وجود الإرادة عند الإنسان؛ التي
لكن هذاء لنعترف أقل وأندر
التشكل كعملية حتمية
نحن عموماً في حالة تشكل مستمرة تختلف وتيرتها مع
اختلاف العمره وتتباطأ بحدة مع تقدمه؛ لكنه لا يتوقف
وجود الإرادة والوعي يمكن أن يقلب عملية تشكل معينة؛
أو يزيد وتيرتهاء أو حتى يبدل القالب الذي تتشكل من
م ماع جع أب
ل عالم جديد ممكن
وعملية التشكل هذه؛ تتم عبر قوالب توفرها البيئة
والمجتمع والثقافة والإعلام قد تكون قوالب عالمية
تتخطى الحدود والقارات وتنتمي لحضارة كاسحة
منتصرة؛ وقد تكون قوالب محلية محدودة بمكان وإقليم
فلسفة معينة اختارها شخص ماء؛ ولو لم يكن لها أثر في
بيئته الأولى
وقد تكون قوالب قسر عليها ولم يدرك حتى أنه أقسر
هذا التشكل وآلياته هو في حقيقته جوهر العبادة -
شعائر وطقوس بالمعنى المتمارف عليه
فلنسجل هذا كله؛ ولنقراً الآن للمرة الأولى بعد كل ما
ما دام لا مفر من القوالب؛ ما دمت أتشكل بطريقة ما
عبر القوالب المحيطة بي؛ فإني لن أجد نفسي إلا في
بع ازين 7
محور مثالي لأهم علاقة "ل حياتك ل
الذي خلقني
ما دام التشكل حتماً محتماً؛ فإني لا أملك إلا أن
أختار أن أتشكل كما يريدني من خلقني
ما دام التشكل؛ ٠ عبر قالب ماء هو ما يجري ني كل
رب العالمين» لكي أتشكل كما تريد
وجه ل المرآة
أيضاً أحد أهم أسماء الإنسان وأكثرها التصاقاً بحقيقته
الداخلية
أسماء الإنسان وألقابه تشتق من معان تخص كيانه
بوجود المجتمع من حوله
تلك الحاجة إلى الأنس المنمكسة في اسم الإنسان
حاجة أصيلة وعميقة؛ وتعبر فعلاً عن حقيقة إنسانية
لكن هناك اسم آخر له؛ لات كاف يعبر عن حقيقة
أكثر عمقاً؛ وأكثر التصاقاً به
إنه اسم قد لا يعجب البعض وقد يشمثز منه