الرسول والنبي 2
الأمر الذي يلفت النظر أيضاً أن الرسول الكريم؛ قد
ذكر بوصفه رسولاً - من دون تمريف - في أكثر من مرة
في اتتحاب الدراتي:: يد نًَ
[البقرة 7/لاخاء»
َايَيِنًا» (لبقرة ؟/ف1]
كذ بت فى كل أنتو تلا ب انثا اله
271 سدرة التُتهى
ثرا © [المزمل: 1/17]
لفظ "رسول من دون تعريف, لا بالإضافة ولا بأل التعريف,
والسياق كان يشير إلى الرسول عليه الصلاة والسلام هو
ما يعرف لفوياً: بالتنكير للتفخيم
لكن هذا الأمر لم يحدث مع لفظ *النبي * ابداً
لم يحدث أبداً أن جاء الخطاب القرآني؛ بلفظ "نبي
من دون التعريف ويكون السياق موجهاً إليه عليه الصلاة
والسلام
ولم يحدث هناك أبداً أن جاء الخطاب القرآني بلفظ
"النبي - بالتعريف - إلى نبي آخر غيره عليه الصلاة
والسلام
يمني أنه ربما كان هناك أنبياء كثر قبله عليه الصلاة
والسلام ولكن كان هناك دوماً نبي واحد فقط سيكون
هو النبي بالإطلاق
و النبي - بالإطلاق - تعني أنه 'النبي ' المطلق
الذي سيقوم بالدور لت لنبي؛ سيقوم بالمهمة التي
حاول القيام بها كل الأنبياء من قبل لكنه هو وحده
المدى الذي فيه نهاية الشوط كله
الأنبياء كثيرون» لكن ' النبي* واحد
الرسول والنبي 1
أنبياء سيأتون وسيرحلون؛ منهم من سينجح؛ ومنهم من لم
ينجح؛ ومنهم من سيقتل قبل أن يصل لسفح آماله
ينطلق من الصفر الاجتماعي ويصل إلى القمة بلا
تواصل مع إرث أنبياء آخرين واحد فقط سيتمكن بمفرده
من أن يبني ما لم يبنه سواه سيتمكن من أن يثبت أن
ذلك ممكن
وتحفظ لنا ذاكرة التاريخ موقفاً لابد أن يذهلنا وقد
ذاكرة التاريخ؟
ها هي ذي وثيقة تاريخية من العهد الجديد المتداول
إلى يومنا هذا والممترف به كنسياً (إنجيل يوحناء
الإصحاح )7١-١١ تنقل لنا ذلك الانتظار المسكون
بالشغف للنبي للنبي بالإطلاق
الأناجيل حين أرسل اليهود من أورشليم بمعض الكهنة
24 سدرة المنْتهى
واللاويين يسألونه: ( من انت؟ فاعترف ولم ينكر بل
ليس المسيح ولا إيلياء ولا النبي
إذن المسيح غير النبي١
عندهم بأنه؛ ليس مجردّ نبي؛ كما قد يكون المسيح أو
نبي آخر الزمان ؟
هل يمني هذا أنه نبي آخر الزمان؟
ستكون نبوته متجاوزة لأطر الزمان والمكان النبوة؛ التي
عليه الصلاة والسلام
أمر ينبغي ألا يفوتنا هناء وهو جدير بالانتباه إلى أن
الرسول والنبي 14
مخاطبتنا له عليه الصلاة والسلام ظلت مباشرة كما لو
أنه موجود معناء بقينا نقول: السلام عليك أيها النبي؛ لم
تتغير بعد وفاته علية الصلاة والسلام؛ لتصبح بصيفة
إنها صيفة غير مرتبطة بزمان ومكان محددين بوجوده
الشخصم؛ لكنها صيفة تستحضره وتستحضر وجوده
والدفء المنبعث من وجوده؛ صيفة تتحدى الزمان والمكان,
إقرارنا لهاء لكنها صيغة تتحدى أن الموت يمكن أن يطوي
كل شيء؛ فحضوره يتعدى الحضور الجسدي الفيزيائي الذي
طواء فعلاً الموت؛ لكن استحضازهة؛ واستشعار حضوزه
سيستعاد في تلك الأبعاد غير الجسدية
على كل أبناء آدم ومن ضمنهم أشرف خلقه؟
لا طبماً؛ لكن نحاول تحدي أنفسنا عبر إحيائه عليه
الصلاة والسلام فيهاء إذا كان قد مات حَسِتيَاً فهذا لا
يعني أن دور القدوة؛ دور الأسوة الحسنة دور المثل
الأعلى قد مات أو حتى أنه معرض للموت هذه
يستمر في الحياة في أنفسناء في عقولنا عملية تفاعل
استراحة " المجاهد"؟
وعند الصلاة الابراهيمية؛ ستشبه جدا استراحة
المحارب الذي يحق له أن يستريح قليلاً ليلتقط
أنفاسه ليجدد قواء من أجل أن يواصل لاحقاً
والمحارب واستراحته ليس بالضرورة هو المحارب
مع السيف - والرشاش - قضية حق ومبدأ حق)
المحارب الذي يحتاج إلى استراحة؛ أوسع بكثير من
المحارب التقليدي إنه كل من يحارب ولو بالكلمة أو
بالنية ولو بعمل قد يبدو صغيراً لكنه سيتراكم مع غيره
من أعمال صغيرة أيضاً؛ وينتظم داخل إطار أكبر وأوسع؛
ليسهم في تلك الحرب ذات المفهوم الأوسع بكثير من
7 سدرة المنههى
مستمرة بيننا وبين (دوره) هذاء نكون نحن مسؤولين عن
قدح زناد هذا التفاعل عبر استحضاره في أنفسنا؛ في
الطراز الأصيل
هل هذا الجزء الخاص هو ما يسمى في علم النفس
الطراز الأصيل' 00:0(06عة”'" والذي يشبه الحاجة
الأصيلة العميقة داخل النفس البشرية إلى دور القدوة/
الأسوة الحسنة؟
هذه الحاجة الموغلة في القدم إلى بطل ما يعبر عن
عبر العصور وفي مختلف الحضارات عبر أبطال الأساطير
الروحيين ويتم ملؤه حالياً - عبر وسائل الإعلام -
بالنموذج العولمي الهوليودي
المصطلح النفسي - الطراز الأصيل - هو أقرب ما أجده
)١( الطراز الأصيل:*8708177 مصطلح أسسه عالم النفس السويسري
كارل يونغ و يعني به رجود أنماط أساسية وأصيلة داخل النفس
البشرية تشترك فيها كل الأمم و تشكل جزءاً أساسياً من العقل
الجمعي بحسب يونغ
الرسول والنبي ١ل
داخلتاء وملؤه لا يكون عبر ألفاظ محبة مجردة وشعارات
وممارساته؛ الجزء الذي يتحكم بناء بسلوكنا منا أي أن
يكون الجزء الفعال من المركب المعقد من الوعي
فلنتذكر هنا السياق الذي ورد فيه السلام عليه
الصالحين" كما لو أن هذا التتالي في الذكر (النبي أولاً
التفاعل بين ' النبي ' - الموجود في ضمائرنا - وبيننا؛ هو
الذي سيؤدي إلى ' عباد الله الصالحين " أي إلى أن نكون
ولكن ينبفي أن نذكر أن السلام ليس مجرد إلقاء
التحية بل هو عملية التخلص واستئصال الآفات المعيقة
سيساعدنا على التخلص من آفاتنا وأمراضناء سيكون
السلام هنا عملية تفاعل داخلي سيكرسها وسيقويها
استشمارنا أنه موجود بالقرب منا
7 سدرة المتُنهى
الشريف ولكن لكي يتقوى وجوده في ذلك الحيز في
لكي نستشمر وجوده بقربنا
يا الحجرة المجاورة
ل وه فور تح :0 [الحجرات: 1/14-]
على أدبيات الحديث وذوقيات التعامل
يحاولون سر النصوص في داخله المعنى الذي يجمل
للوهلة الأولى - يتوهج ليكون خارج كل زمان ومكان
حقاً وها هو ذا النبي الكريم يبدو قريباً جداً لدرجة انك