أنها كلها تحقيقات تجارية » لا تنهض أن توسم بالتحقيق أو حتى بالتحشية »
بل هى إلى تشويه العلم أقرب بالوصف » وبالسرقة المخلة بالأمانة وبالعنى
من كتب المحققين من أهل العلم كالألبانى - حفظه الله - أجدر بالوسم .
وقد كان من من الله على وحسن توفيقه أن جمعنى أثناء عمرتى
بأحد أصحاب دور النشر الحريصين على نشر التراث المحقق تحقيقاً
علمياً صحيحاً ؛ فاقترح علي تحقيق هذا الكتاب النافع» وحبب إلى
الاشتغال بتخريج أحاديثه من حيث الصحة والضعف » إتمامًا لفائدة الكتاب
الأصل » فنزلت منى هذه الرغبة بمكان » فاستخرت الله فى إنجازها والسعى
لتحقيقها ؛ فانشرح صدرى لذلك ؛ وكان من الله سبحانه وتعالى التيسير »
علامة للتوفيق .
فالحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات .
وهذا الكتاب فى هذه الحلة الجديد » مضاقًا إليه هذا التخريج الوسط
فكما أنه عوناً لطالب العلم فى معرفة درجة الحديث المحتج به فى الباب »
فهو لا يخلو من فائدة يشرح لها صدر طالب الحديث .
هذا ؛ وما ينبغى التنبيه عليه أنى اعحمدت فى مراجعة متن الكتاب
على أكثر من طبعة » منها الطبعة السلفية محققها وناشرها محب الدين
الخطيب » وطبعة دار الحديث » وعنها طبعة دار الخلفاء الصادرة موخراً .
هذه العناوين والتبوييات من وضع بعض من تصدى لتحقيق هذا الكتاب
من قبل » وهى فى جملتها منقولة من كلام ابن القيم نفسه » فائرت الإبقاء
موضوعات الكتاب .
وأخيراً : فهذا جهد المقل » وأسأل الله سبحانه وتعالى أن أكون قد
أخالف ما هو معلوم من هذا العلم بالضرورة ؛وأسأله سبحانه وتعالى أن
والقادر عليه .
وكتب
عمرو عبد المنعم سليم
طنطا : ليلة الأحد الموافق التاسع من ذى القعدة 416 ١ه.
ترجمة المصنف
(نبذة مختصرة )()
هو شمس الدين » أو عبد الله » محمد بن أبى بكر بن أيوب بن سعد
ابن حريز الزرعى » الدمشقى » الحنبلى .
المعروف ب ابن قيم الجوزية » .
قال ابن رجب الحنبلى - وهو من تلاميذ المصنف - فى « ذيل طبقات
الحتابلة 6 :
« ولد سنة إحدى وتسعين وست ماثة »
يوصف» وتفقه فى المذهب الحنبلى ؛ وعنى بالحديث ومتونه ؛ وسمع من
الشهاب النابلسى ؛ والقاضى تقى الدين سليمان ؛ وعيسى المطعم » وأبى
بكر بن عبد الدائم » وجماعة .
ولازم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وأخذ عنه ؛ واستفاد
(ه) مصادر ترجمته :
« البداية والنهاية » لابن كشير (174/14) » « ذيل طبقات الحنابلة » لابن رجب
الحنبلى (49//4 4) » 3 الدارس فى تاريخ المدارس » للنعيمى (40/7) » « شذرات الذهب»
لابن العماد ١ )١78/5(
واستفاد من أبى الحجاج المزى » وله عنه نقولات فى مصنفاته .
قال ابن رجب : « أخذ عنه العلم خلق كثير»... كابن عبد الهادى» +
قلت : وممن تلقى عنه » وانتفع به :
ابن رجب الحنبلى » وابن كثير صاحب « التفسير » حتى قال فى
«البداية والنهاية » : «كنت من أصحب الناس له » وأحب الناس إليه 6 +
وكان - رحمه الله - راسخ القدم فى العبادة » جليل الشأن فى التأله»
عظيم القدر فى الإقبال على الطاعات » حتى قال تلميذه أبو الفداء بن كثير
- رحمه الله -:
« لا أعرف فى هذا العالم فى زماننا أكثر عبادة منه » وكانت له طريقة
وقال ابن رجب - رحمه الله -:
« وكان رحمه الله ذا عبادة » وتهجد » وطول صلاة إلى الغاية
القصوىء وتأله ولهج بالذكر ؛ وشغف إلمحبة » والإنابة ؛ والاستغفار »
: والافتقار إلي الله والانكسار له » والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته »
وقال : « وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة » وكشرة
الطواف أمراً يتعجب منه 6 .
+ محنته مع شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمهما الله تعالى -:
وقد امت ححن الإمام ابن القيم - رحمه الله - مرات » وأوذى »
والسبب الرئيسى في ذلك موافقته لشيخ الإسلام ابن تيمية في مسائل:
الطلاق ثلانً ؛ والنهي عن شد الرحال إلى المشاهد وقبور الصالحين ؛ حتى
حبس معه فى المرة الأخير بالقلعة » منفردًا عن شيخ الإسلام ؛ ولم يفرج عنه
إلا بعد موت الشيخ الصالح - رحمهما الله تعالى -.
قال ابن رجب - رحمه الله-:
« وكان فى مدة حبسه مشتغلا بتلاوة القرآن بالتدبر والتفكر » ففتح
عليه من ذلك خير كثير ؛ وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد
الصحيحة ؛ وتسلط بسبب ذلك على الكلام فى علوم أهل المعارف »
+ ثاء أهل العلم عليه :
العلم » وعلو شأنه فى الطاعة » وأقوالهم شاهدة على ذلك .
قال الحافظ الذهبي رحمه الله -:1 عنى بالحديث ومتونه وبعض
رجاله ؛ وكان يشتغل فى الفقه »ويجيد تقريره وتدريسه ؛ وفى
الأصلين».....» وتصدى للإشغال » وإقراء العلم ونشره 6 .
وقال القاضى برهان الدين الزرعى : ١ ما تحت أديم السماء أوسع
يوصف كثرة 6 .
وقال الحافظ ابن رجب : « لا رأيت أوسع منه علم » ولا أعرف
بمعانى القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه » وليس هو المعصوم » ولكن لم أر
فى معناه
وقال الحافظ ابن كثير : « سمع الحديث » واشتغل بالعلم ؛ وبرع
فى علوم متعددة ؛ ولا سيما علم التفسير ؛ والحديث » والأصلين ؛ ولما عاد
الشيخ تقى الدين ابن تيمية من الديار المصرية فى سنة ثنتى عشرة وسبع مائة
الاشتغال » فصار فريدا فى بابه فى فنون كثرة » مع كثرة الطلب ليلا ونهارا
وكثرة الابتهال » وكان حسن القراءة والخلق » كثير التودد ؛ لا يحسد
وقال ابن العماد : « المجتهد المطق ؛المفسر» النحوى » الأصولى »
المتكلم » .
وكان من حسن توفيق الله له » ومباركته فئ علمه » أن من عليه
بحسن التصنيف وكثرته؛ وقد سرد ابن رجب مجموعة كبيرة من مصنفاته
فى « ذيل الطبقات » +
+ وفاته وعلامة حسن الحاتمة :
وبعد أن قضى - رحمه الله - ستين عاماً من العمر في التعليم
والعمل» وافاه الأجل فى ليلة الخميس ثالث عشر رجب وقت أذان العشاء
من سنة (151) ه » وصَلَى عليه من الغد بعد صلاة الظهر بالجامع الأموى»
ودفن عند والدته بمقابر الباب الصغير » ورئيت له منامات كثيرة +
ومن علامات حسن خامته - رحمه اللهت:
أنه رأى قبل موته بمدة الشيخ تقى الدين |:
النوم » فسأله عن منزلته ؟ فأثسار إلى علوها فوق بعض الأكابر » ثم قال له :
الله -.
فرحمة الله عليه » وجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء .
بسر الله الركمن الركير
وبه نستعين
ما تقول السادة العلماء » أئمة الدين ؛ رضى الله عبهم أجمعين »
فرحم الله من أعان مبتلى ؛ واللّه فى عون العبد ما كان العبد فى
* فأجاب الشيخ » الإمام » العالم » شيخ الإسلام ؛ مفتى المسلمين »
مس الدين » أبو عبد الله بن أبى بكر أيوب إمام المدرسة الجوزية - رحمه
الله تعالى-:
الحمد لله.
أما بعد :
فقد ثبت فى صحيح البخارى من حديث أبى هريرة رضى الله عنه »
حديث صحيح .
(9 7 ) من طريق :
عمر بن سعيد بن أبى حسين ؛ عن عطاء بن أبى رباح » عن أبى هريرة به