قال الإمام الثعالبي :-
من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً؛ ومن أحب الرسول العربي
أحب العرب؛ ومن أحب العرب أحب العربية - التي نزل بها أفضل
الكتب على أفضل العجم والعرب - ؛ ومن أحب العربية : عُني بهاء وثابر
عليها. وصرف همته إليها. . . والعربية خير اللغات والألسنة؛ والإقبال
على تفهمها من الديانة؛ إذ هي أداة العلم» ومفتاح التفقه في الدين. ٠
ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها» والتبحر في دقائقها إلا قوة اليقين في
معرفة إعجاز القرآن وزيادة البصيرة في إثبات النبّة التي هي عُمدة الإييان
لكفى بها فضل بحسن فيهها أثره» ويطيب في الدارين ثمزه.
وا شرفها الله تعالى وعظمهاء ورفع خطرها وكرمها. . . فَيّضٌ لها
بتصرف من مقدمة «فقه اللغة» له
بسم الله الرحمن الرحيم
على أفضل أنبيائك. . وآله وصحبه أجمعين. . أما بعد :-
فكشيراً ما تُشكل على طلاب العلم بعض الألفاظ الغريبة في كتاب الله
عز وجل أوفي بعض الأحاديث والآثار, كما قد يصعب عليهم فهم عبارة
من عبارات الفقهاء» وبغمض عليهم تفسير بعض الأبيات الشعرية أو
القطع النشرية. بل ويند عن أذهائهم أجياتاً معرفة المراد ببعض
الصطلحات أو الجمل التي تطرق مسامعهم . . أو يقرؤها في مؤلفات
السلف رحمهم الله تعالى .
فيعمدوا لفهم ذلك بمراجعة ما ألف في تفسير الألفاظ الغريبة في كل
فن من فنون العلم ولكن بعضهم يقف حائراً أمام ترتيب بعض المؤلفات
المؤلفات والرضا بالجهل أو مراجعة بعض المعاجم المختصرة المعاصرة»
وذلك لسهولة ترتيبها - رغم عدم دقتهاء وضحالة مادتهاء وكثرة أخطائها -
فليًا رأيت الأمر كذلك عزمت على تأليف كتاب يُبين طرق ترتيب ما وقفت
عليه من مؤلفات مطبوعة في غريب القرآن والحديث والفقه واللغة العربية
وحرصت على الشمولية مراعياً الإيجاز فصدرته بتعريف المعاجم ثم
أسباب تأليفها وفوائدها وتاريخهاء وذكرت بعد ذلك كل طريقة من طرق
تصنيف المعاجم الأربع في الألفاظ والمعاني وأعرج على ما وقفت عليه من
وتاريخ وفاته.
ثم أتكلم عن كل كتاب با يناسبه» ثم أختم بذكر طبعه وتحقيقه وتاريخ
ذلك قدر المستطاع فجاء هذا الكتاب الموجز معرفاً بطرق ترتيب ما يربوا
على ماثة وستين معجاً بحمد الله تعالى وفضله.
واقتصرت فيه على التعريف بالمعاجم المطبوعة فقط لتيسر الانتفاع بها
سلفنا رحمهم الله تعالى ليقبل عليها طلاب العلم ورواد المعرفة فينهلوا من
معينا الصا دررا من فرائد ما جادت به أفلام صلينا رجهم الله ما جمره
من مختلف كنوز العلم وروافد الحضارة. كما قال الجاحظ : «لولا مارسمت
لنا الأوائل في كتبهاء وخلّدت من عجيب حكمتها لبخس حظنا من
كما لم أخله من المؤلفات المعاصرة لتتكامل الجوانب المنبجية في جمع المادة
العلمية من مصادرها المتقدمة والمتأخرة.
وقصدت أيضاً حفز همم طلاب العلم على الإقبال على لغتنا العربية»
والتدرب على مراجعة مفرداتها الغريبة في مختلف المؤلفات وعلى مختلف طرق
المختلفة. فاللغة العربية لغة ولود معطاء لديها القدرة على الوفاء بكافة
متطلبات عصرنا الحضارية» ولا غرو فهي لغة القرآن الكريم» قال تعالى:
عناية بكتاب الله تعالل وسنة رسوله المصطفى كَل .
هذا ولقد حرصت على توسيع مفهوم المعاجم في هذا الكتاب» فعرفت
وذلك رغبة في إفادة القاريء الكريم بالكثير من كتب المعاجم المطبوعة
وعدم الاقتصار على المعاجم المشهورة مما يؤدي إلى إهمال غيرها .
وذيلت هذا الكتاب بفهرس لكافة المؤلفات والمعاجم المذكورة فيه» فمنٍ
ابتغى معرفة طريقة ترتيب كتاب بعينه؛ أوقراءة نبذة عنه فليراجعه تسهيلا
لوصوله إليه.
ولقد حرصت عند تعريفي بكل معجم على الوقوف عليه ومراجعته
ونقل ما يتعلق بترتيبه ومنبجه» كما استفدت مما جاء في مقدمات تحقيق عدد
من المعاجم ودراسة المحقق للكتاب. ورجعت أيضاً لعدد من المؤلفات في
جمع المعاجم وتاريجها ومناهجها مما هو مذكور في فهرس المراجع. لاسييا
كتاب «المعجم العربي نشأته وتطوره للدكتور حسين نصار» حيث أجاد
في كلامه عن نشأة المعاجم ومناهجها ومراحل تطورها وتقويمها.
ويضاً كتاب «معجم المعاجم» للأستاذ/ أحمد الشرقاوي إقبال» الذي
تميز بحرص مؤلفه على استيعاب أكبر قدر من المعاجم والتعريف الوجيز بما
يقارب الألف وخمسائة كتاب لغوي . كما استفدت من الدوريات العربية
المعنية ببيان المطبوع والمحقق من كتب التراث لا سيا «ذخائر التراث»
للأستاذ عبدالجبار عبد الرحمن .
فشكر الله للجميع جهودهم المثمرة في خدمة لغة القرآن. وتقريب
إبراهيم القاسم القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض - على ما لقيته من
كما يطيب لي أن أنني على تكرم المحقق د. علي بن حسين البواب»
الأستاذ بكلية اللغة العربية بالرياض بقراءة أصل هذا الكتاب وإفادتي
المراجع اللغوية رغم كثرة أعماله العلمية .
التأليف في جع المؤلفات وفهرستها لا سيا المعاجم لابد أن يحصل فيه
قصور أو أونسيان أوجهل ببعض الولفات؛ لعدم وقون عليها أوعدم علمي
بطباعتها نتيجة لقلة التبادل الثقافي بين المؤؤسسات العلمية في عالمنا
الإسلامي» ولكن عذري أي لم أدخر وسعاً في البحث عن كل ما رأيت له
علاقة وثيقة بالكتاب في ختلف المكتبات مع مساءلة عدد من المختصين في
وقد قال الإمام الخطابي في خاتمة مقدمته لكتاب «غريب الحديث» :-
. . . وكل من عثر منه على حرف أو معنى بجب تغييره فنحن تناشده الله
في إصلاحه, وأداء حق النصيحة فيها فإن الإنسان ضعيف لا يسلم من
واخيراً : أحمد الله تعالى وأشكره على توفيقه وعلى سائر نعمه. وأسأله
جل وعلا أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع بهذا الكتاب
كل من قرأه أو اطلع عليه .
والله أعلم وصل الله على محمد وآله و. صحبه أجمعين. .
أحمد بن عبدالله الباتلي
الرياض 11446
تعريف المعاجم اللغوية :
لغة هي : جمع معجم وه ومشتق من عَجُمّ » ولهذه الكلمة عدة معانٍ
بشرحهاء وتكون مواده مرتبة ترتيباً خاصاً بحسب طريقة كل مؤلف""
أسباب تأليف المعاجم وفوائدها :
بفهم آيات القرآن الكريم ؛ حيث أن تفسير مفرداته بُعين على
معرفة معنى آياته. وذلك بمراجعة المؤلفات في غريب القرآن.
"- تفسير الألفاظ الغريبة الواردة في الأحاديث المروية عن الرسول يي
والآثار الواردة عن الصحابة والتابعين رحمهم الله تعالى في كتب غريب
#- معرفة المراد بألفاظ بعض الفقهاء في المتون. وربطها بالتعريفات
الاصطلاحية عندهم . وذلك في المؤلفات الخاصة بغريب ألفاظ
4 فهم مفردات القصائد الشعرية الغريبة» والقطع النثرية الغامضة.
5 تدوين اللغة العربية خشية ضياع شيء من مفرداتها لا سيا في حياة
)١( يتصرف من الخصائص لابن جني 116/3 ولسان العرب» مادة: عجم 447/7
() مقدمة الصحاح ص 38و47
فصحائها. والمحافظة عليها من دخول ما ليس من مفرداتها .
+ ضبط الكلمات المعُضلة بالشكل. ومعرفة نطقها الصحيح .
. بيان اشتقاقات الكلمة وتصريفاتها وجموعها ومصادرها ونحو ذلك ٠7
تحديد أماكن بعض الممواقع الجغرافية» والمدن التاريخية .
أصحابها الذين لم تجمع أشعارهم .
٠ اكتساب ثروة لغوية كبرى؛ لا سيا عند تعدد مدلولات الكلمة
واختلاف معانيها بحسب سياقها وذلك دليل على سعة وشمول اللغة
العربية؛ وأنها لغةٌ حية ولودٌ معطاء لديها القدرة على تلبية مطالب
الحياة الحضارية ولا غرو فهي لغة القرآن الكريم . قال تعالى : لإنزل
به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين»
[سورة الشعراء؛ الآية 145] +
موارد المعاجم :
تستقي المعاجم مادتها من :-
. القرآن الكريم -١
"- السنة النبوية .
*- أشعار العرب لا سيا الجاهلي وصدر الإسلام .
4 كلام فصحاء الأعراب في البوادي وأخبارهم .
أقوال أئمة اللغة العربية المتقدمين بالرواية عنبم مشافهة» أو النقل
من مؤلفاتهم .
تاريخ المعاجم :
-١ كان النواة الأولى لتأليف المعاجم هو التأليف في غريب القرآن.
وينسب للصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهيا كتاب في
غريب القرآن لكن لم تثبت نسبته إليه'"- وقد عرف عن ابن عباس
اهتيامه بتفسير الألفاظ الغريبة في القرآن وتوضيح معناها مع ذكره
لبعض الشواهد الشعرية عليها. - وسيأتي هذا مزيد تفصيل عند ذكر
المؤلفات في غريب القرآن . ثم ألف الإمام أبو سعيد أبان بن تغلب
الجريري البكري ت ١ه كتاباً في غريب القرآن ثم تبعه عدد من
العلماء في التأليف في هذا المجال حيث الاقتصار على تفسير الألفاظ
الغريبة في القرآن فقط وذكر بعض الأشعار المؤيدة معناها .
"- ثم تطور التأليف إلى تدوين الألفاظ الغريبة والشاذة والوحشية في
مؤلفات خاصة تسمى «النوادر» دون ت أو ترابط بين المفردات في
موضوعها أو حروفهاء ومن أقدم المؤلفات في ذلك كتاب «النوادن
لأي عمرو بن العلاء البصري ات 154ه» وليونس بن حبيب
الضبي ات هاه ولقطرب محمد بن المستنير البصري ات
ثم عني اللغويون بجمع الألفاظ التي تتحد موضوعاتها في كتب
مستقلة كالخيل والإبل والطير والجراد والمطر والنخل والسلاح وخلق
الإنسان والنبات والزرع والأنواء والأزمنة وسيأتي لها مزيد في «معاجم
4- ثم ألف الخليل بن أحمد الفراهيدي ت 770١ه «كتاب العين» فكان
أول معجم لغوي مرتب موسع عرفته العرب والتزم فيه يترتيب مواده
حسب الحروف الحلقية وذكر مقلوباتها - كما سيأتي تفصيله قريباً ..
27/1 للاستزادة. يراجع تاريخ التراث العربي )١(
8*3 للاستزادة؛ انظر : معاجم على الموضوعات. ومعجم المعاجم ص )7(
هه واخياً ألفت المعاجم اللغوية المرتبة موادها بحسب حرفها الأول أو
الأخير واستمر التأليف فيها حتى عصرنا الحاضر.
تنبيه هام :
على من أراد مراجمة معجم لغوي من معاجم الألفاظ أن يبدأ أو
بتأصيل الكلمة؛ وذلك بتجريدها من الحروف الزوائدء وإعادتها لأصل
ونطقها. وسأشير إلى كل منها عند الكلام عنه بعون الله تعالى - .
الأصل في اللغة
للاستزادة تُراجع مادة / جرثم / في القاموس المحيط ص 1805 ط؛ الرسالة . وتاج العروس