متوسطو الطلبة في كتاب «القطْر» لابن هشام في النحو» وبعدّهم يقرأ عليه
كبارٌ الطلبة في «ألفية ابن مالك» وشرح ابن عقيل عليها في النحو أيضًا
من متن «زاد المستقيع» غَيْبَا فإذا قرأ آخرهم وسكتّ أخذ الشيخ قِ
فقرة وجملة»؛ والشيخ يُلقَ على عبارات الشارح وجمله؛ بكلام يُوضِح
المعنى ويُزيل الإشكال» ويُصَرِّر المسائل تصويرًا ملموسًاء يُقرّب المعاني
وقت الضحى انصرف إلى داره وجلَّسٌ فيها
عليه بعضٌ الطلبة في المنون العلمية غيبًا» مثلّ «كتاب التوحيد»؛ و«العقيدة
8 صلاح الأمداسة علوالهمة م
بالناس العصرّ» وجّلَّس في المسجد يقرأ عليه أحدٌ أعيان الطلبة في بعض
انتهُوا قرؤوا عليه في «العقيدة الحَمّوية» لشيخ الإسلام ابن تيمية» فإذا بقِي
إلى أذان المغرب مقدارٌ نصف ساعة خرّج إلى داره
فإذا دن بالمغرب جاء وَل بالناس» ثم جلّس في المسجد للطلبة؛
أمر القارئ فشَرّع يقرأ عليه في «تفسير ابن كثير» إلى الساعة الثانية
والتن» فِيِأمدٌ بإقامة صلئة الحشتى انا أقيمك رسل بالناس تثل
وكان يرحمه الله تعالى لا يُدَّعٌ طالب العلم المبتدئ يقرأ عليه في الفقه
أحاديث الأحكام وشروجهاء و«الروض الربع»»؛ فكان يُربّ الطلبةً
بغار العلوم قبل كبارها
وقد استَمَرٌ على هذا الترتيب في الدروس بهذه الصفة» إحدى وأربعين
درس الفقه وابلوغ المرام»''"ء فإنه لم يترك الجلوسٌ لما بعد صلاة الفجر؛
وقد ذَكَّر ترتيب أوقاته في السنوات الأخيرة تلميذه الشيخ عبد الله بن سليمان
إلى أن حَبّسه المرضش فاقتصّر على درس التفسير قبيل القيام إلى صلاة
العشاء يُقرَاً عليه في تفسير ابن جرير الطبري» انتهى كلام الشيخ عبد الله
بن عبد اللطيف
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة: «وهذه حنة دمن الردوي
الشيخ (أُمة ٌ) في جسد رجل؛ وكان مسجدُه (جامعة) في قلب نجدء ملاث
التعليم والمعاهد والكليات والجماعات» التي هي أثر من آثار نهضة الشيخ
العلمية رحمه الله تعالل وجزاه عن العلم والدين والإسلام خيرًا
به أعداًكبيرةٌ لا نحص من العلماء والمُحصّلين» وحسبك أن تعلم أن جُلُ
أكاير علماء المملكة اليومٌ هم من تلاميذه وهم الذين َي أعلى
المناصب العلمية والدينية؛ ويّملؤون مناصبٌ القضاء والإفتاء والتدريس
المنيع في مقاله الجامع عن حياة الشيخ محمد بن إبراهيم» المطبوع في «مجلّة
البحوث الإسلامية» في العدد (18) (ص777- 778)) وقال في نهاية كلامه:
حين كان طالبًاءوحين صار عانًا مُعلًّْا» فقد صبر على مرحلة اليتم؛
وافتقاد الأب الحنون المشجع لولده على الخير» وصبر على المجتمع الذي
نجد فيه خبرًا ناشقًا مع شيءٍ من الطماطم يعتبر أسعد يوم وأهنا يوم من
© ويذكر أنه في بعض الأيام كان يذهب إلى خزانة الخبزء أو المكان
وكان يأكله على الماء» ثم بعد ذلك كان يعاني من عدم وجود مال ينفق على
إن ذهب إلى واحد من أهل بلده المغتربين ليسكن عنده تأذى بأعيالهم
ومعاصيهم» ومن سباع الملاهي وغير ذلك وإن نام في الحرم لم يكن معه
ما يتغطى به» وها هو يحدثنا عن موقفه: قال كَْلَثةُ: «بقيت في مكة أشرب
شتريت لي بطانية؛ وأشرب من زمزم وما تيسر من الطعام ونوم في
الحصوة ويم لهاي أتصور ان لش اف
حتى قال عن حاله: «إذا كان الشغل مرهقًا فأنسى في النهار»» أي
تسترسل مع ملذاتها وما ترغب فيه من قراءة المجللات وغيرهاء وصرٌ
نفسةٌ على الغربة عن بلده» وطبيعة النفس تهوى منزلها الأول وتحبه؛ وبعد
خروجه صبر عل تنك المجتمع له القريب منهم والبعيد» وواجه في بداية
© وصبر على تعليم أبناء المسلمين» وما كان يجد الراحة إلا مع العلم؛
سمعنا أنًّا يقرأ علينا: قال البخاري: حدثنا محمد بن كريب» وساق
السند» وآخر يقول: قال مسلم حديثنا محمد بن بشار» حدثنا محمد بن
08 كل من إن ذكر ذهبت عنا همومٌ الدنياء وسمعته يقول: «ليس في
0 وقال كَبَلَثْهُ: «إني بحمد الله أحبُ كتاب ري والسنّة الغزّاء سيا :
«الصحيحين» والقراءة فيهما عندي أحلى لذة في الدنياء وإني إذا فتحت
اصحيح البخاري»» وقلت: قال الإمام البخاري كََبَلتةُ: حدثنا عبد الله
أنسى مشاغل الدنيا ومشاكلها١اه
استشفي بدرومي»
لل بذل العلم وتبصير غيره» وهو في المرحلة الثالثة من مراحل من
في معهد الحرم» كذلك وهو في الجامعة في المدينة قال كِِبَلَثةُ: (منذ كنت في
الحرم المكي» وأنا أدرّس بع طلبة العلم في «قطر الندى» وفي «التحفة
السنّة» وعندما كنت في المدينة؛ كنت أدرّس بعض إخواني في الحرم المدني
في «التحفة السنيّة»» ثم وعدت إخواني في الله بدروس في بيتي بعد العصر
في «جامع الترمذي» و«قطر الندى» و(«الباعث الحثيث»
يدفعه أحدء وانصرف إن طلب العلم مع نغاتاته لكثير من الساحب
همته في الثريا
ت كان الشيخ لا ينظر إلى الدنيا ومغرياتهاء ولكن يهمه العلم» يهمه
تعليم الأمة» يهمه كيف تنتشر سنة رسول الله 8 يهمه كيف يخدم هذا
الدين؟ أخبرني الأخ الفاضل/ خالد بن عبد الله بن غالب الوصابي قال:
المدينة قال: فقلت في نفسي: ماذا قدمت للإسلام يا مقبل؟!!»
فقالت: هذا يا نبيَّ الله قد فطمتّه» وقد أكل الطعام فدفعٌ الصبيٌّ إلى رجل
خالد '" بن الوليد بحجر فرمى رأسهاء فتنضّح '" الدم على وجو خالد
فسبّهاء فسمع نبي الله يل به إيّاها؛ فقال: مهلا يا خالد فوالذي نسي
(١)«إما لا فاذهبي»: هو بكسر الهمزة من «إماه؛ وتشديد الميم؛ وبالإمالة الأصل:
إن ماء فأدغمت النون في الميم وحذف فعل الشرط فصار إِمَّا لاء ومعناه: إذا
() فيقبل خالد: حكاية للحال الماضية» أي:
المهملة» رمعناه: ترشش وانصب
أصحاب الغار:
٠ه عن ابن عمر تا عن رسول الله كل أنه قال: «بيثمًا ثلاثة نَفْرَ
01 المكس: الجباية
(؟) «غار»: الغار:الثقب في الجبل
ومعناه بعد؛ والنأي البعد
(0) «بالحلاب»: الإناء الذي يحلب فيه؛ يُسعْ حلبة ناقة؛ ويقال له: المحلب قال
القاضي: وقد يريد بالحلاب هنا اللبن المحلوب
() «فلم يزل ذلك دأبي» أي: حالي اللازمة
بقيّ فرج الله ما بي »(*
)١( «فلما وقعت بين رجليهاه؛ أي: جلست مجلس الرجل للوقاع
ررق بفرق: بفتح الراء وإسكانهاء لغتان الفتح أجود وأشهر وهو: إناء يسع ثلاثة
(ه) البخاري (7470)؛ ومسلم (1747)