المقدمة
الفصل الأول: ويشمل التمهيد.
الفصل الثاني: ويشمل آفات اللسان لأن اللسان هو السبب الرئيس في
الفلاح وعدم الفلاح في الحتى والظلم في المكسب والخسارة في بناء الأمم
سكت اللسان عن الحق فصاحبه شيطان أخرس؛ وإذا نطق بالباطل فصاحبه
شيطان ناطق» فالذي يريد تأدية ما عليه من حقوق نحو الجار عليه أن ينطق بالحق
الفصل الثالث: ويشمل نص الكتاب المشروح.
رسول الله كل؛ وفي الخار والأهل ولله الحمد والمنة.
الشيخ/ علي أحمد عبد العال الطبطاوي
رئيس جمعية أهل القرآن والسئة
الفصل الأول
التمهيد
حق الجار
اخرجه مسلم عن عبيد الله بن عمر
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي» أنا أبو الحسن على بن عبد الله
الطيسفوني؛ أخبرنا عبد الله بن عمر الجوهري؛ نا أحمد بن علي الكشميبني؛ نا
علي بن حجر؛ نا إمماعيل بن جعفر» عن العلاء» عن أبيه» عن أبي هريرة أن النبي ف
قال: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بواتقه».
والصلة والآداب: باب الوصية بالجار والإحسان إليه.
معين والنسائي؛ فالإسناد حسن» وصححه ابن حبان (1067)
(©) (49) في الإيسان: باب بيان تحريم إيذاء الجار» وفي الباب عن أبي شريح مرفوغان والله
4 الفصل الأول / التمهيد
وروي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله يخ « خير الأصحاب عند الله
خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم اروم"
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي؛ نا أحمد بن منصور الرمادي؛ نا عباد
الرزاق(ح) وأخبرنا أبو سعيد الطاهري؛ أنا جدي عبد الصمد البزاز» أنا محمد بن
أي واثل» عن ابن مسعود قال: قال رجل للنبي 8 يا رسول الله كيف لي أن أعلم
وقال عمر بن الخطاب #ه: إذا حمد الرجل جاره وذو قرابته ورفيقه؛ فلا
التحذير من الغدر بالجار؟
عن عبد الله بن عمرو عن النبي فَي قال: « أربع من كن فيه كان منافقاء ومن كانت
جاره بوائقه» أخرجه البخاري (71770/10) 37/1) من حديث ابن أي ذئب عن سعيد
المقبري» عن أبي شريح؛ وقد اختلف أصحاب ابن أبي ذئب عليه في صحابي هذا
ببغداد» فإنه يقول عن أبي شريح انظر تفصيل ذلك في«الفتح».
صحيح؛ وحسنه الترمذي» وصححه ابن حبان )٠١51( والحاكم (765/4١)؛ ووافقة
ابن حبان .)1٠١810(
(©) كتابنا الجواهر الطبطاوية وكتاب جامع العلوم والحكم.
الفصل الأول / التمهيد
شرح الحديث:
هذا الحديث خرجاه في الصحيحين من رواية الأعمش عن عبد الله بن مرة
عن مسروق عن عبد الله بن عمرو بن العاص.وخرجاه في الصحيحين أيضًا من
حديث أي هريرة عن النبى يِه قال: (رآية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب: وإذا وعد
علامات المنافق ثلاث».
وقد روي هذا عن النبي كَ من وجوه أخرء؛ وهذا الحديث قد حمله طائفة
ممن يميل إلى الإرجاء على المنافقين الذين كانوا في عهد النبي تل فإئهم حدتوا
فاخلفوه. وقد روى محمد المحرم هذا التأويل عن عطاء أنه قال: حدني به جابر
والمحرم شيخ كذاب معروف بالكذب.
وقد روي عن عطاء هذا لما بلغه من وجهين آخرين ضعيفين أنه أنكر
فسره به أهل العلم المعتبرون أن التفاق في اللغة هو من جنس الخداع والمكر
وإظبار الخير وإبطان خلافه؛. وهو في الشرع ينقسم إلى قسمين:
الأول: النفاق الأكبر» وهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه
و الفصل الأول / التمهياد
كان على عهد رسول الله 8 ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم» وأخبر أن أهله
في الدرك الأسفل من النار.
والثاني: النفاق الأصغر؛ وهو نفاق العمل وهو أن يظهر الإنسان علانية
صالحة ويبطن ما يخالف ذلك. وأصول هذا النفاق يرجع إلى الخصال المذكورة
في هذه الأحاديث وهي خمس:
أحدها: أن يحدث بحديث لم يصدق به وهو كاذب له؛ وفي المسند عن
النبي ك4 قال: «كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثًا هو لك مصدق وأنت به كاذب»
قال الحسن:كان يقال: النفاق اختلاف السر والعلانية والقول والعمل والمدخل
ثانيها: إذا وعد أخلف وهو على نوعين:
وعد الرجل ونوى أن يفي به فلم يف فلا جناح عليه» وقال الترمذي: ليس إستاده
وخرج الإساعيلي وغيره من حديث سلمان أن عليا لقي أبا بكر وعمر
الفصل الأول / التمهيد 1
حاتم الرازي في هذا الحديث من رواية سلمان وزيد بن أرقم: الحديثان مضطربان
والإسنادان ججهولان.
وقال الدارقطني: الحديث مضطرب غير ثابت والله أعلم. وخرجه الطبراني
والإساعيلي من حديث علي مرفوعًا «العدة دين» ويل لمن وعد ثم أخلف قاها
ثلاثًا». وفي إسناده جهالة.
ويروى من حديث ابن مسعود قال: «لا يعد أحدكم صبيه ثم لا ينجز له
قال: قال رسول الله 488: العدة عطية» وني إسناده نظر وأوله صحيح عن ابن
مسعود من قوله.
وفي مراسيل الحسن عن النبي 4 قال: « العدة هبة» وفي سنن أبي داود عن
مولي لعبد الله بن عامر بن ربيعة عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: «جاء النبي
وذكر الزهري عن أبي هريرة قال:من قال لصبي تعال هاك شرا ثم لا يعطيه شيئًا
فبي كذبه. وقد اختلف العلماء في وجوب الوفاء بالوعد؛ فمنهم من أوجبه مطلقًاء
وذكر البخاري في صحيحه أن ابن أشوع قضى بالوعد وهو قول طائفة من
أهل الظاهر وغيرهم؛ ومنهم من أوجب الوفاء به إذا اقتضى نفعًا للموعود؛ وهو
المحكي عن مالك؛ وكثير من الفقهاء لا يوجبونه مطلقًا.
الصحيحين عن النبي « إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم». وقال 8: «إنكم
"1 الفصل الأول / التمهيد
وقال 8: «إن من البيان لسحرًا» فإذا كان الرجل ذا قدرة عند الخصومة سواء
كانت خصومته في الدين أو في الدنيا على أن ينتصر للباطل ويخيل للسامع أنه حق
ويوهن الحق ويخرجه في صورة الباطل كان ذلك من أقبح المحرمات وأخبث
خصال النفاق.
وني سنن أبي داود عن ابن عمر عن النبي ث4 قال: («من خاصم في باطل وهو
خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله».
ا عاهد غدر ولم يف بالعبد؛ وقد أمر الله بالوفاء بالعهد فقال:
وني الصحيحين عن ابن عمر عن النبى يَ# قال: «لكل غادر لواء يوم القيامة
يعرف به» وفي روايةر« إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال: ألا هذه غدرة فلان»
وخرجاه أيضًا من حديث أنس بمعناه.
وخرج مسلم من حديث أبي سعيد عن النبي كه قال:« لكل غادر لواء عناد
أمته يوم القيامة» والغدر حرام في كل عهد بين المسلم وغيره ولو كان المعاهد
لهذا في حديث عبد الله بن عمرو عن النبي 88:(من قتل نفس معاهدة بغير
الفصل الأول / التمهيد 1
وقد أمر الله تعالى في كتابه الوفاء بعهود المشركين إذا أقاموا على عبودهم
آنا عهود المسلمين قيمًا بينم فالوفاء بها أشد ونقضها أعظم إشا. ومن
أعظمها نقض عهد الإمام على من تابعه ورضي به. وفي الصحيحين عن أبي هريرة
عن النبي يل قال: « ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكييم وشم عذاب اليم؛
لد» ويدخل في العهود التي يجب الوفاء بهاء ويحرم الغدر في جميع عقود المسلمين
عليه من نذر التبرر ونحوه.
تَعْلَمُونَ > [ الأنفال: 7؟]؛ فالخيانة في الأمانة من خصال النفاقء
وفي حديث ابن مسعود من قوله وروي مرفوعًا: «القتل في سبيل الله يكفر
كل ذنب إلا الأمانة؛يؤتى بصاحب الأمانة فيقال له أد أمانتك؛ فيقول: من أين يا رب
هناك كبينتها؛ فيحملبا فيضعبا على عنقه فيصعد بها في نار جبنم حتى إذا رأى أنه قاد
والأمانة في الصوم والأمانة في الحديث وأشد من ذلك الودائع.
وقد روي عن محمد بن كعب القرظي أنه استنبط ما في هذا الحديث أعني
حديث: «آية المنافق ثلاث» من القرآن وقال : مصداق ذلك في كتاب الله تعالى:
سسا ص الفصل الأول / التعهيه
وروي عن ابن مسعود نحو هذا الكلام» ثم تلا قوله: م فَأعْقبهمْ قَاقًا في
فُوِمٌ > [ التوبة: 77]. وحاصل الأمر أن النفاق الأصغر كله يرجع إلى اختلاف
السريرة والعلانية كما قاله الحسن.
وقال الحسن أيضًا: من النفاق اختلاف القلب واللسان واختلاف السر
والعلانية واختلاف الدخول والخروج. وقال طائفة من السلف: خشوع النفاق أن
ترى الجسد خاشمًا والقلب ليس بخاشع. وقد روي معنى ذلك عن عمر. وروي
عنه أنه قال على المنبر: «إن أخوف ما أخاف عليكم المنافق العليم» قالوا: كيف
يكون المنافق عليمًا قال: يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور؛ أو قال: المنكر» وسثل
وني صحيح البخاري عن ابن عمر أنه قيل له: إن ندخل على سلطائنا
رسول الله #4 وسلم النفاق. وفي رواية قال: إن الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد