بسم الله الرحمن الرحيم
أخوة أصلنا وهو آدم وحواء؛ إذ البشر كلهم عربهم
وعجمهم أبيضهم وأسودهم أبوهم آدم وأمهم حواء؛ لذا
فهم أخوة لبعضهم بعضاً.
ومن واجب الأخ على أخيه أن يحب له الخير ويكره
والعلم الذي أدعوك إليه هو أن تعرف أنّك مخلوق
كسائر المخلوقات من الإنسان والحيوان وكل الموجودات
من السماء وما فيها من شمس وقمر ونجوم وكواكب
الأرض وما فيها من بحار وأنهار وجبال وأشجار
ومضارها وفي ظروفها وأوقاتها.
الإنسان ورزقه وحفظه من الآهات والمهالك ث إلى نهاية
أجله؛ وأما غيره مما عبده الجهال من الأصنام والأحجار
والله هو خالقه فكيف يُعبد مع الله؟ إن هذا ظلم من أكبر
الظلم وأفظعه.
حكيم يارحيما .وليك معنى هذه الأسماء الأربعة:
-١ القويٌ هو ذو القدرة على خلق وإيجاد كل ما يريد
خلقه وإيجاده فهو ذو قدرة لا يعجزها شيء أبداً.
»- العليم هو ذو العلم الذي أحاط بكل شيء فلا يخفى
عليه شيء في الأرض ولا في السماء يعلم دبيب
الدملة السوداء في الليلة الظلماء إذ الخلق كله هو
خالقه والعالم به قبل خلقه فكيف يخفى عليه شيء
*- الحكيم هو ذو الحكمة. والحكمة هي وضع كل
شيء في موضعه فهو الله الحكيم الذي يخلق ما
من سائر المخلوقات لحكمة رآها في ذلك فكل ما
يشاهد من تغيرات في لعالم كل فضلاًعن الإنسان
حين كرض أو يصح أو يُعطى أو كنع أو يولد أو يموت
الكل قائم على حكمة الله العليم الحكيم القوي
4- الرحيم أي فو الرحمة التي وسعت كل شبيء
رحمة بهم» والفرس ترفع حافرها وهي ترضع مهرها
تطأه بحافرها وذلك رحمة به؛ والمرأة يتحول
دمها الأحمر إلى لبن أبيض عندما تلد مولودها لترضعه
اللبن الأبيض الخالص هذه وغيرها مظاهر رحمة الله
لذا يا أي ادع الله ربك بهذه الأسماء فقل يا الله يا
فإنه سميع الدعاء قريب مجيب.
واعلم أن لله تعالى أسماء غير الخمسة التي ذكرت
لك منها: «الرّب» والرحمن والغفور والشكور والحليم».
لك في قولي «واعلم أن الله تعالى» أن كلمة تعالى معناها
وأفعاله وأنه لمنزه عن خلقه وعن كل ما يصفه به الجهال
من تنتية ولد إليه» أو إله أي معيود يُعيد معه "أو عتجز
أو نسيان أو عدم معرفته بشيء خفي فهو تعالى أي تنزه
وتباعد وارتفع وتقدس عن كل ما يصفه به الجهلة من
الإنس والجن.
هذا معنى كلمة ( تعالى ) ويحسن أن نقولها كلما
ذكرنا اسمه فنقول «الله تعالى» هو الذي خلق ورزق
وأعطى ومنع؛ وهو الذي أمات وأحيا وأعز وأذل إذ هو
هذا والآن أشرح لك معنى أسماء الله الخمسة التي
ذكرتها لك وهي
-١ الرّب من أسماء الله تعالى ومعناه: الخالق الرازق
- الرحمن أي الله ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل
مخلوقاته؛ فالخليقة كلها تتراحم برحمته فهو تعالى
رحمان الدنيا والآخرة أي يرحم عباده في هذه الحياة
الدنياء ويرحم أهل طاعته في الحياة الآخرة التي تكون
بعد نهاية هذه الحياة التي يحياها الخلق اليوم وقبل
وذلك بفناء الحلق والكون ثم تأني الحياة الآخرة إلني
لا تفنى ولا ترول كهذه الحياة وسأعرَتُكَ بها بعد إن
شاء الله تعالى +
© الغفور أي ذو المغفرة أي لذنوب عباده التائبين إليه
المستغفرين له أي الطالبين منه مغفرة ذنوبهم.
والذنوب هي ما يعلق بنفوسهم من ظلمة وخبث
نتيجة معصيتهم له بترك ما أمرهم بفعله أوبارتكاب ما
- الشكور أي كثير الشكر لعباده المؤمنين به وبلقائه
من يعمل منهم حسنة يجزيه بها عشراً أو أكثر إلى
-٠ الحليم أي ذو الحلم والصفح والعفو عن عباده
ويحلم الله تعالى عليه ويصفح ولا يعاجله بالعقوبة بل
مستغفراً تائباً وهذا من حلمه تعالى على عباده وكيف
لا؛ وهو الغفور الحليم.
نعم عرفته بأسمائه» وهل عرفت أنه منزه عن النقائص
كلها فلا شريك له في الخلق والرزق والتديير قل لي: نعم
قد عرفت ذلك. وعرفت أنه العليم الحكيم القويّ القدير
إذا عرفت هذا فاعرف شيئاً آخر» وهو أن الله تعالى خلق
أن يعبدوه فقد قال الله تعالى : «ؤوما خلقت الجن
طاعته بفعل ما أمرهم بفعله؛ وطاعته بترك ما أمرهم أن
يتركوه؛ وهل تدري السر في عبادة الله تعالى ما هو؟ إنه
تحقيق سعادتهم وكمالهم في الدتيا ونجاتهم من النار
ودخولهم الجنة في الدار الآخرة» وذلك لأن ما يأمرهم
كله باطل وشر وظلم» وسعادة الدنيا لا تتم إلا باعتقاد
الحق وفعل الخير وإقامة العدل بين العباد» وتجنب الباطل
وأما سعادة الدار الآخرة فإنها متوقفة على طهارة
الأرواح وزكاة النفوس فمن كانت روحه طاهرة ونفسه
تركو إلا على ما أمر الله تعالى بفعله من اعتقاد الحق
وفعل الخير وإقامة العدل مع إبعادها عما يخبثها من
اعتقاد الباطل وفعل الشر والظلم والفساد.
وهل تعلم يا أخي حكم الله تعالى الصادر على الإنس
والجن في أن من زكى نفسه أفلح وفاز بدخول الجنة»
بأوضار الذنوب والآثام خاب وخحسر وحم دخول الجنة
وأدخل النار دار البوار والخسران.
وحكم الله تعالى هذا جاء مبيناً في كتابه القرآن
العظيم في قوله تعالى من سورة «والشمس وضحاها» إذ
قال تعالى فيها :ا قد أفلح من زكاها وقد خاب من
دساها». ومعنى أفلح فاز بدخول الجنة بعد النجاة من
دخول النار.
ومعنى دخاب من دساها» أي خسر حيث حرم من
دخول الجنة وأدخل النار دار العذاب والخسران.
أو الشقاء وما عرفتك بكتاب الله تعالى وإليك تعريفاً
إن هذا الكتاب أنزله الله تعالى في ظرف ثلاث
وعشرين سنة بواسطة ملك من ملائكته يقال له جبريل
لم ينزله جملة واحدة ولكن أنزله مفرقاً بحسب الأحوال