اكمة رس اءل/ لم سوط :2م274
ولام
مقدمة الطبعة الأولى
التفكير فى الأديان لا يعتمد على العقل وحده ؛ لأنها
من الأمور الغيبية انتى لا مجال للعقل فيهما ٠ فالتفكير فيما
وراء هذا العالم قد ينحرف بالعقل عن السير فى الطريق
ما يفكر فيه بحائط سميك يسد عليه المنافذ ؛ وقد يتشتت فى
دوامة تتخطفه آراء وأهواء لا يدرى ما يصدق وما لا يصدق +
انه يشمر بالعجز لأن العالم الذى يفكر فيه قصر عن
لابد أن يسترشد الى جانب العقل بالعاطفة والاحساس
والشعور والفطرة التى فطر عليما ؛ كل ذلك يسيطر عليه
ويجذبه الى قوة خفية ؛ وبخاصة حين يكون فى حالة غير
طبيعية : كان تستولى عليه حالة لا يستطيع أن يتحكم فيها +
لام
كالخوف الشديد أو الرهبة أو المرض الذى يعجز عن معرفة
يتضرع ويتذال ليرفع عنه ما نزل به مما لا قدرة له على دفعه +
التى فطر الله الناس عليها +
تحترق غلم تنفتح مظلته ؛ فاذا به وهو الشيوعى المنكر
للدين يهتف ؛ حين أحدق به خطر الموت « يارب » فتنفتح
المظلة ++ لعل فى هذا أصدق شاهد على استجابة الفطرة لباريها !
الكون ؛ ومصدر الهامه ؛ أن يؤمن ايمانا قويا بتلك القوة
تواترت الأخبار بها ولا يزال بعضها بين ظهرانينانا) +
بالله واليوم الآخر والملائكة ؛ كما دعوا الى المثل العليا التى
تعود على الاننسان بالخير العميم فى الدنيا والآخرة ؛ أنبياء
الله ورسله موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام +
+ لا يزال الترآن الكريم معجزة الاسلام الخالدة )١(
هؤلاء نالوا درجة رفيعة ومنزلة سامية : فلا يصح
"أن ننظر اليهم نظرتنا للرجل العادى ؛ بل ننزلهم منزلة تليق
بمن أرسلوا لهداية الناس والسير بهم الى الصراط المستقيم »
فلا نتناول أعمالهم بالنقد والتجريح *
فليس لنا مثلا أن نقول : كيف خلق الله عيسى عليه السلام ؟
قبله آدم عليه السلام بطريقة يعجز البشر عن معرفتها +
« ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم ؛ خلقه من تراب ثم
قال له كن فيكون )١(» *
أو نقول لماذا لم يتزوج النبى عيسى عليه السسلام
على سنة غير سنة البشر +
فهذا ومثله ينبغى أن ترّده الى خالق الأرض والتتماء +
ولا سمح لعقولنا القاصرة أن تفكر فيه تفكيرا سلبيا
الا اذا كان التفكير يهدينا الى سبب وحكمة تثير لنا الطريق
لمعنى سام وغاية نبيلة *
آل سراق أ قوب (؟) مريم :740
مأخذا حينما ضرب الرجل المصرى الذى كان يتقاتل مع
الاسرائيلى فقتله +
«١ ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها
فهذا لحكمة أرادها الله تعالى وموسى عليه السلام
فى بداية دعوته +
أو حينما غضب وأساء الى أخيه هارون غلم يتمالك
المقدسة » وكان فى طبيعته عليه السلام بعض الحدة
أن تقول فرقت بين بنى اسرائيل ولم ترقب قولى 8() +
وليس لنا نحن البشر أن نفوه بكلمة نقد تجاه خاتم
النبيين محمد صلى الله عليه وسلم لأنه قزوج وقد
تجاوز الخمسين أكثر من عثشر نساء ؛ وهى سن قد ينصرف
أن يقول ان النبى محمد صلى الله عليه وسلم تزوج هؤلاء
النسوة ؛ وهو فى هذه امسن وعيشه عيش الكفاف والزهد +
نجد رب السماء ينهاه ؛ وقد قارب الستين عن الزواج مهما
تكن الأسباب +
« لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج
الأعظم صلى الله عنيه وسلم لم يكن بدعا من الرسل فقد
تزوج كثيرون منهم أكثر من واحدة +
وكانت أول من تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم
خديجة بنت خويلد رفى الله عنها وكانت ذات عقل وجمال
» الأحزاب : ؟ه )١(
بكر لزج
ومال . فساعدته على فترة ما قبل الرسالة 6 وهى أصعب
بكثير مما بعدها لأن تلك الفترة كانت فترة استعداد وتمرين
لتحمل أمر رب السماء ؛ وهو ليس بالمين » فلا يستطيع
الانسان أن يسمو بروحه الا بترك الدنيا والانقطاع للعبادة
والتخلص من المادية والاتجاه الى ما يساعد على صفاء
الروح ٠ وقد ساعدته الزوجة الوفية رضى الله عنها على ذلك
كله ؛ فلم يحدث ما يعكر صفو الرسول أو يؤخر من صعوده
عنه أعداء الدعوة حت ىصعدت روحها الطاهرة الى الرفيق الأعلى+
ولقد أشفق أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
عليه وأهمهم ما فيه من حزن ؛ فوكلوا الى صحابية جليل
تدعى خولة بنت حكيم أن تختار له من تساده فى بيته +
ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله
على أبى بكر وعلى عثمان رضى الله عنهما فامتتعا ويسيبها
نزل كثير من القرآن ؛ وبعدها تزوج زينب بنت خزيمة
رضى الله عنها وكان زوجها قد استشهد فى غزوة أحد +
وتزوج أم حبيبة رضى الله عنها التى توف زوجها فى
الحبشة ؛ وتولى العقد النجاشى حاكم الحبشسة ؛ ثم ميمونة
رضى الله عنها وغيرها + ولعل من أشهر نسائه صفية # رخى
وسلم ؛ ويظهر ذلك الحب الشديد حينما نزل به المرض
فحزنت وبكت ؛ وقالت مخاطبة النبى الكريم : « ائى والله
يا نبى الله وددت الذى بك بى » +
ثم بينت الحكمة من تعدد زوجات النبى مخمد ؛ صاوات
وأصبح اختيار هؤلاء الزوجات لمصلحة الدعوة : وليس
الشخص محمد صلى الله عليه وسلم فائدة تذكر من
الجمع بين هذا العدد ان لم نقل انه صادف بعض المتاعب
على صدق دعوته الى الاسلام ؛ وأن هذه الدعوة من عند
الله ؛ فالزوجة أقرب الناس الى زوجها © ومن سورته تعرف
كانت واحدة
ب أو اثنتين أو ثلاثا فقد ينافقن 6 وقد
أو منافقا ؛ فيل يمكن لمثل صفية رضى الله عنها -
أهلها ومن بقى من عثسيرتها لتكون مع هذا الأفاق مثلا ؟ كلا +
غلو أن هؤلاء رآين أدنى شىء يدل على كذب آلنبى مخمد
الدعوة » فكان هذا الاجماع دليلا واضحا على صدق النبى
محمد صلى الله عليه سل ل وأن دعوته من عند خالق
السماء والأرض وأن ما يقوله صادق فيه +
ولم يكن فى بيت النبى محمد صلى الله عليه وسلم
نعيم أو رفاهية حتى يتسسكن بالحياة معه ؛ بل غالبا ما يمر
الحياة معه +
ومن حكم التعدد أيضا أن نتعلم من التبى محمد صلى
لله عليه وسلم خلقه العظيم فى مماملة الزوجة + فلم يؤثر
حولها وتناقلها الناس من مكان الى مكان ٠ وغضب النبى وراح
يسال ويناقش وعائشة معه ؛ ولم يرض أن يكون أول ناقل
للخبر السيىء فقد يكون الخبر كاذبا ؛ وكان بها رؤوفا رحيما
حتى أنزل الله ببراعتها قرآنا يتلى +
وكثيرا ما كان يومى بالنساء خبرا فى كثير من أقواله
ومساعدته لهن فى دليل واضح +
ولقد كان للزوجات حرية الكلمة والتعبير عن الرأى بكل
شجاعة ما دام ذلك لا يغضب رب السماء أو يمسن عور
الأخريات » وكثيرا ما كان يردهن بالحسنى ٠ وقد يغضب أحيانا
ويظهر ذلك على وجهه : ولكنه يسرع فيستغفر الله ويطلب ممن
أساءت التوبة والرجوع الى الله +
وهناك حكم أخرى لتعدد زوجاته عليه الصلاة والسلام :
منها ادخال السرور على قلوب النساء اللاثى مات أزواجين
فى الجهاد والققال فى سبيل الله ؛ وذلك بتقريبهن اليه بالزواج +
وأيضا مساعدة من مات أزواجهن على تربية أولادهن
وكان لهم سبق الاسلام +
وبجانب هذا فقد كان نشر قواعد الاسلام يقتضى أن
تكون له زوجات كثيرات ينقلن عنه تعاليم رب السماء ؛ وزوجة
النبى أقرب الناس وأولى بمعرفة الكثير من الأحكام وبخاصة