إكرام الله إمداد الحق إلى تحقيقه والقيام بدراسته حتى خرج بهذه الصورة التي تثلج
ولقد بذل الباحث في خدمة هذا الكتاب على كبره جهداً كبيراً وتنوع
جهده في الدراسة وفي التحقيق» فلم يأل جهداً في تتبع وجمع النسخ الخطية التي
علم بوجودها للكتاب من جهات مختلفة وقام بدراستها دراسة دقيقة لاختيار
وسار في عمله على منهج علمي دقيق يخدم الكتاب دون تطويل يثقل الكتاب
بما لا يتناسب مع إخراجه كتاباً يتداوله الباحثون للتوثق من المادة التي اشتمل
عليهاء فاجتهد كل الجهد في تتبع نصوص الكتاب وخدمتها خدمة دقيقة في
يثاق من سلامتها والتعليق عليها بالقدر الذي يجلي الغامض ويوضح المقصود
ويحقق القضايا العلمية بما يدقع الإشكال ويبيّن وجه الصواب.
والجهد المبذول في خدمة الكتاب يبرز شخصية الباحث وما يتمتع به من
تكوين علمي جيد مكنه من معالجة |
الإشراف فلم أذكر أنه تخلف مرة واحدة» مع حرصه على تحضير ما سيسأل عنه
أو سيناقش من مشاكل علمية مع ما يتمتع به من خُلق جم وأدب يُخبط عليه.
الله سبحانه وتعالى أن يجزي الباحث أحسن الجزاء على ما بذل وأن يكون ذلك في
وصلى الله على خير خلقه سيد الأولين والآخرين ونعمة الله على العالمين»
وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين والحمد لله رب العالمين.
أحمد محمد نور سيف
٠ ربيع الأول 416 1ه
يا العلمية بمنهج دقيق سديد. وساعده
فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إّ الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً
أما بعد: فإن السنة النبوية المطهرة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع
الإسلامي بعد كتاب الله عز وجل» حيث جاءت مبينة للقران الكريم» مفصلة
لمجمل أحكامه؛ شارحة وموضحة لما يحتاج إلى التوضيح منه؛ فقال عز وجل
ففي الآية الكريمة بيان أن وظيفة رسول الله َيه هي تبيان هذا الكتاب الكريم
وتوضيحه؛ وبيانه معصوم ومسدد قال تعالى: «قَمَا
ومن هنا كان علم الحديث النبوي الشريف من أشرف العلوم وأجلّها
منزلة. وكان الاشتغال به من أقرب القربات إلى الله عز وجلء وأولى ما
صرفت فيه فواضل الأوقات؛ إذعليه صلاح العباد ومدار سعادتهم وفوزهم في
خصوصياتهاء إذ أعد الله سبحانه وتعالى لهذه المهمة النبيلة رجالا أكفاء
مخلصين أعانهم بعونه المتين» وأمدهم بشتى المواهب اللازمة للقيام بما نيط بهم
من أعمال جليلة ومهمات عظيمة» فكانوا بحق هم الجهابذة النقاد» والعباقرة
وكان من ثمار هذه الجهود المباركة أن زخرت المكتبة الإسلامية بآلاف
والشروح» ومنها ما يختص بعلوم الحديث المشتملة على أنواع كثيرة» ومنها ما
يختص برجال الحديث ككتب معرفة الصحابة؛ وكتب الثقات» والضعفاء» والكتب
التي تجمع بينهماء وكتب الكنى والألقاب» والكتب التي تناولت الزوائد من
الرجال» ونحو ذلك من المؤلفات التي هي الأساس لمعرفة المقبول من المردود
من الحديث؛ والثقة من المجروح من الرجال» وممن أسهم في خدمة السئة
وعلومها الحافظ العلامة أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني رحمه الله
كان له حظ وافر وباع طويل في نشر كثير من العلوم الإسلامية؛ وخاصة علوم السنة
آثاره العظيمة المباركة كتابه الفذ «تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة» الذي
نحن بصدد خدمته وتحقيقه ودراسته بإذن الله وتوفيقه؛ وفيما يلي أوضح أسباب
المواضيع المختلفة.
أسباب اختيار الموضوع:
مفيدة تصلح لأطروحة علمية؛ وما زال الكتاب في نفسي طيلة فترة البحث
حتى وقع اختياري عليه في الجملة بيد أني كنت متردداً في بادىء الأمر
بين أن آخذ الكتاب كاملا أو آخذ جزءاً منه؛ وأشار علي بعض الفضلاء "ء بأخذ جز
منه نظراً لكبر حجمه وكثرة أحاديثه ومحدودية المدة المعطاة للطالب» ولكن فضيلة
المشرف حفظه الله؛ وبعض أساتذتي الفضلاء كان رأيهم أخذ الكتاب كاملا تفادياً
حصول الاشتراك في العمل فيه؛ والذي غالباً ما يعوق إخراج الكتاب مطبوعاً
شجعني على اختيار هذا الموضوع الأسباب التالية:
١ - أهمية هذا الكتاب وقدره العلمي الفذ؛ إذ الكتاب فريد في يابه؛ يجمع
تراجم رجال الأئمة الأربعة الزوائد على رجال الكتب الستة المشهورة+؛
وكتب الأئمة الأربعة المقتدى بهم هي مسند الإمام أبي حنيفة برواية ابن
وهذه الكتب الأربعة مع الستة المشهورة هي أمهات أصول السنة النبوية في
القرون الفاضلة» ودراسة رجالها في غاية من الأهمية
مكانة مؤلفه الحافظ ابن حجر العلمية بين حفاظ عصره وأثمته ودوره الرائد
في خدمة السبنة وتبوثه المنزلة الرفيعة في سعة الاطلاع وكثرة التأليف+؛
والدقة في التعقيب والاستدراك على من سبقه من المؤلفين في الرجال.
كثرة الأخطاء الواقعة في الكتاب المطبوع من تعجيل المنفعة كثرة فاحشة؛
إذ بلغ مجموعها أكثر من (1175) خطأ ما بين تصحيف وتحريف» وزيادة
ونقصء وسقط ترجمة وسطر وكلمات» وتكرار» وخلط بين ترجمتين»؛
وتفريق الترجمة الواحدة» والمخالفة في ترتيب التراجم؛ كل ذلك مدون
في موضعه في نسختي من الكتاب المطبوع؛ مع تقديري لدائرة
المعارف العثمانية بحيدرأباد الدكن التي طبعت الكتاب أول مرة في وقت لم
الحرص على الإسهام في إحياء مثل هذا النوع من التراث العلمي الإسلامي
وكشف النقاب عن كنوزه الثميئة التي خلفها لنا السلف الصالح من علماء
حبي الشديد لعلوم الحديث عامة؛ وعلم نقد الرجال خاصة» إذ بمعرفتة
يمكن تمييز صحيح الحديث من سقيمه؛ ومعرفة الثقات والضعفاء من
الرغبة الأكيدة في اكتساب الخبرة والدربة في مجال تحقيق المخطوطات
بتطبيق قواعده وأصوله؛ بعد أن عملت . بتوفيق الله تعالى في الماجستير
في حقل التأليف.
هذه هي أهم الأسباب والحوافز التي دفعتني إلى اختيار هذا الموضوع
خطة البحث:
اقتضت طبيعة البحث أن أتناوله في مقدمة وقسمين وخاتمة وفهارس علمية.
أما المقدمة فقد تكلمت فيها عن أهمية السنة ومنزلتها في الإسلام» وأهمية دراسة
علوم الحديث ورجاله؛ وتكلمت عن أسباب اختياري لهذا الموضوع؛ وعن خطة
وأما القسم الأول فيتعلق بالدراسة ويشتمل على بابين:
الباب الأول : ترجمة الحافظ ابن حجر والحسيني
الفصل الأول: ترجمة الحافظ ابن حجر .
وفيه ثمانية مباحث:
المبحث الأول: اسمه ونسيه.
المبحث الثالث: رحلاته العلمية.
المبحث الرابع: 3
المبحث الخامس: تا
المبحث السادس:
المبحث السابع: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.
المبحث الثامن: وفاته.
الفصل الثاني : ترجمة محمد بن علي الحسيني.
المبحث الأول: اسمه ونسبه.
المبحث الثاني: مولده ونشأته.
المبحث الثالث: شيوخه وتلاميذه.
المبحث الرابع : مؤلفاته.
المبحث الخامس: ثناء العلماء عليه.
المبحث السافس: وفاته.
الباب الثاني : دراسة الكتاب
وفية تنهيدتوثمانية فبول»
تمهيد: موضوع الكتاب وأهميته وإيجاز الحافظ منهجه في المقدمة.
ب الكتاب ورموزه وصياغة تراجمه.
المبحث الثاني : رموزه.
المبحث الثالث: صياغة تراجمه.
الفصل الثاني : موارد الحافظ ابن حجر في الكتاب.
المبحث الأول: الموارد التي سماها الحافظ +
المبحث الثاني: الموارد التي وردت منسوبة إلى أشخاص فقط.
الفصل الثالث: منهج الحافظ ابن حجر في الثقد»
وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: منهجه في نقد الرجال-
المطلب الأول : الحكم على الأسانيد بالصحة .
المطلب الثاني: الحكم على الأسانيد بالضعف.
المطلب الثالث: نماذج من حكمه على الأحاديث.
المبحث الثالث: منهجه في بيان العلل .
المبحث الرابع : أقواله وآراؤه في بعض علوم الحديث.
الفصل الرابع : منهج الحافظ في النقل عن الحسيني .
ويشتمل على ثلاث فقرات.
الفصل الخامس: مناهج أخرى للحافظ في كتايه.
المبحث الأول: منهجه في إيراد الأحاديث.
المبحث الثاني : منهجه في الترجيح عند الاختلاف.
المبحث الثالث: منهجه في التمييز بين الرواة.
المبحث الرابع: منهجه في الإحالات والضبط .
المبحث الخامس: دقة الحافظ وأمانته العلمية في التأليف.
الفصل السادس: تعقبات الحافظ على الحسيني وغيره.
وفيه أربعة مباحث:
المبحث الثاني : تعقباته على الهيشمي.
المبحث الثالث: تعقباته على أبي زرعة العراقي.
المبحث الرابع: تعقباته على بعض الأئمة الآخرين.
ويشتمل على سبع فقرات.
الفصل الثامن : التعريف بنسخ الكتاب.
وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: عنوان الكتاب والتحقيق فيه.
المبحث الثاني : توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
المبحث الثالث: وصف نسخ الكتاب.
المبحث الرابع: منهجي في التحقيق.
بتحقيق نصوص الكتاب والتعليق على ما يحتاج منه
وأما الخاتمة فقد تناولت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها - بفضل الله
تعالى من خلال التحقيق والدراسة» وبعض الوصايا والمقترحات.
وأما الفهارس العلمية فهي ثمانية كالتالي:
-١ فهرس الآيات القرآنية مرتبة حسب ترتيبها في المصحف الشريف .
" فهرس الأحاديث النبوية والآثار مر بآ هجائياً..
© - فهرس الأعلام المترجمين مرتبين ترتيباً هجائياً مع إغفال دال» أب» ابن»
؛ فهرس الأماكن والبلدان.
٠ فهرس المفردات اللغوية.
١ - فهرس المصطلحات والفرق والوقائع.