تاريخه الكبير (تاريخ الإسلام)» وكتاب (سير النبلاء)» و (ميزان الاعتدال)
و (المشتبه في أسماء الرجال) و(تجريد الأصول في احاديث الرسول)
وغيرهاء وكثير منها مطبوع متداول.
وقد تحدث عن مؤلفات «الذهبي» كثير من المؤلفين القدامى
وكتابه «الكبائر» في مقدمة مؤلفاته التي وضعها خاصة لطبقة من
القراء؛ وقد عالج فيه موضوعات تروق لهم وتفيدهم في دينهم ودنياه
وتقرب إلى أذهانهم أشياء قد يستصعبون فهمها في الكتب العلمية
الموضوعة للخاصة من العلماء وطلاب العلم.
فهو في كتاب «الكبائر» قد يسلك طريق الواعظ المرشد الذي ينشد
صلاح الناس وتقويم عقائدهم وسيرتهم» وساق ما أورده بلغة سهلة
مفهومة وأسلوب واضح جذاب» وابتعد عن التعقيد والغموض والتصنعء
للعصاة والمنحرفين وقائداً للراغبين في سلوك طريق الله والحق والصواب.
والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين وإمام المتقين وعلى آله وصحبه
(أما بعد) فهذا كتاب مشتمل على ذكر جمل في الكباثر والمحرمات
ما نهى الله ورسوله عنه في الكتاب والسنة والأثر عن السلف
الصالحين» وقد ضمن الله تعالى في كتابه العزيز لمن اجتنب الكباثر
والمحرمات أن يكفر عنه للصغائر من السيئات لقوله تعالى :
ررد اقوس
فقد تكفل الله تعالى بهذا النص لمن اجتنب الكبائر أن يدخله
وقال تعالى : «إوَا
مُرَيَغِْرُونَ . وقال تعالى :2 لزه
بنك اشوا قوس إلا
وقال رسول الله جَلةٍ: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة؛
ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» فتعين علينا
الفحص عن الكبائر. ما هي لكي يجتنبها المسلمون. فوجدنا العلماء
رحمهم الله تعالى قد اختلفوا فيها. فقيل: هي سبع . واحتجوا بقول البي
صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم «اجتنبوا السبع الموبقات» فذكر
منها: الشرك باللهء والسحرء وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. وأكل
مال اليتيم» وأكل الرباء والتولي يوم الزرحف» وقذف المحصنات الغافلات
المؤمنات. متفق عليه. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: هي إلى
السبعين أقرب منها إلى السبع؛ وصدق والله ابن عباس. وأما الحديث فما
ن عذاب أو غضب أو تهديد. أو لعن فاعله على لسان
نينا محمد كَل فإنه كبيرة. ولا بد من تسليم أن بعض الكبائر أكبر من
بعض . ألا ترى أنه كَل عد الشرك بالله من الكباثر, مع أن مرتكبه مخلد
في النار ولا يغفر له أبداً. قال الله تعالى : إن الله لا يغفر أن يشرك به
فأكبر الكبائر الشرك بالله تعالى وهو نوعان: أحدهما - أن يجعل لله
ندا ويعبد غيره من حجر أو شجر أو شمس أو قمر أوانبي أو د
أو ملك أو غير ذلك. وهذا هو الشرك الأكبر الذي ذكره الله عز وجل قال
الله تعالى :
وعيد في الآ
فمن أشرك بالله ثم مات مشركاً فهو من أصحاب النار قطعاًء كما
أن من آمن بالله ومات مؤمناً فهو من أصحاب الجنة وإن عذب بالنار.
وفي «الصحيح» أن رسول الله بل قال: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر- لان
والنوع الثاني من الشرك: الرياء بالأعمال كما قال الله تعالى:
فانظروا هل تجدون عندهم جزاء». وقال كَل «يقول الله: من عمل عمل
النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: درب صائم ليس له من صومه
لم تكن الصلاة والصوم لوجه الله تعالى فلا ثواب له؛ كما روي عنه كَل
ثم يدخل السوق ليشتري به. فإذا فتحه قدام البائع فإذا هو حصى وضرب
ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً» يعني الأعمال التي عملوها لغير
وجه الله تعالى أبطلنا ثوابها وجعلناها كالهباء المنثور وهو الغبار الذي يرى
رسول الله بل قال: «يؤمر بفئام - أي جماعات من الناس يوم القيامة إلى
فيرجعون بحسرة وندامة ما رجع الأولون والآخرون بمثلهاء فيقولون: ربنا
بارزتموني بالعظائم» وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين تراءون الناس
بأعمالكم خلاف ما تعطوني من قلوبكم. هبتم الناس ولم تهابوني
الناس - فاليوم أذيقكم أليم عقابي مع ما حرمتكم من جزيل ثوابيه وسأل
رجل رسول الله ما النجاة؟ فقال بلةٍ: «أن لا تخادع الله». قال: وكيف
يخادع الله؟ قال: «أن تعمل عملا أمرك الله ورسوله به وتريد به غير وجه
على رؤوس الخلائق بأربعة أسماء: يا مراشي» يا غادر, يا فاجرء يا خاسر
ضل عملك وبطل أجرك» فلا أجر لك عندناء اذهب فخذ أجرك ممن
كنت تعمل له يا مخادع». وسثل بعض الحكماء رحمهم الله من
لبعضهم: ما غاية الإخلاص؟ قال: أن لا تحب محمدة الناس. وقال
الفضيل بن عياض رضي الله عنه: ترك العمل لأجل الناس رياء؛ والعمل
لأجل الناس شرك؛ والاخلاص أن يعافيك الله منهما. اللهم عافنا منهما
الكبيرة الثانية: قتل النفس
قال تعالى : ؤوَمَنَيَعُحُزَ يُذِيتاتُتَمَيَدٌ ا مراكم
لاعت لبن
وقال النبي كِقةِ: «اجتنبوا السبع الموبقات». فذكر قتل النفس التي
حزم الله إلا بالحق. وقال رجل لبي بقلة: أي الذنب أعظم عند الله
: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك» قال: ثم أي؟ قال «أن تقتل
يطعم معك». قال: ثم أي؟ قال «أن تزاني حليلة جارك»
فأنزل الله تعالى تصديقها: أوالذين لا يدعون مع الله إِهاً آخر ولا يقتلون
المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» قيل: يا رسول الله هذا
القاتل فما بال المقتول؟ قال «لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه».
دنيا أو رئاسة أو علو فأما من قاتل أهل البغي على الصفة التي يجب
قتالهم بهاء أو دفع عن نفسه أو حريمه فإنه لا يدخل في هذه لانه مأمور
قتل صاحبه. ومن قائل باغياً أو قاطع طريق من المسلمين فإنه لا يحرص
وقال رسول الله فَقة: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب
بعض» وقال رسول الله َي «لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب
دما حراما» وقال صلى الله عليه وآله وسلم «أول ما يقضى بين الناس يوم
القيامة في الدماء»؛ وفي الحديث أن رسول الله كَل قال: «لقتل مؤمن
أعظم عند الله من زوال الدنياء». وقال كَلة: «الكبائر الإشراك بالله وقتل
وقال كل: «لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها
لأنه أول من سن القتل» مخرج في الصحيحين, وقال فل «من قتل معاهداً
لم يرح رائحة الجنة» وإن رائحتها لتوجد من مسيرة أربعين عاماً» أخرجه
فاذا كان*هذا في قتل المعاهد - وهو الذي أعطي عهداً من اليهود
والنصارى في دار الإسلام - فكيف يقتل المسلم . وقال فَقةِ «ألا ومن قتل
نفساً معاهدة لماذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر ذمة الله ولا يرح رائحة الجنة
«من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوب بين عينيه آيس من
رحمة الله تعالى» رواه الإمام أحمد . وعن معاوية رضي الله عنه قال: قال
رسول الله 8: «كل ذنب عسى الله ان يغفره إلا الرجل يموت كافراً أو
لان الساحر لا بد وأن يكفر. قال الله تعالى :
وما للشيطان الملعون غرض في تعليمه الإنسان السحر إلا ليشرك
به. قال الله تعالى مخبراً عن هاروت وماروت:
فقط» وما يشعرون أنه الكفر فيدخلون في تعليم السيمياء وعملها وهي
محض السحر وفي عقد الرجل عن زوجته وهو سحرء وفي محبة الرجل
وحد الساحر: القتل» لأنه كفر بالله أو مضارع الكفر. قال البي
كيل
وعن بجالة ابن عبدة أنه قال: أتانا كتاب عمر رضي الله عنه قبل موته
بعض الكتب: يقول الله عز وجل لا إله إلا أنا ليس مني من سحر ولا من
سحر له؛ ولا من تكهن ولا من تكهن له ولا من تطير ولا من تطير له.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله كَقة: «ثلاثة
لا يدخلون الجنة: مدمن خمرء وقاطع رحمء ومصدق بالسحره. رواه
الإمام أحمد في مسنده. وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا قال:
وحروز يعلقها الجهال على أنفسهم وأولادهم ودوابهم يزعمون أنها ترد
بكسر التاء وفتح الواو: نوع السحرء وهو تحبيب المرأة إلى زوجهاء
وجعل ذلك من الشرك لاعتقاد الجهال ان ذلك يؤثر بخلاف ما قدر الله
لله تعالى فهي . مباحة. لأن النبي فل كان يرقي الحسن والحسين
رضي الله عنهماء فيقول: «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان
وهامة ومن كل عين لامة». وبالله المستعان وعليه التكلان.
الكبيرة الرابعة: في ترك الصلاة
قال الله تعالى :
ا ا راع ام سحن
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس معنى أضاعوها تركوها
واد ما ل ضرم