ف صلاح الامة في علو الهمة - المجلد الثاني
من الله بعدّا
وكان ابن سيرين يرى أسرع الناس ردة أهل الأهواء
وعن إبراهيم : لا تكلموهم ؛ إني أخاف أن ترتد قلوبكم
وعن هشام بن حسان قال : لا يقبل الله من صاحب بدعة' صيامًا
وقال يحتى بن أبي كثير : إذا لقيت صاحب بدعةٍ في طريق ؛ فخذ
فى طريق اضي:
وعن بعض السلف : من جالس صاحب بدعةٍ » نزعت منه العصمة ؛
قلبك » وأقلل مالك وكان يقول : والله لأن أرى عيسى في مجالس
أصحاب البرابط"'" والأشربة والباطل » أحب إل من أن أراه يجالى
أصحاب الخصومات قال ابن وضاح : يعني أهل البدع
وقال يحبى بن أبي عمر الشيباني : كان يقال : يألى الله لصاحب بدعةٍ
وقال أبو العالية : إياكم وهذه الأهواء ؛ التي تلقي بين الناس العداوة
والبغضاء فحدث الحسن بذلك فقال : رحمه الله ؛ صدق ونصح
البرابط : جمع بربط » والبربط هو المزهر والعود ؛ وهو فارسي معرب )١(
صلاح الأمة في عَلْوْ الهمة - المجلد الثاني 1
وقال آخر : ؛ أهل هذه الأهواء آفة مه محمد تله ؛ إنهم يذكرون
النبي عق وأهل بيته » فيتصيدون بهذا الذكر الحسن عند الجهال من
الناس » فيقذفون بهم في المهالك ؛ فما أشبههم بمن يسقي الصبر باسم
العسل ! ومن يسقي السم القاتل باسم الترياق ! فأبصرهم » فإنك إن لا
أعمق غورٌ ١ وأشد اضطرابًا » وأكثر صواعق » وأبعد مذهبًا من البحر وما
فيه ؛ فَفلكَ مطيتك التي تقطع بها سفر الضلال :اتباع السنة »""
وقال بن شبرمة :
إذا قت جِدُوا في المادة اوامتررا أصرُوا وقالوا لا الخصومة أفضل
وقال مطرف بن عبد الله بن الشخير : لو كانت هذه الأهواء كلها
هؤى واحدًا لقال القائل : الحق فيه فلما تشعبت واختلفت » عرف كل
ذي عقل أن الحق لا يتفرق
وقال مالك بن أنس : الكلام في الدين كله أكرهه » ولم يزل أهل
بلدنا يكرهونه ؛ القدر ورأي جهم وكل ما أشبه ؛ ولا أحب الكلام إلا
بلدنا ينبون عن الكلام في الدين إلا ما كان تحته عمل
وقال مالك : مهما تلاعبت به من أمر شيء » فلا تلاعين بأمر
وقال الأوزاعي : إذا أراد الله بقوم شرا » ألزمهم الجدل ؛ ومنعهم
العمل
1 صلاج الأمة في عَلْو الهمة - المجلد الثاني
وقال عبد الله بن المبارك : صاحب البدعة على وجهه الظلمة ؛ وإن
وقال عطاء الخراساني : ما يكاد الله أن يأذن لصاحب بدعةٍ بتويةٍ
وقال الحسن بن أبي الحسن : أبى الله تبارك وتعالى أن يأذن لصاحب
وقال الحسن : ليس لصاحب بدعةٍ ولا لفاسق يعلن بفسقه ؛ غيبةٌ
وعن كثير بن أبي سهل : يقال : أهل الأهواء لا حرمة لهم'"
وقال الفضيل بن عياض : المؤمن يقف عند الشبهة ؛ ومن دخل
على صاحب بدعةٍ فليست له حرمة » وإذا أحب الله عبدًا ؛ وفقه لعمل
صالح ؛ فتقربوا إلى الله بحب المساكين
وقال ابن المبارك : لم أر مالا أحمقى من مال صاحب بدعةٍ
وقال : اللهم لا تجعل لصاحب بدعةٍ عندي يدا ؛ فيحبه قلبي
وقال ابن المبارك : يكون مجلسك مع المساكين » وإياك أن تجالس
صاحب بدعةٍ
وقال الفضيل : من أناه رجل فشاوره » فدله على مبتدع ؛ فقد غش
الإسلام » واحذروا الدخول على أصحاب البدع ؛ فإنهم يصدون عن الحق
وقال - رحمه الله -: لا تجلس مع صاحب بدعةٍ ؛ فإني أخاف أن
وقال : لا تجلس مع صاحب بدعةٍ أحبط الله عمله » وأخرج نور
الإسلام من قلبه
وقال : صاحب البدعة لا تامَنّه على دينك » ولا تشاوره في أمرك ؛
7 شرح أصول الاعتقاد للالكان ان
وقال : إن لله ملائكة يطلبون حل الذكر ؛ فانظر مع من يكون
مجلسك ؛ لا يكون مع صاحب بدعةٍ ؛ فإن الله لا ينظر إليهم © وعلامة
النفاق ان يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعةٍ
قال أدركك خيار الناس كلهم أصحاب سنةٍ» وينهون عن
أصحافت البدع
وقال : لا يرفع لصاحب بدعةٍ إلى الله عمل
وقال عبد الله بن عمر السرخسي - عالم الخرز -: أكلت عند
صاحب بدعةٍ أكلة » فبلغ ذلك ابن المبارك فقال : لا كلمته ثلاثين يوم
وقال إبراهيم بن ميسرة : من وقر صاحب بدعةٍ ؛ فقد أعاذ على
هدم الإسلام
وقال يونس بن عبيد : لا تجالس سلطانًا ولا صاحب بدعة
وقال محمد بن النضر الحارثي : من أصغى سمعه إلى صاحب
بدعةٍ ؛ وهو يعلم أنه صاحب بدعة » نزعت منه العصمة ؛ ووكل إلى
وقال الثوري : إياك والأهواء والخصومة ؛ وإياك والسلطان
وقال : المسلمون كلهم عندنا على حالةٍ حسنةٍ إلا رجلين : صاحب
بدعة » أو صاحب سلطان
وقال عمر بن عبد العزيز : إذا رأيت قومًا يتناجون في دينهم بشيءٍ
دون العامة » فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة "
١6١٠ - ٠/١ شرح أصول الاعتقاد للالكاني )١(
1" صلا لأمة في علو اهمة - المجلد التي
وفي رواية سفيان : « فقال : اجتمع عندي مال فقد غمَّنِي ! قلت : وما
َكْمُكَ ؟! ادع قومّك قال : يا غلام ؛ علي بقومي فقسمه فيهم
وقد تكرّر ذلك من طلحة
وص عن الحسن البصري - رحمه الله - أنه قال : باع طلحة أرضًا
المال ؛ حتى أصبح فق
وعند ابن سعد عن الحسن به 6 وفيه : « قال طلحة : إن رجلا تبث
طلحة يومًّا بماثة ألف درهم ؛ » ثم حَبَسَهُ عن الرّواح إلى المسجد أن جمعت
له بين طرفي ثوب
وعن سلمة بن الأكوع قال : ابتاع طلحة بثرًا في ناحية الجبل 6
ونحر جزورًا » فأطعمٌ الناس » فقال رسول الله عَثِ : « أنت يا طلحة
الحسن عن طلحة منقطع )١(
ف محمد بن عمران منقطع عن تُعدى
() محتمل رواه ابن عساكر » وابن عدي » والطيراني » وأبو نعم في ١ الصحابة 6 ؛
والدارقطني في « المستجاد من فعلات الأجواد » وقد صخ عن ابن عيينة -
وهو من أتباع التابعين - قال : كان أهل طلحة يقولون : سمّاه رسول الله ع
صلاح الأمة في عُلُوْ الهمة - المجلد الثاني 571١
من حضرموت سبعمائة ألف قال : فبات ليلته يتململ فقالت له زوجته :
بعض أخلاقك ؟ قال : وما هو ؟ قالت : إذا أصبحت دعوتٌ بجفانٍ وقصاع ؛
فقسمته على بيوت المهاجرين والأنصار على قَدْرٍ منازلهم + قال : فقال
لها : يرحمك الله تعالى » إنك ما علمتُ موفقة بنت موفق وهي أم كاثوم
بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه فلمًا أصبح دعا بجفاتٍ وقصاع ؛
فقسمها بين المهاجرين والأنصار » فبعث إلى علي بن أبي طالب منها
وعن قبيصة بن جابر قال : صحبتُ طلحة » فما رأيت أُغْطّى لجزيل
مال مِن غير مسألة تع ْ
عَلَم المجاهدين ؛ أبو المساكين جعفر ب بن أي طالب رضي الله عنه :
عن أي هريرة رضي الله عنه قال : ١ ما احْحَذى النعال ؛ ولا ركب
المطايا بعدّ رسول الله عَِْ أفضّلَ من جعفر بن أبي طالب ""١ يعني في
الجود والكرم
)١( حسن رواه الدارقطني في « المستجاد » وابن عساكر ولا يمتنع أن تكون
كلتاهما « أم كلثوم ؛ وسُعدى » قد قالت ذلك وكانتا زوجتيه
() صحيح رواه الدارقطني في « المستجاد » وابن عساكر
(©) إسناده جيد أخرجه أحمد ؛ والترمذي » وقال : حديث حسن صحيح ؛
والذهبي في ١ السير +
ن صلاح الأمة في عَلْوْ الهمة - المجلد الثاني
وعند البخاري عن أبي هريرة : ١ وكان أُخيّر ير حي رع
ومن الأجواد : عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :
٠ عن حبيب بن أب ثابت قال : قدم أبو أيوب الأنصاري البصرة ؛
ونزل على ابن عباس ففّغ له بيت الذي كان فيه » وقال : لأُصْتعَن بك كا
فأعطاه أربعين ألا ؛ وعشرين مملوكًا وقال : لك ما في البيت كله ؛"
ابتذداه
والفكة : ظرف السمن 1١7 إسناده حسن رواه الذهبي في السير ١»
مكتبة ابن تيمية بالقاهرة - ١١8 مكارم الأخلاق لابن أني الدنيا ص 0"
صلاج الأمة في علو الهمة - المجلد الثاني ا
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :
عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر قال : أعطى ابن جعفر عبدّ الله
ابنَ عمر نافع عشرة آلاف أو ألف دينار » فدخل عبد الله على صفيّة ؛
فقال لها : إنه أعطاني "ابن جعفر بنافع عشرة آلاف أو ألف دينار فقالت :
هو لوجه الله قال أبي : فكان يمِّل لني أن عبد الله بن عمر كان ينوي
وعن نافع قال : دخلتٌ مع مولاي على عبد الله بن جعفر ؛ فأعطاه
بي اثني عشر ألا » فى » وأعتقني » أُعتقَةُ الله من النار
عن نافع قال : ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسانٍ » أو وا
لربّه عز وجل
فلزم المسجدّ » فإذا راه ابن عمر على تلك الحالة الحسنة » أُعتقهُ » فيقول
ابن عمر : فمن خَدَعَنَا بالله النْخَدَعْنَا له !
قال نافع : فلقد رأيُنَا ذات عشيَّةٍ ؛ وراح ابن عمر على نجيب له قد
)١( صحيح رواه اين عساكر » وأحمد في ؛ الزهد ؛ وأبو نعم وصفية هي بنت
() قال الذهبي في « السير ة 3 / 7٠ - 7١8 : إسنادها صحيح
نا صلاح الأمة في عَلْو الهمة - المجلد الثاني
عن محمد بن زيد » أن ابن عمر كائبَ غلامًا له بأربعين ألا ٠ فخرج
إنسان » فقال : أمحجدون أنت ؟ نت عاعنا حذب تمتك ) وأين تمر يشعري
بصحيفة » فقال : يا أبا عبد الرحمن » قد عجزتٌ » وهذه صحيفتي ؛
عبد الله » وقال : اذهب فأنت خُرّ قال : أصلحك الله » أحسن إلى ابي
وعن نافع قال : اي ابن عمر ببضعة وعشرين ألفا » فما قام حتى
55؟ / ١ (؟) التبصرة لابن الجوزي
ازغ رجاله ثقات رواه الذهبي في « السير + 3 / 7١7
(؛) الحلية /١ 7