الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين .
وبعد : فالناظر في تاريخ الفرق الإسلامية يجد أن أمتنا لم ترز بفرقة من الفرق المنحرفة عن
الإسلام مثلما رزئت بفرقتي : الخوارج والشيعة الروافض!!..
فمذهبها وجهان لعملة واحدة هي : التكفير لمخالفيهم !! ض
والمعامي ٠١ يعتقدون رأيًا هو خطاً وبدعة ؛ ويقاتلون الناس عليه بل يكفرون
من خالفهم » فيصيرون مخطئين في رأيهم » وفي قتال من خالفهم أو تكفيرهم
ولعنه 0١06 فُكَزّهم مُسْتَطير ؛ وفسادهم عظيم !! وصفهم النبي كَلةٍ بقوله : ١هم
َو البريَّة 78" » وأخبر أنهم مستمرون في الخروج فقال ٠: كُلَها حرج فرْقٌ طم ١! .
| * أما الشيعة الروافض : فهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
١ والرافضة شر منهم ؛ فإنهم إذا تمكنوا فإنهم يوالون الكفار وينصرولهم ؛
ويعادون المسلمين كل من لم يوافقهم عل رأيهم »40.
فقد كفروا الصحابة رضي الله عنهم » وزعموا أنهم ارتدوا جميعا ؛ وسبب ارتدادهم على
() منهاج السنة النبوية لابن تيمية (4 / 07 ) .
٠ (9) رواه أحمد (7/ ٠١ ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بسند جيد كما قال الحافظ
في الفتح ( 17// 19-718 ) .
02 رواه ابن ماجه ( ١74 ) من حديث ابن عمر بسند صحيح .
(4) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (4 / 077 ) .
حد زعمهم مبايعة أبي بكرالصديق بالخلافة وترك بيعة عل 1١9 .
بل من ضروريات مذهبهم كما صرح به المجلسي وهو مرجعه المعاصرين اليوم بقوله :
. 79 .. ومن ضروريات دين الإمامية : البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ١
والبراءة منهم كما زعموا من أسباب ذهاب الأسقام » وشفاء الأبدان!" .
ومن تبر منهم » ومات في ليلته دخل الجنة(4) .
بل من ثوابت مذهبهم : أن من أنكر إمامة أحد الأكمة عندهم فهو كافر ضال مستحق
للخلود في النار(*).
فالخلاصة : أن عقيدة الفرقتين في نهاية الأمر تؤدي لنتيجة واحدة في النهاية هي التكفير
لمخالفيهم مهما اختلف سبب التكفير بين الطائفتين .
(© راجع من كتبهم : الروضة من الكافي للكليني ص ١١9 . وتفسير العياشي ١ / 144
واختيار معرفة الرجال للطوسي ص 6 » 8 ١١ » وعلم اليقين للكاشاني ١ / 473ل 9415
وتفسير الصافي له ١ / 148 . وقرة العيون له ص 4176 . والرهان للبحراي ١ / 4
وبحار الأنوار للمجلسي 6 / 44 » وحياة القلوب له 7 / 8797 ؛ وإحقاق الحق للتستري ص
1 » والدرجات الرفيعة للشيرازي ص 777 » وحق اليقين لعبد الله شبر 1١8 / ١
(2 إلزام الناصب للحائري ١ .
(:) الأصول - من الكافي للكليني ١ / 284 .
(ه) راجع : بحار الأنوار للمجلسي ( 77 / 480* ) وحق اليقين في معرفة أصول الدين لعبد الله
والناظر في نشاط هذه الفرقة الثانية : الشيعية الإمامية اليوم » وقبل اليوم - يرى الكيد
فمن لدن أصحاب النبي الكرام تُْضُوصًا خلفائه وأمهات المؤمنين وإلى اليوم ؛ وعلى
الدوام لا تجده فرقة من الفرق تفعل ما تفعله هذه الفرقة المنحرفة مع أهل السّنة . ض
فهي اليوم تسعى جاهدة في العالم الإسلامي لنشر هذا المذهب المنحرف الذي يروج بكل
وضوح ووقاحة لتكفير الصحابة وأمهات المؤمنين والطَّمْن فيهم !!
اتاب
وهم يستغلون اليوم بعض الأحداث المؤسفة ممن ينسب نفسه للسنّة و يحمل من أفكار
الخوارج الكثير إن ل يكن خارجيًا قحا وأهل السُنة من فكره وعمله الخارجي براء !!
فيشوهون بها صورة أهل السُنّة هذه الأفعال » مع أن أهل السنةِ أشد الناس تحذيرا منها
والذي يُطَالِع هذه الدّراسة الجادة الموثقة يرى صدق ما نقول .
لقد حمل لي الناشر هذا الكتاب الوحيد في بابه » وهذه الدراسة المتينة الموثقة
وطلب مني أن أقدم لها ؛ فرأيتها دراسة قوية موفقة من الله تعالى بين بوضوح
خطورة هذا المذهب وقسوته عل المسلمين .
فهي دراسة شاملة في بابها تعتني بنقل نصوص علاء الشيعة الإمامية في اللعن والتكفير
لمخالفيهم لاسي أهل الس والجماعة .
فالناظر هذه الأيام يرى العجب العجب من سب صُرَّاح وتكفير واضح لأصحاب النبي
وخلفائه وأمهات المؤمنين . فإلى الله المشتكى وهو المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل !!
المذهب الإمامي الاثني عشري مذهبا للبلاد لا يجوز تغييره إلى الأبد! ؟ نراها
تحتضن بمدينة قم بعض المارقين ممن تنكروا لدينهم من أمثال واعظ الإفك
المترفض البغيض المدعو ١ حسن شحاته » في رمضان 477٠١ه ولمدة ١9 يوما
ليكيل السباب واللعن لأبي بكر وعمر وعائشة أم المؤمنين وبكل وقاحة !! ثم
ونراها دون مراعاة لمشاعر البلاد الإسلامية ترعى ضريا كبيرًا ومشهدًا عظيا بمدينة
كاشان باسم أبي لؤلوؤة المجوسي قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي يحتفلون به كل
عام في اليوم الذي استشهد فيه عمر رضي الله عنه وتوضع صور الاحتفال في المشهد في
موقع خاص له على الانترنت احتفالا به !! نعوذ بالله من الخذلان !!
لقد بين المؤلف أكرمه الله أن هذا التكفير موجه إلى جميع فرق أهل السُنَّة ومذاهيهم ؛ فلا
فرق بين شافعي وحنبلي » ولابين معتزلي وأشعري ؛ ولابين صوفي وسلفي !!
و كشف مراوغتهم ولؤمهم في هذا الباب وزعم البعض منهم أنهم لايكفرون مخالفيهم ؛
فأثبت با لايدع مجلا للشك أنهم مكفرة مع سبق الإصرار !!
فكانت هذه الدراسة بحق تمثل كشفاً لمعتقدهم وموقفهم من فرق المسلمين » ويصدق
عليها قول القائل : ٠ من مَك أوبنك » !!
() أحد مواد الدستور الإيراني ينص على هذا .
فهي بحق كما قال مؤلفها : ١ وثيقة رسمية لإدانة المذهب والحكم بانحرافه - كانحراف
فرقة الخوارج في تكفيرهم للمسلمين إن لم يكن أشدّ - لأنها مكتوبة من قِبَلٍ أعلام اللذهب
وزعمائه ومراجعه ومختوم عليها بختم كتبهم ومؤلفاتهم وفتاويهم التي تعطي للمذهب
الصورة الحقيقية ذات النزعة العدائية التكفيرية ؛ لا سيا وهم الناطق الرسمي عنه والمترجم
الأمين له » !!
أبداً بعد قراءتها بأن الإمامية من الممكن أن يحبونهم ويتخذونهم إخوة لهم ؛ بل على العكس
فهذه الدراسة جديرة بالعناية من علماء أهل السنة وولاة الأمور؛ لأنها تكشف هم بجلاء
الكثير من الخطر الكامن لهذه المذاهب الحدامة ! ض
جزى الله المؤلف خيرًا عن منافحته عن الإسلام وكشفه لخطورة هذا المذهب المتنحرف عن
جادة الطريق » ووفقه لما يحب ويرضى » وجعل هذا العمل في ميزان حسناته يوم لا ينفع
مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
مصر في ١رمضان 1277١ه أبو محمد أشرف بن عبد المقصود
مقدمة المؤلف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجعين » وبعد فإن مما تقر به
عيون دعاة المسلمين ومفكريهم هو أن يوجد في هذه الأمة من يسعى إلى لأشملها وجمع
شتاعها لتنهض من جديد لقيادة الإنسانية وفق منهج الله سبحانه والعدل الرباني المتمثل
لذلك يكون محط أنظار المسلمين واحترامهم لأنه يسعى لإعادة مجد أمة الإسلام
وحضارتا . فتنعقد عليه الآمال لتوحيد المسلمين على اختلاف مذاهبهم ونبذ الخلافات
أذاقوهم ألوان الذل والاضطهاد .
ومن أجل ذلك ظهرت الصبحات من هنا وهناك بوجوب التقارب بين المذاهب الإسلامية
ونبذ الخلافات كح عملي لتلاني ضعف الأمة وتمزقها ؛ وهو أمر يسعى له كل مسلم غيور
على دينه يؤلله حال أمته ويمزق قلبه .
ولكن صيحات التقارب هذه أخذ يرددها دُخلاء من ذوي الأغراض والأهواء لتحقيق
مآربهم » إذ لم يكن ترديدهم لتلك الصيحات نابعاً من ألمهم على أمة الإسلام وحالمها الممزق »
وإنما رددوها من أجل نشر أفكارهم وكسب أكبر عدد من المسلمين إلى الاعتقاد بمذاهبهم »
مستغلين احترام المسلمين وإقبالهم - بقلوبهم وأبدانهم - على من ينادي بالتقريب » حتى
إذا ما أقبل الناس عليهم بدءوا يعرضون أفكارهم ومعتقداتهم بتدرج وخفاء خطوةً خطوة ؛
لاسييا والغالبية العظمى من المسلمين ليس عندهم تصور وإحاطة بالمذاهب وتقويمها من
1" موقف الشيعة الإمامية من باقي فرق المسلمين
حيث الاستقامة والاعوجاج » فكانت النتيجة أن تحولت صيحة التقريب عند هؤلاء إلى
وسيلة - بعد أن كانت غاية بل وأمنية يجلم بها كل مسلم صادق في دينه - لكسب أتباع
اللذاهب الأخرى إلى مذهبهم .
. . وكان من أبرز صيحات التقريب والوحدة الإسلامية في هذا العصر هي التي نادت
بالتقريب والوحدة بين أهل السنة والشيعة الإمامية الاثنى عشرية ؛ فقد أخذت مساحة
واسعة من الكتابات والخطب والمحاضرات عبر المساجد والإذاعات » ولا تزال مستمرة
ولا أريد أن أخوض بعمق في دراسة مسألة التقريب بكل تفاصيلها ؛ إذ سبقني بذلك
الدكتور ناصر القفاري ”' “وأجاد فيها جزاه الله خيراً» بل أردت المساهمة في هذا الميدان وأن
أدلو بدلوي فيه ؛ لأني رأيت في الإمامية من جعل دعوة التقريب وسيلة لنشر معتقدهم بين
صفوف أهل السنة واصطيادهم بحبائله”"'. ض
( 3 ) فهاهو فيلسوفهم وشهيدهم مرتضى مطهري يؤكد أن هدفهم الأساسي من مشروع التقريب والوحدة
الإسلامية هو نشر أفكارهم ومعتقداتهم بين صفوف أهل السنة فقال في كتاب ( الإمامة )ص8 7-7 :1 إن ما
ننتظره على خط الوحدة الإسلامية أن ينبثق حيط صالح للتفاهم المشترك لكي نعرض ما لدينا من أصول وفروع ؛
تضم ما نحمله من فقه وحديث وكلام وفلسفة وتفسير وأدبيات » بحيث يسمح لنا ذلك الجو أن نعرض بضاعتنا
بعنوان كونها أفضل بضاعة ؛ حتى لا يبقى الشيعة في العزلة أكثر » وتنفتح أمامهم المواقع المهمة في العالم الإسلامي ؛
ثم لا تبقى الأبواب مغلقة إمام المعارف الإسلامية الشيعية النفيسة ] ؛ ثم أكّد مطهري أن الهدف من التقريب
-وهو نشر معتقدهم بين أهل السنة- هو الذي كان يسعى لتحقيقه آيتهم العظمى الب روجردي واعترف بأنه قد
حققه بنجاح فقال ص ١ 7 :1 ما كان يُفَكُر به المرحوم آية الله العظمى الب رو جردي على الخصوص هو إيجاد الأرضية
المناسبة لبت معارف أهل البيت ونشرها بين الإخوة من أهل السنة وكان يعتقد أن هذا العمل لا يكون إلا بإيجاد
أرضية التفاهم المشترك والنجاح الذي أحرزه المرحوم البروجردي _ جزاه الله عن الإسلام والمسلمين -
موقف الشيعة الإمامية من باقي فرق المسلمين 0
امتمئلة بالمواطن والمناسبات التي تفتح فيها نوافذ الحوار بين السنة والشيعة » فحيثما صار
الحديث عن موقف أحد الفريقين تجاه الآخر - سواء في برنامج تلفازي أو مناظرة فكرية أو
أي تَجمُّعِ حواري آخر - نجد أن المتحدث الإمامي قد أخذ جانب المجني عليه ؛ وراح
يت حزنه وشكواه إلى الناس عن قسوة بعض أتباع أو علماء أهل السنة على الطائفة
الإمامية البريئة المسالمة الساعية إلى الوحدة والاجتماع واللاهثة دوماً إلى مد جسور الإخاء
مع أهل السنة » تلك المساعي التي كانت تنحسر قسراً إمام صخرة الجمود السنّي وقسوة
-خير الجزاء - في طبع بعض كتب الفقه الشيعي في مصر من قبل المصريين أنفسهم إنما كان على إثر هذا التفاهم الذي
انبشق وكان ذلك أهمٌ نجاح حققه علماء الشيعة ] وها هو كاتبهم جعفر الشاخوري البحراني يدعو كُتَاب
الإمامية إلى ترك الهجوم المباشر عل أهل السنة وخصوصاً الخلفاء في كتاباتهم لأناتُترهم ويدعوهم إلى إتباع
الأسلوب الحهادئ المغلف بشعارات الوحدة والإخوة الإسلامية ودعاوى التقريب وذلك لنجاح هذا الأسلوب في
اختراق أهل السنة وتحويل الكثير منهم إلى معتقد الشيعة الإمامية » ثم أخذ يشيد بالنجاح الذي حققه عبد
الحسين شرف الدين صاحب المراجعات في هذا الاختراق حين اتبع هذا الأسلوب فيقول في كتابه ( مرجعية
المرحلة وغبار التغيير ) ص 778 :1 ومن الجدير ذكره هنا » أن مثل هذه المؤلفات التي تركز كل جهودها على إبراز
مساوئ رموز السنة حتى الأمور الخلقية والأمور العادية التي لا ربط لا بالتاريخ » تتسبب في نفور الناس من
التشيع » على العكس من الكتابات المتوازنة ككتاب المراجعات ( للسيد شرف الدين ) ومعالم المدرستين ( للسيد
مرتضى العسكري ) » حيث أنها تسببت في انتشار الفكر الشيعي بشكل واسع » لأن القارئ السني عندما يجد فيها
نعم والله لقد نجحوا في نشر مذهبهم بين صفوف أهل السنة وتمرير مخططهم تحت شعار التقريب ورفع لافتة
الوحدة الإسلامية ؛ إذ يخرج علينا بين فترة وأخرى كتاب مليء بالطعن والتشويه للإسلام ورجالاته يدّعي فيه
كاتبه بأنه اعتنق مذهب الإمامية بعد أن كان من أهل السنة على التسليم بصحة دعواه .
وهذا الكلام مما يغيظ ويثير في النفس أشد الأسى لمجانبته الحقيقة أولاً » وثانياً لأنك ترى
حماسة ذلك المحاور الشيعي يقابلها خجل جمّ » وحرج بالغ عند المحاور السني الذي لا
المتشددين - بوصفه - من علماء السنة ؛ وعلى رأس المرشحين منهم كالعادة شيخ الإسلام
ونعيش إخوة متحابين متآخين في بيت الوحدة الإسلامية المنين !!!
ملا إياها للجميع ؛ ليعلم القاصي والداني من هم البغاة الظالمون والمكفّرون الآثمون ؛
ومن هم أعداء الوحدة الإسلامية الحقّة ؛ وليُكَخُل دعاة التقريب عيونهم با قصَّرت عن
بلوغ مراميه *ممهم - عن غفلة أحيانا وتغافل أحيانا أخرى! - ليعرفوا على أقل تقدير باذا
يخوضون وكيف ينبغي شم تناوله ؛ حتى تكون الدعوة صادقة والهدف من ورائها نبيلاًيبلغ
( التوبة : ٠١9 ).
ولذا كانت هذه الدراسة تمثل كشفاً لمعتقد الإمامية وموقفهم من فرق المسلمين ؛ فهي
صيحة نذير وصرخة تحذير لأهل السنة » حتى لا يتصوروا أبداً بعد قراءتها بأن الإمامية
من الممكن أن يحبونهم ويتخذونهم إخوةٌ لهم » بل على العكس إذ أن بُفْضَ أهل السنة
واتخاذهم أعداءً هو من الثوابت في مذهبهم '' "» وفي الوقت نفسه أردتها أن تكون كاشفة