مثل : زوج أواستعمل الشاعر ذو الرمّة : زوجة . ولكن القرآن الكريم استعمل كلمة
زوج لحواء] ٠
واذا كان التفريق بين المذكر والمؤنث هو طابع العربية واللغات السامية بعامة , فإن
وجهة النظر التى أبداها (المرحوم) عباس حسن ؛ والدكتور عبد الكريم خليفة رئيس
المجمع الملكى الأردنى فى اجتماع مؤقر المجمع اللغرى قد اكتسبت عدداً كبيراً من
أصوات أعضاء المؤقر ؛ وقلبت القرار الذى أعده المجمع رأسا على عقب ! فقد كان
القرار امعروض يجيز أن يقال ؛ الأستاذ الدكتور فاطمة ٠٠ ولكن القرار الذى أصدرة
المؤقر - بعد الدراسة والمناقشة - هو : " عدم جواز وصف المرأة بدون علامة التأنيث
فى ألقاب المناصب والأعمال : لا يجوز فى ألقاب المناصب والأعمال - اسما كان أو
صفة أن يوصف المؤنث بالتذكير ؛ فلا يقال : فلانة أستاذ ٠ أو عضو .أو رئيس أو
مدير * (نص القرار فى كتاب المجمع : فى أصول اللغة - الجزء الثالث ص : 684 ٠٠
حركة واحدة +٠ تكفي ١ (*
كان مفتاح النظر فى المادة اللغوية التى أقدمها اليوم بيتاً لأبي فراس الحمدانى *
من قصيدته (أراك عصى الدمع) أنشده ممثل مشهور ؛ فى برنامج بُبث من إذاعة قطر »
اسمه (رحلة مع حرف أو كلمة ) والبيت هو *
سيذكوني قومي إذا جَدٌ حدم وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدرُ
بيد أن المنشد حرك ميم الجمع بضمة مُشبعة ؛ فنطق الكلمة : "حدَكُمُر * وبهذا
النطق انكسر وزن البيت » وهو من بحر "الطويل” ٠ ٠ وبينما أنا أسجل هذه الملحوظة إذ
سمعت زميلته الممثلة المشهورة تنطق بلقب العالم المؤرخ الجغرافى الرياضى "أبى
الريحان محمد بن أحمد البيرونى . ت 660 ه بفتح الياء . وصواب نطقه : البيرونق
وعندثذ قلت : حركة واحدة ٠٠ تكفى ٠ ٠ وهذا هو مفتاح المقال ٠٠
أجل ؛ حركة من الحركات ؛ الضمة والفتحة والكسرة ٠ أو علامة على عدم الحركة؛
أو علامة على التضعيف ٠ ٠ تكفى لنشأة لحن جديد فى اللغة ؛ وبخاصة إذا كان اللحن
مذاعا من إحدى وسائل الإعلام ! حركة واحدة تكقى لكسر بيت موزون ؛ تكفى لتحريف
اسم أو لقب , تكفى لتغيير إعراب كلمة أو بنائها , تكقى لتغيير المعنى من مجال إلى
مجال . تكفى لنقل الكلمة من صيغة إلى صيغة ؛ تكفى لتمييز لهجة أو رأى +
وسأقدم الآن بعض أمثلة تؤيد هذه المقولة :
* أذيع صباح الثلاثاء )1١/7( خبر من "باكسثان" نصه : استبعد حزب
الشعب وانتحالف الديقراطى الإسلامى تشكيل حكومة انتلافية " ونطق مذيع النشرة
جزما من الحزب ؛ فأفسد المعثى +
والمعنى :
الجدَ بالفتح : أبو الأب , «البخت . والجدٌ ؛ بالكسر : الاجتهاد ؛ ومنه :* جيد
لم ؛ بالفتع : القطع الج ؛ بالكسر : الجسم ٠ والجرم ؛ بالضم ؛ الذنب
كالجريمة ٠
العَرْض بالفتح : مقابل الطول ٠ والعرض ؛ بالكسر : نفس المره وما يمدح
ويذم منه ٠ والعُرض ؛ بالضم : الناحية والجانب ؛ ومنه : عض الحائط ؛ عرض البحر.
السام ؛ يفتع السين : شدة الحر . والسّهام , بالكمتر : جمع سهم . والسهام +
بالضم : الضمور وتغير اللون عن حاله +
البان . يفتع اللام : الصدر . واللبان , بالكسر : الرضاع . والأبان , بالضم +
شجر الكندر ٠ وجمع الثبانة أى الحاجة . والكندر : نبات من الفصيلة البخورية يفرز
صمغا . وشبيه بهذا الصمغ : العلك الذى يمضغ فلا يذوب ؛ واحدته : علكة . والجمع :
علوك وأعلاك ٠ والعلك : كلمة خليجية عربية فصيحة ؛ ولكنها تنطق : علج .
وليس معنى هذه الأمثلة عدم وجود كلمة تختلف حركاتها مع اتفاقها في المعنى
والأصل » بل إن هذا موجود فى اللغة العربية بكثرة . وقد يكون مرجع اختلاف لهجات
العرب أو اختلاف القراءات +
واحدة ٠٠ تكفي !*
* فى خبر عن صلاة الاستسقاء التى أديت فى قطر ؛ صباح الاثنين الماضى +
قرنت كلمة ابقَدَرٍ) فى الآية ١١ من سورة الشورى هكذا : (بقذر) وتكرر الخطأ فى
من المصحف الشريف ٠ ونسخة من "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم” وأن يراجع
الآية قبل قراءتها +
* ويتكرر الخطأ فى كلمة مَقْعْدِ ٠ حيث تكسر الميم كأنه اسم آلة ٠ والصواب فتع
* فى أحد البرامج نطق الضيف لقب مؤلف كتاب "نفح الطيب ". وهو الإمام
المؤرخ الشهاب أحمد بن محمد المقّرئّ ات ٠١١ ه) نطقه الضيف : المقرىّ (بفتح
الميم والقاف المخففة وكسر الراء المشددة) ٠ وهنا خطأ ٠ والصواب : المقَرِىّ (بفتح الميم
وفى برنامج ثقافى آخر ٠ سمعت اسم المؤرخ العلامة "ابن خُلدون" ينطق بضم
وهكنا أثبتت جولتنا ٠ هذا الأسبوع ؛ أن حركة واحدة تكفى لإشاعة اللحن فى
حول ” الكافة ” و * كافة الثاسن * (*)
( رد وتعليق )
تلقينا الرد الآتي من الباحث زهدى أبو خليل ؛ موجه اللغة العربية . على إحدى
المسائل التى نشرت هنا ( فى 1888/11/17 ) وبكل ترحاب نوسع له صدر الباب +
ثم تعلق عليه .
السيد المحترم محرر (الراية الثقافية)
تحية طيبة وبعد :
أبارك للراية الثقافية دعوتها للدكتور عبد العزيز مطر (رئيس قسم اللغة العربية
فى جامعة قطر) . للإسهام بتحريرها من خلال عمود لغوى أسبوعى . فقى هذا العمل
كسب للراية الثقافية وقارئيها , وتثقيف للسان والقلم +
ونحت عنوان (تشقيف اللسان) ؛ قرأت يوم السبت ١١ نوقمبر ١488 خيراً
"لا تستخدم (كافة) مضافة ؛ فلا يقال :(كافة الناس) .ولا تدخلها الألف واللام +
فلا يقال : (الكافة) ؛ وإنما تجىء فى نهاية الجملة مفردة منصوية على الحال "+
ويقول :
* وأحمد الله لأن محررى الأخبار فى وكالة الأنباء القطرية ومذيعى الإذاعة
والتليفزيون فى قطر بدأوا يستخدمون (كافة) الاستخدام العربى الصحيح * +
وأنا مع الدكتور مطر فى أن هذا الاستخدام هو عربى صحيح ولكنى أرى أن
يفهم القارىء أن الاستعمال الآخر صحيح أيضا ؛ أو أقل استعمالاً ؛ لأنه ورد على
ألسنة الفصحاء من العرب +
فقد سجل (الصبان) فى باب الحال - ج ١ - عند الكلام على الآية الكريمة
فى كلام عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - ؛ ونصه :
وعلى هامش القاموس المحيط - ج * - مادة (كف) نص منقول عن شرح
القاموس ؛ يجيز استعمال هذه الكلمة مقرونة بأل أو مضافة ؛ وإن رفض هذين
الاستعمالين لامسوغ له ؛ ّ
كان قليلا ) .لمحمد العدنانى فى (معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة) أورد كلام عمر بن
الخطاب - رضى الله عنه - وأضاف :
فيه ؛ وكتب بخطه ؛ لله الأمر من قبل ومن بعد ٠٠ ورسمت لآل بنى كاكلة بمثل ما رسم
وأضاف العدثانى :
( وحسبنا أن يستعملها عمر بن الخطاب مضافة إلى جمع سالم ٠ ويقرها إمام
وقال :
( وأجاز الشهاب فى شرح الدرة
فى كتابه : شرح الشفاء 00) +
تقول : جاءت الكافة . وأطال الشرح فى ذلك
وأضاف العدثائى : ِ
الكافة ؛ وذكر اللسان أن الكافة هى الجماعة من الناس ) +
فيا أخى الدكتور عبد العزيز +
أنا أعلم أنك تتحرى الأقصع من الألفاظ والأساليب ؛ وهذا مبدأ مقبول نتحراه
نحن أيضا فيما نكتب ؛ ولكنى أرى أن نفسح المجال أمام الآخرين كى يستعملوا
يتحرى وجوه الصواب فى (الشائع) على ألسنة الأدباء وأقلامهم ؛ ولو كان فى لهجة
من لهجات العرب ٠
أما وقد شاع على ألسنة المعاصرين وأقلامهم قولهم : الكافة ؛ وكافة الناس +
ذلك الاستعمال , دون أن يستعمله فى كتابته +
لولا أنه تضمن ما يدفعنى دفعا إلى الرد ؛ ولابد ما ليس مته بد ٠٠
أولا - دعنى أسجل اعترافك بالحق الذى جاء فى مقالى ؛ وأنه الأكثر والأنصح؛
تتوقع منى أن أقول : فيها قولان !
ولكن الذى قلته أنا هو ما * ما أطبق عليه جماهير أئمة العربية ؛ كما قال
الزبيدى فى "تاج العروس” ٠ وإنى مورد لك وللقراء أسماء هؤلاء الأئمة ومصادرهم ٠
وقد رجعت إليها عند كتابة مقالتى : الخليل بن أحمد (ات ١78 ه) فى * كتاب العين *
(187/8) ؛ والزجاج ات 7٠١١ ه) فى معانى القرآن * (774/1 ١ )647/7 ١
الحريرى ات 816 ه) فى "درة الغواص * (39) ؛ ابن الجوزى ات 8917 ه) ٠ فى
"تقويم اللسان “(168) ؛ إلى جانب المعجمات الموثوق بها , وكتب النحو وحواشيها +
ثانيا - ارتكبت - يا أبا خليل - مخالفة منهجية ؛ أدعو الله أن يوفقنى لكى
إلى الكتاب وصاحبه الثبت الحجة ؛ مع أنك عندما نقلت عن الأستاذ محمد العدنانى
إلى عباس حسن !!
وأرد عليك : لقد خلفت وراءك بصمة أسلوبية ؛ وذلك باستعمال لفظ "سجل" +
وإغفال ذكر الصفحة فى حاشية الصبان - كما فعل عباس حسن - ثم نقل النص من
هامش القامرس - كما نقله عباس حسن - ولم ترجع إلى شرح القاموس نفسه ٠ فهذه
أدلة ثلاثة على اقتباسك النص من "النحو الوافى” دون إشارة إليه ؛ وإلى رأى عباس
حسن ؛ وكان يفيدك فى اتجاهك بدون شك !
كتابين فى الموضوع للعدتانى ٠ ولكن الكتاب الذى تضمن النص الذى نقلته هو كتابه
ستعلاع
الآخر المرسوم : “معجم الأخطاء الشائعة" ولو أنك اهتممت بذكر رقم الصحفة لاكتشنت
هذا الخطأ بين الكتابين ١
إليه الكافة " هر نقل صحيح ٠
ولكن - يا أي خليل - هل ما يقوله أصحاب المعجمات من كلمات وأساليب فى
ثنايا رواياتهم ؛ مما يحتج به إذا كانوا من عصور متأخرة لا يعتد بها فى الاحتجاج ؟
ومثل ذلك يقال فى قول الحريرى كافة أهل الملل" وهو الاستعمال الذى هلل له الشيخ
القامرس بأن "النكرة إذا أريد لفظها جاز تعريفها ؛ كما هر منصوص عليه"(التاج:
رابعا - أسلم معك باتجاه مجمع اللغة العربية إلى التيسير » بل إلى الإسراف
فيه؛ حتى لقد طالبت المجمع فى كتابى (فى النقد اللغرى) بأن يوازن بين المحافظة
والتجديد ٠١ صن: ١ا) أقول : مع اجا المجمع إلى التيسير لم يذهب اإى ما ذهب اإيه
7) :"جاء الناس كافة : جميعا * ٠