ويجلّيه تواضع العالم» ويحليه هكة المحققء ألا وهو الأستاذ الكريم
زاته؛ القي إن دلت على
وحدثني أنه من محبّي الجد محمد جمال الدّين القاسمي
فائقة؛ وفهم سريع . وحدثته عن نشأته وأسرته ومجتمعه؛ فإذا به يسرد علي
وقائعه وحوادثه المذكورة فيما بين دفْتّي كتاب ولده» أي: العم الظافر
أولادو؛ أو تلميذٌ من تلامذته! ومكث مدة ثُمّ عاد إلى الجهراء بالكويت.
وبعد فترة هاتفني يُطمئنني عن كتابه «محمد جمال الدّين القاسمي»
وأنّه يود زيارتي والمكتبة القاسمية ثانيةً؛. للاطلاع على سيرة بقية أفراد
لأن «المكتبة القاسمية» يرتادها سئويًا كُلَّة من العلماء والمفكرين»
وكثيرٌ من طلآب العلم والمعرفة؛ من معظم أقطار المعمورة؛ عربيةً كانت
وآخرون للدراسة وتحضير رسائل علمية (دكتوراه أو ماجستير)» كن حسب
اختصاصه الدراسي؛ عن «محمد جمال الدّين القاسمي»: دعوته؛ آراؤه
واعتذرت» وحسبه مقدمة سِبْط آل القاسمي» المستشار سميح الغبره؛ ابن
+ واي في الربية والنشأة الطب . فاك أكثر من مر
والبحث والتأليف والتنسيق والتنضيد» الذي لا يعرف مشفّته إل من
يُابِد مع أناقة الطباعة!
لِذاء لا يسمي أخيرًا إلا أن أشكره جزيل الشكر» مع صادق
المودّة؛ على اهتمامه بأعلام ١ 1
تأليف هذا الكتاب» فكان حقًّا قلا
فجزى الله مؤلفه. العالم الباحث المحق الأستاذ العَجْي عن
من صفر الغ سن :عجري ميدي
و لمم جه
الحمد لله رب العالمين» والصلاة والسلام على نبيّ الرحمة وإمام
)0 هو العالم النحوي القدير الأستاذ عاصم ابن العلامة محمد بهجة البيطار من بيت العلم
الشهير بدمشق» ولد سنة (/1417م)؛ ونال الإجازة في الآداب والدبلوم في التر. ية من
جامعة دمشق سنة (1481م)؛ ودرّس علوم اللغة العربية وآدابها في دمشقء مُعّ سافر
إلى السعودية سنة 437٠م فدرّس النحو والصرف خمس سنوات في كلية اللغة العربية
بجامعة الإمام محمد بن سعود (الكليات والمعاهد سابقًا)؛ ثُمّ عاد إلى دمشق فدَرّس
في جامعتها من سنة (1417/0 -1485م) حيث تقاعد؛ وطلبته جامعة الملك سعود
بالرياض فدرّس فيها النحو والصرف لمدة مخمس سنوات (1484 1444م ثُع
طلبه مركز الملك فيصل الخيري ليكون مُسْتشارًا لمجلته ؛ ألف عددًا من الكتب منها :
«النحو والصرف» وضعه لطلاب جامعة دمشتى سنة (147/0م) وما يزال هو الكتاب
المقرر فيها حتى الآن» كما حقق «موعظة المؤمنين من إحياء علوم
المبين في شرح الدر الثمين» لجمال الدّين القاسمي» وله غير ذلك .
يقول عنه تلميذ والده الشيخ علي الطنطاوي في معرض كلام له: «الأستاذ عاصم
من أعلم مدرسي النحو اليوم؛ وأحسنهم طريقه في التدريس». وقد تحرج على
يديه جمع من الطلاب البهاء والأساتذة الأجلاء» ولا يزال ذكره العاطر بينهم.
فإن فضيلة العلّمة المحقق المدقق الثبت”'؟ الأستاذ محمد بن ناصر
العجمي يقوم بعمل جليل» يكشف فيه عن صفحات مطوية من حياة بعض
الأعلام من علماء الإسلام في هذا القرنء ويتكبد في ذلك مشاقٌ الرحلة
والسفر إلى مواطنهم؛ والاتصال بذويهم؛ والتنقيب عن وثائق
لقد تكرم هذا الأستاذ الجليل بزيارتي أكثر من مرة؛ وكنت أولى
لا أذكر خبرًا ا وجدت عنده ما يزيدني علمًا به. أسأل الله تعالى أن يمده
بعونه وتوفيقه؛ وأن يمتعه بدوام الصحة؛ ويكتب له أجر العاملين في سبيل
لله» لا يرجون من عملهم إلا وجه الله والذَارَ الآخرة.
وقد أعلمني جزاه الله خيرًا أن يعمل على جمع مادة كتاب عن آل
وما تعرّض له بعض أعلامهم من أذى في سبيل نشر مذهب السلف؛
والعودة بالعقيدة إلى الينابيع الصافية في القرآن والسئة؛ وما كان عليه
سلف هذه الأمة» من إقبال على اللهء والرغبة فيه» والبعد عن البدع
(1) هذه الأوصاف التي ذكرها الأستاذ الجليل لم يكن لي بها والله اتصاف» وإنما
والضلالات التي ملأ بها الحشويون عقول الناس؛ وعلى رأس علماء هذه
رحمه الله وأجزل ثوابه؛ فقد كان صورة لعلماء السلف في جهاده وصيره»
واحتساب ذلك عند الله جل جلاله.
وقد كان العلاّمة المؤلف حسن الظنٌ بيء إذ أرسل إليّ نسخة
الكتاب في صورتها الأخيرة قبل أن تطبع» وطلب إليّ أن طلم عليهاء وأن
عبد الرزاق البيطار رحمه الله (ت 1778ه) بالعلامة الجمال القاسمي؛
وما كان من ملازمة سيدي الوالد الشيخ محمد بهجة البيطار رحمه الله
ات 1747ه) له؛ وطلب العلم عليه إلى أن توفي رحمه الله عام
الكتاب أقرؤه بإمعان. وأطّلع فيه على صور مشرقة من تاريخ علماء
ذلك من حرص الطلاب على التلقّي» وإخلاص العلماء في أن يزوّدوا
بترجمة المشهورين من علماء آل القاسمي منذ حلّ جدّهم الأعلى الشيخ
قاسم بن صالح القاسمي (ت 1784ه) بلاد الشام؛ إلى وفاة أولاد علامة
الشام الشيخ جمال الدين» وآخرهم الأستاذ النقيب ظافر القاسمي
ات 1404ه)؛ وهو سجلٌ حافل بأسماء علماء هذه الحقبة في الشام
ومصر والحجاز وغيرهاء ممن كانوا كواكب العلم المشرقة في هذه
علوم السلف وما حفل به العصر من المستجدذّات؛ وزيّنوا ذلك كله بالخلق
الحميد؛ وما دعا إليه الإسلام من الإخلاص والتقوى» والتعاون على ما
فيه خير الدنيا وحسن ثواب الآخرة» رحمهم الله تعالى» وأجزل ثوابهم؛
ونفعنا بسيرتهم ومنهجهم في العلم والحياة فإن في ذلك النجاح والفلاح .
بأناته وصبره أن يستخرج وثائق نفيسة ما عرفها الناس إلا عن طريقه؛ وقد
كان أصحاب المكتبات أنفسهم في غفلةٍ عنها .
إن هذا الكتاب منهل ثرّ» يروي تاريخًا علميًا مجيدًا لبيت من بيوتات
العلم» لكنه من ناحية أخرى يعرّف الأجيال من أصحاب الثقافة العصرية
بمنهج أسلافهم في التعلّم والتعليم» وأن الاختصاص الذي عُرف اليوم
الكبير يشهد فيها لطالب العلم بالإتقان والإحاطة. ويجيز له أن يروي عنه
وكبار العلماء الذين تلقّى عنهم» وأسماء الكتب التي تلقاها .
السلف كانوا يجمعون العلوم المختلفة؛ ويتنقلون بين حلقات الدرس من
بعد صلاة لى لمحا فترى الواحد منهم يجمع
العلوم الشرعية من تفسير وحديث وفقه وغيرهاء والعلوم العربية من نحوٍ
حريضًا في ذلك كله على التوسع في الاطلاع» والتعمق في الفهم» والتزام
ثواب الله ورضاه.
الجيل ومن يأتي بعده؛ حين رسم منهج أسلافهم في الطلب والتحصيل»
والشعور بقدسية التبعة بعد ذلك في التبليغ والتعليم» دون أن تكون الدنيا
هي الغاية والمقصد.
لقد كانت صلة طلاب العلم بأساتذتهم صلة روحية مبنيّة على
المحبة وتوجّي المصلحة» مما يستقيم به أمر الذّين والدنياء ويضمن
سعادة الدارين بإذن الله. وما زلت أذكر أن سيدي الوالد رحمه الله كانت
تدمع عيناه إذا تحدث أحد عن الشيخ جمال الدين القاسمي» وما سمعته
وقد اعتاد أهل دمشق ارتياد البساتين يجمعون تحت ظلالها بين
الراحة والمتعة؛ وقد كان الشيخ جمال الذّين يصحب طلابه إلى البساتين»
فضل الله علينا أننا لم نضع الوقت كله في شرب الشاي وتسريح النظر بين
الأشجار والأزهار والأطيار» بل أضفنا إلى متعةٍ الروح غذاءً العقل. ٠ .
وأمثاله؛ ليدركوا أن طلب العلم كان مبنيًّا على قواعد أخلاقية مشرّفة؛
وإخلاصٍ ورغبة في الازدياد؛ وحسن استغلال الوقت فيما يفيد» وهذا كله
يفسّر لنا كيف كان أكثر العلماء شعراء وأدباء» قد ضربوا من كل فن بسهم
وهذا الجاحظ أديب العربية الكبير يضع كتبه لتكون مراجع غنية في كل
علم» ولا أحبٌّ أن أمضي في تعداد الأسماء فالكتب مملوءة بهاء والتاريخ
يتغْنّى ويشيد بذكرها .
إن الأستاذ العلامة المؤلف قد ضرب لنا مثلاّ بكتابه هذا عن
والسعي وراء إثبات ما يثبته بشهادة من لا ترد شهادتهم» وتأييد ذلك
بالإجازات والمراسلات بخط أصحابهاء وكل ذلك ببيان واضح ولغة
التي اختار لها الدرب الصعب» وأكرر شكري له على حسن ظنه بي؛
الرياض 1/78 1670ه مالي نيار
قتررقة 3 قرا
فقد دَق إليّ البريد منذ شهر رسالة مرفقة بمسوّدة بحث عنوانها:
)١( هو حضرة الأستاذ الجليل» والقاضي النبيل سميح بن شفيق الغيره؛ ووالدته هي
نظمية بنت العامة الشيخ جمال الدّين القاسمي» البنت الثالثة له
ولد حضرة الأستاذ الأديب سنة 1418م ودرس حسب النظام المتبع في ذلك
الوقت حتى نال شهادة الثانوية ثُمّ دخل كلية الحقوق بتوجيه من خاله ظافر
القاسمي؛ وقد نال شهادتها سنة 1448م؛ ثم درس تاريخ الأدب العربي» وكان
فرعاً جديداً في جامعة دمشق وحصل على شهادته وقد تولّى القضاء وتدرج في
رئاسته وتفتيشه إلى أن صار مستشاراً في محكمة النقض بدمشق حتى التقاعد؛
وقد اعتنى حفظه الله من صغره بمطالعة الكتب وبتوجيه من خاله ظافر
القاسمي حيث كان يحفظ الشعر وفرائد القصائدء وروائع النثر مما كان له الأثر