ل تظل السماء و تقل الغبراء مثل أمين الأرض الذي أرسله الله رحمة
للعالين فجاهد في الله حت جهاده؛ وأدى الأمانة وتركنا على المحجة البيضاء
ليلها كنبارها لا يزيغ عنها إلا شقي هالك.
يدل على طراز نادر من الرجال » وممدن نفيس ؛ يستحيل أن تجتمع كل هذه
المناقب إلا في ني .
أكر السجاياء جميل الخلى؛ حسن الطوية؛ إرادة الخير كلها من الصفات
عدو فاجر خب ليم وأعظم الجود ما كانبالنفش» اللهم انفعنا بشفاعته واججعنا
به في دار الكرامة وصحابته صل الله عليه وسلم .
دار الكتاب العري
دعاء
اللهم إني أسألك نجاح الأمل» عند انقطاع الأجل» اللهم اجعل خير عملي
لا تحقق عل العذاب. ولا تقطع بي الأسباب وارحني مما لا أطيق وتمما تعجز عنه
نفسه» ورحمتك أكبر من ذنبه». وعفوك أكرم من فاقته.
إن الحمد لله وحده لا شريك له والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
نة البحث» ونصب التحقيق وضنى الدراسة إلا من عاناها
ومارسها وقام بها وأنفق طرفا من عمره فيها. ومع هذا كله فهي لا يمكن الاستغناء
يقفون على حقائق الأشياء وجواهر الحقائق وهذا أمرٌ شاق ممتع ..
والقسامة وعلو الحمة وسمو الروح وطيب النفس ونقاء البدن وطهارة الباطن وذكاء
القريجة والرحمة والشفقة بالناس على مختلف أطوارهم وتباين أجناسهم .
وفي شخصية النبي صل الله عليه وسلم من الجلال والعظمة ما يجعل
الباحث متهيبا أن ييذل كل مجهوده وكل طاقاته في إبراز هاتيك الفضائل ثم بعد
ليس في مقدور خلوق أن يحيط بيانا أو معرفة أو مادة حتى يستطيع أن يفصح
عن شيء من حقيقة هذه الشخصية العظيمة التي نقلت البشرية من الظلمات إلى
النور ومن ضلالات الوثنية إلى الهدى والنور والاستقامة.
إن أخلاق النبي صل الله عليه وسلم وشمائله ومناقبه لا يجتويها سفرٌ
جامع » أو سجل حافل لأنها غاية النقاء الملائكي في صوت بشرية اصطفاها
الله سبحانه وتعالى لتكون مناط عبوديته ومصدر أشماع الهداية واليقين والايمان
على مر العصور والاحقاب .
ومهما قيل في أخلاق النبي صل الله عليه وسلم وشمائله فلن يسعف البيان
ومعنى الآية الشريفة » وإنك يا محمد لعل أدب رفيع جم » وخلق سني
فاضلء فقد اجتمعت فيك مناقب وكمالات وسمات حسنة من الحلم والوقار
والسكينة والحياء» وكثرة العبادة والصبر على المكاره والزهد والرحمة وحسن العشرة
وطيب الخلال.
)١( القلم ((د/4).
ومن تكريم الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم قوله له:
ف ورفعنا لك ذكرك 6(
متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي : اشهد أن لا إله إلا الله» وأن محمدا رسول
الله
معي" وقد قرن الله سبحانه وتعالى ذكر رسوله بذكره في كلمة الشهادة؛
والاذان والاقامة والتشهد والخطب» وف غير موضوع من القرآن الكريم7؟1
هذا مقام سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم عند ربه سبحانه وتعالى
رسولا من أنفسهم 906 .
تعالى يم من أنفسهم» دليل قاطع على الوشيجة القوية والاصرة النبيلة
بفتح الفاءا*) أي من أغلاهم شاناً وأغلاهم قيمة؛ ولكن قراءة الجمهور بالضم»
(1) راجع محتصر ابن كثير (161/7)
(©) راجع تفسير البحر المحيط (4/8/8) بتصرف
(8) آل عمران (168/7) راجع تفسير الطبري لهذه الآية 7477/10
(ه) الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض البحصبي المنونى سنة 044 ه. ط. دار الكتب
العلمية بيروت» لبنان (14/1). بتصرف.
الله عليه وسلم أولى بكل فضل وفضيلة . وإن رحمة رسول الله صل الله عليه وسلم
رحمة للعالمين96).
فإنه رحمة عظمى ونعمة كبرى أنعم الله علينا بها.
يخزي الله النبي والذ:
فإن الحبيب محب لقاء حبيبه فرح به» فنسأل الله أن يمتعنا في جنة الخلد-
بلذة النظر إلى وجهه الكريم وشفاعة حبيبنا مصطفاء صل الله عليه وسلم» وآخر
القاهرة في ذي القعدة سئة 16264 ه
أغسطس سنة 184
السيد الجميلي
التحريم (55/م). )4(
هو الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني
المعروف بأبي الشيخ المتوفى سنة 74“ه .
وقد ولد ( رحمه الله ) سنة أربع وستين ومائتين » وكان ذا وجاهة بين
ذويه وشيوخه » وقيل إنه سمع الحديث وهو ابن عشر سنين . وقد تتلمذ على
الاصبهاني » والحافظ أبو سعد المالبني .
وقد كان أبو الشيخ (رحمه الله ) واسع الثقافة عميق الدراية صنف كثيراً
من الأسفار القيمة في التفسير والأحكام وغيرهما وقد كان عابداً ورعاً تقياً كما
شهد له بذلك عارفوه ومريدوه ؛ وقد أنفق أكثر من نصف قرن من الزمان في
التصنيف والتأليف . وقد ت سلخ المحرم سنة تسع وستين وثلاثمائة »
ويكون بذلك قد عمر خمساً وتسعين سنة ؛ رحمه الله وأنزله منزل الأبرار
والصديقين والشهداء والصالحين » وجعنا به في دار كرامته . آمين .
الحمدلله على ستره ؛ ما أعجز المستور عن شكره !!
(ما ذكر من حسن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم © وكرمه +
وكشرة احتماله ؛ وشدة حيائه ؛ وعفوه ؛ وجودة ؛ وسخائه ء وشجاعته +
بأمته » وكظمه ||
فأما حسن خلقه صلى الله عليه وسلم : أخبرنا الشيخ الإمام الاجل
السيد أبو الفضل العباس ابن الشيخ أبي العباس السقاني رحمه الله » في
المحرم سنة اثنتين وخمسماثة » قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن
محمد بن أحمد بن الحارث التميمي رحمه الله قراءة عليه في سئة سبع
وعشرين وأربعماثة » قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن
حيان » قال : أخبرنا ابن أبي عاصم » قال : حدثنا جعفر بن مهران » قال :
حدثنا عبد الوارث + عن أبي التياح + عن الصادق”') » قال : كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً ٠
حدثنا أحمد بن جعفر بن نصر الجمال » حدثنا جرير بن يحى ؛ قال :
حدثنا حسين» بن علوان الكوفي » قال : حدثنا هشام بن عروة ؛ عن أبيه +
عن عائشة رضي الله عنها ؛ قالت : ما كان أحد أحسن حُحلقاً من رسول الله
نا أحمد بن جعفر ؛ نا جريربن يحبى » نا إسحاق بن إسماعيل ؛ عن
عدي بن الفضل ؛ عن إسحاق بن سويد ؛ عن يحبى بن يعر ؛ عن أبي
جعفرا؟) » قال : قال رجل : يا رسول الله » قال : يا لبيك .
نا عَبْدَانٌ ؛ نا زيد بن الحريش") » نا خالد بن القاسم ؛ نا ليث »
الوليد بن أبي الوليد » أن ابن خارجة » يعني سليمانٌ » حدثه أن أباه
خارجةٌ بن زيد » حدثه : أن زيدّ بن ثابت » قال : إن النبي صلى الله عليه
وسلم » كنا إذا جلسنا إليه » إن أخذ: بحديث في ذكر الآخرة أخذ معنا » وإنّ
أخذا في ذكر الدنيا أخذ معنا » وإنْ أخذنا في كر الطعام والشراب أخذٌ
)١( هو أبو عبد الله جعفر الصادق ؛ بن محمد الباقربن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أب
طالب رضي الله عنهم أجمعين ؛ وهو احد الائمة الإنني عشر ء على مذهب الإمامية ؛ وكان من
سادات أهل البيت ؛ ولقب بالصادق لصدقه في مقالته ؛ وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيان
الصوفي وقد ولد الصادق سنة ثمانين للهجرة وتوني في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة بالمديئة +
ودفن بالبقيع مع أبيه وجده وعم جده الحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعي:
وفيات الأعيان لابن خلكان ( 141/1 ) بتصرف . ط . النبضة المصرية ٠
(1) حديث ضعيف .
©) القلم (8د/ ) ٠
(4) محمد الباقر رضي الله عنه +
(*) وفي لسان الميزان ( الحرشي ) وهو تصحيف ٠
(6) وهكذا كان رسول الله صل الله عليه وسلم يتفاعل مع جالسيه حتى ليشمر كل واد منهم أنه