وهذا المعجم لم يتناول ألفاظ الملابس فى مستوى لغوى واحد فقط ؛ وإنما
تناولها فى مستويات لغوية متعددة ؛ فقد جمع هذا المعجم ألفاظ الملابس العربية
الفصحى ؛ كما جمع ألفاظ الملابس المعرّية . وكذلك الدخيلة , وكذلك جمع ألفاظ
الملابس فى العامية واللهجات أيضًا فاشتمل على +
- ألفاظ عربية فصيحة +
ألفاظ دخيلة « بقيت كما هى فى العربية دون تغير صوتى » ٠
ألفاظ عامية « شاعت على ألسنة العامة »
ألفاظ لهجات « شاعت فى بلد دون غيره »
منها: المماجم العربية بدءًا من معجم العين وانتهاءً بالممجم الوسيط الذى أصدره
مجمع اللغة العربية لأول مرة سنة 143٠ م ؛ فقد استوعبت المعاجم العربية كثيرًاً
من ألفاظ الملابس , وذكرت النصوص التى توضحها وتبيِّن زمن استعمالها ومكان
شيوعها وطريقة ارتدائها , ولا يكاد معجم يخلو من ذكر الملابس وأنواعها
وألوانها .ولكن المماجم فرِّقت ألفاظ الملابس على الحروف العربية فجاءت متناثرة
متباعدة ؛ اللهم إلا ما قام به الخطيب الإسكافى محمد بن عبد الله (ت 47١ ه)
التى تناولت ألفاظ الملابس بالبحث +
من عقد باب فى كتابه « مبادئ اللغة » للثياب ذكر فيه أنواعها وأجزاءها ؛ وما قام
به أبو منصور الثعالبى ( ات ١3؛ ه ) من عقد فصل صفير فى كتابه : فقه اللفة
وسر العربية سمّاه : فصل فى الثياب ذكر فيه سبعة أنواع من الملابس ؛ وكذلك
يعطى صورة واضحة لنوع الألبسة وألوانها وصفاتها +
وكان ابن سيده الأندلسى (ت 408 ه) أكثر علماء اللفة تفصيلاً للملابس +
إذ عقد فى السفر الرابع من معجمه المخصص فصلاً تطرق فيه إلى ذكر الملابس
عامة ولباس النساء خاصة ؛ وتكلم عن المادة التى تُصنع منها الثياب كالخز والحرير
والقطن والكتان ؛ وذكر أنواعًا مختلفة من الثياب , وتحدث عن البُُسّط وتعرض
وأدوات الخرازة والخصف ؛ وما يتصل بالثياب كالوسغ والقذر . وإلى جانب
المعاجم العربية وما كتبه علماء اللغة يُمْدٌ ١! قرآن الكريم ؛ والأحاديث النبوية
الشريفة ؛ وكلام الصحابة ؛ ودواوين الشعر العربى , وكتب الفقه ؛ والسيرة +
والتفسير . والتاريخ , والأدب ؛ والرحلات , والطبقات من أهم المصادر لدراسة
الملابس +
وقد اهتم الباحثون العرب بدراسة الملابس والزينة . ومنهم د. صالح أحمد
العلى الذى عُنى بدراسة الألبسة فى القرنين الأول والثانى الهجرى , فقد نشر فى
فى عام 1977 م ببحث عن « الألبسة العربية فى القرن الأول الهجرى » . كما
أصدر د. يحيى الجبورى فى سنة 1984 م كتاب * الملابس العربية فى الشعر
الجاهلى » . وأصدر د. صلاح العبيدى ( بغداد +1948 م ) كتاب الملابس العربية
الإسلامية فى العصر العباسى الثانى , كما أصدر د. محمد عبد العزيز عمرو
(بيروت 19485 م ) كتاب « اللباس والزينة فى الشريعة الإسلامية » ؛ كما أصدر
الخطيب العدنانى كتاب «الملابس والزينة فى الإسلام» (بيروت 1443م ) +
كما وضع ل أ. ماي كتابًا هامًا هو كتاب « الملابس المملوكية » .
فى الأقمشة الفاطمية » للدكتور محمد عبد المزيز مرزوق ( القاهرة 1447 م ) +
« المنسوجات العراقية الإسلامية » اخريال داود المختار ( بغداد 15177 م ) +
وإلى جانب كتب التاريخ والرحلات هناك الكتب التى تناولت الألفاظ العامية؛
كمعجم تيمور الكبير للعلامة أحمد تيمور , ( القاهرة 1470 م ) ؛ وتهذيب الألفاظ
العامية لمحمد على الدسوقى ؛ ( القاهرة 1977 م ) ؛ والمحكم فى أصول الكلمات
للملابس +
ولعل أهم عملين تناولا ألفاظ الملابس , ما قام به الملامة الهولتدى رينهارت
دوزى الذى وضع معجمه الشهير : المعجم المفصّل بأسماء الملابس عند العرب
هاجروا إلى هولندا فى منتصف القرن السابع عشر ؛ وقد درس اللفة العربية
وقد اهتم فى دراساته وبحوثه بالمعاجم العربية وبتاريخ الدول الإسلامية فى
بلاد المغرب والأندلس تاليقًا وتحقيقًا .
ومن أهم مؤلفاته فى مجال المعجم :
(#) الأعلام للزركلى 14/7 ط 44+ ام . تاريخ آداب اللضة العربية لجورجى زيدان 188/8 : ممجم
امطبوعات العربية والمعرّية يوسف إلياس سركيس 444-447 , معجم المؤلفين لرضا كحالة 1190/4 +
البستانى وأحمد فارس الشدياق +
* المعجم المفصّل بأسماء الملابس عند العرب والذى صدر فى أمستردام عام
مكقام .
* معجم الألفاظ الإسبانية والبرتغالية المشتقة من العربية ؛ وقد ظهرت طبعته
حكهام
* المستدرك على المعاجم العربية ؛ أو تكملة المماجم العربية , وقد ظهر فى
فى تحقيقها , مثل :
- شرح قصيدة ابن عبدون ؛ لابن بدرون الأندلسى , وقد ظهرت طبعتها
سنة 1447م +
- البيان المغرب لابن عذارى المراكشى . وقد ظهرت (1401-1/844م) ٠
- القسم الخاص ببلاد المغرب والأندلس من كتاب نزهة المشتاق فى اختراق
الآفاق للشريف الإدريسى بالاشتراك مع العلامة الهولندى أيضًا دى
خويه 0088 08 . وقد ظهر هذا القسم سنة 1437م ٠
ويرجع سبب تأليف 002 لمعجم الملابس إلى أن المعهد الممكى للبلاد
المنخفضة فى «هولندا» أعلن فى جلسته المنمقدة فى ١6 كانون الأول سنة ١45١م
عن مسابقة لتأليف بحث مستكمل للشروط عن الألبسة العربية ٠ سواء تلك التى
كان يرتديها الجنسان من العرب فى مختلف العهود وفى مختلف الأقطار أم تلك
وذلك بعد مقدمة عامة يتحدث فيها عن الملابس عند العرب بصفة عامة ؛ على
أن يتتبع البحث الطريقة الهجائية فى الحروف العربية ؛ مع ذكر معالم شكل
الملبس ونوع النسيج الذى صنع منه ؛ وخاصية الاستعمال .
وقد فاز بالجائزة لإ1002 فى الجلسة التى عقدها الممهد فى ٠١ تشرين
وقد أمضى 1202 فى هذا العمل ثلاث سنوات جمع فيها ماء
وسبعين كلمة للملابس ؛ تتبع فى هذا المعجم كل ملبس ؛ ذكر بالتفصيل هل هو زى
رجالى أم نسائى , وفى أى عصر أُستعمل , وشكل هذا الملبس ؛ ونوع النسيج المتخذ
وقد جاء هذا المعجم فى شكل موسوعة علمية تضم إلى جانب الملابس التاريخ
والأدب والفولكلور . وهو يتناول الملابس فى جميع الأقطار العربية ؛ شرقيها
وغربيها . ولكن هذه الملابس تخص أكثر ما تخص الأندلس وأقطار المغرب العربى
ومصر .
وقد ظل هذا المعجم مصدزا عالميًا للملايس العربية فى معظم البلدان الأوربية؛
وقد ظل هذا الكتاب أكثر من قرن قابمًا فى نصه الأول رغم أهميته العالمية +
وقد قام الدكتور أكرم فاضل الذى كان يعمل مديرًا للفنون والثقاضة الشعبية فى
وزارة الإعلام المراقية بنقل الكتاب إلى العربية , وقد تُشر تباعٌآ فى مجلة اللسان
العربى (الرباط ؛ المجلدان 8 0 6) ثم نشرته وزارة الإعلام العراقية بعد ذلك (بغداد
والذى ينظر فى الكتاب يلمس الجهد الواضح والعمل الدائب الذى بذله
صاحبه فيه , فقد قرأ أكثر من مائتى مرجع وطالع عددًا كبيرًا من الصفحات
المخطوطة والمطبوعة ؛ إلى جانب تمكنه من العديد من اللغات , ظهر ذلك جليًّا فى
تأصيل الألفاظ الواردة فى معجمه والتى ردها إلى أكثر من عشر لغات .
وقد أوضح /إ102 فى مقدمة هذا المعجم الحاجة الشد؛
إلى معجم عربى
شامل يعرفنا بوضوح ودقة كلما طلبنا فيه المعني الدقيق لأى لفظ فى أصل
استعماله. بمختلف الدلالات المستحدثة التى طرأات عليه فى جزيرة العرب وبلاد
فارس والشام والمغرب ... إلغ ؛ أى فى كل الأمصار التى كوت تلك الإمبراطورية
الشاسعة التى امتدت ما بين بلاد الهند والحدود الفرنسية ؛ هو معجم يرسم لنا
بالاعتماد على الشواهد والنصوص اعتمادًا مستمرآ تاريخ كل لفظ وكل عبارة +
ويميز بين الممانى الخاصة بكل لفظ فى قطر عربى ما والمعانى التى كان يفيدها
فى قطر آخر ؛ بين مدلول كل لفظ عند الشعراء ومدلوله عند الناثرين . ثم هو
معجم يشتمل على كل مصطلحات العلوم والفنون مفسئّرة تفسيرًا منهجيًا .
ثم يبين 102 فى مقدمته أننا يمكننا دفع عجلة التأليف المعجمى بثلاث
ينشر محققًا لأحد المؤلفين بمسرد لغوى يكون مستدركا على المعجم العريى , وهذه
الطريقة هى المتبعة إلى الآن . وثانيتهما هى جمع ألفاظ مجال دلالى ب
كألفاظ الملبس ؛ أو الماكل ؛ أو المشرب ... إلخ ؛ وثالثتهما هى الاقتصار على تدوين
لغة عصر بعينه ؛ أو قطر بعينه +
طرق : أولاها هى كتابة حواش معجمية شرحًا لألفاظ مصنف ما أو با
الجامع الذى يدوّن شتات ألفاظ اللفة العربية وعباراتها وير لمختلف دلالاتها فى
مختلف العصور والأقطار بالاعتماد على استقراء النصوص ٠
وقد نحا دوزى فى كل أعماله المعجمية منحى الطريقتين الأولى والثانية من
عرب قدامى بمسارد لغوية ؛ كما جمع ما استطاع من الفاظ مجال بعينه هو
الملابس العربية -
ثم اختتم دوزى مقدمة معجمه ببيان الخطة التى اتبعها فى هذا المعجم ؛ وهى
أنه سيتحرى الدقة عند تناوله للملابس العربية ؛ كما أنه سيعتمد أسامنًا على
ثم يعلل دوزى سبب كتابة معجمه باللغة الفرنسية رغم أنه كان من السهل عليه
بصورة دائمة +
ثم عقد بعد المقدمة مدخلاً هامًا تحدَّث فيه عن تطور فن الحياكة والخياطة
عند العرب منذ العصر الإسلامى ؛ مبيئًا ملابس الرسول كيه والحكام المسلمين +
مستعينًا بالنصوص التاريخية الموثقة +
وكانت أول كلمة تناولها بالدراسة فى معجمه : الإتب والمثتبة ؛ وآخر كلمة تناولها
أو الدخيلة .
وقد رجع فى شرح الكلمات العربية الفصيحة إلى معجمين : صحاح الجوهرى +
والقاموس المحيط للفيروز آبادى . وفى شرح الكلمات العامية اعتمد على محيط
المحيط لبطرس البستانى ؛ وأما فى شرح وتأصيل الكلمات المعربة والدخيلة فقد
المعاجم الثنائية التى ألفها عدد من المستشرقين
كما أنه ألفى حواجز الزمن بين الكلمات فنجد الكلمة المستعملة فى العصر
الجاهلى إلى جانب الكلمة المستعملة فى العصر العياسى أو المملوكى +
أنواع :
أ - معاجم ألفت فى إسبانيا فى العصر الوسيط , مثل المعجم الإسبانى العربى ل
(بيدرو دى الكالا) 216018 08 100:0 وقد طبع فى غرناطة سنة 806١م
وممجم 5001002011 وقد طبع فى فلورسنا سنة 1801م ؛ ومعجم
000807075 كنز اللغة القشتالية ؛ مدريد ١٠11م +
بين محقق ومترجم +
ج - معاجم الكلمات العصرية على غرار معجم بقطر 130010107 وهومبير
وغيرهم ؛ وهى معاجم مفيدة فى ضبط لغة العصور الوسطى ٠
د - معجم محيط المحيط للمعلم بطرس البستانى +
خراسان ؛ وريشتر : رحلة إلى الشرق الأوسط : وبركهارت : أسفار فى
رحلة إلى أورشليم ... إلخ +
و - كتب المؤلفين العرب سواء أكانت مخطوطة أم محققة ؛ كمقدمة ابن خلدون»
ونفح الطيب للمقّرى . والإحاطة فى أخبار غرناطة لابن الخطيب. وتاريخغ
مصر للنويرى ؛ وكتاب الروضتين لأبى شامة , وكتاب الأغاتى لأبى الفرج +
وقلائد العقيان للفتح بن خاقان ؛ وكتاب البلدان لأبى الغداء؛ وكتابا المقريزى
الخطط والسلوك
كايانكوس : تاريخ السلالات المحمدية فى الأندلس ٠ إدوارد لين : المصريون
هوست : أخبار من مراكش . كاترمير : تاريخ السلاطين المماليك . دونباى +
النحو المغربى العربى , دوزى : تاريخ بنى عباد . وتاريخ المسلمين في الأندلس
ط - دواوين الشعر : مثل شرح ابن جنى لديوان المتنبى ؛ وشرح الواحدى أيضٌآ
لديوان المتنبى ٠ وديوان ابن زيدون +
ى - كتب أخرى كوصف مصر ؛ وكتاب ألف ليلة وليلة +
كل هذه المصادر أتاحت لدوزى سمعة من الاطلاع والصبر الدءوب فى تناول
الألفاظ ؛ فقد تستغرق اللفظة عشر صفحات . ينقب عن معانيها المتعددة على مر
الأزمان وتعدد الأمصار مدعمًا ذلك كله بالشواهد والأدلة . سواء أكانت نصوصًا
تاريخية موثقة أم أبيانًا من الشعمر ام مقطوعات من النثر ؛ وقد لا يكتفى بالشاهد
الواحد , وإنما يسوق الشواهد سوفًا على معنى من المعانى +
ومن نافلة القول التنويه بالعمل الكبير الذى قام به دوزى وهو : المستدرك على
المعاجم العربية ؛ أو تتمة المماجم العربية ؛ أو ملحق للمعاجم العربية ؛ أو تكملة
أكشثر من أربعمائة مرجع ؛ وطالع الآلاف العديدة من الصفحات المخطوطة
والمطبوعة ؛ وأتقن عددًا من اللفات حتى أخرج معجمه الذى ما يزال نسيج وحده
وعلى رأس قائمة أمشاله , وأهمية هذا المعجم لا تكمن فقط فى الزيادات
والإضافات لما طرأ على اللفة العربية من مفردات واستعمالات بل فى اعتبار ذلك
المعجم خطوة كبيرة فى تأريخ استعمالات المفردة العربية والمعربة ؛ وهو نقص كبير
ورغم مرور أكثر من قرن على صدور هذا المعجم فإنه لم يلق حظه الكامل من
الدراسة والنقد ؛ ولعل من أبكر المهتمين به من العرب العلامة إبراهيم اليازجى
فقد نشر ثلاث مقالات فى مجلة الطبيب سنة 1444م ينقد فيها معجم دوزى ؛ كما