مقدمة
يتمتع شيخ الإسلام ابن تيمية بمكانة
مرموقة بين المفكرين الإسلاميين وغير
السياسي لم يحظ بالعناية اللازمة.
ولعل أفضل من عالج فكر ابن تيمية
السياسي اثنان هما: قمر الدين خان في كتابه:
«الفكر السياسي عند ابن تيمية»؛ والثاني هو
حسن كوناكاتا - القنصل الياباني الذي نال درجة
«النظرية السياسية عند ابن تيمية».
لقد استطاع كل من هذين الباحثين. أن
بالأمر اليسيرء فشيخ الإسلام» ترك لنا مؤلفات
كثيرة العدد متنوعة الفنون.
فأسلوبه يتسم بالإسهاب والاستطراد في
المسائل الفرعية دون إسفاف» مما يتطلب من
ومنهج ابن تيمية السياسي؛ لا ينحصر في
الإمامة والخلافة في كتابه الذائع الصيت «منهاج
لقد أخضع قمر الدين خانء فكر ابن
تيمية السياسي للبحث في إطار المفهوم الغربي»
أما الدكتور حسن كوناكاتا وهو اليوم
الأستاذ بجامعة طوكيو فقد أخضع فكر ابن
تيمية السياسي؛ للبحث في إطار موضوعي
وصفيء انطلق فيه من وجهة نظر محايدة
بالفهم الموضوعي الذي ورد فيه النصء ضمن
السياق الفكري العام لابن تيمية؛ وفي إطار
التطور العام للفكر السياسي الإسلامي.
وبذلك استطاع أن يتتبع الفكر السياسي
من علماء السنة» مبيناً أثر أفكاره السياسية على
الأفكار اللاحقة لدى الفقهاء. وموضحاً أثر
الفكر السياسي لابن تيمية في التيارات الإسلامية
لكن الباحث فقد الرؤية في التمييز بين
من الخوارج والمعتزلة؛ فألحقها بفكر ابن
تيمية؛ فأصبحت تعتبر اليوم واحدة من أهم
الإشكاليات التي تسود المفاهيم المعاصرة.
لكن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
استطاع أن يميز بين مذهب أهل السنة؛ وبين
الفكر السياسي الذي تسلل من الخوارج
والمعتزلة في كتاب «فقه الواقع السياسي على
وكان لي فيه شرف التقديم.
السياسي الذي تميِّر به عن غيره من رواد الفكر
السياسي من أهل السنة؛ أمثال الماوردي وأبو
«أهل الشوكة والغلبة». ١
لقد أكد شيخ الإسلام فكره في «شرعية
النظام الحاكم»؛ لكنه رفض تأسيس مفهوم الإمامة
من حيث شروطها وطرق انعقادها على أساس أن
شرعية الولاية السياسية مستمرة من عصر النبوة؛
لقد ميز شيخ الإسلام بين مرحلة الخلفاء
الراشدين» والمراحل التي جاءت بعدهمء فلم
يعتبر ولاية الخلفاء الراشدين ولاية تمت بالبيعة
وحدهاء بل كانت معززة بالنصوص التي أشار
إليها النبي كَية.. ثم اعتبر ولاية غيرهم من
اللاحقين» ولاية غلبة وقهر.. وهو الفرق بين
الخلافة والملك.. لقد جعل ابن تيمية عصر
ملوك المسلمين هو ما بعد الخلافة الراشدة. .
بالطاعة في غير معصية.
والمؤسف أننا نجدء أن فكر ابن تيمية
السياسي» يهمل في عصر أشد ما نكون في
حاجة إليه؛ والمفجع حقاً؛ أن فكر ابن تيمية
الجامعات الإسلامية؛ بينما نجد أن الفكر
السياسي الغربي المنبشق عن القانون الطبيعي
الذي لا يعترف بوجود الله هو الذي يلقن
لأبناثناء والله الموفق.
رحمه الله هو المهيمن على التيارات الإسلامية
المعاصرة وإنه حمل فكر ابن تيمية ممارسات
العنف التي نشاهدها اليوم والخروج على
الحاكمء لكن بعد أن قرأ ما نشرت؛ طلب أن
أضع لكتابه مقدمة أوضح فيها تسرب فكر
المعتزلة والخوارج للتيارات الإسلامية المعاصرة.
فله الشكر على شجاعته العلمية وإخلاصه للدين
توطئة
نظرية التوحيد بين القيم
0 ل بين الفي
التعبدية والفكر السيا
نظرية التوحيد بين القيم التعبدية
والفكر السياسي
لقد أحدث الرسول 8 تحولاً فى الحياة
العقلية لذى الإنسان العربيء» فبدا بالدعوة سرآء
أمره الله عز وجل أن يصدع بالحقء فيفرق بين
الكفر والإيمان. في مكة المكرمة اهتم عليه
الصلاة والسلام بتربية الفرد العقلية؛ وفي المدينة
المنورة أخذ عليه الصلاة والسلام في تربية
الجماعة العقلية؛ كانت التربية في مكة تقوم
على العقيدة والأخلاق وتصحيح المفاهيم؛ وفي
المدينة أنشأ عليه الصلاة والسلام الدولة؛ فأكد
على الأحكام والتشريع فتأسست أول دولة في
لكن شيخ الإسلام ابن تيمية استطاع أن
بعض العلماء إلى إظهار فكر ابن تيمية ونظريته
حينما شرح ابن أبي المعز الحنفي
المتوفى سنة 48لاه العقيدة. الطحاوية؛ لم يكن
يعلم أن بعلمه هذا قد قدم للأمة الإسلامية
لقد أصبح كتابه المصدر الأساسي الذي
استمدٌ منه أنصار الفكر السلفي عقائدهم
الدينية.. لقد استطاع أن يُبلور نظرية شيخ
الإسلام وعرضها في نسق متكامل بعد أن