«الحافظ المزي»
إنه بحر لا ساحل له؛ وكنزٌ لا نظير له.
شيخنا الإمام العالم العلأمة الأوحد شيخ الإسلام؛ مفتي
تقي الدين سيد العُبَاد أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن
عبد السلام ابن تيمية الحراني»
«الحافظ الذهبي»
©.. فالمملوك يتحقق كبر قدره؛ وزخارة بحره؛ وتوسعه في
من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف... وقدره في نفسي أعظم
من ذلك وأجل؛ مع ما جمع الله له من الزهادة والورع والديانة
ونصرة الحق لقم فيه؛ لا لغرض سواه» وجريه على سنن
الزمان بل من أزمان.
9 «الحافظ نقي الدين السبكي»
ممن أدرك من العلوم حظاً؛ وكاد يستوعب السنن
حفظاً.. برز في كل فن على أبناء جنسه» ولم ترعين من
* الشيخغ الإمام حامل راية العلوم؛ ومدرك غاية المفهوم»
الدين أبي العباس أحمد بن عبد || بن عبد السلام
ابن تيمية الحراني رحمه الله «الحافظ بن سيد الناس»
© وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس» وتلقيبه
بشيخ الإسلام في عصره باقيٍ إلى الآن على الألسن الزكية؛
مقداره؛ أو تجنب الإنصاف» فما أغلط من تعاطى ذلك وأكثر
عشاره.. وقد شهد له بالتقدم في العلوم» والتميز في المنطوق
«الحافظ ابن حجر العسقلاني»
© ابن تيمية الشيخ الإمام العلأمة الحافظ الناقد الفقيه
المجتهد المفسر البارع شيخ الإسلام؛ علم الزهاد؛ نادرة العصر
تقي الدين أبو العباس أحمد بن المفتي شهاب الدين عبد الحليم
ابن الإمام المجتهد شيخ الإسلام مجد الدين عبد السلام بن
عبد الله بن أبي القاسم الحراني أحد الأعلام... وكان من بحور
العلم» ومن الأذكياء المعدودين» والزهاد والأفراد.
«الحافظ جلال الدين السيوطي»
وبعدة
به؛ ويهلك من يهلك ممن لم يعمل به؛ فقد أثنى الله تعالى في
كتابه العظيم على أهل العلم والعلماء حيث قال سبحانه وتعالى:
[المجادلة: ]1١ وذكر علو مكانتهم حين قرنها مع ذاته العليق
ومع ملائكته المقربين حين قال ا م
الكونء وآياته المنزلة على أنبيائه» ذكر أن أكثر من يعقلها
إلا ليث [العتكبوت: 47] وغير ذلك كثير في كتاب الله
وأما ثناء النبي َي عليهم في سُنْته العطرة الصحيحة فهو
أكثر من أن يحصى؛ وحسبنا منه زهرة فواحة من بستان النبوة
الطاهر فيما جاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال
رسول الله ؤل:
العالم ليستغفر لَُمَنْ في السموات وَمَنْ في الأرض» والحيتان في
جوف الماء.
ومن أعلى رتبة ممن تشتغل الملائكة وغيرهم بالاستغفار
وقال أبو مسلم الخولاني رحمه الله: «العلماء في الأرض
عليهم تحيروا».
وقال سفيان بن عييئة رحمه الله: «أرفع الناس عند الله منزا
ن كان بين الله وبين عباده؛ وهم الأنبياء والعلماء»!"".
والحديث صحيح.
(؟) تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة الكناني: ص 8 30.
ومنزلة؛ حديث لا يكشف عن مجهول من الأمور» ولا يطرق
سمع الناس بشيء جديدء ولكن هي الذكرى التي تنفع المؤمنين.
© وسائل أوصلتهم إلى هذه المكانة:
كان العلماء رحمهم الله تعالى يصلون الليل بالنهار»
ويقطعون القيافي والقفار في تحصيل العلم؛ والاجتهاد في تدوينه؛
يرتحلون المسافات الطويلة ليتحققوا من لفظة حديث؛ يعتمدون
كان يوصي به الخطيب البغدادي رحمه الله طلبة العلم حيث
«إني موصيك يا طالب العلم بإخلاص النية في طلبه»
وإجهاد النفس على العمل بموجبه؛ فإن العلم شجرة والعمل
ويعلمون أن العلم لا ينال بالتمني والراحة» وإنما يتال
بالجد والاجتهاد؛ وتفريغ القلب والطلب المستمر؛ والمذاكرة
(1) معجم شيوخ الذهبي: ص 808+
يستطاع العلم براحة الجسده!".
ويعلمون أن العلم ليس وسيلة للتكسب من أبواب
السلاطين» أو نيل العطايا منهم» ولذلك كانوا يربأون بأنفسهم عن
مكانتها في قلوب الناس» يهزون بها عروش الحكام؛ ويزلزلون
الأرض تحت أقدامهم؛ لا يأخذهم في قول الحق والجهر به لومة
يحذر منه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو يقول: «لن يخاف
حنبل خوفه من بعض الولاة فقال: لو صححت لم تخف أحداًء
أي خوفك من أجل زوال الصحة من قلبك»".
فكانوا نجوم هداية لأمتهم؛ ومعقد الرجاء للإصلاح من شعوبهم»؛
وعليهم كانت تنعقد الآمال» وبجهادهم الموصول كان يبنى المجد
الأثيل وتنزاح عن صدور أبناء أمة الإسلام عوامل اليأس
)سير أعلام النبلاء: 133/13
() الإعلام العليةاص 5لا
والإحباطء والضعف والاستسلام؛ ويحل الرجاء والأمل بمستقيل
مشرق باسم؛ ويأتي في مقدمة هذا الركب المبارك في القرنين
السابع والثامن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي شغل كاناً
© لماذا شيخ الإسلام ابن تيمية:
لأنه البحر من أي النواحي جثته؛ والبدرٌ من أي الضواحي
أنسى السّلفٌ بهُداه؛ وأ أَى الخلف عن بلوغ مداه» على أنه من بيت
المشاهير الشهور؛ فآحيا معالم بيته القديم !
الرطيب ما غرسء وأصبح في فضله آية؛ !
عرضت له الكدى فزحزحها؛ وعارضته البحار فضحضهاء
القرناء كل عظيم؛ وأخمد من أهل البدع كل حديث وقديم؛
جاء في عصر مأهول بالعلماء. مشحون بنجوم السماء؛ تموج
في جوانبه بحور خضارم"؛ وتطير بين خافقيه نسور
العالم المطلع الذي درس أقوال السابقين» وقد أنضجها الزمانء
لبهاء وتغلغل في أعماقهاء وتعرف أسرارهاء وفحص الروايات؛
ووازن بين الآراء المختلفة» وطبقها على الزمان؛ مع إدراك
للقوانين الجامعة؛ وربط للجزئيات؛ وجمع للاشتات المتفرقة؛
ولأنه الذي شهد له أقرانه بأنه بلغ درجة الاجتهادن
المطلق؛ وإن حضر الحفاظ نطق وخرسواء وسرد وأيلسوا
(*) قشاعم: جمع قشعم: المسن من الرجال والتسور.
88 ابن فضل الله العمري: الشهادة الزكية: ص ١9
يساترهز سيد أب 0"
الواء الشريعة» وصاحب معضلات المسلمينة!",
- ولأنه صاحب المواقف المشهورة الجريثة؛ الذي كان يقدم
حين يحجم الشجعان؛ وينطق حين تخرس ألسن الفصحاء؛ فقد
جلس إلى السلطان قازان حيث تجم الأسد في آجامها؛ وتسقط
القلوب دواخل أجسامهاء وتجد النار فتوراً في ضرامهاء والسيوف
دعاء منصف أكثره عليه؛ وغازان يؤمن على دعائه؛ وكتب ابن
موحجةةكهقمرة
هوآيةفيالخلق ظاهرةٌ
أنوارها أربت على الفجر
(1) الذعبي: العقرد الدرية لابن عبد الهادي: ص 15-14
(© ابن فضل الله العمري: عن تاريخ ابن الوردي: منجد ص +7١