مقدمة الناشر
أعمالنا » من يهد الله فلا مضل له » ومن يضلل فلا هادى له » وأشهد أن لا إله إل الله
وحده لاشريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
حرصً من المكتبة على نشر العلم النافع المستفاد من السلف الصاح » فقد عهدت المكتبة
إلى الأخ المكرم محمد إمام بتحقيق هذه الرسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية فكان منهجه فى
تحقيق الرسالة :
* مراجعة النص .
* تخرخ الأحاديث وعزوها إلى مصادرها كلما أمكن .
* إضافة بعض العناوين لإمام الفائدة مع التنويه بذلك فى الهامش .
.* وقد قام الأخ المكرم باتباع هذا المنهج فى إخراج الرسالة فجزاه الله خير الجزاء ,
* أماعن أصل الكتاب فقد طبع قبل ذلك ضمن كتاب ١ مجموعة الرسائل والمسائل +
للإمام ابن تيمية » وقد جمع هذه الرسائل الشيخ جمال الدين القاسمى رحمه الله + واعتنى
يطبعها وإخراجها الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله +
فرأينا إمامًا للفائدة أن نفردها بالنشر والتحقيق وفقنا الله لم يحبه وبرضاه +
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
قال الشيخ الإمام » العام العلامة » العارف الرباني » المقذوف في قلبه النور
القرآني » شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية رضي الله عنه وأرضاه +
وإن كان اسم المعجزة يعم كل خارق للعادة في اللغة وعرف الأكمة المتقدمين كالإمام
أحمد بن حنبل وغيره - ويسمونها : الآيات - لكن كثير من المتأخرين يفرق في
اللفظ بينهما » فيجعل المعجزة للنبي » والكرامة للولي . وجماعهما الأمر الخارق
للعادة ,©
فنقول :صفات الكمال ترجع إل ثلاثة : العلم والقدرة ؛والغنى + وإنشعت أن
تقول : العلم والقدرة » والقدرة إما على الفعل وهو التأثير » وإما على الترك وهو
(١)المعجزة : هى كل مايخرج عن الأمر لمعتاد وهو الخارق للعادة إذا اقترن بدعوى النبوة . وقالت طائفة : لاتخرق.
العادةإلالبى . وكذباإسنادها للأولياء والسحرة والكهان وهذه طريقة أكار العتزلة ( وهى طريقة معتزلة زمانا
وهؤلاء يقولون إن ما جرى لمريم وعند مولد الرسول . فهو إرهاص أى توطئة وإعلام بمجىء الرسول . قم
والفرق بين المعجزة والكرامة أن امعجزة تقترن بها دعوة نبوة وهو التحدى . [ اتبى تتصرًا من
الغنى » والأول أجود . وهذه الثلاثة لا تصلح على وجه الكمال إلا لله وحده ؛ فإنه
الأرض وهنا م الرسل وخاتم أولي 0 ب لضن
أنه لا يعلم الغيب » ولايملك خزائن الله » ولا هو ملك غني عن الأكل والمال + إذهر
()سورةالأسوالآية :
: قال اي نكثب في تفسير سورة الأحقاف عند قوله تعالى : ل فير ماص أوْلواً
العم م نسل قال : وقد اختفواق تعداد أولى العزم على أقوال وأشهرهاأنهم : نوح + وإبراهم © ومومى +
وعيسى وخام الأنبياء كلهم محمد َل أجمعين . انتهى من التفسير [ 44/7 ]
() سورة يونس الآية :48
(0) سورة الأعراف الآية :1810
(ه) سورةالإسراء لا
(1)سورة الفرقان الآية :8
المطردة أو لعادة غالب الناس +
فما كان من الخوارق من باب العلم » فتارة بأن يسمع العبد ما ل يسمعه غيره +
وإلهامًا » أو إنزال علم ضروري » أو فراسة صادق » ويسمى كشقًا ومشاهدات +
ومكاشفات ومخاطيات . فالسماع مخاطبات ؛ والرؤية وماجرات: + والعلم
وما كان من باب القدرة فهو التأثير » وقد يكون همة وصدفًا ودعوة مجابة » وقد
يكون من فعل الله الذي لا تأثير له فيه بحال ؛ مثل هلاك عدوه بغير أثر منه كقوله"؟ :
« من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالمحاربة - وإني لأثار لأ ولياني كا يشار الليث
المجردا" » ومثل تذليل النفوس له ومحبتها إياه ونحو ذلك . وكذلك ما كان من باب
العلم والكشف قد يكشف لغيره من حاله بعض أمور » كا قال النبي َل في
المبشرات : « هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له ٠ وكا قال النبي
عن :« أنم شهداءاللدني الأرض )© .
عقيق الإصابة بالفهم ومكاشفة بالحال :
ثلاثة . مشاهدة بالحق وهى ر١ الأخياء بدلائل التوحيد ومشاهدة للحق وهى رؤية الحق فى
الأشياء . ومشاهدة الحق وهى حقيقة اليقين بل ارتياب
من كتاب الإملاءق إشكالات الإحياء
للفزال
قلت :3 نعجب كل العجب من الإمام اين تيمية من إثباته هذه الطلاسم التى ماأنزل الله بها من سلطان وما ابتدعها
إلا الصوفية الذين غالواقى الدين » وانحرفواعن الصراط المستقيم » وقد فند مزاعمهم الإمام ابن تيمية نفسه وتلميذه
ابن القع ق كهما رجمهمالله »
لأحد أئمةالحديث +
(4) حديث « هى الرؤياالصالحة . . . . » روااه الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت كا روا أبو داود وابن جرير
الطيرى نقلاعن تفسير اين كثر 814/4
(5) حديث١ أنم شهداء الله فى الأرض » رواه ابن ماجه والإمام أحمد عن ابن عمر ورواه ابن جرير فى التفسير
٠» . البخارى عن أ هريرة كاب الرقائق باب التواضع
+ ل أجد هذا الحديث بهذا المت نإلافى كتاب الفرقان لابن نيميةولميعزه
أوترى له !"وكا قال النبي ع ١: أنم شهداء الله في الأرض '
صنعله » وقال أحمد ب حنبل :3 لو وضع الصدق على جرح برأ » لكن من قام بغيره
له ن الكشف والتأثير فهو سببه أيضًا + وإن كان خرق عادة في ذلك الغير ؛ فمعجزات
الأنبياء وأعلامهم ودلائل نبوتهم تدخل في ذلك .
وقد جمع لبن نه جميع أنواع المعجزات والحوارق
أما العلم والأخبارالغبية والسماع والرؤية فمثل إخبار نينا تن عن الأبياء
يوافق ماعند أهل الكتاب الذين ورثوه بالتواتر أو بغيره من غير تعلم له منهم »وكذلك
إخبارهعن أمورالر, والملائكة وا 'والنار بم يوافق الأنبياء قبله من غير تعلم منهم +
ويعلم أن ذلك موافق لنقول الأنبياء »تا ما في أي يهم من الكتب الظاهرة ونح ذلك من
النقل المتواتر ؛ وتارة بما يعلمه الخاصة من علمائهم ؛ وفي مثل هذا قد يستشهد اهل
)١( حديث د هى الرؤيا الصالحة . . . » روا الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت ما رواه أبو داود وان جرير
الطبرى نقلاعن تفسير ابن كثير 114/4 +
(1) حديث ه أنم شهداء للد الأرض » رواداين ماجه والإمام أحمد عن ابن عمر ورواه ابن جرير فى التفسير
لفظ » الملائكة شهداء الله فى السماء وأنتم شهداء الله فى الأرض افما شهدتهم عليه وجب »
تفسير الطيرى ج ١84/7 قال الأستاذ أحمد شاكر : وهذا إستاد صحيح على شرط مسلم
العداوة . وأصل الولاية :الحبة والقرب +
+ وإذا كان العبد لا يكون وليل إلا إذا كان موا تقيًا . معلوم أن أحدًا من الكفار وامنافقين لا يكون الله .
.من لايصح إمانه وعباداته وإن قد أنه لاثم عليه مثلأطفال الكفار »ومن لمتبلغه الدعوة »وكذلك امجانين
والأطفال إبساقد رفع عب لقا كاقل لني ته + لكن الصبى المميز تصح عباداته وبئاب عليها عند جمهور
العلماء .
+ وعل هذافم نأظهر الولاية وهو لايؤدى الفرائض + ولايجتب المحارم » بل قد يأ با يناقض ذلك » يكن لأحد
أنيقول : هذاولالله .
* وليس للأولياء شىء يتميزون به عن الناس فى الظاهر من الأمور المباحات
+ وليس من شرط ول الله أن يكون معصوماً لايغلط ولاخطىء بل يجوز عليه أن يخفى عليه بعض علم الشريعة.
مجموعة التوحيد منص ( 4758 - 447 )انتهى ختصرامن الفرقان لابن تيمية ٠
الكتاب وهو من حكمة إبقائهم بالجزية وتفصيل ذلك ليس هذا موضعه ٠
إخباره عن الأمور المستقبلة مثل مملكة أمته وزوال مملكة فارس والروم » وقتال الترك +
وألوف مؤلفة من الأخبار التي أخبر بها مذكور بعضها في كتب دلائل النبوة وسيرة
الرسول وفضائله وكتب التفسير والحديث والمغازي » مثل دلائل النبوة لأني نعيم
والبيهقي وسيرة ابن إسحاق » وكتب الأحاديث المسندة كمسند الإمام أحمد »
والمدونة كصحيح البخاري ؛ وغير ذلك مما هو مذكور أيضاً في كتب أهل الكلام
والجدل كأعلام النبوة للقاضى عبد الجبار وللماوردي » والرد على التصارىق
وإلانجيل والزبور وكتاب شعيا وحبقوق ودانيال وأرميا . وكذلك أخبار غير الأنبياء
من الأخبار والرهبان » وكذلك أخبار الجن والمواتف المطلقة ؛ وأخبار الكهنة
كسطيح وشق وغيرهما + وكذلك المنامات وتعبيرها كمنام كسرى وتعبير الموبذان +
وكذا أخبار الأنبياء المتقدمين بما مضى وماعبر هو من إعلامهم +
أنواع الخوارق بالقدرة والتأثير الرباني!'" :
وأما القدرة والتأثير فإما أن يكون في العالم العلوي أو مادونه + ومادونه إما بسيط
أو مركب » والبسيط إما الجو وإما الأرض » والمركب إما حيوان وإما نبات وإما
معدن . والحيوان إما ناطق وإمابهيم » فالعلوي كانشقاق القمر ورد الشمس ليوشع بن
)١( عنوان من وضع م حقق
(1) حديث رد الشمس عن أسماء بنت عميس أن رسول الله ْلَه صل الظهر بالصهباء من أرض يرث أرسل عليًّا
الصحيحين وغيرهما » وكذلك كثرة الرمي بالنجوم عند ظهوره » وكذلك إسراؤه
من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى +
قال ابن كثير فى البداية والنهاية : فيه من يجهل حاله وم يروه احد من أصحاب السنن ولا الصحاح ولا المسانيد
رة فكيف ينبت هذا الأمر العظمببذا الطريق ورمزله بالضعف
البداية وائاية 80/5
)١( حديث المعراج رواه مسلم عن أنس بن مالك ورواه البخارى وأصحاب السنن . وفيه إلبات أن البى تت
أسرى به وأعرج بالروح والجسد ؛ ماهى عقيدة أهل السنة والجماعة , اقال النووى فى شرح مسلم : والح الذى
عليه أكا اناس ومعظ السلف + وعام التأخرين من الفقهاءواحدئين والتكلمين : أن أسرى يجسدء الى
لق سر بد ولفظ ١ بعبده » تطلق عل الروح والجسد ثإنه لكان
بالروح فقط فماالداعى لتكذيب الكفار ها وتعجييم منها ؟
( - ) صلاة الاستسقاء : روى البخارى ومسلم عن أنس أن رجلاً دخل المسجد فى يوم جمعة ورسول الله
َه قام يخطب فقال : بارسول الله هلكت الأموال » وانقطعت الل + فادع الله يغثنا . قال : فرفع رسول الله
يديه ؛ ثم قال : اللهم أغننا .الله اغخنا . قال أنس : فلا والله ماترى فى السماء من سحاب . ولاقزعة
ومابيننا وبين سلع من بيت ولادار قال : فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء أتنشرت ثم
وأما الأرض والماء فكماهتزاز الجبل تحته!''وتكثير الماء في عين تبوك وعين الحديية"؟
" » ومزادة المرأة .
ونبع الماء من بين أصابعه غير مرة
وأما المركبات فتكثيره للطعام!*' غير مرة في قصة الخندق من حديث جابر وحديث
أي طلحة » وي أسفاره »وجراب أي هريرة + ونخل جابر بنعبدالله » وحديث جابر
واين الزيير في انقلاع النخل له وعوده إلى مكانه » وسقياه لغير واحد من الأرض كعين
الغرض اتمثيل +
وكذلك من باب القدرة عصا موم م وفلق البحرو والقمل والضفادع والدم ©
وناقة صالح » وإبراء الأكمّه والأمرص وإحياء الموقى لعيسى + كا أن من باب العلم
اقيم ل . وفي الجملة لم يكن المقصود هنا ذكر
المعجزات النبوية بخصوصها ؛ وإنما الغرض اتمثيل بها +
وأما المعجزات التي لغير الأنبياء من باب الكشف والعلم فمثل قول عمر في قصة
)١( اهتزاز الجبل روى مسلم والترمذى وأحمد من حديث الى هريرة ؛ أن رسوا ا
صديق أو شهيد »
(1) روى البخارى عن البراء بن عازب قال : كنايوم الحديية أربع عشرة ماثة والحديبية بر فت زحناها حتى م نترك
فيها قطرة + فجلس رسول الله تل على شغير البشر فدعابماء فمضمض ؛ وم فى البغر قمكتنا غير بعيد ثم استفينا حتى
قال ابن كثير : تفرد به البخارى إسنادًا ومتنًا + البداية والنهاية 4.4/5
() روى البخارى عن أنس بن مالك قال : رأيت رسول الله تل وحانت صلاة العصر وائمس الناس الوضوء +
فلم يجدوه » فأى رسول الله بوضوء فوضع رسول الله يل يده فى ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضؤوا منه +
رواه مسلم والترمذى والنسانى . البداية والنهاية 8.4/7
(4) قصة تكثير طعام جابر يرم الحتذق
فيكون عادلاً . وقصة صاحب مومى في علمه بحال الغلام » والقدرة مثل قصة الذي
عنده علم من الكتاب . وقصة أهل الكهف" » وقصة مريم » وقصة خالد بن الوليد
وسفينة مول رسول الله عق وأبي مسلم الخولاني , وأشياء يطول شرحها . فإنتعداد
هذامثل المطر . وإنما الغرض اتمئيل بالشيء الذي سمعه أكثر الناس . وأما القدرة التي لم
تتعلق بفعله فمثل نصر الله من ينصره وإهلاكه لمن يشتمه +
فصل
الحارق يكون نعمة من الله , ويكون سيا للعذاب" :
الخارق كشفًا كان أو تأثيرًا إن حصل به فائدة مطلوبة في الدين كان من الأعمال
نبي تحريم أو نبي تنزيه كان سيب للعذاب أو البغض كقصة الذي أوتي الآيات فانسلخ
منها : يلعام بن باعوراء » لكن قد يكون صاحبها معذورًا لا جتهاد أو تقليد أو نقص
(1) قول عم فى قصة سارية . أخرجالبيبقى وأبو نعم والخطيب عن ابن عمر قال : وجه عمر جيًا + ورأس عليهم
رجلاً يدعى سارية ؛ فيا عمر يخطب جعل ينادى باسارية الجبل » ثلامائمقدم رسول الجيش» فسأله عمر فقال
فهزمهم الله » قال ابن حجر فى الإصابة . إسناده حسن نقلاًعن تاريخ الحلفاء للسيوطى ص 1177
(1) خب أى بكر بالذى ببطن زوجته م أعنر عليه فيمانحت يدى من الراجع ,ا فم | لايد و
(©) قدئبنت هذه الآثارى كناب الله +
(©ا) عنوان للمحقق
(*) قصة بلعام بن باعوراء . قال مالك بن ديار : ٠ كان من علماء بنى إسرائيل . وكان مجاب الدعوة +
وترك دين مومى عليه السلاء من سورة الأعراف : ف وآئلّ
قال اين كير : وهذاهو المشهور فى سبب نزول الآية +
( 010/7 ) انتهى مختصراً من تفسير اين كثير