الاستبسال وبيع النفس هو المثل الأعلى ومن هنا كان الامام أحمد مثلا
أعلى غى وقت قلت فيه المثل العليا أو انعدمت +
أحمد بطل هذه الممركة بلا منازع ؛ معركة خلق القرآن » ومن هنا اققون
الخاسرة أبدع تصوير وأصدقه + صور الزبد والحق « غآما الزيد فيذهب
جفاء وأما ما ينغم الناس غيمكث فى الأرض كذلك يضرب الله الأمثال »
صور الجبروت والايمان ؛ صور سيف المعادن ؛ وسيف الحق ؛ صور سجن
الدار وحرية النفس » صور قيد الحديد وانطلاق القلب واللسان » صورن
دولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة » صور واجب العلماء فى
مواجهة المذكر +
فكان هذا الكتاب دليل الحيران فى هذا الزمان » ومصباح الرشاد
غى بحر الظلمات » وكان نشره اليوم اسهاما فى الدعوة الى الله ؛ ورسما
للسلوك القويم وما ينبغى أن يكون عليه الداعية من ثبات فى العقيدة وقوة
فى الايمان وصلابة فى الحق +
وقد بذل غيه محققه جهدا مشكورا يسر الطبع والاخراج + كما قدم
له بنبذة قيمة عن الظروف التى أحاطت بالمحنة ؛ فحرر الهدف وزاد
النفع » وأحاط الكتاب بهالة عظيمة أوضحت وأفادت » والله أسال أن يجعلٌ
هذا العمل الطيب خالصا لوجهه وأن ينفع به انه سميع مجيب ©
دكتور موسى شاهين لاشين
عميد كلية اصول الدين
جامعة الازهر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ؛ الهادى الى الصراط المستقيم والصلاة
والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم :+
فقد التقيت بالأستاذ الكبير عبد العزيز عبد الحق فى القاهرة فى
صيف عام ١7 م عند ذهابى الى الدعوة لله غى جزيرة تايلاند وقارة
مخطوط نادر عن الامام الممتحن أحمد بن حنبل رضوان الله عليه ؛ نقله
غضيلته عن المخطوط رقم 000» تاريخ بمكتبة تيمور بدار الكتب المصرية »
وحاول تحقيقه منذ حوالى عشرين سنة ؛ ولكن لرداءة المخطوط ولوجود
سطور ممحوة غيه ؛ وتعذر حصوله على نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق »
توقف عن اتمامه وأهدانى هذا المخطوط + ل غورا بالمكتبة الظاهرية
التى أرسلت مشكورة الى غى المدينة المنورة الجزء الثانى من المحنة الموجود
لديها ٠ اذن ما زالت مشكلات التحقيق قائمة لعدم وجود الجزء الأول
من المحنة ؛ فرجعت الى ما يربو على خمسين مرجعا للتعريف بالأعلام
والأماكن والبلدان الواردة فيه ؛ ولاستنباط مجريات الحوادث لسد الخرم
بمخطوط القاهرة الذى اعتبرته أصلا لتمامه وأشرت الى الآيات القرآنية
وخرجت الأحاديث النبوية ؛ وبذلت الجهد غى تصحيح المتن وضبطه ؛ وقد
شجعنى على ذلك أن الأستاذ عبد العزيز عبد الحق بخطه الجميل ووضعه
لعلامات الترقيم ؛ وعنونته الجانبية للموضوعاتبوتصحيحه لبعض التحريف
فى النص » قد شجعنى على المضى فى التحقيق لأهمية هذا المخطوط الذى
يرويه حنبل بن اسحاق ابن عم الامام أحمد بن حتبلاً رضى الله عنهما +
علي جا اسيم
وقد رايت لكى تعم الفائدة أن أقدم لهذا الكتاب بدراسة عن المحنة
أولا وقبل كل شىءثم بالتعريف الموجز المركز لسيرة الامام أحمد بتحتيل»
لتكون عبرة للذين يتصدون للبدع والمبتدعين ليعرفوا مكانة الامام أحمد
فى اعلاء كلمة الدين » وكيف حقق الله له ولأتباعه المخلصين النصر المبين»
والله أسأل أن أكون قد وفقت فى الاسهام غى الكتابة عن الامام
ابن حتبل صاحب القدر الجليل ؛ وأن ينفع الله الناس بهذا المخطوطالنفيس
الذى يشتمل على أخبار مثيرة عن المحنة ١ ن أهل السنة والمعتزلة»
وكيف انتصر الحق وانتشر نور الله » وحفظ الله بمنه وكرمه للسنة مكائتها
وأعلى رايتها *
الله ولى التوفيق .>
غرة شهر رمضان شنة 146 هء
دراسة المعنة
وسيرة الامام أحمد بن حتبل
( رشى الله عه )
اباب الأول
محنة الأمام أحمد بن حنبل
بداية المحنة فى عهد المأمون :
استطاع الامام أحمد بن حنبل » بايمانه الصادق وصلابته فى الحق؛
أن يهزم المعتزلة التى ادعت غيما ادعت خلق القرآن واتخذوا الخليفة
المأمون أبا جعفر عبد الله بن هارون الرشيد أداة لنشر بدعتهم + وترويج
خلالهم فقد ازاغوه عن طريق الحق الى الباطل » وحسنوا له قبيح القول
خلق القرآن » غصار الى مقالتهم » وكانت ولاية المأمون فى المحرم » وقيل
غى رجب سنة م١ للهجرة +
وقدر أنه فى آخر عمره خرج من بغداد زو بلاد الروم غعن له أن
يكتب الى اسحاق بن ابراهيم بن مصعب صاحب الشرطة أن يدعو الناس
الى القول بخلق القرآن؛فاستدعى جماعة منالعلماء والقضاة واكم ةالحديث
الامام أحمد مكبلا فى الأغلال :
وما استعصى على المأمون وأذنابه التأثير على الامام أحمد بنختبل
غى ميدان الحجة والاقناع » أمر باشخاصه مكبلا فى الأغلال © هو ورخيا
فى المحنة محمد بن نوح رضى الله عنهما - وتوغى محمد بن نوح غى
طريقه الى المأمون ؛ وصلى عليه أحمد بن حنبل وبقى وحده ؛ والخليفة
يتوعده بالتعذيب والقتل ان لم يجبه الى القول بخلق القرآن + فتوجة
الامام أحمد بالدعاء الى الله تعالى أن لا يجمع بينه وبينه + غبينما هو غى
©١ المنهج الأحيد ص )١(
الطريق قبل وصوله اليه اذ جاءهم الصريخ بموت الأمون وكان موته فى
شهر رجب سنة ثمانى عشرة ومائتين ؛ فرد الامام أحمد الى بغداد وحبس*
الترغيب والترهيب والتعذيب فى عهد المعتصم :
ثم ولى الخلافة المعتصم وهو أبو اسحاق محمد بن هارون الرشيد +
قدم من بلاد الروم » فدخل بغداد فى مستهل شهر رمضان سنة ثمانى عشرة
بين يدى الخليفة المعتصم ثابت الجنان قوى الايمان ؛ وقد ازدحم الناس
الأول سلاحه البطشش والجبروت » والثانى سلاحه القرآن والسنة يستعذب
العذاب غى سبيل الله » ويسأله وحده العفو والمغفرة ؛ ويرجوه رضاه
قد جردت » والرماحقد ركزت ؛ والأترامرقد نصبت؛ والسياط قدطرحت»
يريدون ارهابه وهو قد باع نفسه لربه ؛ وبكل ما يصنعون وأكثر لا يأبه +
يرد على الخليفة بالبرهان الساطع والدليل القاطع » ويعجز الخليفة
فى ترغيبه أو ترهيبه ليقول بكلام المعتزلة « القرآن مخلوق » ويحضر:
ويقهرهم » فيقول ابن أبى دؤاد وبشر المريسى للخليفة :
ولكن المعتصم يقيم مباراة بين الجبلادين لقتله بالسياط الموجعة
ويحدثونه فى الرجوع عن اصراره » ولكنه يقول لهم فى صلابة : أعطونى
شيئا من كتاب الله وسنة رسوله أقول به +
أقتله حتى نستريح
الله على الأرض غى غيبوبة ؛ لا يدرى ما يفعلون به +*
717 ص ١ المنهج الأحيد ج )١(
وعندا عادت لأحمد ذاكرته ؛ تقدم اليه ابن أبى دؤاد وقال لهئيا أحمد
قل فى أذنى القرآن مخلوق حتى أخلصك من يد الخليفة فقال له الامام
أحمد : يا ابن أبى دؤاد قل فى أذنى القرآن كلام الله عز وجل وليس
بمخلوق حتى أخلصك من عذاب الله عز وجل ؛ فقال المعتصم : أدخلوه
الحبس فحمل الى الحبس وانصرف الناس(ا) +
وهكذا واجه الامام أحمد بن حنبل المحنة فى صبر جميل وشجاعة
نادرة ؛ يقول أحد جلاديه : « ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطا لو ضربته
غيلا لهدمته 6() +
والراجح أن المحنة كانت فى سنة تسع عشرة ومائتين من واقع ما جاء
فى هذا الكتاب الذى يرويه ابن عمه وفى كتاب النجوم الزاهرة () وذهاب
العليمى الى احتمال أن تكون المحنة فى سنة تسع عشرة () ؛ بخلاف
ما ذكره ابن خلكان من أن ضربه غى العشر الأخير من رمضان سنة عشرين
ومائتين () +
وكانت مدة حبس الامام ثلاثين شهرا منذ بداية المحنة غى عهد المأمون
الى أن أخرج من السجن غى شهر رمضان سنة عشرين ومائتين +
وقد رأى الامام أحمد رحمه الله أن الأخذ بالتقية فى دان
الاسلام لا يصح ؛ لأن المنكر فى دار الاسلام يجب استنكاره والا تحولت
صفتها » ولم يعد لها اسمها وأن الاستنكار له مراتب ؛ والتقية تكون حيث
لا يكون للاسلام قوة وسلطان كبلاد يضطيد الاسلام فيها » ولا سبيل
للمسلم فى الخروج منها فس تخفى
758 ص ١ المنهج الأحمد ج )١(
+ 716 ص١ نفس المصدر ج )١(
+ 770 ابن تغرى بردى ج اص )(
77 ص ١ المنهج الأحيد ج )(
8 ص ١ (ه) وفيات الأعيان ج
ازيم
ولأن التقية لا تجوز من الأئمة الذين يقتدى بهم ويهتدى بهديهم +
حتى لا يضل الناس ؛ لأنهم ان نطقوا بغير ما يعتقدون وليس للناس علم
ما فى الصدور » اتبعوهم فى مظهرهم ؛ وظنوا أنه الحق الذى ارتضوه
المبتلى » فتنشر الفكرة السليمة ويكون الابتلاء سبيل نشرها وذيوعيا(ا) +
وينتصر الدين بصاحب العقيدا ة » وبتحمله فى سنبيل نصرة دين
الله كل بلية ؛ وترفع راية الاسلام عالية ويندحر أصحاب البدعة والضلالة*
ويصفح الامام أحمد رضوان الله عليه عن المعتصم » راجيا غفران
أ يغفر الله لكم »() ولقوله عز وجل « خمن عفا وأصلح فأجرة على
الله 6ل +
تحديد اقامة الامام أحمد فى عهد الواثق :
وتولى الوائق الحكم بعد المعتصم غى ربيع الأول سنة سبع وعشرين
ومائتين ولم يتعرض للامام ؛ وقد رأى أن التعذيب لا يفيد غيمن كانت
مزيد ولكنه كتب الى محمد بن أبى الليث بامتحان الناس أجممين » غلم
يبق أحد من فقيه ولا محدث ولا مؤذن ولا معلم حتى أخذ بالمحنة؛ غهرب
كثير من الناس وملئت السجون بمن أنكر المحنة وأمر ابن أبى الليث أنه
يكتب على المساجد لا اله الا الله رب القرآن المخلوق ) فكتب ذلك على
المساجد بغسطاط مصر ومنع الفقهاء من أصحاب مالك والشافعى من
الجلوس فى المساجد (') +
() سورة الشورى الآية .؟
()) ضحى الاسلامي !ص 184 +
وبعث الى الامام أحمد يحدد اقامته : « لا تساكنى بأرض » وقيل :
حتى مات الواشفق +
ووقاه الله شره ؛ وآاراء سبحانه ثمرة جهاده وضبره ؛ فكرمه وأعلى ذكرم
انتصار أهل السنة واندحار أهل البدعة :
غفى عهد المتوكل بعد الوائق وهو أبو الفضل جعفر بن المعتصم
المامون والمعتصم والوائق من الاعتقاد ؛ وطعن عليهم فيما كانوا يقولوئه
من خلق القرآن ؛ ونهى عن الجدال والمناظرة فى الأداء وعاقب عليه ؛ وأمر
باظهار الرواية للحديث فأظهر الله به السنة ؛ وأمات به البدعة + وكشف
عن الخلق تلك الغمة » وأنار به تلك الظلمة ؛ وأطلق ما كان اعتقل بسبب
القول القرآن ؛ ورفع المحنة عن الناس غاستبشر الناس بولايته »
وآمر بالقبض على محمد بن عبد الملك الوزير ووضعه غى تنور الى
أن مات وذلك غى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين » وابتلى الله أحمد بن أبى
دؤاد بالفالج بعد موت الوزير بسبعة وأربعين يوما ؛ فولى القضاء مكانه
ولده أبو الوليد محمد ؛ غلم تكن طريقته مرضية ؛ وكثر ذاموهنوقلشاكروه»
ثم سخط المتوكل على أحمد بن أبى دؤاد وولده محمد خى سنة تسع وثلاثين
ومائتين وأخذ جميع ضياع الأب وآمواله من الولد : مائة وعشرين آلف؛
وجواهرا بأربعين ألف دينار» وسيره الى بغداد من سر منرأى وولى القضاء
يحنى بن أكثم قاضى القضاة خانه كان من أئمة الذين وعلماء السنة ؛ ثم
مات أحمد بن أبى دؤاد بمرض الفالج فى المحرم سنة أربعين وماثتين »
ومات ولده محمد قبله بعشرين يوما ؛ وكان بشر المريسى قد أهلكه الله
ومات فى ذى: الحجة سنة ثمانى عشرة وقيل : تسع عشرة ومائتين +
وعن عمران بن موسى قال : دخلت على أبى العزوق الجلاد الذى
ضرب أحمد لأنظر اليه غعكث خمسة وأربعين يوما ينبح كما ينبح