إهداء
إلى مَنْ كان لدعمه العلمي والنفسي الفضل -بعد
الله - في ظهور هذا البحث إلى النور...
وعرفانا بجميل الأيادي.
بخير ما جازى به عباده المخلصين. |
ناهد العتيق
الحمد لله رب العالمين» والصلاة والسلام على رسول اللهء وعلى آله
فقد كان من أعظم كتب الحديث (الجامع الصحيح) للإمام البخاري
رحمه اللهدء وهو أصحٌ كتاب بعد كتاب الله عر وجل قال الذهبي في
معرض حديثه عن البخاري: «وأمًا جامعه الصحيح فأجَل كتب الإسلام
وأفضلها بعد كتاب الله تعالى»(0.
ست عشرة سنة؛ وحظي بشروح كثيرة؛ من أبرزها (فتح الباري) للإمام
الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة اثنتين وخمسين
وثمانماثة من الهجرة النبوية الشريفة. ِ
وقد وقع اختياري على جمع المسائل النحوية فيه ودراستها ليكون
موضوعاً لرسالة الدكتوراه؛ للأسباب الآتية:
-١ أن كتاب (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) من أَجَلْ كتب شروح
)١( انظر
الإسلام: (حوادث ووفيات 181 130)ا اص 747
الذي قيل فيه: «لا هجرة بعد الفتح»!'"؛ وقال حاجي خليفة تعليقاً على مقولة
لابن خلدون نقلها عن بعض شيوخه «شرح كتاب البخاري ذَيْن على
وتاريخية» ولغوية. . . وغيرهاء فرغبت أن تكون الدراسة النحوية حلقة ضمن
حلقات سبقت في خدمة هذا السُفر اقيم .
١ غزارة المادة النحوية في الكتاب وثراؤهاء وشجُعني على قصد
جمعها اقتراح د . محمود الطناحي رحمه الله - حينما قال: «فإذا كان لصاحب
هذه الدراسة!*) أن يقترح» فإنَّه يرى أن تُجمع مسائل النحو من بطون كتب
التفسير» وعلوم القرآن نحو كثير» وفي معاجم اللغة. وكتب الأدب» والبلاغة
والمعارف العامة من أصول النحو وفروعه ما لا تكاد تجده في كتب النحو
هذه الدراسة التوججه لإبرازه نحويًا؛ وليس أقوى في التوصل إلى نتائج ولا أوثق
.*؟*/١ فهرس الفهارس )١(
(7) مقذمة ابن خلدون 3؟44.
(©) كشف الظنون 341/١
(4) يقصد دراسته عن ابن الشجري وأماليه.
(د) أمالي ابن الشجري ١١-٠١ /١ (قسم الدراسة)
محاولة التوضّل من خلال دراسة المسائل النحوية إلى موقف ابن
الاستشهاد بالحديث النبوي على القواعد النحوية.
طبيعة هذا البحث تجمع بين الدراسة النظرية والتطبيقية؛ مما
يجعل ثمرة دراسة النحو بينة واضحةء وأثرها ملموساً.
إلى إبراز الجانب النحوي سواء فيما يتعلّق بالمؤلف أم المؤلف.
وقد وقفت على إشارة عامّة موجزة سريعة للأستاذ عبد الستار الشيخ+
في معرض حديثه عن جوانب التفوّق في شخصية ابن حجر - رحمه الله
الإشكالات النحوية» أو الاستشهاد لها بالآية والحديث» أو الردٌ على كبار
أئمة النحو. ..8!"؛ ثم ساق ثمانية نصوص نحوية من لفتح الباري) وقال
بعدها: «وله بحوث نحوية فذة.؛ وفوائد نادرة. يصعب الإشارة إليها في هذه
العُجالة؛ وفيما ذكرناه غُنية للدلالة على عبقرية هذا الإمام في هذا
ولهذا عقدت العزم على أن يكون جمع المسائل النحوية في كتاب (فتح
١131 الحافظ ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث )١(
134 المرجع السابق )(
الباري) ودراستها موضوعاً لرسالتي لنيل درجة الدكتوراه في النحو والصرف؛
النحو الآتي:
فيها أسباب اختيار الموضوع ومنهج البحث.
التمهيد: عرضت فيه بإيجاز موقف النحاة من الاستشهاد بالحديث
الباب الأول: ابن حجر العسقلاني وكتابه (فتح الباري).
يتضمن أربعة فصول:
الفصل الأول: ابن حجر العسقلاني: دراسة في سيرته:
يشمل ثلاثة مباحث:
أ- اسم ونسبه.
أ- من أقوال العلماء فيه .
الفصل الثاني: فتح الباري: مدخل وتعريف.
الأوّل: تأليف الكتاب» وفيه الحديث عن:
7 ابتداء تأليفه ومذّته.
منهج ابن حجر في الكتاب.
الثاني: من مظاهر الاعتناء به: وتضمّن الحديث عن:
-١ عناية ابن حجر نفسه به.
حرص المعاصرين له على تحصيله.
اعتماد كثير من الشرّاح عليه .
+7 الدراسات المعاصرة وجهود الباحثين حوله.
الثالث: قيمته العلمية من خلال أقوال العلماء.
الفصل الثالث: مصادر النحو في كتاب (فتح الباري).
الفصل الرابع: منهج ابن حجر في عرض المسائل النحوية.
الباب الثاني: المسائل النحوية: دراسة وتقويم.
استأنست بمواضعه من (التسهيل) لابن مالك أيضاً.
الباب الثالث: جهود ابن حجر النحوية.
وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول: ابن حجر نحوياً.
© ابن حجر والعيني .
الفصل الثاني : موقفه من النحويين.
نحاة آخرون.
الفصل الثالث: موقف ابن حجر من الاستدلال.
-١ الاستدلال بالقراءات.
١ موقفه من الاستدلال بالحديث على القواعد النحوية.
الاستدلال بالشواهد النثرية الأخرى.
5 شواهد الشعر.
الفصل الرابع : النقد والتقويم .
تعامله مع المصادر
وأعقبتها بالفهارس الفنية
صئفت البطاقات المجموعة في كلا العِلْمّين وفق الأبواب ١
ع فقد اقتصرثُ في هذه الدراسة
على الجانب التحوي دون الصرفي؛ آملة أن أكمل العمل به في دراسة
مستقيلية بإذن الله
- راعيت في المسائل المدروسة الآتي
أن تكون شاملة لمعظم أبواب النحو
أن تتضمّن عدداً غير قليل من المسائل الخلافية؛ ليتُضح منهج ابن
حجر في التعامل مع مسائل الخلا
أن تكون المسألة ممًا يتضح فيها منهج ابن حجر من الاستدلال
بمختلف ضرويه.
د إفادتها في معرفة طريقة تعامل ابن حجر مع مصادره؛ وبيان منهجه
في عرض المسألة النحو؛
لمواضعها في الكتاب» لا أنَّ الدراسة قائمة على معالجة المسائل بأكملها
وقد آثرت أن تكون دراستي مبنية على الكتاب كله على الرغم من
طوله- وليست مقتصرة على بعض أجزاء كما أشار بعض الأساتذة الأفاضل
خلال مناقشة خطّة البحث» إشفاقاً علي من ضخامة الجهد- للأسباب
-١ أنَّ تت المسألة عند المصئُف رحمه الله تعالى يقتضي النظر في
وقد يرجح ما رده سابقاً؛ ولهذا كان النظر في الكتاب كله أكثر موضوعية في
تتبّع المسألة وآراء ابن حجرء بخلاف ما لو اقتصرت الدراسة على بعض
أجزائه» وترك باقيهاء فقد يكون في المتروك ما يفيد ما في المأخوذ.
"- تجنب التكرار في البحوث العلمية؛ لأنّ المسائل المدروسة في
مجلّد أو مجلّدين قد تكون بعينها أو يكون كثير منها وارداً في المجلّد الثالث
والرابع والخامس . . . وهكذا دواليك. . . وفي ذلك ضياع للوقت والجهد.
أنَّ هذا النهج يعطي صورة واضحة شاملة لمنهج المؤلف ومصادره؛
نب على ذلك من دل في تقويم العمل.
وقد أفدت من المادة المجموعة التي لم تكن محل دراسة وتقويم ضمن
المسائل التحوية بتوظيفها في مواضع مختلفة من الرسالة.
- اتبعت في دراسة المسائل وتقويمها الخطوات الآتية:
أ- إيراد نص الحديث أو النصوص مدار المسألة وفق رواية صحيح
البخاري المطبوع مع (فتح الباري)؛ ثم الإحالة على موضع وروده في (فتح
الباري)؛ تستهيلاً للرجوع إليه» إذ قد يكون بين الحديث وتعليق ابن حجر
الحديث وتعليق ابن حجر عليه في الصفحة نفسها من الكتاب أكتفي بالإحالة
على موضع واحدء بقول: «الحديث والتعليق في كذا».
ب ذكر تعليق ابن حجر عليه؛. وحرصت على إيراده بلفظه في كثير