بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم
الدين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله
فإن هذا الدين جاء للمحافظة على أمور خمسة
وهي ما تسمى بالضروريات الخمس وهي [الدين
والنسل والعقل والمال والنفس] فكل أدلة هذا الشرع
وأوامره ونواهيه متفقة على المحافظة على هذه المقاصد .
ومن هذه المقاصد كما سبق النسل أو النسب وإن من
لوازم ذلك المحافظة على العرض ولقد جاءت
النصوص الشرعية التي تحث على المحافظة على
العرض في حق الرجل والمرأة من ذلك قوله تعالى:
أضمن له الجنة» رواه البخاري .
وقد سل عليه الصلاة والسلام عن أكثر ما
والفرج» راوه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وابن
ماجه. ولقد شرع الإسلام عدة وسائل بها يتحقق
للمسلم محافظته على فرجه بل وبها يتحقق للمجتمع
سلامته من الشرور والفواحش فكما أن المحافظة على
الفرج أمر واجب فكل وسيلة إلى ذلك واجبة وكل
وسيلة إلى انتهاك ذلك محرمة ولذلك قال سبحانه:
القربان ول يقل ولا تفعلوا الفواحش أو ولا تزنوا إنما
نهى عن القربان إذاً فكل وسيلة إلى الزنا أو الفواحش
يجب تجنبها والبعد عنهاء وإن هذا الأمر وهو معلوم
أهميته فإنه في هذا الزمن أشد أهمية حيث والعياذ
وستذكر إن شاء الله بعض ما تيسر من هذه
الوسائل ويمكن أن نجعلها على أقسام وهي كما يأتي:
-١ وسائل يشترك فيها الذكر والأنثى وهي:
أولا : الأمر بغض البصر: قال تعالى في حق
ويحفظوا فروجهم» النور/ 9٠ وقال تعالى في حق
حق كل من الرجل والمرأة وسيلة عظيمة من وسائل
حفظ الفرج فإن البصر منفذ إلى القلب وإن أكثر
الشرور مبدأها من النظر» قال عليه الصلاة والسلام
لعلي رضي الله عنه : «يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن
رسول الله كي عن نظرة الفجأة فأمرني أن أصرف
بصري» رواه مسلم .
وقال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى:
«إيعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور» غافر/ ١4
قال : دهو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم وفيهم
المرأة الحسناء أو تمر به فإذا غفلوا لحظ إليها. فإذا
غض» . رواه ابن أبي حاتم . وغض البصر يكون عن
النظر إلى النساء والمردان إما مباشرة أو صورهم عن
طريق مجلة أو تلفاز ومن الملاحظ أن البعض تجده
يتورع عن النظر إلى هؤلاء مباشرة ولا يتورع عن ذلك
قد يكون أشد لتمكنه من الاستمرار في النظر إل
هؤلاء. إذا فمن أعظم وسائل حفظ الفرج غض
تفارقه. ومن فضل الله عز وجل . أن جعل للعين
والله الحافظ.
والواجب على المسلم البعد عن الأماكن التي
تسبب له وقوعه في النظر إلى ما حرم الله مثل الأسواق
ثانياً: ومن هذه الوسائل تحريم الغناء:
ومقدمتها بها فيه من سهرات فاجرة وأصوات تحضر بها
توسوس لأصحابه بالفحشاء. والأمر في تحريم الغناء
أمر معلوم . قال كي : «يأتي أقوام من أمتي يستحلون
الِرّ والحرير والخمر والمعازف» رواه البخاري .
فهو هنا قال يستحلون إذاً ه حرم فاستحلوه ثم
هو قرنه بأشد الفواحش وهي الزنا ولبس الحرير
وشرب الخمر.
ثالاً: ومن الوسائل الامتناع عن الفكرة المحرمة.
معلوم أن التفكير في حد ذاته لا يأثم عليه
الإنسان كما قال «أن الله تجاوز عن أمتي ما
حدثت بها أنفسها مالم تعمل أو تتكلم» الحديث متفق
عليه ولكن الفكرة وإن كانت في أصلها غير محرمة لكن
الاستغراق في التفكير بالحرام خطير على الإنسان
خاطرة وفكرة بالحرام فإن الواجب عليه قطعها أو إذا
وقع في نفسه التفكير بمحاسن إمرأة أو أمرد. . أو
تخيل المعصية فليقطع هذا التفكير ويشغل فكره بالخير
من مدارسة العلم أو التفكر في مخلوقات الله وهذا
التفكير غالبا م يأتي عند الإنفراد أو النوم وسوف يكون
للإنفراد كلام أما النوم فالواجب على الشخص أن
يشغل نفسه عن هذه الخواطر قبل النوم بذكر الله
وأوراد النوم وليحاول أن لا يأتي إلى الفراش إلا وهو
يجس بقرب النوم ثم يضطجع على فراشه أو بإجهاد
نفسه ذاك اليوم بالأعمال المفيدة فإذا أتي إلى فراشه نام
مباشرة والله المستعان .
رابعاً: ومنها التأدب بآداب الاستئذان.
فإن المجتمع المتأدب بأداب الاستئذان من أبعد
المجتمعات عن الشرور بإذن الله فبالاستكذان تحفظ
العورات فإنما جعل الاستئذان من أجل البصر كما ورد
عنه عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه ومن
هذه الآداب والأحكام ما يلي:
الاستئذان وعلى تحريم دخول إنسان بيت غيره حتى
يستأذن.أضواء البيان 154/56
ب الاستئذان يكون ثلاث مرات يقول في كل
مرة السلام عليكم أأدخل كما دل عليه حديث أي
موسى الأشعري في استئذانه على عمر رضي الله عنه
حيث قال قال رسول الله كي : «إذا استأذن أحدكم
ومسلم .
وذكر ابن حجر أن التنحنح ونحوه يقوم مقام
السلام لكن والله أعلم أن الأظهر أن السلام هو
المشروع وهو معنى تستأنسو كي دل عليه فعل الرسول
َي حيث أنه استأذن على عبادة فقال : «السلام عليك
ورحمة الله فعل ذلك ثلاث ثم لا ل يجب رجع»
أضواء البيان 177/5 .
إذا تحقق المستأذن من سماع أهل البيت
د - كان رسول الله كل «إذا أتى باب قوم لم
يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن
أو الأيسر ويقول السلام عليكم. . .0 رواه أبو
ه- كذلك «إذا قال له صاحب البيت من أنت
فالسنة أن يذكر اسمه ويفصح عنه كما في حديث
جابر» رواه البخاري ومسلم .
و - قال الامام الشنقيطي رحمه الله أعلم أن
الأظهر الذي لا ينبغي العدول عنه أن الرجل يلزمه
أن يستأذن غلى أمه واخته وبناته البالغين لأنه إن دخل
ولقد أخرج البخاري في الأدب المفرد عن نافع
كان ابن عمر إذا بلغ بعض ولده الحلم لم يدخل عليه
إلا بإذن» ومن طريق علقمة جاء رجل إلى ابن مسعود
تريد أن تراهاء. وسأل رجل حذيفة: أأستأذن على