الكتاب الأجر والثواب » ولجميع من ساهم في نشره بهذا الوب الزاهي
القشيب ؛ وأن بِهيّىء للأمّة الإسلامية علماء محققين يُُخرجون تراثها
الخطوط على أحسن الوجوه وأفضلها ؛ لينتفعوا بأحكامها » ويستفيدوا
من آدابها
وكتب بعد ظهر 15 / ربيع الثاني / 416 1ه
مشهور بن حسن آل سلمان
الأردن -عمان
الكتابٌ أحسن من الصورة التي طبع عليها في طبعته الأولى +
بسم الله الرحمن الرحيم
ورسوله .
أما بعد : فهذا فهرس منتخب كتب الحديث المخطوطة ؛ المحفوظة في
المكتبة الظاهرية بدمشق العامرة ؛ كنت وضعته لنفسي ؛ ولم يكن ليدور في
يديك . ذلك لأن الغرض الأول منه إنسا كان فقط ؛ لأستغني به عن
الرجوع إلى فهرس المكتبة الخاص بها توفيراً للوقت ؛ وإراحة للموظف
تخصصي في علم الحديث ؛ ودراستي للأسانيد والإحاطة بها قدر الإمكان »
وتخريج متونها ؛ ومعرفة صحيحها من سقيمها . ولذلك لم لتزم أن أذكر فيه
سوى اسم الكتاب والمؤلف وعدد أوراقه ؛ ورقمه الخاص به في المكتبة ٠
وكذلك لم أورد فيه ما كان مطبوعاً منها » لأنه يغني عن المخطوط في تحقيق
الدراسة التي أشرت إليها كما هو ظاهر » ولكن لما اطلع المجمع العلمي
بدمشق على هذا الفهرس في عهد إدارة المكتبة من الأستاذ الفاضل عبد
الرحمن الباشا ؛ رغب في طبعه ؛ واقترح أن أستدرك ما يمكن استدراكه من
الورقة الضائعة
ولم يكن ليخطر في بالي ؛ وضع مثل هذا الفهرس ؛ لأنه ليس من
اختصاصي ؛ وليس عندي متسع من الوقت ليساعدتي عليه ؛ ولكن الله
تبارك وتعالل إذا أراد شيا هيا أسبابه ؛ فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب
بصري ؛ منذ أكثر من اثني عشر عاماً ؛ ففصحني الطبيب المختص بالراحة
وترك القراءة والكتابة والعمل في المهنة (تصليح الساعات) مقدار ستة أشهر.
نفسي تراودني ؛ وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة ؛ عملاً لا
يدافي بزعمي نصيحته ؛ فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة ؛ اسمها « ذم
الملاهي » للحافظ ابن أبي الدنيا ؛ لم تطبع فيما أعلم يومئذ ؛ فقلت : ما
المانع من أن أكلف من ينسخها لي ؟ وحتى يتم نسخها ؛ ويأتي وقت
مقابلتها بالأصل ؛ يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة ؛ فبإمكاني
ثم أحققها بعد ذلك على مهل ؛ وأخرج أحاديثها ؛ ثم نطيعها ؛ وكل ذلك
على فترات لكي لا أشق على نفسي ! فلما وصل الناسخ إلى منتقصف
ثم قابلتها معه على الأصل ؛ فتأكدت من النقص الذي أشار إليه ؛ وأقدره
بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس ؛ فأخذت أفكر فيها ؛
وكيف يمكنني العشور عليها ؟ والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات
الموضوعة في المكتبة تحت عنوان (مجاميع) » وفي كل مجلد منها على الغالب
عديد من الرسائل والكتب , مخلفة الخطوتل وللواضجيع. والورق لوا وقياساًء
تذكرته ؛ لم أعدم ما أتعلل به من مثل القول بأن هذا البحث لا ينافيه +
لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية !
وما كدت أتجاوز بعض المجلدات , حتى أخذ يسترعي انتباهي عداوين
عندها ؛ باحثا فيها »؛ دارسا إياها ؛ فأتمنى لو أنها تنسخ وتحقق ؛ ثم تطبع »
ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف والأجزاء , فأجد
الثاني دون الأول مثلاً ؛ فلم أندفع لتسجيلها عندي ؛ وتابعت البحث عن
)1٠١( مجلداً » بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة اخذت أسجل في مسؤدتي
البحث فيها على بعض النواقص التي كانت قبل من الصوارف عن التسجيل.
ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة » قلت في نفسي : لعلها
خيطت خط في مجلد من مجلدات كتب الحديث ؛ والمسجلة في المكتبة تحت
والرسائل . وهكذا لم أزل أعلل النفس وأمنيها بالحصول على الورقة؛ فأنتقل
في البحث عنها بين مجلدات المكتبة ورسائلها من علم إلى آخر ؛ حتى أتيت
على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة ؛ والبالغ عددها نحو عشرة آلاف
مخطوط ؛ دون أن أحظى بها!
ولكني لم أيأس بعد , فهناك ما يعرف ب (الدشت) ؛ وهو عبارة عن
مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلهاء فأخذت في
البحث فيها بدقة وعناية ؛ ولكن دون جدوى ٠
قد فتح لي - من ورائها بابا عظيما من العلم ؛ طالما كنت غافلا عه
كفيري ؛ وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب والرسائل في مختلف
المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية؛ مما لم يُطبع بعد.
فلما تبين لي ذلك ؛ واستحكم في قلبي ؛ استأنفت دراسة مخطوطات
المكتبة كلها من أوها إلى آخرها ؛ للمرة الثانية ؛ في ضوء تجربتي السابقة
يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي ؛ لا أترك شاردة ولا واردة »
إلا سجلته ؛ حتى ولو كانت ورقة واحدة ؛ من كتاب أو جزء مجهول الهوية!
وكأن الله تبارك وتعالى كان يعدّني بذلك كله للمرحلة الثالشة والأخيرة »
وهي دراسة هذه الكتب ؛ دراسة دقيقة ؛ واستخراج ما فيها من الحديث
المرحلة الثانية » التقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفواً ؛ فما كدت
أعثر عليه من فائدة علمية ؛ وحديث نبوي شريف ؛ فتجمع عندي بها نحو
أربعين مجلداً ؛ في كل مجلد نحو أربعماثة ورقة ؛ في كل ورقة حديث واحد »
فقد شمرت عن ساعد الجد ؛ واستأنفت الدراسة للمرة
ومشاريعي الغلمية ؛ الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي ؛ الذي لا
يتيسر لأكثر أهل العلم ؛ لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى
الحديثية الضخمة التيتوافرت عندي ؛ ما كنت لأحصل عليها ؛ لو لم يسر
الله لي هذه الدراسة بجداً عن الورقة الضائعة ! فالحمد لله الذي بتعمته تهم
الصالحات .
والأجزاء والكراريس القيمة التي لم يكن من المعلوم سابقاً وجودما في المكتبة
أصلاً , أو كاملة + لذهاب الورقة الأولى وغيرها منها التي بها يمكن عادة
الكشف عن هوية المؤلّف املف ؛ أو لإهمال الناسخ كتب ذلك على
نسخته من الكتاب ؛ أو غير ذلك من الأسباب التي يعرفها أهل الاخخصاص
-١ المستخرج على « الصحيحين » ؛ للحافظ سليمان بن إبراهيم
الأصبهاني الملنجي .
_ مجمع البحرين في زوائد المعجمين ؛ للحافظ نور الدين الهيشمي .
+ الحفاظ » لأبي الفرج ابن الجوزي #
الكلم الطيب ؛ لشيخ الإسلام ابن قيمية -
إثبات صفة العلو لله تعالى , لابن قدامة المقدسي .
+ - تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج ؛ لابن الملقن ٠
8 - فضائل مكة؛ للجندي .
الكتب التي كانت ناقصة ؛ أو مجهولة الهوية فَشِيءٌ كثير والحمد لله ء وإليك
٠ أحكام النساء ؛ لابن الجوزي -١
- الضعفاء ؛ للذهبي .
© مسند الشهاب ؛ للقضاعي .
4 الصلاة ؛ لعبد الغني المقدسي .
© - تاريخ أصبهان » لابن مندة .
+ - الكلام على ختان النبي يه ؛ لابن العديم +
. جزء نَغْل النبي 48 ؛ لأبي اليمن ابن عساكر ١
8 المغازي ؛ لابن إسحاق.
4- صحيح ابن حبان.
هذا ؛ وقد كان هذا الفهرس نتيجة جهد فردي ؛ واندفاع ذاتي + من
شخص غير موظف في المكتبة ؛ ولا مكلف منها , ولذلك لم يكن ليتيسر له
ما يلزسه من التسهيلات لمراجعة المخطوطات ودراستها والبحث عن
المجهولات من الأجزاء فيها ؛ مثلما يتيسر عادة لمن كان موظفاً في المكتبة أو
مكلفاً من إدارتها ؛ فكان من الطبيعي أن ينالني بعض المشقة في سبيل هذه
الدراسة؛ فقد أتى على أيام كنت أضطر فيها إلى أن أنصب السلّم؛ فأرقى
عليه ؛ لأستطيع تناول الكتب المرصوفة على الرفوف العالية ؛ فأقوم عليه
لدراستها دراسة فحص وتدقيق طلبت من الموظف المختص أن ينزلها ويأتي
أظن أنه فاتني الاطلاع على عدد غير قليل من الكتب والرسائل والأجزاء مما
يتعلق بمثل هذا الفهرس ؛ فى الله تبارك وتعالى أن يسخر من يتابع البحث
ليس من منهجي كما سبقت الإشارة إليه ؛ لا سيما قد ورد إلى المكتبة بعد
عملي لهذا الفهرس مجموعات أخرى من المخطوطات ؛ فيفهرس ذلك كله +
ويكون كالذيل لهذا ؛ وبذلك يترافر لمكت العامرة فهرس مفصل يحوي كل
ما فيها من كتب الحديث الشريف.