المؤلت والكحاب
مكانة ابن القيم العلمية :
في انجاهات عديدة ؛ وحملت أنواعاً مة من الثمار . . حيلةً نالت أوفر قسط من
لقد عاش الإمام ابن القيم حياة علمية كاملة ؛ تفرغ فيها للعلم ؛ وحرر فيها
أصول الإسلام » ورد على الفرق : المعطلة والجهمية والمخالفة . وجعل حياته
كلها موجهة الى مختلف الشبهات التي أثبرت حول الإسلام . دعم عقيذة
السلف ؛ متابعاً لاستاذه الإمام ابن تيمية
الإسلامية مما قد يكون شابها من بدع ومحدثات
حارب التقليد الأعمى + ودعا الى التحرر الفكري » في نفس الوقت الذي كان
تعددت مناحي تفكيره وثقافته ؛ وبرع في علوم متباينة ١ ولا سيما علم
التفسير والفقه والقلوب -
وإذا كانت الحضارة الإسلامية الزاهرة قد حفلت بأسماء العلماء البارعين
ن العظام » فإنها تردد في إجلال واكبار اسم الإمام ابن القيم كواحدٍ من
أبرز العلماء في التاريخ الإسلامي +
معالم حياته :
هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الرُّزْعي الدمشقي ؛ أبوعبد الله +
شمس الدين ؛ ولد سئة 441 ه . وسمع من الشهاب النابلثي العابد + والقاضي
تقي الدين سليمان » وفاطمه بنت جوهر » وعيسى المطعم + وأبي بكربن عبد
الدائم وجماعة » وتف في المذهب وبرع وأفتى . ولازم الشيخ تقي الدين وأخذ
وقد امتحن وأوذي مرات ؛ وحبس مع الشيخ تفي الدين بن ثيمية في المدة
الأخيرة بالقلعة منفرداً عنه ؛ ولم يفرج عنه إل بعد موت الشيخ . وكان في مدة
وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة . وتسلط بسبب ذلك على
الكلام في علوم أهل المعارف والدخول في غوامضهم + وتصاتيفه ممتلثة بذلك
العبادة وكثرة الطواف أمراً يتعجب منه
الفضلاء يعظمونه ويسلمون له
وتوفي رحمه الله تعالى في وقت العشاء ؛ ليلة الخميس + في الشالث عشر
من شهر رجب ؛ سنة 061 ه . وصلى عليه من الغد عقيب الظهر بجامع جراح
ودفن بمقبرة الاب الصغير + شيعه خلق كثير
تلمذته على الإمام ابن
لقد تلقى ابن القيم علم ابن تيمية ؛ واقتنع به ؛ ونشره ودعا إليه ؛ وجادل
الطلاق ؛ وحرر العبارات في قتاويه + وجمع الكثير من أصوله . وكتاياء و اعلام
الموقعين » و زاد المعاد » وغيرهما ؛ قد ذكر فيهما من تلك التركة المثربة التي
وتلقيه عن ابن تيمية كان بعد أن عاد الشيخ من مصر سنة 13لا ه . وإذا كان
جُلّ عمل ابن تيمية في تلك الفترة من حياته كانت في الفقه والفتاري ؛ وتأكيد ما
قاله من قبل في المقائد ؛ فإنه أخذ فقهه وتلقى متهاجه +
إنساق النظرية والتطبيق عند ابن القيم :
هناك من المفكرين والعلياء من يقصمون النظرية عن التطبيق ؛ ممعنى أن ما
الضرب من العلياء والمفكرين إن كان ينال نوعاً من التقدير والاحترام لفكرهم وعلمهم
عند الناس + فهم ليسوا موضع القدوة ولمثل الأعلى +
ذلك أن القدوة والمثل الاعلى لا بد وأن يتوافر فيهما علم وممل ؛ وفكر
وتطبيق
والمتأمل لتاريخ العلماء والمفكرين الإسلامبين يجد أن الإمام ابن القيم يا
والعمل
ذلك أن الدارس لمؤلفات ابن القيم من ناحية » ولتاريخ حياته من ناحية
أخرى ؟ يجد وثاماً واتساقاً مدهشين بين فكره وعمله ؛ وقوله وفعله ٠
في هذا الموضع أن تعلم ما دعا إليه ابن القيم في مؤلفاته : من وجوب التدين
المستقيم ؛ والخلق القريم ؛ والزهد والوزع » والانصراف للعبادة . ثم تنظر في
تخيرنا المصادر التاريخية أنه كان هادىء الطبع ؛ قوي الخلق ؛ أخذ من
كان صديقاً له بقوله : « كان حسن القراءة والخلى » كثير التودد + لا يحسد أحداً +
وأحب الناس إليه . ولا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عيادة منه . وكانت له
ويبدو أنه كان له منزع في التصوف ؛ ليس هو الذي حمل عليه شيخ . بل
كان متصرفاً للعادة + ومتجها للزهادة » مدركاً لب السدين في معتى الورع . وقد
أوذع ذلك في كتابه « مدارج السالكين في مقام إياك تعبد وإء ن
إن المتأمل في مؤلفات الإمام ابن ال
التفكير وبعد غوره ؛ ونضوع العبارة وحسن استقامة الاسلوب ؛ من غير ضجة
الفاظ وتكلف في الصياغة
ومن كتبه التي فركها لنا : و أحكام أهل الذمة » » و« مفتاح دار السعادة 6 +
ود زاد المعاد» » و مدارج السالكين »0 و« إعلام الموقعين » © وه تفسير
المعوذتين » ؛ و الروح » + وه روضة المحبين » + وه حادي الأرواح إلى بلاد
الأفراح » ؛ وه إغاثة اللهفان » » ود الجواب الكافي » + و« طريق الهجرتين» +
و« عدة الصابرين » . و« هداية الحيارى »
ثناء العلماء والمؤرخين عليه :
يكون موضع تقدير وثناء واجلال واكبار
قال القاضي برهان الدين الزرعي عنه : « ما تحت أد. السماء أوسع علماً
وقال العلامة ابن رجب الحتبلي واصفاً ياه : « الفقيه ؛ الأصولي +
المفسر ء النحوي » المارف ؛ شمس الدين ابو عبد الله بن قيم الجوزية +
وقال الذهبي في المختصر : و عني بالحديث ومونه ورجاله . وكان يشتغل
في الفقه ويجيد تفريره » وفي النحو ويدريه + وفي الأصلين. .0 6 +
وقال ابن كثير : « برع في علوم متعددة ولا سيما علم التفسير والحديث
والأصلين »
وقال الشوكاني : « كان متقيداً بالادلة الصحيحة ؛ معجياً بالعمل بها ؛ غير
(1) راجع الصاد الانية في ترجمة ابن القيم ومؤلفاك : الفرر الكمنة *: 188+ وجلاهالعين +7
ويقية الوعلة 88 وسجم المطبوعات ؟؟: والمنهج الأحمدي -خ . ولباب والهاة 191218
ترس المؤلفين 384 و14 والأعلام 2:3
الكتاب ومنهج تحقيقه :
إن القارىء لكتاب د الفوائد » لابن قيم الجوزية ؛ يستطيع أن يقرر في
سهولة وبسر : أن داب الإمام في تأليفه لهذا الكتاب أن يرسل نفسه على سجيتها +
ويستطيع المرء أن يرد مباحث الكتاب وموضوعاته إلى الفنون الآنية +
١ - نمافج من الوصايا والحكم والعبر والعظات .
طائفة من كلام النساك والزاهدين وأحوالهم .
# - ضروب من الاختيارات البلاغية -
+ الشمر
قيه : أعني تفسير القرآن ؛ وتفسير السئة النبوية المطهرة.
- تأملات في : الحياة ؛ الموت » الإنسان » الأخرة » الأصسل +
المصير ؛ النفس ؛ القلب » السلولة .
وعن تحقيق هذا الكتاب القيم » فرغم أنه طبع قبل ذلك أكثر من طبعة إل أن
هذه الطبعات ينقصها كثير من الضبط والتحقيق والتنسيق ؛ فضلاٌ عن أنها ليت
مخرجة الأحاديث والآثار + وخالية من التعليقات والشروح التي يقتضيها اخراج مثل
هذا الكتاب
وقد اتبعث في تحقيق هذا الكتاب المنهج الآني :
١ - دراسة الاصول وتخليصها من شوائب التصحيف والتحريف ؛ وكتابة.
النص وفقاً لقواعد الإملاء المعاصرة .
تنسيق الكتاب وترتيه على الوجه الذي يراه القارى*
© وضع العناوين التي تعرف بموضوعات الكتاب المختلفة وتكشف عما
القرآنية ايضاً
* - التعليق والشرح على المواضع التي اقتضت ذلك
مقدمة عن الإمام ابن القيم بغية توضيح قيمته ومكائته
بين العلماء الإسلامين » ومعرفة انجاهه الفكري والسلوكي -
قال الشيخ الإمام ؛ محي الس ؛ قامع البدعةاا) ؛ أبوعبد الله ؛ الشهير
ابن قي الجوزية + رحمه الله ورضي عنه
قاعدة جليلة ]
اسمعك ؛ واحضر حضور مَنْ يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ؛ فإنه خطاب
منه لك على لسان زسوله » قال تعالى :
ل إن في ذلك لَِغرَى لمن كا له كلب أ ألقى الْع
ولبدعة - كما جاء في القاموس - الحدث في الدين بعد الاكمال: أوما امتحدث بعد لني 8ل من
الأعوا والأعمال. وقد عرف العلامة الشمتي البدعةبانها ما أاحدث على علاف الحق المتلفى عزر
رسو له 8ق من علم أو عمل أو حال بنوع شبهة أو استحسان وجمل وا قوسا وصراطاً مستقيماً
وهذا العريف قريب من تعريف الإمام الشاطي لها في الاعتصام. والعراد بلعلم ااعتقاد » وبالحال.
وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوضاً على مؤثر مقتض + ومحل قابل +
بأوجز لفظٍ وأبينه وأدله على المراد
فقوله : إن في ذلك لذكرى > إشارة إلى ما تقدم من أول السورة إلى
وقوله : ا لمن كان له قلب 6 ؛ فهذا هو المحل القابل + والمراد به القلب
الحيّ الذي يعقل عن الله كما قال تعالى
يقال له + وهذا شرط التأثر بالكلام
وقوله : وهو شهيد » ؛ أي شاهد القلب ؛ حاضرغيرغائب .
قال ابن قنييةا") : استمّعٌ كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم + ليس بغافل
ولا ساو » وهو إشارة إلى المائع من حصول التأثير ؛ وهو سهو القلب وغييته عن
تعقل ما يقال له والنظر فيه وتامله
فإذا حصل المؤثر ؛ وهو القرآن ؛ والمحل القابل » وهو القلب الحيٌّ ١
وتُجد الشرط ؛ وهو الإصغاء ؛ وانتغى المائع» وهو اشتغال القلب وذصوله عن
(1) عبد لله بن مسلم بن قنية الدينودي؛ أب محمد: (119 191 ه * 458 هام من أئمة
إليهاء وتوفى بيخداد. من كب «تاويل ملف الحديث»؛ و«المعارف». ووعيون الأخباره؛ ووالشعر
والشعراء». ونات الأعبان 181:١ ؛ والأثاري 1771 وسماء دعبد اللدين ملسة»» ولسان الميزان
70/7 وآداب اللغة 100:1 والأعلام 4: 1900