أخرجوا المشركين من جزيرة العرب
كان ذلك الكتاب يحمل نوعاً من اجتهاد النبي كَهةٍ الذي لم ينزل به وحيء وإلا لو
إذاً قهدم تبليغ جزء من الوحي هو عند الله عدم تبليغ للرسالة وهو أمرلا يمكن
التخلي عنه مهما كان السبب؛ أما هذا الكتاب الذي كان النبي ككةٍ ينوي كتابته فقد تراجع
عنه؛ لأنه محض اجتهاد حرصا منه على اجتماع أمته فاكتفى كَةٍ بتلك الوصايا الثلاث
التي تقرب الإنسان إلى ربه؛ وتقرب الإنسان إلى الإنسان أيضا؛ والتي تفيض راحة ورحمة
تقول أم المؤمنين هند (أم سلمة) رضي الله عنها: «كان عامة وصية نبي الله كيِةٍ
كان النبي كَِةٍ في يوم الخميس هذا يصلي بالناس وهو جالس ولما حانت صلاة
الملغرب حمل عليه السلام ليصلي بالمؤمنين فصلى بهم وقرا ؤوالْيسَتبٍ رن
١784-7 والزيادة عند مسلم ١١11-7 صحيح البضاري )١(
(3) ستده صحيح رواه أحمد ١6-1 ؟ وغيره عن سعيد بن ابي عروبة عن قتادة قال حدث سفينة عن أم سلمة
رجاله ائمة ثقات وسعيد اثبت الناس في قتادة وله شاهد عن علي
كان الرجال والنساء ينصتون إلى ذلك الصوت الخاشع الذي أنهكه المرض تقول
إحدى النساء اللواتي كن خلف تلك التلاوة وخلف ذلك النبي الإمام وهي أم الفضل
زوجة العباس رضي الله عنهما: «سمعت النبي كَةٍ يقرا في المغرب بالمرسلات عرفاً
ثم ماصلى لنا بعدها حتى قبضه أله فقد صل ثم أخذ إلى بيت عائشة حيث
كان يتتفل جالساً ولما حانت صلاة العشاء حاول عليه السلام النهوض فلم يستطع
الإغماء تلو الإغماء؛ بيتما كان الشوق يفتك بالصحابة ينتظرون خروجه بلهفة وحزن
ينتظرونك قال: ضعوا لي ماء في المخضب
ففعلناء فاغتسل فذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال كةٍ: أصلى الناس؟
ثم ذهب لينوء فأغمي عليه؛ ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا هم ينتظرونك يا
رسول الله فقال: ضعوا لي ماء في الملخضب فقعد؛ فاغتسل, ثم ذهب لينوء فأغمي
عليه ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ فقلنا : لاء هم ينتظرونك يا رسول الله؛ والناس
عكوف في المسجد ينتظرون النبي عليه الصلاة والسلام لصلاة العشاء الآخرة
أبيها على لسان النبي كي وهو يجعله أحق الصحابة بالصلاة؛ وإمامة المؤمنين؛ بعد
فهي مشفقة على أبيها حزينة على زوجها ترحل بها الهموم والمخاوف فتقول للنبي
111١٠- صحيح البخاري )١(
73؛7 - ١ صحيح البخاري )"(
فقال رسول الله جَةٍ: مه؛ إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس
ورطتها حتى قال لها حبيبها ما قال
كانت ليلة ثقيلة على سماء المدينة وأهلها ليلة تخنق صدورهم بالهموم والتفكير
بنبيهم؛ لكن لعل هذا الفجر يحمل فرجا
وجاء الفجر فلم يستطع النبي كَل النهوض أيضاً؛ فصلى أبو بكر رضي الله
عودة أسامةبن زيد
ومن معه من الجيش إلى المدينة تعني تأجيل السفر فلعلهم يحظون بخطبة النبي كَيةٍ
المصلين وارتقى درجات المنبر وخطب الناس فلا أدري أي شعور كان يخالجهم ويخالج
أبا بكر وهم الذين اعتادوا على سماع صوته العذب على هذا المنبر متذ عشر سنوات:
وهم يشمرون بأناته وآلامه خلف تلك الستارة الصغيرة لا يستطيع الحراك مما به من
طال من الرجال والنساء جميعاً
76-١و 7١-١ صحيع البخاري ١-١؟ والزيادة له )١(
تهادت خطوات الأمير الأسمر (أسامة) رضي الله عنه إلى بيت النبي يَةٍ يعوده؛
وهبط الناس معي إلى المدينة فدخلت على رسول الله تَةِ وقد أصمت فلا يتكلم,
أبو بكر الفجر ثم جاء الظهر فصلى بهم أيضاء؛ فكانت المفاجأة عندما رأى المصلون
لنبي كي يخرج للصلاة
وذلك بعد أن أذن بلال رضي الله عنه وأقام الصلاة؛ فتقدم أبو بكر للصلاة وكبر
وأمهم وأثناء الصلاة خرج علي بن أبي طالب والعباس رضي الله عنهما يحملانه
عليه السلام من غرفة عائشة التي تقول: « إن النبي جَيةٍ وجد من نفسه خفة فخرج بني
قال: اجلساني إلى جنبه ناجلساء إلى جنب أبي بكر جل أبو بكر يَصلي وهو
يأتم بصلاة النبي وَق والناس بصلاة أبي بكر والنبي وَءا'" فتحول المسجد إلى ساحة
من البهجة والسعادة التي لم تدم طويلاً فقد أدخل عليه الصلاة والسلام إلى بيت
عائشة من جديد
يقول أنس رضي الله عنه: «إن رسول الله َي صلى خلف أبي بكر في ثوب واحد؛
وبرد مخالفا بين طرفيه فلما أراد أن يقوم قال: ادع لي أسامة بن زيد فجاء فأسند
)١( سنده صحيح رواه ابن إسحاق السيرة 77-7 حدثني سعيد بن عبيد بن السباق عن محمد بن اسامة عن
أبيه أسامة سعيد ومحمد بن أسامة تابعيان ثقتان التقريبية؟؟ و 4717
(") صحيح البخاري ١-7؛7
(3) سنده صحيح رواء البيهقي في الدلائل ١٠١7-١ من طرق عن سعيد بن أبي مريم أخبرنا يحيى ابن أيوب
حدثنا حميد الطويل عن ثابت عن أنس وهذا السند على شرط اليخاري وقد رواء كثيراً انظر مثلاً صحيح
البخاري 107-١( و١-ة١١)
المؤمنين عليهن السلام لا يتوقفن عن زيارته؛ بينما كان الألم لا يتوقف عتنه وبعد أن
خرج اسامة والعباس وعلي رضي الله عنهم رأى العباس بفراسته تقاسيم الموت في
وجه النبي كلةٍ
خرجوا من عنده هدقال الناس: يا أبا الحسن؛ كيف أصبح رسول الله كلة؟ِ فقال:
أصبح بحمد الله بارثاً
فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصاء وإنى
والله لأرى رسول الله كَِةٍ سوف يتوفى من وجعه هذا؛ إني لأعرف وجوه بني عبد
المطلب عند الموت اذهب بنا إلى رسول الله جَْةٍ فلنسأله فيمن هذا الأمر؟ إن كان فينا
علمنا ذلك؛ وإن كان في غيرنا علمناه؛ فأوصى بنا
بعده وإني والله لا أسألها رسول الله 1
كان العمباس وغيره لا يعلمون من خليفة النبي كي ولا كيفية انتخابه؟ فهم بل
العرب كلهم لأول مرة يجتمعون تحت راية دولة واحدة لذا كان العباس يريد معرفة من
يخلف النبي جَؤة لكن علياً كان أبعد نظراً؛ لأن الخلافة ليست منحة منه عليه الصلاة
والسلام؛ وقد تحدث عليه الصلاة والسلام بكلام خطير ودقيق وهام عن الخلافة
أنه لا يعطي الإمارة من سألهاء وأشياء كثيرة قبل أن يأتي العباس إلى المدينة
بينما لم يتحدث عليه السلام عن شخص بعينه يجب أن يتولى من بعده؛ مما يعني
أنه سيترك للأمة أمر انتخاب الأصلح والأنسب والصحابة رغم عدالتهم وجهادهم
يظلون بشرا لهم وجهات نظر مختلفة؛ وآراء مختلفة؛ ومواهب مختلفة؛ ومزايا مختلفة؛
بالأمة كلها ودون أن يسمى للإمامة أو يقدم طلباً لها
1116-6 صحيح البخاري )١(
لكن شيثاً ما يكدر صفو هذا التصر على أبي بكر ذلك هو والده الشيخ الطاعن
في السن والعمى والشرك فأين هو الآن؟
أين والد الصديق
في الوقت الذي كلف النبي يَةٍ أبا بكر بالإشراف على الخيل كان والده يرقبه
من بعيد رغم أنه أعمى؛ وبصحبته طفلة هي أصفر أخوات أبي بكر الصديق وذلك
«لما وقف رسول الله كَةٍ بذي طوى قال أبو قحافة لأصفر بناته: أظهريني على الجبل
وكان يومئذ أعمى
-يعني الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها- وكان الوازع يومئذ أبو بكر ابن أبي قحافة
من العقد بالنسبة للعباس ابن عبد المطلب هناك قريش وأهل مكة؛ لكن يبدو أن أبا
يظللها نفوذه وتخضع لكلمته؛ وها هو اليوم لا يملك نفوذاً ولا كلمة فأراد العباس أن
صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا َبَلَ لكم به فمن
دخل دار أبي سفيان فهو آمن
فبئس من طليعة قوم
يحيى بن عباد عن أبيه عن اسماء بنت أبي بكر وقد مر معنا ٠
تقول عائشة ويقول ابن عباس رضي الله عنهما «لما نزل برسول الله جَةٍ طفق
الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعمواء'
فبعد وفاة أي نبي تزداد العاطفة؛ وتجيش المشاعر فتطيش بدعاً وخرافات
وزخارف ومزارات حتى يتحول ضريحه من قبر إلى وثن يطاف به ويتمسح ويستقبل,
وتشد الرحال إليه؛ ويذبح عنده وتحيط به السرج والشموع والمصابيح,؛ ويطلى بالذهب
ويرصع بالجواهر وفي النهاية ينصرف الناس عن الخالق ليتعلقوا بمخلوق لا يملك
خلال أكثر من عشرين عاماً؛ ويتسرب الشرك من جديد؛ لكن بدلاً من عبادة الصتم
أبو بكر في الناس العصر والمغرب والعشاء والفجرء والناس يترددون على المسجد؛ وفي
الطرقات وفي الأسواق فلا يرون حبيبهم ونبيهم فيهاء فيزداد شوقهم وحزنهم حتى:
جاء يوم الأحد
صحيح البخاري اسخدا )١(
كانت عائشة الوفية هناك ماخوذة بهذا المشهد الحزين المبتسم هذا المشهد
ثم أسر إليها حديثاً فضحكت فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن
فقال أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة؛ أو نساء المؤمنين؟ فضحكت
حفظت عائشة منزلة فاطمة عليها السلام؛ حين امتزجت مشاعر الحزن بالسرور
كان يفعل بالأمس إلى المسجد ينظران إليه وينظر إليهما؛ لكنه لا يستطيع اكثر من
التبسم في وجهيهما العذبين أي حزن يطوف بتلك الأعين البريئة وأي أسئلة أبكت
أمهما وهي في طريقها إلى بيتها هل ستعود تلك الأيام الجميلة المفعمة بالمرح والفرح
تبكي فاطمة ويقبل الليل ويخيم الحزن على المدينة؛ وتعاود الآلام حبيبها وناشر
١7771 صحيح البخاري ج: ص: )١(
11١6-: صحيح البخاري )١(
ويدخل فجريوم الإثنين
ويصلى أبو بكر بالمؤمتين الفجرء فيحدث شيء مفرح كاد معه المصلون أن يفتنوا
في صلاتهم فبينما كان أبو بكر خاشعا في صلاته ارتفع الستر الذي على يساره وهو
إذا كان يوم الإثنين وهم صفوف في الصلاة؛ فكشف النبي جةٍ ستر الحجرة ينظر
إلينا وهو قائم كان وجهه ورقة مصحف ثم تبسم يضحك فهممنا أن نفتتن من الفرح
وأرخى السترءا' وعاد إلى فراشه فصلى الفجر؛ ثم ضعف ضعف:
الموت
الله جةٍ جمل يبسط رجلا ويقبض أخرى ويبسط يدا ويقبض أخرى
قال رسول الله كَل أي بنية لا كرب على أبيك بعد اليوم»!" ثم رفع طرفه إلى
١178 عبيد الله بن عمر القواريري وشيخه ثقتان ثبتان التقريب 777 و