إلى الصديق
بندر سعيد آل جلالة.
بذل من وقته وجهده الكثير
الوعي يصنع الواقع...
وأنت من يصنع الوعي !
سمعت من كتاب الله عز وجل.
سمع صحيح وعقل رجيح وهذا عام في كل من فهم ووعى.
والوعي كما عرفه علماء النفس هو : شعور الكائن الحي بنفسه؛ وما
وتعرف الموسوعة الفلسفية "مفهوم الوعي" بوصفه حالة عقلية من
اليقظة؛ يُدرك فيها الإنسان نفسه وعلاقاته بما حوله من زمان ومكان
والحديث عنه مع ارتباطه بعدد من القضاياء فتسمع بالوعي الذاتي»
والحقيقة أن الوعي محصلة لعمليات ذهنية وشعورية معقدة؛ فالتفكير
وحده لا يتفرد بتشكيل الوعي؛ بل للحدس والخيال والمشاعر تأثير؛ كما
إيقاظ الوعي
يتشكل أيضا من تلك المبادئ والقيم والمفاهيم التي نمتلكها وهو بذلك
يعمل على نحو معقد؛ ونتيجة هذا العمل فالاختلاف بين شخص وآخر
وارد؛ وبإمكاننا أن نقول أن لكل شخص وعي خاص به؛ بناء على
اختلافنا في ما نمتلك من قيم ومفاهيم ومعارف.
هذه المكونات التي تكون الوعي لديناء لا تظهر بشكل جلي لتظهر
العقل وفهمها وارتضى لها البقاء لأنها تعمل بشكل خفي لا نشعر به؛
فالفرق واضح بين شخص يتعلم أن يقود سيارة لأول مرة وآخر يقودها
بسهولة ومن حيث لا يشعر؛ لأن المعرفة المطلوبة
منه يمارسها بعفوية ومن دون وعي وإدراك. بينما الذي لتوه يتعلم نجده
ة أصبحت جزء
والوعي هنا هو هذه الوصلة بين ما نستخدمه من مفاهيم ومعارف
ومشاعر وبين الواقع المعاش؛ فهو يسلط الضوء عليها وينظمها
كان للمطالبة بالوعي أهميته؛ فمضينا في الحياة وما نتلقاه منها سواء من
بقاظ الوعي
قيم تشكلت لدينا منذ صغرنا أو مبادئ زرعتها فينا البيئة أو معارف
تألفه ونحاول المحافظة عليه والدفاع عنه ومن النادر أن نذهب لنفتش
فيه ليأتي الوعي هنا ويحاول تنظيم كل ما اكتسبناه؛ وهو بذلك ينظم جزء
يسيرا وتنظيمه ليس إعادة ترتيب وحسب؛ بل حذف وإلغاء وإضافة. فبقدر
ما إن الوعي هو معرفة المرء بوجوده وإدراكه لأفكاره ومشاعره؛ فإنه حين
تتسع دائرة وعي الإنسان ويركز عليها؛ سيصبح مدركاً لمحيطه؛ وزمانه»
وما فيه من مصادر السرور وبواعث الحزن والاكتئاب» كما يصبح مدركاً
للفرص والتحديات والإمكانات المتوفرة في ذلك المحيط.
فأنت لا ترى الفندق فقط»؛ بل ترى ما بجوار الفندق من مواقف وسيارات
و محلات تجارية وما تحيطه عينيك» ولكن لو سألك أحدهم ما اسم
الفندق لركزت نظرك وبحثت عن اللافتة القي تحمل اسمه؛ هذه اللحظة
تشبه إلى حد كبير تسليط الوعي على القضايا المهمة والمحورية التي
تخصنا. فنحن نركز في أمر ما لهدف ما باستخدام وسائل معينة يختارها
الوعي وتناسب ما نريد بلوغه.
إيقاظ الوعي
يركز في هذه المادة لهدف النجاح ويستخدم وسائل معينة تعينه على
تسعفه لأن تبقى المعلومة بمجرد أن يقرأ أكثر من مرة؛ وبعضهم يحب أن
يكتب في ورقة المعلومات المهمة؛ والبعض يفضل بعد أن ينهي جزء
ليضع خطوطا.... كل ذلك وغيره الكثير يساهم في النهاية بفهم المادة
وحفظها لتحقيق درجة مرضية في الاختبار. ولو لا حظنا بأن هذه الوسائل
كلها جيدة ومفيدة ولكن ليس بالضرورة أن تناسب كل الطلاب؛ لأن لكل
شخص صبغة وعليه أن يبحث عما يلائمه. قضية البحث هذه هي عين
لي؛ وقضية " أن أعي " يعني الأفضل لي بناء على ما أملك من قدرات
وإمكانات وما ينفعني؛ والحقيقة أن هذا الأمر ليس بالسهولة واليسر
لأعرف أفضل الوسائل» ليس بالأمر الهين؛ ولذلك كان الوعي كل معقد»
إيقاظ الوعي
الوعي مرتبكا
قوة وضعف؛ ونشاط وخمول: فهو في تقلبات والوعي كذلك؛ فالإنسان
لن يكون واعيا لكل ما يدور ويحيط به؛ ولن يكون على نفس القدر من
الجهد وبذل الطاقة متى ما أراد» فالوعي ومضات يقوى ويضعف؛ وليس
عبدالله باهمام: ( وافتراض المنطقية والعقلانية والوعي في كل تصرفات
الإنسان غير صحيح البتة؛ فالمتلقي يتلقى معلوماته بوعي؛ وكثير من
معلوماته بلا وعي؛ فنحن لا نحب أو تأكل بالضرورة ما نحن مقتنعون أنه
أفيد؛ ونحن لا نكره بالضرورة ما نعتقد أن مضر لناء بل كثير من
التصورات التراكمية في النفوس ترجع إلى أمور أفكار غير واعية؛ فقد
أكون أعرف فساد فيلم ثم أستمر بمشاهدته؛ وأعرف سوء صاحب استمر
بمصاحبته؛ وأعرف أن ثمن الذل أكبر من ثمن العزة؛ وأستمر أتجرع كأاس
وعي منا ).
إيقاظ الوعي
لذلك ليس من المنطقي أن نطالب بأن نبقى واعين باستمرار» بل أن
عدا ذلك نجاهد ونبذل ما نستطيع؛ ويمكننا أيضا أن نتفقد أنفسنا بالبحث
والتنقيب من فترة لأخرى.
وقوة الوعي تحتاج طاقة؛ وهي الأفضل لناء فإما أن نسلم أنفسنا لكل
يحدث من دون وعي؛ وهو الأسهل ولكن علينا أن تدفع ضريبة ذلك.
تقصد بمكونات الوعي تلك الأدوات الي تشكل وعينا وتساهم في
الأحداث ونعلق على الأمور. ومن أهم هذه المكونات: المعرفة واللغة
والمفاهيم والمبادئ والقيم واتساع الخيال وما نمتلكه من نظم تفكير ومن
أفكار فاعلة وما مر علينا من تجارب في الحياة... كل ذلك يكون الوعي
إيقاظ الوعي
والنقاش وما يثيره من أسئلة أحد وساثل استخدام الوعي- فهم إن اتفقوا
في المعرفة فسيختلفون في المفاهيم التي يرون بها الموضوع. وان اتفقوا
في المفاهيم فسيختلفون في المبادئ» وإن اتفقوا فسيختلفون في طرق
وتعارض وتوافق. وتأثير مكونات الوعي يظهر جليا في ذلك. ولمزيد من
التوضيح لو طرح أحدهم موضوع طبي معين في مجلس عام وبينهم
طبيب» وبدأ الناس في تبادل الكلام والنقاش عن الأسباب وطرق العلاج
المعرفة؛ فمعرفته حول الموضوع ورؤيته له ستختلف عن غيره؛ ولكن لو
كان الموضوع يتعلق بشأن آخر ولم يكن لهذا الطبيب معرفة به ؛ فإنه هنا
مثل غيره. وإن كان هذا متعلق بالمعرفة وقربها للتخصص في شأن ماء
فإن مفاهيمنا وطرق تفكيرنا وقدرتنا على تخيل العواقب أمور غير
كلما ازداد تحسن محاكمتنا العقلية ورؤيتنا للحياة.